المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، والمبعوث الأممي هانز غروندبرغ خلال لقاء أبوظبي (وسائل إعلام إماراتية)
آخر تحديث في: 15-11-2025 الساعة 12 صباحاً بتوقيت عدن
|
|
حصاد الأسبوع | 07 - 14 نوفمبر 2025
تصدّر المشهد هذا الأسبوع تركيز رئاسي ودبلوماسي على دعم الإصلاحات الاقتصادية ووقف تهريب السلاح إلى الحوثيين، إلى جانب تصاعد الخلاف حول إيرادات المنافذ في محافظة المهرة كأبرز ملف اقتصادي، تزامنا مع محادثات سعودية حوثية عُقدت في سلطنة عمان تطرقت لملفات اقتصادية حساسة، بحسب مصادر حكومية.
على الصعيد الأمني، تواصلت الأعمال العدائية لتنظيم القاعدة والحوثيين ضد القوات الجنوبية في عدة جبهات، أسفرت عن استشهاد جنديين وإصابة نحو خمسة آخرين.
المحور السياسي: الملف اليمني بين مسقط وأبوظبي والرياض
عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي سلسلة لقاءات مع سفراء الإمارات وفرنسا والصين ناقشت الرواتب وتحسين الخدمات وجهود مكافحة تهريب الأسلحة للحوثيين، إلى جانب التعاون في ملفات الطاقة والبنية التحتية وخفر السواحل.
كما التقى السفير الروسي بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ لبحث مسار التسوية وتجنب أي تصعيد متصل بالتطورات الإقليمية، في حين ناقش رئيس الوزراء سالم بن بريك مع السفيرة البريطانية والسفير الألماني التحضيرات لمؤتمر المانحين للصحة والمؤتمر الوطني للطاقة وأولويات الإصلاح المالي والإداري. وفي السياق المحلي، دعت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية الجنوبية الحكومة إلى تحسين الخدمات وصرف المرتبات المتوقفة، بينما أكد وزير الخارجية شائع الزنداني دعم الحكومة الكامل لمساعي الأمم المتحدة وضرورة الضغط على الحوثيين لتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
وشهدت أبوظبي لقاءً جمع المستشار الدبلوماسي لرئيس دول الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش والمبعوث الأممي لمناقشة الملف اليمني.
وقال إعلام إماراتي أنّ الدكتور قرقاش أكد خلال اللقاء دعم دولة الإمارات الجهود الدولية والجهود التي يبذلها المبعوث في الملف، مؤكداً أهمية معالجة قضايا المنطقة عبر الوسائل والمسارات السياسية والدبلوماسية، والمضي نحو حل سياسي مستدام ينهي الأزمة والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني.
وأنهى المبعوث الأممي جولته في السعودية والإمارات مؤكداً أن استمرار هذا احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحطة يعيق المساعدات ويقوّض جهود الوساطة.
وفي موازاة هذا الحراك، كشف تحليل نشره مركز سوث24 اليوم الجمعة عن تقدم ملموس في التواصل المباشر بين الرياض والحوثيين عقب وقف الحرب في غزة، تُوّج بلقاء عُقد نهاية أكتوبر في مسقط. وبحسب التحليل، عرضت السعودية على الحوثيين مجموعة امتيازات اقتصادية غير مُعلنة لتعويض عجزها عن تقديم ضمانات تتعلق بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ورفع العقوبات الأمريكية. وتشمل هذه الامتيازات السماح للحوثيين بالحصول على تراخيص رسمية — من مقر الحكومة في عدن — لإنشاء شركة طيران يشغّلونها بأنفسهم.
وبحسب مصادر حكومة متطابقة، ناقش الحوثيون مع الرياض إمكانية تخفيف القيود المرتبطة بـ "لجنة تنظيم وتمويل الاستيراد" المسؤولة عن مراقبة حركة الواردات ومنع استفادة الشركات التابعة للجماعة. ووفق التحليل، قد تدفع الرياض باتجاه تمكين شركات حوثية من دخول عملية الاستيراد عبر ميناء الحديدة. وتضيف المعلومات أن السعودية أعادت كذلك تفعيل قوائم الهبات المالية للمشايخ والقيادات الحوثية، ما يخفف من أعباء الجماعة المالية في ظل ضائقتها الاقتصادية.
وفيما يتعلق بملف شركة الطيران، قالت مصادر حكومية أخرى لـ سوث24 إن المجلس الرئاسي يقايض منح الحوثيين ترخيص إنشاء شركة طيران مقابل استئناف عملية تصدير النفط من الموانئ الحكومية في جنوب البلاد، في إطار مقاربة متداخلة تربط بين الحوافز الاقتصادية ودفع المسار السياسي.
وفي ملف منفصل رحّب المجلس الانتقالي الجنوبي بتقرير فريق الخبراء الأممي، مشيدًا بكشفه لانتهاكات الحوثيين وتجنيد الأطفال، وداعمًا توصيات استئناف صادرات النفط، ومشددًا على أهمية دعم الأمن والاستقرار في الجنوب ومراعاة مجلس الأمن للواقع السياسي القائم في اليمن.
المحور الاقتصادي والإنساني: الإصلاح المالي يتصادم مع التعقيدات المحلية
ركّزت التحركات الاقتصادية هذا الأسبوع على ضبط الإيرادات وتنفيذ الإصلاحات المالية، حيث شدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي على ضرورة الالتزام الكامل بتوريد الموارد الحكومية ومنع أي تدخلات مخالفة للقانون، وذلك خلال اجتماع ضم رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي. كما دعا العليمي إلى تسريع الإجراءات الرقابية على المنافذ البحرية وضمان خضوع الأنشطة الجمركية والمالية للنظام الرسمي للدولة.
وتزامن ذلك مع تصاعد الجدل بشأن امتناع محافظ المهرة عن توريد إيرادات منفذي شحن وصرفيت، في حين نفت السلطات المحلية وجود أي تهديد للطواقم، مؤكدة استمرار التنسيق مع الحكومة وإصرارها على إدارة الإيرادات وفق خطتها. وفي السياق نفسه، أعلنت سلطات لحج إغلاق منفذ رأس العارة البحري تنفيذًا لتوجيهات المجلس الرئاسي، وفي حضرموت جدّد المجلس المحلي التزامه بالإصلاحات وتوريد الإيرادات المركزية، مطالبًا بإعادة تزويد الكهرباء بالديزل المدعوم.
وفي إطار تطوير قطاع الطاقة، وقّعت وزارة الكهرباء اليمنية مذكرة تفاهم مع شركة الخليج لتنفيذ مشاريع كهرباء، بدعم وإشراف من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. وذكر البرنامج أن المذكرة تهدف إلى تنفيذ مشاريع توليد وتوفير منشآت لمحطات كهرباء في عدن والمكلا وسيئون وتعز بقدرة إجمالية تصل إلى 300 ميجاوات.
وعلى الصعيد التنموي، بحث وزير الزراعة والثروة السمكية مع منظمة HAD ووفد البنك الدولي مشاريع تستهدف تعزيز إدارة موارد المياه في سقطرى وحضرموت ولحج، بما في ذلك تأهيل مجاري السيول وحوضي وادي حجر وتبن. وفي عدن، ناقش المحافظ مع وفد حكومي هولندي دعم مؤسسة المياه وتوسيع خدماتها، إلى جانب مشروع لتحلية مياه البحر بتمويل 63 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر بطاقة تتراوح بين 10 و20 ألف متر مكعب يوميًا.
كما أكّد وزير المياه في مؤتمر COP30 أن تغيّر المناخ يشكل تهديدًا مباشرًا للحياة والتنمية في اليمن، وأن العمل المناخي بات ضرورة لحماية الأمن الغذائي والمائي في ظل تعقيدات النزاع.
وفي القطاع البحري، وقع وزير النقل مذكرة تفاهم مع الأكاديمية العربية للنقل البحري لفتح فرع لها في عدن ولتطوير الموانئ والمنشآت ذات الصلة. كما افتتح محافظ حضرموت وسفير الاتحاد الأوروبي مركز الصادرات السمكية بالمكلا، بتمويل أوروبي وتنفيذ أممي، بهدف تحسين جودة المنتجات ودعم الأسر العاملة في القطاع.
إداريًا، أعلنت وزارة الخدمة المدنية إيقاف رواتب مزدوجي الوظائف ابتداءً من نوفمبر، مع إيقاف نهائي لمن يتخلف عن المطابقة أو يقدّم استقالته، فيما وقّعت وزارة الأوقاف في جدة اتفاقية لتنظيم ترتيبات موسم حج 1447هـ، تشمل فتح المنافسة أمام شركات الطيران اليمنية والسعودية والخاصة.
إنسانيًا، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الوضع الإنساني بلغ مستويات حرجة، مؤكدة أن أكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن غالبية المرافق الصحية خارج الخدمة أو تعمل بقدرة محدودة. كما وثّقت تقارير حقوقية اختطافات في ذمار وإب، فيما أعلنت منظمة الهجرة الدولية وصول 18 ألف مهاجر أفريقي في أكتوبر، وارتفاع عدد الأسر النازحة إلى 2,918 منذ بداية العام، منها 90 أسرة خلال الأسبوع الأخير.
المحور الأمني والعسكري: هجمات للحوثيين والقاعدة - شهيدان من القوات الجنوبية
شهد الأسبوع تصاعدًا في الأحداث الأمنية، بدأت بسلسلة هجمات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في عدد من الجبهات والمحافظات في الجنوب. ففي محافظة أبين، استشهد جندي من قوات الحزام الأمني وأصيب آخر يوم الجمعة جرّاء تفجير "إرهابي" - يتوقع أنه لتنظيم القاعدة - بعبوة ناسفة في مديرية الوضيع، بحسب مراسل سوث24 عن مصادر عسكرية ميدانية.
وفي وقت لاحق من مساء الجمعة أكدت القوات الجنوبية الحادثة وفقا لما نشره موقعها الرسمي درع الجنوب. كما استُشهد جندي من قوات العمالقة الجنوبية في جبهة حريب بمأرب بقصف نفذته جماعة الحوثيين، وأصيب جندي آخر برصاص قنّاص حوثي في جبهة بتار بمحافظة الضالع، في سياق اعتداءات مستمرة على مواقع القوات الحكومية والمدنيين.
ومساء الجمعة قال مراسل سوث24 أنّ طائرات مسيرة حوثية استهدفت مواقعا للقوات الجنوبية في جبهة الحد بيافع بخمسة مقذوفات. ويوم الخميس قالت مصادر ميدانية أنّ الحوثيين أطلقوا نحو 50 قذيفة هاون خلال يومين في ذات الجبهة.
وفي محافظة حضرموت، تعرّضت قوة من النخبة الحضرمية يوم الخميس لكمين مسلح في العكدة بمديرية غيل بن يمين، نفذته مجموعة تابعة للمدعو سالم الغرابي، أسفر عن إصابة ثلاثة من المسلحين واعتقال آخرين بحسب بيان للمنطقة العسكرية الثانية.
وأدان المجلس الانتقالي الجنوبي الهجوم، مؤكدًا رفض أي تشكيلات مسلحة خارج الإطار الرسمي. وكانت قوات المنطقة العسكرية الثانية قد أعلنت في بيان سابق أنها ستلاحق المسلحين المتورطين في اعتراض ناقلات الوقود بمنطقة الرسب بهضبة حضرموت وتقديمهم للعدالة.
وفي جبهات أخرى، قصفت جماعة الحوثيين قرى سكنية ومرفقًا صحيًا في بيحان بمحافظة شبوة، ما تسبب في خسائر مدنية ومادية. كما استهدفت مواقع القوات الجنوبية بقذائف الهاون في جبهات كرش بمحافظة لحج، في استمرار للهجمات عبر خطوط التماس.
وفي سياق مكافحة التهريب، أعلن خفر السواحل اليمني يوم الأحد ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي تحملان نحو 250 طنًا من معدات اتصالات وأجهزة مهربة عبر نقطة غير قانونية في رأس العارة بمحافظة لحج، وتم اقتياد السفينتين إلى ميناء عدن. كما ضبطت قوات الحزام الأمني في لحج حاويتين تحتويان على رادارات بحرية من نوع FURUNO وأجهزة اتصال Motorola وقطع غيار لطائرات مسيّرة كانت في طريقها للحوثيين، ما يعكس استمرار شبكات الإمداد غير القانونية المرتبطة بالجماعة.
وفي محافظة شبوة، شنّت القوات الأمريكية يوم الإثنين غارتين في منطقة “خُورة” استهدفتا مواقع يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة، وأسفرتا عن مقتل قيادات ميدانية وتدمير آليات ومواقع استراتيجية بحسب ما نقلته قناة سكاي نيوز عربية.
وفي سياق متصل، دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم السبت أنصاره إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد الإمارات واستهداف المصالح الغربية، بالتوازي مع تصعيد الحوثيين في خطابهم تجاه أبوظبي ودعواتهم لمواجهة الإمارات في جنوب اليمن والسودان، ما يعكس تشابكًا في الخطاب المتطرف وتقاطعات غير مباشرة بين التنظيم والجماعة في استثمار التوترات الإقليمية.
من جانب آخر، بحث وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري مع الملحق العسكري البريطاني، العقيد بادي ويليامز، في عدن، تعزيز التعاون والتدريب في ضوء المخاطر المتزايدة الناجمة عن تنسيق الحوثيين مع التنظيمات الإرهابية في اليمن والصومال.
وفي عدن، ناقش مدير الأمن اللواء مطهر الشعيبي، الثلاثاء مع وفد بريطاني التعاون في مكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية وتعزيز حماية البعثات والمنظمات الدولية، وسط نشاط متزايد لشبكات التهريب على السواحل الجنوبية.
محور التصعيد الإقليمي: رسائل متضاربة من الحوثيين بشأن إسرائيل
في رسائل خارجية متناقضة، وجّه رئيس أركان مليشيا الحوثيين الجديد حسن المداني، رسالة إلى كتائب القسام يوم الأحد أكد فيها متابعة الأوضاع في غزة، وهدّد باستئناف الهجمات وفرض حظر بحري على السفن الإسرائيلية في حال تجددت الحرب. وفي المقابل، نقلت وكالة أسوشيتد برس يوم الثلاثاء أن الحوثيين بعثوا رسالة إلى حركة حماس طالبوا فيها بوقف الهجمات طالما استمر وقف إطلاق النار، في إشارة إلى محاولة إعادة ضبط قواعد الاشتباك وفق مسار الهدنة.
داخليًا، أعلنت وزارة داخلية الجماعة يوم السبت أنها ضبطت “شبكة تجسس” زعمت إنها مرتبطة بغرفة عمليات للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية مقرها السعودية. وبدأت محكمة حوثية في صنعاء يوم الأحد أولى جلسات محاكمة 21 متهمًا على صلة بتلك الشبكة، بالتزامن مع حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات إصلاحية في محافظة ذمار، فيما أكّد القيادي الحوثي محمد البخيتي تورط بعضهم بما وصفه بـ“أعمال تجسسية”. من جانبها، قالت الحكومة اليمنية إن الجماعة تواصل “فبركة روايات واعترافات قسرية” لخدمة أهدافها السياسية والأمنية، محذّرة من أثر ذلك على جهود السلام.
وفي موازاة ذلك، أثار خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خلال افتتاح المؤتمر الوطني العربي الرابع والثلاثين في بيروت يوم الجمعة 7 نوفمبر موجة انتقادات واسعة داخل اليمن، إذ اعتبر سياسيون ونشطاء أن المؤتمر وفر منصة لتلميع صورة الجماعة المدعومة من إيران رغم سجلها الحقوقي والعسكري.
وشهد الأسبوع أيضًا انتهاكات مباشرة طالت مؤسسات دولية، حيث اقتحم مسلحون حوثيون يوم الثلاثاء مقر الهيئة الطبية الدولية في صنعاء واحتجزوا موظفين وعبثوا بالمحتويات، وتكرر الأمر يوم الأربعاء مع مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما أثار إدانات محلية ودولية.
وفي اليوم التالي، التقى نائب وزير خارجية الحوثيين نائب مدير مكتب المبعوث الأممي محمد أبوجهجه، حيث سلّم الجماعة رسالة للمبعوث الأممي حول الملف الإنساني ودور مكتبه في معالجته.
لقراءة مزيد من التفاصيل يمكنك تصفح قسم الأخبار باللغة الإنجليزية
إعداد مريم محمد
صحفية في مركز سوث24 للأخبار والدراسات