التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع | اليمن: أزمات داخلية وسط مشهد إقليمي ملتهب

الوضع في ميناء رأس عيسى للوقود في اليمن بعد الهجمات الأمريكية في أبريل 2025 / صورة: رويترز

13-06-2025 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

حصاد الأسبوع (07 - 13 يوليو)


شهدت الساحة السياسية اليمنية هذا الأسبوع تفاعلات متداخلة داخليًا ودوليًا، طغى عليها التوتر الإقليمي المرتبط بالتصعيد بين الحوثيين وإسرائيل تزامنا مع شن إسرائيل ضربات عنيفة على إيران، إلى جانب تحذيرات أممية ودولية بشأن مستقبل العملية السياسية في البلاد.


وفي حضرموت، عقدت قبائل سيبان اجتماعًا طارئًا ناقشت فيه مساعي حلف قبائل حضرموت التابع للشيخ بن حبريش لإنشاء معسكر عسكري في منطقة تتبع قبيلة العصارنة. واعتبرت قبائل سيبان أن هذه الخطوة تمثل مساسًا بكيانها المجتمعي، مطالبة بوقف المشروع فورًا.


دبلوماسيًا، أعربت وزارة الخارجية اليمنية عن قلقها إزاء قرار الإدارة الأمريكية الأخير بتقييد دخول اليمنيين إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن له تداعيات إنسانية وتعليمية واجتماعية كبيرة، وداعية واشنطن إلى إعادة النظر في القرار، واستثناء اليمنيين منه في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.


وفي سياق التصعيد الإقليمي، شنّت إسرائيل فجر الجمعة عملية عسكرية واسعة استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران، بينها منشآت عسكرية ونووية قرب أصفهان وطهران وتبريز، قالت إنها تُستخدم لتصنيع طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية. ووفقًا لتقارير إيرانية وإسرائيلية، أسفرت الضربات عن مقتل العديد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، بينهم رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى ستة علماء نووين. وهددت إيران من ناحيتها بانتقام مؤلم ضد إسرائيل. 


وفي حين لم تعلّق الحكومة اليمنية حتى الآن على الهجوم الإسرائيلي ضد طهران، أدانت جماعة الحوثي الهجوم بشدة، واعتبرته "عدواناً غاشماً وسافراً" على دولة ذات سيادة، محملةً الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد. وأكدت دعمها الكامل لحق إيران في الرد والدفاع عن سيادتها وبرنامجها النووي السلمي.



الوضع الاقتصادي والإنساني: تحذيرات دولية وأزمة غاز في عدن


في العاصمة عدن، دخلت أزمة الغاز المنزلي مرحلة حرجة، رغم تأكيد الشركة اليمنية للغاز إرسال 368 مقطورة خلال مايو و98 مقطورة خلال يونيو. وأرجعت الشركة استمرار الأزمة إلى سوء الإدارة وغياب الرقابة المحلية على التوزيع، مطالبة بتدخل السلطات لتنظيم الآلية وتفادي أزمات مستقبلية. وعلى عكس ذلك، قال مندوب الغاز في عدن في تصريحات صحفية أنّ مأرب لم ترسل أي مقطورات غاز خلال الأسبوع الأول من يونيو. 


اقتصاديًا، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من تدهور مرتقب في الأمن الغذائي في اليمن، حيث يعاني أكثر من 25% من الأسر النازحة في محافظات عدن، لحج، مأرب وتعز من مستويات حرمان غذائي حاد. وأكد تقرير مشترك مع وحدة إدارة مخيمات النازحين الحكومية أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور حتى سبتمبر المقبل، ما يهدد الاستقرار المعيشي في مناطق سيطرة الحكومة.


وفي محافظة الضالع، تسعى جماعة الحوثي لإنشاء ما يسمى بـ"ميناء بري" في دمت، وهو في الواقع نقطة جمركية جديدة لفرض جبايات إضافية على البضائع، ما أثار استياءًا قبليًا وشعبيًا وُصف بأنه "نهب علني". 


وفي صنعاء، صادرت الجماعة ممتلكات تابعة لمنظمة "رعاية الأطفال" الدولية بعد إغلاق مكاتبها في مناطق الحوثيين، وتشمل الممتلكات المصادرة سيارات ومولدات وأدوية وأجهزة إلكترونية. وأدان وزير الإعلام اليمني هذه الخطوة، مؤكدًا أن قيمة الأصول المصادرة تصل إلى 4 ملايين دولار، وداعيًا المنظمات الإغاثية لنقل مقراتها إلى عدن.



التصعيد الحوثي – الإسرائيلي والتوتر الإقليمي


أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الإثنين، تنفيذه ضربات عسكرية استهدفت ميناء الحُديدة غرب اليمن، باستخدام قواته البحرية لأول مرة، ضمن رد على هجمات صاروخية شنتها جماعة الحوثي على إسرائيل. وأوضح أن العملية استهدفت منشآت تُستخدم لنقل الأسلحة، ضمن جهود "لإضعاف أنشطة إرهابية". ورصد مركز سوث24 إطلاق الحوثيين 4 صواريخ باتجاه إسرائيل خلال هذا الأسبوع، لم تصل أهدافها. بينما أعلن زعيم الحوثيين أنّهم أطلقوا نحو 11 صاروخا وطائرة مسيرة على إسرائيل في نفس الأسبوع.


في المقابل، قلل القيادي الحوثي نصر الدين عامر من أثر الضربات على الحديدة، مؤكداً استمرار عمليات الحوثيين ضد إسرائيل، بينما توعد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، برد "واسع النطاق وفي اتجاهات مختلفة".


وأثار التصعيد قلقًا أمميًا، حيث وصف المبعوث الأممي هانس غروندبرغ الضربات بأنها "خطيرة"، محذرًا من انزلاق اليمن مجددًا إلى واجهة التصعيد الإقليمي، وداعيًا إلى استئناف العملية السياسية ورفض الإجراءات الأحادية، بما فيها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.


وأكد مندوب اليمن الدائم في الأمم المتحدة على الحاجة لتحرك دولي أكثر صرامة تجاه استهداف المدنيين من قبل الحوثيين.


وفي ملف منفصل، عبّر قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا عن قلقه من تنامي التعاون بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية، معتبرًا ذلك تهديدًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.


في السياق ذاته، أصدرت هيئة التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) تحذيرًا للسفن التجارية بالقرب من ميناء الحديدة، داعية إلى تقييم العمليات بسبب المخاطر العسكرية المتزايدة.


وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، دعا غروندبرغ إلى الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين، وأدان استهداف المنشآت المدنية، مطالبًا بتمكين الحكومة المعترف بها دوليا من تصدير النفط وتسهيل دخول المساعدات. كما شدد على حماية الحيز المدني وحق التظاهر، ومعالجة ملف الأسرى، والحفاظ على التهدئة في البحر الأحمر.


من جهة أخرى، أفاد موقع ACLED بأن الولايات المتحدة نفذت 461 غارة جوية ضد مواقع حوثية، أدت إلى مقتل 384 مقاتلًا و131 مدنيًا. واعتبر التقرير أن استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل يهدد اتفاق وقف إطلاق النار غير المعلن الذي دخل حيّز التنفيذ في 6 مايو، مع تحذير من احتمالية انهياره وعودة العمليات العسكرية الموسعة.


وفي تطور أمني حساس، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن توقيف قيادي حوثي بتهمة التخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي. من جهتها، أكدت السفارة اليمنية في بيروت أن الموقوف لا يحمل صفة رسمية أو دبلوماسية، ووصفت ادعاءاته بالتواصل مع السفارة بأنها "غير مدعومة بوثائق رسمية". وقالت صحيفة الشرق الأوسط أنّ الموقوف تم تقديمة للنيابة العسكرية في لبنان للمحاكمة.




الوضع الأمني والعسكري المحلي: إحباط تهريب مخدرات من صنعاء


أعلنت السلطات الأمنية في معبر الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، يوم الأربعاء، عن إحباط محاولة تهريب ضخمة تضمنت 1,005,300 حبة مخدرة، كانت مخبأة بإحكام على سطح شاحنة مبردة. وكشفت التحقيقات الأولية أن الشحنة تعود إلى شبكة تهريب مقرها صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وكان من المقرر تسليمها في منطقة الشرورة داخل السعودية.


وفي محافظة البيضاء، أقدم مسلح يعاني من اضطرابات نفسية يوم الأحد على إطلاق النار داخل مسجد بمنطقة العرش برداع، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين.


وفي مأرب، أسقطت الدفاعات الجوية مسيّرة حوثية في أجواء منطقة الخبايا بمديرية حريب. وفي لحج، شنّت طائرات مسيّرة تابعة للحوثيين هجمات استهدفت مناطق مدنية ومواقع للقوات الجنوبية في منطقة الحد بيافع.


وفي العاصمة عدن، تمكّنت قوات مكافحة المخدرات التابعة للحزام الأمني من ضبط متهم بترويج الحشيش للأطفال في مديرية المنصورة. كما عُثر يوم الاثنين على جثة عقيد سابق في الجيش داخل منزل أحد أقاربه في عدن، في ظروف غامضة.


وفي الحديدة، نفذت حملة أمنية في منطقة ذو باب أسفرت عن ضبط ستة مهربين وتحرير 177 مهاجرًا غير شرعي كانوا محتجزين.


أما في أبين، فقد دمرت القوات الجنوبية يوم الثلاثاء موقعًا حوثيًا لإطلاق المسيّرات في جبهة ثرة، مُوقعة خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين. وفي شبوة، عُثر على جثة جندي من قوات العمالقة في مديرية عزان بعد مقتله برصاص مجهولين، كما قُتل شخص آخر في عتق، مما دفع قوات دفاع شبوة لتنفيذ حملة تفتيش واسعة.


وفي مديرية خور مكسر بعدن، فككت قوات الحزام الأمني عبوات ناسفة معدّة للتفجير يوم الأربعاء. وفي اليوم نفسه، استشهد جندي وأصيب آخر من قوات العمالقة في مواجهات مع الحوثيين بجبهة بيحان، في محافظة شبوة.


وفي لحج، توفي أربعة أشخاص من أبناء يافع داخل سيارة تعمل بالغاز في مديرية الملاح، حيث كشف الطب الشرعي لاحقًا أن سبب الوفاة كان اختناقًا بغاز أول أكسيد الكربون.


واختُتم الأسبوع يوم الخميس بإعلان وزارة الداخلية اليمنية ضبط 150 مهاجرًا أفريقيًا غير شرعي بعد وصولهم إلى سواحل محافظة شبوة.





لقراءة تفاصيل أوسع باللغة الإنجليزية:
Yemen's Embassy in Beirut Denies Any Official Affiliation with Arrested “Mossad Agent”
Yemeni Authorities Foil Attempt to Smuggle Over One Million Narcotic Pills to Saudi Arabia
UN warns that Yemen's hunger crisis will worsen over the next few months
Israel Launches First Naval Attack on Houthi Targets in Hodeidah Port
Tribal Tensions Rise in Hadramout Over Attempt to Establish Armed Tribal Camp




صحفية ومحررة بمركز سوث24 للأخبار والدراسات

- حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها مركز سوث24 لتغطية أهم التطورات في الملف اليمني خلال أسبوع

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا