رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء - 25 يونيو، 2023. AP Photo
25-10-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
المنظور الدولي
يُقدّم مركز «سوث24» في هذا التقرير خلاصةً لأبرز التحليلات والتقارير الدولية التي نُشرت خلال الأسبوع الماضي، التي تناولت تطورات المشهدين الإقليمي والدولي وتقاطعاتهما مع الملف اليمني.
تنوّعت المنظورات هذا الأسبوع بين تحليلاتٍ أمنية وسياسية واقتصادية، ركّزت على الحاجة إلى استراتيجية إسرائيلية أشمل لمواجهة الحوثيين، وانعكاسات وقف إطلاق النار في غزة على خريطة الشرق الأوسط، واحتمالات توظيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنجاحه الدبلوماسي في الشرق الأوسط لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، إضافةً إلى رهان باكستان على دعم الصين للانضمام إلى بنك بريكس رغم معارضة الهند، وأخيرًا تقديرات تشير إلى احتمال استئناف المواجهة بين إسرائيل والحوثيين رغم الهدنة الجارية.
التفاصيل..
إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية أفضل لهزيمة الحوثيين في اليمن
قال تحليل نُشر بمركز ستيمسون للكاتب داني سيترينوفيتش إنه "حتى لو استمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فإن مشكلة إسرائيل مع الحوثيين لن تزول. فالجماعة باتت ترى نفسها مدافعة عن محور المقاومة بأكمله، وليس عن حماس فقط."
وأشار إلى أنهم "قد يطلقون صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل احتجاجًا على هجمات تستهدف أطرافًا أخرى في المحور. كما تشير تصريحات الحوثيين الأخيرة بشأن الهجمات الإسرائيلية في لبنان إلى نواياهم المستقبلية وإلى رؤيتهم لأنفسهم كـ 'حماة المحور'."
ويرى التحليل أنه "يجب على إسرائيل أن تستعد لمواجهة طويلة وفاعلة في الساحة اليمنية، بمعزل عن حملة غزة، حيث تحتاج إلى تعويض ضعف فهمها لخصمها وغياب وجودها في منطقة البحر الأحمر. فالادعاءات المبالغ فيها بأن إسرائيل قادرة على تغيير النظام في صنعاء تُقلل من أهمية الحاجة إلى سلسلة طويلة من الإجراءات — ليست عسكرية فقط، بل شاملة — للحد من التهديد الحوثي."
واعتبر أن "على إسرائيل تعزيز قدراتها الاستخباراتية، مع التركيز على فهم القدرات الاستراتيجية للجماعة اليمنية، بما في ذلك مواقع الصواريخ ومنصات الإطلاق، والتعاون مع الأسطول الأميركي الخامس ومع دول المنطقة مثل الإمارات والسعودية، والعمل على تقليص قدرة إيران والصين على تزويد الحوثيين بمكونات أنظمتهم الاستراتيجية."
وأوضح التحليل أن "على إسرائيل أن تؤسس وجودًا فعّالًا في البحر الأحمر يمنحها مرونةً عملياتيةً، وأن تطور تحالفًا مع دول الخليج ذات الصلة ومع قوى جنوب اليمن بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، الذي يسعى إلى إنهاء سيطرة الحوثيين."
ولفت إلى أنه "طالما بقي الحوثيون في السلطة، فمن المرجح أن يواصلوا استخدام قدراتهم الاستراتيجية ضد إسرائيل، وأن يسمحوا لإيران بتعميق نفوذها في هذه المنطقة الحيوية."
المادة الأصلية: هنا
حرب غزة أحدثت تحولات هائلة في الشرق الأوسط
قال تحليل نشرته صحيفة الغارديان للكاتب جيسون بيرك إن "الحرب في غزة أحدثت عواقب دراماتيكية في أنحاء الشرق الأوسط، قلبت افتراضاتٍ راسخة منذ عقود، وأعادت رسم الخريطة الجيوسياسية، وأثارت تحولاتٍ ضخمة في الرأي العام. لكن أي سلامٍ دائم قد يحمل بدوره تأثيراتٍ لا تقل أهمية."
وأضاف التحليل أن "الطريقة التي انتهت بها الحرب أحدثت تأثيرًا سياسيًا عميقًا في المنطقة، إذ دفعت الجهود لمواجهة خطة الريفييرا التي طرحها ترامب سابقًا لإدارة غزة القوىَ الإقليمية إلى التعاون بأسلوبٍ جديد."
وأشار إلى أنه "مع التنفيذ السريع لخطة ترامب الجديدة المكوّنة من 20 نقطة، يُجبَر الخصوم الإقليميون على تجاوز خلافاتهم والتعاون الوثيق تحت ضغطٍ كبير، بعد سنواتٍ من التنافس الحاد في الشرق الأوسط."
واعتبر التحليل أن "هذه الخطة تشمل تشكيل قوة استقرار دولية في غزة، يُتوقَّع أن تساهم فيها تركيا ومصر وربما الأردن، بدعمٍ وضغطٍ أمريكي، بينما مارست قطر وتركيا ضغوطًا على حماس للقبول بالاتفاق. وقد أدى ذلك إلى تقاربٍ أمريكي–تركي غير مسبوق، رغم تحفّظات مصر."
ولفت، وفقًا لباحثين، إلى أن "العراق الذي كان ضمن دائرة النفوذ الإيراني منذ حرب 2003، بدأ يتحرك الآن باتجاه المحور العربي، واصفًا ذلك بأنه تحول كبير، مضيفًا أن بغداد تفكر حتى في المساهمة بقواتٍ في قوة الاستقرار الدولية في غزة. وهذا التحول سيثير بطبيعة الحال غضب طهران."
وأوضح التحليل أن "وقف إطلاق النار ترك القيادة الإيرانية أمام تقييمٍ مريرٍ لحصيلة 24 شهرًا من الصراع، فقد أظهرت الحرب القصور العسكري الإيراني، وتعرّض برنامجها النووي الباهظ التكلفة لأضرارٍ جسيمة، كما أُعيد فرض العقوبات الأوروبية والبريطانية والأمريكية."
ويرى التحليل أن "وقف إطلاق النار وضع حدًا فعليًا لما كان يُعرف بـ“تحالف الوكلاء”، الذي شكّل حجر الأساس في استراتيجية طهران للدفاع المتقدّم."
وأضاف أن "وقف الحرب بمثابة محركٍ جديدٍ للتكامل داخل المنطقة، سيفتح الباب مجددًا للحديث عن مشاريع الربط البري الكبرى من الخليج إلى المتوسط، وربما توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل دولًا جديدة مثل السعودية أو إندونيسيا."
المادة الأصلية: هنا
هل سيستفيد ترامب من نجاحه في الشرق الأوسط لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية
قال تحليل نشره المجلس الأطلسي للكاتب جون هيربست إن "هناك دروسًا مهمة من نجاح ترامب الأخير في الشرق الأوسط يمكن أن تُستفاد في السعي لإنهاء الحرب في أوروبا، رغم أن حرب إسرائيل وحماس تختلف جوهريًا عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا من حيث الظروف والموقع والسياق التاريخي."
ويرى التحليل أن "إدارة ترامب خصصت جهدًا كبيرًا لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا، كما فعلت في غزة، إلا أن النتائج حتى الآن غير حاسمة. والفرق الجوهري بين المقاربتين هو أن البيت الأبيض طبّق في الشرق الأوسط مبدأه الأساسي (السلام من خلال القوة) بنشاط ووضوح، بينما تذبذب في تطبيقه في أوروبا."
وأشار إلى أنه "أصبح واضحًا أن الكرملين هو العقبة أمام السلام، بعد أن رفض الرئيس الروسي سلسلة من مقترحات وقف إطلاق النار التي وافق عليها الرئيس الأوكراني. ورغم أن ترامب لوّح مرارًا بتسليح متقدم لأوكرانيا وعقوبات جديدة على روسيا لإجبارها على وقف الحرب، إلا أنه تراجع في اللحظات الحاسمة بعد كل إشارة من بوتين لاستئناف المفاوضات، ما شجع الكرملين على الاستمرار في القتال."
واعتبر التحليل أن "بوتين لا يريد إنهاء الحرب، بل يسعى لفرض سيطرة سياسية فعلية على أوكرانيا، وهو ما يتطلب توسيع الاحتلال العسكري."
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائها الأوروبيين والدوليين، تملك القدرة على إحداث ضغط اقتصادي هائل على الاقتصاد الروسي المتعثر، فضلًا عن امتلاكها الأسلحة القادرة على تغيير موازين القوة في الميدان الأوكراني."
وأضاف أن "بعض مستشاري ترامب يحذرون من تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة بدعوى أن روسيا قوة نووية، وأن ذلك قد يُعتبر تصعيدًا. لكن الحقيقة أن روسيا هي التي تصعّد الصراع مرارًا، بما في ذلك استخدامها الصواريخ الباليستية الأخطر بكثير من (توماهوك)."
وخلص التحليل إلى أن "سياسة الردع الذاتي الأمريكية ليست سلامًا من خلال القوة، بل هي ما يشجع بوتين على الاستمرار. وربما ينتظر ترامب اللحظة المناسبة لتصعيد الضغط على موسكو كما فعل مع إيران، لكن سبب الانتظار ما زال غير واضح."
المادة الأصلية: هنا
على الرغم من وقف إطلاق النار في غزة، قد يستأنف الصراع بين إسرائيل والحوثيين
قال تحليل نشره معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني إن "الهدنة بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2025 لا تعني نهاية الصراع الأوسع في المنطقة، إذ تشير صور الأقمار الصناعية والتحليلات الميدانية إلى أن المواجهة بين إسرائيل وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن قد تُستأنف قريباً."
وأوضح التحليل أن "رغم رغبة الحوثيين في خفض التصعيد بعد خسائرهم الأخيرة جراء الغارات الإسرائيلية، فإن إسرائيل تبدو مصمّمة على مواصلة حملتها لإضعاف محور المقاومة الذي تقوده طهران، ومنع الحوثيين من التحول إلى تهديد طويل الأمد يشبه حزب الله في لبنان."
وأشار التقرير إلى أن "الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة وصنعاء خلال الصيف ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية اليمنية، لكنها لم تُحدث أثراً حاسماً على القدرات العسكرية الحوثية. فالحوثيون يعتمدون على شبكة تهريب واسعة وتكتيكات حرب غير مركزية تسمح لهم باستعادة نشاطهم خلال أسابيع، تماماً كما فشلت الحملات الأمريكية السابقة في تحقيق نتائج حاسمة."
واعتبر الخبير الإسرائيلي إيتاي بار-ليف أن "إسرائيل لن تحقق نصراً سريعاً في اليمن بسبب المسافة الطويلة ونقص المعلومات الاستخباراتية الدقيقة"، مشيراً إلى أن تل أبيب "ستواصل حملة طويلة الأمد من الضربات الاستراتيجية ضد مواقع الحوثيين ومراكز الإمداد الإيرانية في البحر الأحمر، ضمن سياسة الردع المتدرج التي تهدف لتقويض شبكة النفوذ الإيرانية."
ورأى التحليل أن "استمرار إسرائيل في استهداف الحوثيين بعد هدنة غزة يهدف أيضاً إلى تثبيت نتائج عملياتها ضد الدفاعات الجوية الإيرانية والبنية النووية لطهران، ومنع الحوثيين من التحول إلى الجيل القادم من التهديدات الإقليمية."
وخلص التقرير إلى أن "الهدوء الحالي بين إسرائيل والحوثيين ليس سوى توقف مؤقت، إذ تسعى تل أبيب لترسيخ معادلة ردع جديدة في البحر الأحمر، بينما تراقب طهران حلفاءها في صنعاء عن كثب، بانتظار الجولة المقبلة من الصراع الذي لم يُغلق فصله بعد."
المادة الأصلية: هنا
باكستان تراهن على دعم الصين للانضمام إلى بنك بريكس رغم معارضة الهند
قال تقرير نشرته صحيفة نيكّاي آسيا اليابانية إن "باكستان طلبت من الصين دعمها للانضمام إلى بنك التنمية الجديد التابع لتكتل بريكس، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر التمويل بعيداً عن صندوق النقد والبنك الدوليين، لكن نيودلهي يُتوقع أن تعارض الطلب بسبب الخلافات السياسية التاريخية بين البلدين."
وأوضح التقرير أن "البنك، الذي تأسس عام 2015 ومقره شنغهاي، يموّل مشروعات البنية التحتية والتنمية في الاقتصادات الصاعدة، ويُنظر إليه كبديل للنظام المالي الدولي الذي تقوده المؤسسات الغربية."
وذكر أن "وزير المالية الباكستاني محمد أورنكزيب بحث في واشنطن مع نظيره الصيني لياو مين دعم بكين لطلب إسلام آباد، في ظل إدراك الحكومة الباكستانية أن الانضمام إلى البنك سيوفر وصولاً أسرع وأقل تعقيداً سياسياً إلى التمويلات التنموية."
وأشار محللون إلى أن "رغم خيبة أمل الصين من أداء مشاريع مبادرة الحزام والطريق في باكستان، وتأخر المدفوعات ومشاكل الأمن التي أودت بحياة أكثر من 20 صينياً منذ 2021، فإن بكين على الأرجح ستدعم الطلب الباكستاني، باعتباره امتداداً لشراكتها الاستراتيجية الطويلة مع إسلام آباد."
ونقل التقرير عن برادلي باركس، المدير التنفيذي لمركز AidData بجامعة وليام وماري الأمريكية، قوله إن "الصين بدأت في تحويل بعض المخاطر إلى البنوك التجارية المملوكة للدولة، وإشراك أطراف متعددة في التمويل لتخفيف الأعباء السياسية والمالية، ومن هنا تأتي أهمية بنك التنمية الجديد كمنصة متعددة الأطراف."
ويرى خبراء آخرون أن "عضوية باكستان ستساعدها على تنويع موارد الاقتراض، وتقليل اعتمادها على المؤسسات الغربية التي تفرض شروطاً قاسية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الباكستاني من بطء النمو وارتفاع الديون."
لكن التقرير أضاف أن "قبول العضوية يتطلب موافقة أربعة من الأعضاء الخمسة المؤسسين، ما يجعل الاعتراض الهندي عقبة رئيسية أمام الانضمام، رغم إمكانية تجاوزها بدعم من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا."
واختتم التقرير بالقول إن "رهان باكستان على الصين في معركتها للانضمام إلى بنك بريكس يعكس تحوّلاً أوسع في توجهات الدول النامية نحو مؤسسات التمويل البديلة، وسط تصاعد التنافس بين الشرق والغرب على رسم ملامح النظام المالي العالمي الجديد."
المادة الأصلية: هنا
قبل 3 أشهر