التقارير الخاصة

تسريبات رويترز.. هل تُحاول السعودية إيقاف انهيار الشرعية؟

18-06-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| بدر محمد


قراءة موقف
سرّبت
وكالة رويترز العالمية ما وصفته بـ  "مقترح سعودي" لحل الأزمة بين طرفي الاصطفاف المناهض لجماعة الحوثيين الانقلابية إلى جانب التحالف العربي.  الطرف الحكومي الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين والطرف الجنوبي المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أسبوع حافل بالخسائر العسكرية التي تلقتها الحكومة لصالح الحوثيين في مأرب شمالاً وأخرى جنوباً في كل من شبوة وأبين محفوفة بخروج الوضع عن السيطرة الحكومية.


تلقف الجنوبيون مضامين التسريب بسخط شعبي واضح رآها منحرفة ومجحفة بحقهم، عمّقت من ذلك "قناة العربية" أكثر بتناولها التسريب بانحراف أكبر عن رويترز. وهو الأمر الذي استدعى الرد الرسمي من قبل الانتقالي الجنوبي، على لسان دائرة شؤونه الخارجية، التي نفت صحة التسريبات أو أي مقترح سعودي.


نفي جنوبي وصمت حكومي


كما نفت دائرة الخارجية للمجلس في تغريدة على تويتر، ، توصّل "المجلس لأي اتفاقات حتى اللحظة، في ظل رفض الشرعية تنفيذ التزاماتها وعلى رأس ذلك تغيير الحكومة، والانسحابات الفورية من أبين وشبوة."




الطرف الحكومي التزم الصمت حتى هذه اللحظة، الأمر الذي اعتبره البعض "السكوت علامة الرضى"، باستثناء تغريدة نشرها مدير مكتب الرئيس اليمني الذي ينتمي لإخوان اليمن، عبد الله العليمي، قال فيها أن "الجهود المخلصة والصادقة والكبيرة التي تقدمها قيادة المملكة لأجل أمن واستقرار اليمن واستعادة دولته محل ترحيب وثقة وتقدير لدى كل اليمنيين قيادة وشعباً."


جواز مرور


مراقبون رأوا ذلك محاولة سعودية لتجنيب الجانب الحكومي الشعور بالانهيار الكلي لموقفه على الأرض، الذي يتداعى شيئا فشيئا. فضلا أنّ تغطّي السعودية بالورقة الحكومية بصفتها جواز مرور وتدخل، هو ما قد يدفعها إلى تبني هكذا حل. خلف هذه الصورة السعودية القلقة تبدو الصورة الحكومية الضاحكة وهي تحوّل انحسارها العسكري في مأرب شمالاً إلى ورقة ضغط تمكّنها من الحصول على مكاسب جنوباً.


يمتد القلق السعودي والعربي والدولي إلى أبعد من هذ، بوقوف جماعة عقائدية على رأس الحكومة اليمنية، ضربت مثالاً في قدرتها ليس على إثارة مخاوف الكل بل وتنفيذها إذا اقتضى الأمر. هذا يستدعي قلق العالم وأخذ تحركات بعض العناصر الحكومية المريبة على محمل التهديد الحقيقي، خصوصا  مع بروز دعوات بعض نشطائها لتدخل تركيا عسكرياً في اليمن والمجاهرة الصريحة بذلك.


عقلنة الحكومة


عقب نشر التسريبات المزعومة، ذكرت قناة العربية أن السفير الأمريكي لدى اليمن أعلن تجديده لنائب الرئيس اليمني دعم بلاده للشرعية، وفقا لخبر عاجل بثته القناة. 


وسبق أن لفت النظر حديث السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لصحيفة الشرق الاوسط في 10 يونيو الماضي قوله أن "لدى السعودية خطة ومن الأفضل وقف القتال في أبين."


عملية تسريب مقترح اليوم، بعد الضربات العسكرية التي تلقتها الحكومة التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، من المرجّح أيضا بأنه يهدف لعقلنة جانب الحكومة من التهور والجنون الذي قد تتخذه على صعيد الوضع الأمني والعسكري في الداخل الجنوبي. فلا تزال الحكومة تتمدد على مساحة شاسعة ومترامية الأطراف يصعب السيطرة عليها إذا ما سقطت في الفوضى.


وجاءت التسريبات بعد يوم واحد من اتفاق أمني وعسكري تم إبرامه في الجزيرة الجنوبية الاستراتيجية "سقطرى" بين القوات الجنوبية وقوة الواجب السعودية وطرف الشرعية في الأرخبيل. 


• بدر قاسم محمد: زميل في مركز سوث24 للأخبار والدراسات وباحث في الشؤون اليمنية



شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا