التقارير الخاصة

سلاح العوبان البيولوجي.. المخدرّات تهدد أرواح جنود الشرعية في أبين!

19-06-2020 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| زنجبار


لجأت أطراف عسكرية وأمنية تتبع الحكومة اليمنية، التي تقود ميليشيات مسلحة للإخوان المسلمين في منطقة شقرة بمحافظة أبين، جنوب اليمن، إلى السماح بانتشار شبكات تجارة الحبوب المخدرة والحشيش بين منتسبيها والتورط المباشر في حمايتها، حسب مصادر وثيقة تحدثت لـ سوث24 الجمعة، ورفضت كشف هويتها.


وتخوض ميليشيات الإخوان المسلمين التابعة للأجهزة الأمنية والعسكرية للحكومة اليمنية في أبين، معظمها قادمة من مناطق عسكرية في شمال اليمن، حربا منذ 11 مايو الماضي، ضد القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مناطق الشيخ سالم والطرية بذات المحافظة، تلقّت الأولى على أثرها هزائم عسكرية متتالية، دفعت العشرات من منتسبي هذه القوات للفرار أو الانشقاق عنها.


شبكات باسم الدولة


وقالت المصادر المطلعة لـ "سوث24" أنّ صلاح العوبان، نجل شقيق العقيد محمد العوبان، قائد ما تسمى القوات الخاصة بمحافظة أبين، أحد الذين يديرون شبكة تجارة الحبوب المخدرة في صفوف القوات الحكومية والميليشيات التي تقاتل إلى صفها بمنطقة شقرة.


وبحسب المصادر فإن أكثر الأشخاص تعاطياً للحبوب المخدرة هم مرافقي العقيد العوبان وجنوده من الفتية المراهقين.


وقالت المصادر لـ سوث24: أن اكتشاف هذه الشبكة تم بصورة كبيرة عقب وقوع حادثة إطلاق نار من قبل أحد جنود العوبان على زملائه يوم 13 يونيو الجاري، أسفرت عن سقوط ضحايا، بينهم السائق الشخصي لقائد القوات الخاصة (سامي الحوتري)، نُقل على أثرها للعلاج بمستشفى عتق بمحافظة شبوة إلى الشرق من أبين.


وأشارت المصادر أن واقعة إطلاق النار تم تقييد صاحبها في السجلات الأمنية على أنه مصاب بحالة نفسية، وهو الأمر الذي نفته بشدة، ورجّحت أن تعاطي الحبوب المخدرة السبب وراء ذلك.


سلاح بيولوجي


وأثارت الواقعة، بحسب مصادر سوث24، خشية واسعة لدى أهالي بعض الجنود بأبين، الذين لا يزالون يتبعون العقيد العسكري في القوات الخاصة، من أن تهدد مثل هذه الشبكات حياة ومستقبل أبنائهم المراهقين. 


ويرى مراقبون أن لجوء العقيد العوبان والمتورطين بتجارة الممنوعات داخل صفوف القوات الحكومية، هو استغلال خطر لهذه المواد الممنوعة كسلاح بيولوجي فعّال يهدف بالدفع بالفتية والشباب للقتال بدون وعي، وتعريض حياتهم للخطر في خطوط النار الأمامية.


> مصادر: لجوء العقيد العوبان لتجارة الممنوعات داخل صفوف القوات الحكومية، استغلال خطر لهذه المواد الممنوعة كسلاح بيولوجي فعّال يهدف بالدفع بالفتية والشباب للقتال

وفي حين قد تمنح هذه المواد المخدرة صاحبها الجرأة للإقدام على القتال، لكنها مقابل ذلك تفقده حس المقاتل المحترف وإدراكه الطبيعي للمخاطر، تكون نتائجها عكسية وخطرة، يذهب ضحيتها بدرجة أساسية الشباب والمراهقين الذين تستغلهم الأجهزة الحكومية في قتال، وصفته قوى وطنية جنوبية بـ "العبثي"، ويهدد تدمير مقدّرات الجنوب البشرية.


مصدر للمال


وقد تشكّل مثل هذه الشبكات مصدر مالي كبير لبعض قيادة ميليشيات الإخوان المسلمين، وهو أسلوب متبع وبارز استخدمه تنظيم القاعدة في دول مثل اليمن وأفغانستان والمغرب العربي، كما يشير لذلك الباحث المتخصص في تمويل الإرهاب في الخزانة الأمريكية مايكل جاكوبسون.


وقبل اندلاع المواجهات في أبين كانت نقطة دوفس التابعة للحزام الأمني قد ضبط لمرات عديد شحنات مخدرات وحشيش بالأطنان، كانت بعضها قادمة من مناطق تقع تحت سيطرة القوات الخاصة التي يقودها العوبان ومن محافظة مأرب، شمال شرق اليمن.


وضبطت قوات الحزام الأمني، في فبراير الماضي، في نقطة دوفس، بمحافظة أبين، 80 كيلو جرام من مادة الحشيش المخدرة، في طريقها إلى العاصمة عدن، اعترف سائقها بنقل المخدرات من محافظة مأرب وتسليمها في عدن، بحسب موقع المشهد العربي.


وكانت قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، تمكنت السبت الماضي، من ضبط شحنة مخدرات على متن قارب قبالة جزيرة حنيش، حسب ما أفاد مركز إعلام ألوية العمالقة الجنوبية.


تهديد للسلوك


ويؤثر ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات على صحة المتعاطين على المدى الطويل وعلى المعنويات المنخفضة بالفعل في بلد يعاني أكثر من نصف شبابه من البطالة، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 


كما يفرض ذلك ضغطاً إضافياً على الحكومة الشرعية التي تتشظى قواتها العسكرية بصورة مستمرة، وباتت تتصرف بصورة خارجة عن إطار القانون الدولي للحروب، كما يشير لذلك المركز الاستشاري لحقوق الإنسان في جنيف، الذي وصف الانتهاكات التي مارستها قواتها في مديرية نصاب بشبوة الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء، بأنها "جرائم ضد الإنسانية".


 - سوث 24 يكفل للجهات الوارد ذكرها في هذا التقرير حق الرد


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا