ميناء بورتسودان الذي تسيطر عليه قوات الجيش السوداني - Bertramz • CC BY 3.0
آخر تحديث في: 15-11-2025 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
|
|
المنظور الدولي
يستعرض «حصاد المنظورات» لهذا الأسبوع مجموعة من التحليلات الدولية التي تناولت مسارات التوترات الإقليمية وتحولات الشرق الأوسط. تكشف هذه القراءات عن أنماط جديدة في سلوك جماعة الحوثيين، سواء عبر رسالتهم الأخيرة إلى حركة حماس التي اعتُبرت المؤشر الأوضح حتى الآن على نية الجماعة تعليق هجماتها البحرية والصاروخية، أو عبر توسع ارتباطاتهم مع السودان في شبكات تهريب النفط والوقود بما يفاقم المخاطر على أمن البحر الأحمر.
كما تطرقت التحليلات إلى الموقف الصيني من الاتهامات الأمريكية بشأن وصول مكونات مزدوجة الاستخدام إلى الحوثيين، حيث أكدت بكين التزامها بالضوابط الدولية ورفضت ما عدّته اتهامات غير منصفة. وعلى صعيد غزة، أظهرت التقارير تقلّص فرص استمرار وقف إطلاق النار، في ظل سياسات إسرائيلية تعمّق السيطرة وتقيّد المساعدات، وتحوّل الهدنة إلى واقع دائم دون أفق سياسي واضح.
وفي العراق، تناولت التحليلات الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 11 نوفمبر الجاري باعتبارها لحظة حاسمة قد تدفع البلاد إما نحو توافق هش أو نحو موجة جديدة من الصراع الداخلي والإقليمي، على وقع التنافس بين التيارات السياسية وصعود نفوذ الفصائل المسلحة.
التفاصيل..
فرص بقاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تتضاءل
قال تحليل نشرته منصة "أوبن ديموكراسي" للكاتب بول روجرز، إنَّه "بالرغم من أن وقف إطلاق النار في غزة ما يزال قائمًا رسميًا، فإن فرص بقائه تتضاءل بشدة."
وأضاف التحليل أن "كثيرًا من الفلسطينيين يعتقدون أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى تحويل هذا الوضع المؤقت إلى أمر دائم، في ظل غياب أي أفق لتحوّل حقيقي نحو سلام دائم."
ولفت التحليل إلى أن "المفاوضات البطيئة حول المرحلة التالية من اتفاق السلام لم تتناول بجدية أوضاع الضفة الغربية المحتلة."
مشيرًا إلى أن "الكنيست الإسرائيلي بدأ خطوات فعلية نحو ضمّ الضفة الغربية، فيما تواصل إسرائيل فرض منطقة عازلة تشكّل نصف مساحة غزة تقريبًا وتمنع سكانها من العودة."
وأوضح التحليل أنَّه "رغم دخول مزيد من المساعدات، إلا أن إسرائيل تتحكم بدقة في الواردات الغذائية والكهرباء والوقود، وتقرر كمية المساعدات التي يُسمح بإدخالها ونوعها. كما فرضت لوائح جديدة تمنحها سيطرة أكبر على تدفق المساعدات، وتُصعّب على وكالات الإغاثة الدولية الخاصة العمل داخل غزة أو حتى إرسال موظفيها الأجانب إليها."
ويرى التحليل أن "نتنياهو يجد نفسه بذلك في موقع قوة. فبعد شهر من وقف إطلاق النار، ما تزال إسرائيل تفرض السيطرة، وخططها الصارمة تجاه غزة قائمة، فيما تتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وتتصاعد اعتداءات المستوطنين على موسم قطف الزيتون الحيوي اقتصاديًا."
معتبرًا أن "إسرائيل، رغم عزلتها الدولية المتزايدة، ما تزال تحظى بدعم ترامب، وتسعى لتحسين صورتها للحفاظ على الدعم الأمريكي، حيث تعاقدت مؤخرًا مع شركات علاقات عامة أمريكية. كما أن هدف نتنياهو هو البقاء في السلطة حتى الانتخابات العامة في أكتوبر المقبل."
مضيفًا أنَّه "من وجهة نظر نتنياهو، هذه نتيجة مقبولة، لكنها تحمل في طياتها خللًا قاتلًا. فحماس لم تُهزم، بل استعادت مواقعها، والغضب الشعبي الفلسطيني يتصاعد، ما ينذر بتجدّد المقاومة، وبعقوبات دولية متزايدة ضد إسرائيل، كما حدث بالفعل الشهر الماضي عندما حظرت إسبانيا تجارة السلاح معها."
وخلص التحليل إلى أن "أي فكرة عن أن إسرائيل باتت على طريق الأمان والاستقرار هي ببساطة وهم."
المادة الأصلية: هنا
ما الذي ينتظر العراق بعد الانتخابات البرلمانية: حرب أم توافق؟
قال تحليل نشره مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية للكاتب رانج علاء الدين إنّ "الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في 11 نوفمبر تمثل مفترق طرق مصيرياً يحدد مستقبل العراق بين خيارين: الانزلاق نحو صراع داخلي وإقليمي أو تحقيق توازن سياسي واستقرار نسبي."
وأضاف التحليل أنّ "الانتخابات تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وسقوط حلفاء طهران في سوريا ولبنان واليمن، ما يجعل العراق اليوم الرئة التي تتنفس منها إيران للحفاظ على نفوذها في المنطقة."
وأوضح التحليل أنّ "الدولة العراقية، إلى جانب التحديات الخارجية، تواجه أزمة داخلية عميقة في الشرعية نتيجة الفساد وسوء الحكم. فمع تجاوز عدد السكان 45 مليوناً حالياً، وارتفاع نسبة الشباب إلى أكثر من 60%، انخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات من نحو 80% عام 2005 إلى 36% فقط في 2021، ما يعكس تراجع الثقة الشعبية."
وأشار التحليل إلى أنّ "انتخابات نوفمبر تمثل استفتاءً على مسارين: إما ترسيخ النظام الهجين القائم على نفوذ الميليشيات وتغليب مصالحها ولو على حساب الدولة، أو الشروع في بناء توازن هش وسلام مستدام يمكّنان العراق من إنعاش اقتصاده، وتوسيع علاقاته الإقليمية، وتجنّب الانفجار الإقليمي المقبل."
ويرى التحليل أنّ "قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران تمكنت من الحفاظ على نفوذها الداخلي عبر السيطرة على البرلمان والوزارات والمجالس المحلية، لكنها تواجه تحديات جديدة تتمثل في الضغط الأميركي - الإسرائيلي المتزايد، والانقسامات الداخلية، وتراجع شعبيتها بسبب دورها في قمع احتجاجات 2019."
لافتاً إلى أنها "قد تجد نفسها في مواجهة ثلاثية مع التيار الصدري والحراك المدني والولايات المتحدة/إسرائيل في آنٍ واحد، فيما إيران، راعيتها، في أضعف حالاتها."
واعتبر التحليل أنّ "الصدر قد يلجأ إلى إعادة إحياء الشارع وتحالفه مع حركة امتداد لتشكيل جبهة مضادة للحشد إذا شعر بتهميشه، أو قد يستخدم المقاطعة كورقة ضغط سياسية. لكن مثل هذا التحالف يحمل مخاطر ذوبان مطالب المحتجين ضمن مشروعه الشعبوي."
ملاحظة: نشرت هذه المادة قبل 11 نوفمبر. لاحقًا، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب، والتي أظهرت تقدّم تحالف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحصوله على أكبر عدد من الأصوات والمقاعد بين الكتل السياسية المتنافسة.
المادة الأصلية: هنا
الصين ترفض اتهامات أمريكية بتوريد مكونات عسكرية للحوثيين وتؤكد التزامها بالضوابط الدولية
ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن المبعوث الصيني قال خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن الصين كانت دائمًا حذِرة ومسؤولة في تصدير منتجاتها العسكرية، مؤكدًا أن بلاده تفرض رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الطائرات المسيّرة.
وردَّ سون لي، نائب المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، على مزاعم المندوبة الأمريكية بأن بعض المكونات "ذات الاستخدام المزدوج" التي تصل إلى اليمن وتُستخدم ــ على حدّ قولها ــ من قبل جماعة الحوثي في برنامجها التسليحي مصدرها الصين، بالقول إن بلاده تتبنّى دومًا نهجًا متّزنًا ومسؤولًا في تصدير المنتجات العسكرية، وتُخضع المواد ذات الاستخدام المزدوج، بما فيها الطائرات المسيّرة، لرقابة صارمة، وفق ما نقلته قناة التلفزيون المركزي الصيني (CCTV).
وشدّد سون على أن الشركات الصينية تمارس تعاونًا اقتصاديًا وتجاريًا طبيعيًا مع الدول الأخرى وفقًا لقواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق، ولا ينبغي أن تكون هدفًا لحملات غير منصفة.
واتّهم سون الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي عبر قيامها بأعمال عسكرية ضد اليمن، ما تسبّب ــ بحسب قوله ــ في آلامٍ لا تُمحى للمدنيين الأبرياء.
وأشار ممثلو عدة دول، وفق تقرير قناة CCTV، إلى أن أي عقوبات تُفرض على اليمن يجب أن تضمن استمرار إيصال المساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة دون انقطاع، وألا تُلحق الضرر بالمدنيين.
كما استمع الأعضاء إلى إحاطة من رئيس لجنة العقوبات الخاصة باليمن، وتلقى المجلس رسالة من فريق الخبراء المعني باليمن موجَّهة إلى رئيسه.
المادة الأصلية: هنا
تنامي التحالف الحوثي–السوداني يفاقم تهديد الملاحة البحرية
قال تحليل نشره منتدى الشرق الأوسط للكاتب فرناندو كارفاخال إن "الحوثيين في اليمن والمجلس السيادي الانتقالي في السودان يواصلون ترسيخ علاقاتهم المتنامية."
وأضاف التحليل أن "الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي وقائد السودان الفعلي، وسّع علاقاته مع الجماعة اليمنية المتمردة إلى ما هو أبعد من تجارة السلاح السابقة، إذ أصبح يعرض ميناء بورتسودان كطوق نجاة يمكّن الحوثيين من نقل النفط والوقود."
وأشار التحليل، وفقًا لباحثين، إلى أن "هناك مؤشرات على دعم عناصر في بورتسودان لشبكة بحرية تضم الحوثيين وشركاءهم التجاريين في السودان."
وذكر التحليل، استنادًا إلى وزارة الخزانة الأمريكية، أن "هذه الشبكة تتضمن تجارًا يمنيين يستخدمون موانئ مختلفة وأساليب تفريغ متعددة بالتنسيق مع الحوثيين لاستيراد الغاز والنفط، بما في ذلك المنتجات البترولية الإيرانية. وقد أثارت بيانات أظهرت مغادرة ناقلات نفط من بورتسودان إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في أكتوبر 2025 جدلًا واسعًا بين المراقبين."
وأوضح التحليل أن "تحليل بيانات تتبع السفن الذي أجراه الباحث غُليد أحمد من معهد الشرق الأوسط يُظهر أن التحالف الحوثي–السوداني الناشئ، الذي تشكّل بهدوء في أواخر 2024، يقوم على انتهازية متبادلة، إذ بدأت المؤشرات تكشف أن الخرطوم تسمح بهدوء بإعادة بيع النفط الخام من جنوب السودان لصالح الحوثيين."
وأضاف أن "السودان أصبح ممرًا خلفيًا جديدًا لتهريب النفط والأسلحة الإيرانية، ليس فقط لصالح الحوثيين، بل أيضًا لصالح القرن الإفريقي بأكمله، في أعقاب العمليات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية والدولية. محذرًا من أن هذا التحالف ليس تكتيكيًا فحسب، بل يمثل ولادة محور البحر الأحمر الانتهازي، حيث تسعى أذرع إيران إلى توسيع نفوذها عبر القرن الإفريقي، مما يقوّض القوى الإقليمية ويعيد تشكيل النظام الأمني والطاقة الإقليمي عبر شبكات غير مشروعة."
وخلُص التحليل إلى أنه "على صانعي القرار الأمريكيين التنبه إلى الخطر، فمع احتفاظ الحوثيين بسيطرتهم على الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر، وتعاون القوات المسلحة السودانية على الضفة الغربية منه، فإن التهديد لحرية الملاحة البحرية مرشح للتفاقم."
المادة الأصلية: هنا
رسالة الحوثيين لحماس أوضح مؤشر على نيتهم وقف الهجمات
قال تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت للكاتب ليئور بن آري إنّه "يبدو أن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن يشيرون إلى نوايا بإنهاء هجماتهم على إسرائيل وتعطيل حركة الشحن في البحر الأحمر، وفقًا للرسالة التي حصلت عليها وكالة الأسوشيتد برس والموجهة إلى حماس."
وأضاف التقرير أنّه "على الرغم من أن الرسالة ليست إعلانًا رسميًا عن وقف إطلاق نار، إلا أنها تشكّل أوضح مؤشر حتى الآن على أن الحوثيين ينوون تعليق الأعمال العدائية استجابةً للهدنة الجارية بين إسرائيل وحماس."
وأشار التقرير إلى أن "الحوثيين تحوّلوا من الهجمات بالصواريخ إلى القمع الداخلي، فمع توقُّف العمليات عبر الحدود، تحوّل الحوثيون نحو الداخل حيث يركّزون على الاعتقالات، والأمن الداخلي، والدعاية المعادية للغرب."
لافتًا إلى أنهم "أعلنوا في الأيام الأخيرة تفكيك ما وصفوه بشبكة تجسس قالوا إنها تُدار بشكل مشترك من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، والموساد الإسرائيلي، والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والاستخبارات السعودية."
واعتبر التقرير أن "هناك علامات على تغيير في الاتجاه، حيث أوقف الحوثيون أيضًا مظاهراتهم الأسبوعية المناهضة لإسرائيل في العاصمة صنعاء، وهي مسيرات احتشدت لأشهر مع هتافات مؤيدة لحماس وقيادتها في غزة. وقد أُقيم آخر احتجاج كبير في 17 أكتوبر، عندما تعهدت الجماعة باتباع طريق المقاومة دون تردد."
وذكر التقرير أن "التدريب العسكري الحوثي مستمر رغم التوقف عن الهجمات، فمع التوقُّف الظاهر للعمليات عبر الحدود، واصل الحوثيون نشر لقطات تُظهر تدريبات قتالية واستعراضات واحتفالات. وأظهر أحد الفيديوهات مؤخرًا تخريج دورة عسكرية جديدة سُمّيت باسم الغماري، وهو دليل على أن الجماعة، حتى وهي تُحوّل تركيزها، تستعد لمواجهة مستقبلية."
وأوضح التقرير أن "الحوثيين كثّفوا حملتهم الداعية إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، مُعتبرين ذلك جزءًا من المقاومة الاقتصادية."
وخلُص التقرير إلى أنه "في الوقت الراهن، رسالة الحوثيين إلى حماس وإلى إسرائيل واضحة: الهجمات ستظل متوقفة، لكنها ليست متوقفة إلى الأبد. حيث حذّرت الرسالة: سنستأنف العمليات ضد الكيان الصهيوني إذا عاد العدوان على غزة."
المادة الأصلية: هنا