Source: AFP via Getty Images
آخر تحديث في: 01-11-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
المنظور الدولي
يُقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية التي تناولت آخر تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات العالمي والإقليمي واليمني.
تناولت التحليلات الحرب في السودان واعتبرتها لم تعد استثناءً في المشهد الإفريقي، بل باتت نموذجًا أوليًا لنمط الحروب المستقبلية التي تتسم بالفوضى، وتعدد الفاعلين، والانهيار المؤسسي. كما حذرت من أن خطاب الكراهية هو أحد أكبر أسباب هذه الحرب المستمرة منذ 2023.
وتطرقت التحليلات إلى رؤية ترامب الطموحة للشرق الأوسط قد تدفعه إلى الانخراط في التزامات سياسية وأمنية جديدة تتعارض مع المصالح القومية الأمريكية.
كما شملت الآراء الدولية مقابلة السفير الروسي في اليمن مع وكالة نوفوستي، التي سلطت الضوء على آفاق استعادة العلاقات الدبلوماسية مع اليمن، والدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في إعادة التوازن للعلاقات الإقليمية.
حرب السودان نموذج أولي لشكل الحروب المقبلة
قال تحليل نشرته منصة أول أفريكا للكاتب حافظ الغويل إن "الحرب في السودان لم تعد حالة استثنائية، بل أصبحت نموذجًا أوليًا لشكل الحروب المقبلة. فكل عنوان جديد أو إحصائية مأساوية أو هجوم جديد يكشف عن نوع من الحروب التي لا تملك لها الأسرة الدولية أي استجابة فعّالة."
وأضاف التحليل أن "هذه الحرب لم تعد حربًا بالوكالة المحدودة كما شهدنا في نصف القرن الماضي، بل صراع فوضوي متعدد الطبقات، يتميز بتسليح كل شيء، من الطائرات المسيّرة المتاحة تجاريًا إلى الشبكات المالية العالمية."
وأشار إلى أن "هذا الصراع يدور في مسرحٍ انهارت فيه سلطة الدولة، وحلّت محلها فصائل عسكرية متنافسة وشبكة معقدة من الجهات الفاعلة الخارجية، تمتد من قوى إقليمية متوسطة إلى شبكات أسلحة دولية تؤجج النار لخدمة مصالحها المتضاربة دون أن تقدم أي مخرج."
ويرى التحليل أن "الولايات المتحدة، التي كانت تؤمن حدًّا أدنى من التماسك الإقليمي عبر نفوذها، باتت اليوم تعمل من موقع ضعفٍ شديد، محصورة ضمن أطر بيروقراطية مثل مجموعة الرباعية، التي لا تمثل وسيطًا محايدًا بل تجمعًا لرعاة الحرب الرئيسيين أنفسهم."
واعتبر أن "رد الفعل الدولي كان مثالًا صارخًا على الفشل الدبلوماسي، إذ تكررت المبادرات المتنافسة حتى باتت تقوض بعضها بعضًا. وهذا لم يعد يُوصَف بالعجز أو الارتباك فحسب، بل أصبح خللًا بنيويًا مقصودًا؛ فكل قوة خارجية تسعى لاحتكار عملية الوساطة. والنتيجة هي سباق دبلوماسي نحو القاع، تتلاشى معه فرص الحل السياسي حتى الصفر."
وأضاف التحليل أن "بالنظر إلى حجم الكارثة وصمت العالم، فإن التقاعس الدولي لم يعد مجرد فشل أخلاقي، بل إنذار استراتيجي لما سيكون عليه شكل الحروب في عالمٍ مضطرب ومجزأ."
وخَلُص إلى أن "الحرب في السودان، بجميع أبعادها، تُظهر أن مستقبل الصراعات بات خارج نطاق تنافس القوى الكبرى التقليدي. فالمعارك الأكثر تدميرًا وتعقيدًا ستندلع في مناطق تتقاطع فيها طموحات القوى الإقليمية المتوسطة — ذات المصالح التجارية والهواجس الأمنية والتسليح المتطور — لتخلق صراعات يصعب السيطرة عليها أو إنهاؤها."
المادة الأصلية: هنا
خطاب الكراهية عامل خطر يغذي حرب السودان المستمرة
قال تقرير نشرته منصة صدى التابعة لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، للصحفية السودانية سمر سليمان، إن خطاب الكراهية أصبح من أخطر العوامل التي تغذي الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأوضح أن هذا الخطاب تجاوز حدود التعبير السياسي والإعلامي ليتحوّل إلى أداة تعبئة وتحريض فعّالة، ساهمت في تحويل الصراع من مواجهة عسكرية إلى حرب هوية تهدد وحدة المجتمع وتعمّق الانقسامات العرقية والجهوية.
وأشار التقرير إلى أن انتشار خطاب الكراهية في الخطاب العام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خلق بيئة خصبة لتبرير العنف والانتقام، حيث تُقدَّم أعمال القتل والاعتداء باعتبارها دفاعًا عن “الهوية” أو “الكرامة الجماعية”. وأكد أن التحريض المتبادل أدى إلى عسكرة الأحياء السكنية وتورط المدنيين في النزاع، ما زاد من حجم الانتهاكات وحدّ من فرص المصالحة.
ولفت التقرير إلى أن جذور الظاهرة تمتد إلى عقود من الإقصاء السياسي والتهميش الاجتماعي وفشل الدولة في إدارة التنوع الثقافي والديني، إضافة إلى غياب القوانين الرادعة وضعف الإعلام المسؤول. كما بيّن أن بعض الأنظمة السابقة استخدمت الخطاب العنصري كأداة سياسية، فيما زادت المنصات الرقمية من سرعة انتشار التحريض وتأثيره على الرأي العام.
وأكد التقرير أن مواجهة خطاب الكراهية تتطلب معالجة شاملة تتجاوز الحلول الأمنية، وتشمل إصلاح التعليم والإعلام وسنّ تشريعات تجرّم التحريض على العنف، إلى جانب تمكين المجتمع المدني من الرقابة والتوعية. وشدد على أن العدالة يجب أن تشمل الجهات التي تروّج للكراهية، وليس فقط من ارتكبوا الجرائم الميدانية.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن محاربة خطاب الكراهية أصبحت ضرورة وطنية لضمان وحدة السودان واستقراره، وأن بناء السلام الحقيقي يستلزم تغييرًا ثقافيًا يعيد تعريف مفهوم “الآخر” على أساس المساواة والتنوع، لأن الكلمات التي أشعلت الحرب يمكن أن تصبح، إذا وُجّهت بمسؤولية، بداية لسلام دائم.
المادة الأصلية: هنا
هل يحوّل ترامب نجاحه في غزة إلى خطر يهدد المصالح الأمريكية؟
قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي للكاتب ويل والدورف إن "توقيع ترامب شخصيًا على وثيقة وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن الولايات المتحدة ليست طرفًا مباشرًا في الصراع، يشير إلى أنه يرى في الاتفاق لحظة تاريخية كبرى وبداية فجر جديد للشرق الأوسط، كما وصفها بنفسه."
وأضاف التحليل أن "رؤية ترامب الطموحة قد تدفعه إلى الانخراط في التزامات جديدة بالشرق الأوسط تتعارض مع المصالح الأمريكية. وإذا لم يكن ترامب حذرًا، فقد تجد واشنطن نفسها تتحمل مسؤولية السلام والاستقرار في غزة والمنطقة، وهو ما قد يغرقها مجددًا في الشرق الأوسط بينما تتراكم تحديات أكبر في مناطق أخرى من العالم."
وأشار التحليل إلى أن "ترامب حقق اختراقًا دبلوماسيًا بارزًا عبر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وخطة السلام في غزة، وكان مفتاح هذا النجاح هو استعداده لممارسة ضغط فعلي على إسرائيل، مؤسسًا بذلك درجة جديدة من الغموض الاستراتيجي في العلاقة معها، وهي خطوة استراتيجية بارعة."
واعتبر أن "الخطر الآن يتمثل في احتمال انحراف ترامب عن هذا النهج القائم على التراجع التكتيكي، ما قد يُلحق ضررًا بالمصالح الأمنية الأمريكية."
واستعرض التحليل خمس نقاط رئيسية لتجنّب هذا السيناريو، على النحو التالي:
أولًا: توسيع مبدأ الغموض الاستراتيجي تجاه إسرائيل، خصوصًا بعد خرقها لاتفاق الهدنة.
ثانيًا: التحذير من خطر الانغماس الأمريكي في غزة، ورفض نشر قوات أمريكية أو تقديم ضمانات أمنية للدول العربية.
ثالثًا: استخدام الغموض الاستراتيجي كأداة ضغط في علاقات واشنطن مع بقية دول المنطقة.
رابعًا: اتخاذ خطوات عملية لتعميق هذا الغموض، مثل سحب القوات الأمريكية من غزة ومن الشرق الأوسط تدريجيًا، وتقييد الدعم العسكري لإسرائيل بالمجال الدفاعي فقط.
خامسًا: الاستفادة من الدروس المستخلصة من اليمن وسوريا.
وخلص التحليل إلى أن "التجربة أثبتت أن زيادة الغموض الاستراتيجي الأمريكي ساهمت في تعزيز السلام والاستقرار والتعاون في الشرق الأوسط بما يتماشى مع المصالح الأمريكية، ويبقى الأمل أن يواصل ترامب هذا النهج دون الانجرار إلى التزامات جديدة تعيد الولايات المتحدة إلى دوامة الشرق الأوسط."
المادة الأصلية: هنا
السفير الروسي إلى اليمن: تعييني ينظر له كتعميق للشراكة
قال السفير الروسي في اليمن إيفغيني كودروف، في مقابلة حديثة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية، إن روسيا تواجه مهمة صعبة ومهمة تتمثل في استعادة وجودها الدبلوماسي في اليمن من أجل إعادة تنشيط العلاقات الثنائية.
وصرّح كودروف، المعين مؤخرًا بعد فترة طويلة من خدمته كقائم بالأعمال، أن تعيين سفير روسي في اليمن يُنظر إليه من قبل السلطات المحلية كإشارة إلى انتقال العلاقات إلى مرحلة أكثر عمقًا من الشراكة مع موسكو.
وأشار إلى أن هذا التحسن يفتح الباب أمام استئناف العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، انسجامًا مع التوجه الروسي نحو تعزيز الشراكات مع دول الجنوب العالمي.
وأكد كودروف أن اليمنيين ما زالوا يذكرون ويقدّرون ما قدمه الاتحاد السوفيتي وروسيا لهم، وأن هذه الذاكرة تشكل أساسًا متينًا لبناء علاقات جديدة في الحاضر والمستقبل.
ولفت إلى أن الجانب الروسي يعمل حاليًا على مشاريع في قطاع الطاقة باليمن، ولا سيما إعادة تأهيل محطة الحسوة الحرارية في عدن، التي صممها المهندسون السوفييت قبل عقود وما تزال تعمل رغم الحرب والتقادم.
وأضاف كودروف أن الخبراء الروس واليمنيين يتبادلون الوثائق الفنية ويعملون على تقييم الخطوات المستقبلية، مشيرًا إلى أن أكثر من 20 طالبًا يمنيًا التحقوا هذا العام بالجامعات الروسية في تخصصات الطاقة والهندسة ضمن منح حكومية. وأوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين شدد على أهمية تدريب الكوادر اليمنية في روسيا، معتبرًا ذلك عاملًا أساسيًا في تعزيز التواصل البشري بين البلدين.
وأوضح كودروف أن روسيا ثابتة في موقفها الداعي إلى حل الأزمة اليمنية عبر الحوار والتسوية السياسية الشاملة التي تشمل جميع القوى، مع التأكيد على التواصل الأساسي مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليًا في عدن.
واعتبر أن روسيا ما تزال ترى أن خارطة الطريق التي رعتها السعودية وسلطنة عُمان برعاية الأمم المتحدة أواخر عام 2023 تمثل أساسًا صالحًا لاستئناف جهود التسوية، رغم تأجيل تنفيذها بسبب تداعيات الحرب في غزة وتصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل.
وختم السفير الروسي بالقول إن إعادة افتتاح السفارة الروسية في اليمن ستكون خطوة استراتيجية، مؤكدًا أن موسكو تعود إلى اليمن بخبرة تاريخية غنية وبأفكار جديدة نحو مستقبل من التعاون المتبادل.
المادة الأصلية: هنا
قبل 3 أشهر