عربي

لماذا لا ينبغى تصنيف قطر كـ حليف للولايات المتحدة؟

25-09-2020 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| ترجمة خاصة


قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي تيموثي ليندركينغ إنّ الولايات المتحدة تأمل في المضي قدماً في تصنيف قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو. يوفّر هذا الوضع فوائد للولايات المتحدة في التجارة الدفاعية والتعاون الأمني.

على وجه التحديد، تمنح حالة "الحليف الرئيسي من خارج الناتو" للدولة إمكانية الوصول التفضيلي إلى المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية، بما في ذلك المواد الفائضة المجانية، ومعالجة الصادرات المعجلّة والتعاون ذي الأولوية في التدريب. حاليا، 17 دولة لديها وضع "حليف من خارج الناتو"، بما في ذلك دول الخليج العربية الكويت والبحرين.

ربما يعكس الاعتبار الأمريكي لوضع قطر حليف من خارج الناتو، المصالح المحلية والشركات: الرغبة في بيع الأسلحة لواحدة من أغنى البلدان في العالم. لكنّ هذا يمنح الاعتبارات المحلية امتيازًا على اعتبارات السياسة الخارجية طويلة المدى، أي أهمية تعزيز الحلفاء ضد الأعداء.

لن يكون من الحكمة اتخاذ قرار أمريكي بتعيين قطر كدولة حليفة من خارج الناتو. على الرغم من أنّ قطر تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة، إلا أنّها لا تستحق أن تُعتبر حليفاً حقيقياً لأمريكا.

قطر تنفق مبالغ طائلة في دعم منهجي للأنشطة الشائنة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفروعها في جميع أنحاء العالم. جماعة الإخوان المسلمين منظمة معادية للغرب ومعادية للديمقراطية. تموّل قطر أيضًا العديد من الجماعات الجهادية، وقد أُدين العديد من المواطنين القطريين بأنشطة إرهابية إقليمية.


"قطر تنفق مبالغ طائلة في دعم منهجي للأنشطة الشائنة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفروعها في جميع أنحاء العالم"


كما تستخدم قطر شبكة تلفزيون الجزيرة المؤثّرة لتقويض استقرار جيرانها العرب الموالين للغرب. استنتجت الولايات المتحدة مؤخراً أنّ الجزيرة ليست وسيلة إعلامية، لكنّها جماعة ضغط. فيما يتعلق بما يسمى "الربيع العربي"، أثارت الجزيرة الأزمات. اليوم، تسعى قطر إلى تقويض نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (نظام وضع حداً للرئاسة الخطيرة التي يدعمها الإخوان المسلمون لمحمد مرسي).

ليس من المستغرب أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر فرضت حصاراً على قطر منذ عام 2017، في محاولة لكبح السلوك التخريبي للدوحة، ولكن دون جدوى.

لذلك طلبت قطر المساعدة التركية، ونشرت تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان (والمرتبطة أيضًا بجماعة الإخوان المسلمين) 5000 جندي على أراضي قطر من أجل الدفاع عن المشيخة. علاوة على ذلك، دعمت قطر سياسة أردوغان الخارجية المغامرة التي تحركها دوافع عثمانية وإسلامية.

ساعدت قطر أردوغان في التغلّب على الصعوبات الاقتصادية في السنوات الأخيرة. تموّل قطر أيضاً التدخل التركي في الحرب الأهلية في ليبيا (إلى جانب حكومة طرابلس، التي تشتهر صلاتها بالإسلاميين) ضد مصر، التي تدعم الأطراف الأخرى في ليبيا.


"تستخدم قطر شبكة تلفزيون الجزيرة المؤثّرة لتقويض استقرار جيرانها العرب الموالين للغرب"


سعيًا لاستقرار قصير الأجل، سمحت إسرائيل لقطر بتقديم الأموال بانتظام للحفاظ على حكم حماس في غزة. حماس هي الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين.. (.)

بشكلٍ عام، فشلت الولايات المتحدة في تمييز ظهور محور غير جديد تماماً مناهض للغرب في الشرق الأوسط، يتألف من تركيا وقطر. هذا اصطفاف سني راديكالي خطير.

عارض كلا البلدين اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. كلا البلدين يحاولان تقويض استقرار مصر. (الاستقرار في مصر مصلحة أمريكية أساسية). تدعم أنقرة والدوحة حماس علانية وتُسهّل التعاون بين حزب الله وحماس. تؤدّي الإجراءات التركية والقطرية إلى تفاقم التوترات داخل حلف شمال الأطلسي التي يمُكن أن تتحول إلى مواجهات عسكرية يونانية تركية وفرنسية تركية.

هناك مؤشّرات على أنّ السنّة المتطرفين يقتربون من الراديكاليين الشيعة بقيادة إيران. كانت قطر تتعامل مع إيران لبعض الوقت. أحد المؤشرات على ذلك هو أنّ الخطوط الجوية القطرية كانت الناقل الأجنبي الوحيد الذي هبط في إيران خلال الأشهر الستة الماضية. لذلك، يجب على المرء أن يشعر بالقلق من أنّ الأسلحة الأمريكية المباعة إلى قطر قد يتم توفيرها لإيران، مما يهدد القوات الأمريكية في المنطقة.


"تؤدّي الإجراءات التركية والقطرية إلى تفاقم التوترات داخل حلف شمال الأطلسي التي يمُكن أن تتحول إلى مواجهات عسكرية"


يُشار إلى أنّ تركيا تتحايل منذ سنوات على العقوبات الأمريكية على إيران. لقد ساعدت داعش بعدة طرق، لا سيما عندما كان الأكراد معارضين لداعش. تشترك أنقرة في نفس المصالح مع طهران في سوريا؛ إنّها تسعى إلى دولة سورية منشقة، ذات سلطة مركزية ضعيفة وحتى أكراد أضعف.

اعتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بحماقة أنّ جماعة الإخوان المسلمين يُمكن أن تكون قوة مؤيدة للديمقراطية في السياسة العربية. كما تغازل الولايات المتحدة الراديكاليين السنة، بما في ذلك تركيا في عهد أردوغان. واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة أوباما المتمثلة في الانسحاب من الشرق الأوسط، وهو اتجاه سمح بقدر أكبر من حرية التصرف للجهات الفاعلة الإقليمية. استفادت تركيا وقطر من الظروف الجديدة للخروج عن التفضيلات الأمريكية.

وبدلاً من دعم جهود حلفائها الخليجيين للضغط على قطر لاتخاذ سلوك مسؤول، ترى واشنطن أنّ الخلاف السعودي القطري يمثّل تهديدًا لاحتواء إيران. لقد حاولت التوسط دون نجاح يذكر. وبالمثل، تغاضت واشنطن عن الخطأ عن الأذى التركي ضد حلفاء أمريكا التقليديين في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط.

يجب على واشنطن إجراء مراجعة عاجلة لعلاقاتها مع هذين الفاعلين في الشرق الأوسط، وهما قطر وتركيا. أمريكا بحاجة إلى أن تكون قادرة على تمييز الصديق من العدو. في هذا الصدد، فإن منح مركز حليف من خارج الناتو لقطر سيكون خطأ فادحا.


-إفرايم إينبار: رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن

- الترجمة والنقيح: سوث24 للأخبار والدراسات

- المصدر الأصلي بالإنجليزية: أورشليم بوست


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا