دولي

منظور دولي: هل تورطت السودان في دعم عمليات الحوثيين ضد الملاحة البحرية؟

متظاهرون من أنصار الحوثيين يحتفلون بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في صنعاء، اليمن، 10 أكتوبر 2025. رويترز

آخر تحديث في: 18-10-2025 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يُقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات عدد من القراءات والآراء والتحليلات الدولية التي تناولت آخر تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات العالمي والإقليمي واليمني.


تطرقت التحليلات إلى قرارات عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الأخيرة التي أثارت جدلًا واسعًا ووصفت بأنها تشكل نقطة تحول في مسار المشهد السياسي اليمني، لما تحمله من دلالات على إعادة تشكيل موازين القوى داخل السلطة الشرعية.


كما تناولت التحليلات الاحتمالات المتزايدة لتورط السودان في دعم بعض العمليات الحوثية الأخيرة ضد الملاحة في البحر الأحمر، في ظل تعقيدات إقليمية متشابكة وتنامي المخاوف من اتساع رقعة الصراع البحري.


وفي السياق الدولي، ركزت التحليلات على مطالبات متزايدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بممارسة ضغوط على إسرائيل لضمان إنهاء الحرب في غزة، بالتوازي مع الإشارة إلى أن إيران تعيش واحدة من أكثر مراحلها عزلة في وقت يتوحد فيه الموقف الإقليمي والدولي حول ضرورة إيقاف الحرب وتحقيق تهدئة شاملة.


إيران في عزلة بينما يدعم العالم وقف الحرب في غزة


قال تحليل نشرته صحيفة ذا إندبندنت البريطانية للكاتب جون جامبريل إن "بينما يرحّب الشرق الأوسط على نطاق واسع بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تجد إيران نفسها في واحدة من أضعف لحظاتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979."


وأضاف التحليل أن "مع استعداد الرئيس الأمريكي لجولة شرق أوسطية، من المتوقع أن تغيب إيران عن الطاولة، إذ ما تزال تكافح للتعافي من حرب الأيام الاثني عشر في يونيو، حيث فقدت عدداً من قادتها في الضربات الإسرائيلية، وتراجعت قدراتها الدفاعية، وتدهور اقتصادها تحت وطأة العقوبات وتراجع أسعار الطاقة."


وذكر التحليل أن "أحد مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي أشار إلى أن وقف إطلاق النار قد يكون بداية لصراع في مكان آخر بالمنطقة، في إشارة إلى حزب الله والحوثيين في اليمن والمليشيات الموالية لإيران في العراق."


وأشار إلى أن "المشهد في الشرق الأوسط اليوم تغيّر جذرياً؛ فالنظام السوري سقط، وحزب الله وحماس فقدا قياداتهما، والمليشيات العراقية تراجعت، والحوثيون يواجهون ضربات إسرائيلية دقيقة، بينما تلاشى التخصيب النووي الإيراني بفعل الهجمات."


ولفت التحليل إلى أن "طهران لم تتلقَّ أي دعم ملموس من الصين أو روسيا، رغم تزويدها بكين بالنفط بأسعار مخفّضة، وموسكو بطائرات مسيّرة تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا. كما تجنّبت القيادة الإيرانية مواجهة ظاهرة تزايد تخلي النساء عن الحجاب، مكتفية بتصعيد الإعدامات بوتيرة غير مسبوقة منذ عقود."


ويرى التحليل، بحسب الخبراء، أن "وقف إطلاق النار يعكس انهيار نفوذ طهران الإقليمي بعد تفكك محور المقاومة منذ عام 2024، كما أنه سيحرر القدرات العسكرية الإسرائيلية التي يمكن أن تُستخدم الآن ضد مصالح إيران، سواء في لبنان ضد حزب الله أو مباشرة ضدها."


وأضاف أن "مستقبل إيران لا يزال غامضاً، إذ ما زال قادتها منقسمين حول الاتجاه الذي يجب أن يسلكوه الآن."


وخلص التحليل إلى أن "الطريقة التي ستختارها طهران في الأسابيع والأشهر المقبلة، سواء عبر الرد بعنف أو التركيز على إعادة بناء اقتصادها المتداعي، ستكون حاسمة."


المادة الأصلية: هنا


ينبغي على ترامب الاستمرار في الضغط على إسرائيل لضمان إنهاء الحرب في غزة


قال تحليل نشرته مجلة فن الحكم المسؤول (Responsible Statecraft) للكاتب تريتا بارسي إن "على ترامب أن يبقي الضغط على جميع الأطراف، وخاصة إسرائيل، لضمان أن يتبع تبادل الأسرى إنهاءٌ كامل للحرب بين إسرائيل وحماس."


وأضاف التحليل أن "هناك مخاوف من أن يكرر الاتفاق الجديد تجربة اتفاق ترامب المرحلي السابق، الذي انتهى في النهاية إلى مجرد تبادل للأسرى دون وقفٍ فعلي للقتل."


وأشار إلى أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاتفاق سيُنفذ بالكامل ويحقق النجاح، إلا أنه في حال أدى إلى إنهاء الإبادة الجماعية وإطلاق سراح الرهائن، فسيُعد إنجازًا بالغ الأهمية."


وذكر التحليل، وفقًا لمعلقين إسرائيليين، أن "إسرائيل لا تنوي الوصول إلى إنهاء الإبادة، بل تعتبر الاتفاق مجرد صفقة رهائن ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار ريثما تستمر المحادثات بحسن نية، أي وقفة تكتيكية قبل استئناف القتل مجددًا."


واعتبر أن "إصرار ترامب على جعل هذا الاتفاق نجاحًا شخصيًا له قد يعني أنه سيكون أقل تساهلًا إذا ما حاولت إسرائيل إفشاله مجددًا، وهو ما يراهن عليه الفلسطينيون والدول العربية على حد سواء."


وأوضح التحليل أن "السبب الرئيسي الذي دفع ترامب إلى ممارسة الضغط على إسرائيل الآن هو تجاوزها الخطير حين قصفت قطر في سبتمبر، ما جعل البيت الأبيض يدرك أن تهوّر إسرائيل بات يشكل مشكلة أمريكية مباشرة."


وأضاف أن "إسرائيل أصبحت عبئًا سياسيًا متزايدًا على ترامب، إذ تراجعت شعبيتها داخل قاعدته الانتخابية المؤيدة لنهج “أمريكا أولًا”. كما اعتبر كثيرون أن الوقت والاهتمام اللذين تفرضهما إسرائيل على الإدارة الأمريكية يعرقلان أولويات ترامب الداخلية ويجرّان واشنطن مجددًا إلى صراعات الشرق الأوسط غير الضرورية."


وخلص التحليل إلى أن "ترامب يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، غير أن وقف إطلاق النار وحده لا يكفي لنيل مثل هذه الجائزة، فالمطلوب أكثر من ذلك بكثير. وإذا واصل ترامب الضغط على إسرائيل حتى تحقيق سلامٍ فعلي، فسيضمن حينها السلام وربما الجائزة المنشودة أيضًا."


المادة الأصلية: هنا


هل تورطت السودان في دعم عمليات الحوثيين ضد الملاحة البحرية؟


قال تحليل نشرته مجلة مودرن ديبلوماسي (Modern Diplomacy) للكاتب جيمس ويلسون إن "المخاوف تزايدت من أن جزءًا من القدرات العسكرية للحوثيين يجري بناؤها وترسيخها في السودان."


وتساءل التحليل: "كيف يمكن لتورط السودان أن يساعد الحوثيين على توسيع نطاق عملياتهم؟ فالهجمات الأخيرة، الشهر الماضي، مثّلت أبعد مدى وصل إليه الحوثيون شمالًا، حيث وقعت على بُعد 160 ميلًا فقط من الساحل السوداني، مما يعزز الشكوك في أن الجيش السوداني قد يكون متساهلًا أو متواطئًا مع أنشطة الحوثيين المدعومين من إيران."


وأشار إلى أن "المخاوف تُثار من أن هذا التطور في مدى الهجمات ربما يعود إلى استخدام طائرات مسيّرة طويلة المدى، أو إلى انطلاق بعض العمليات من قوارب صغيرة على السواحل السودانية، حيث إن استخدام ساحل السودان المطل على البحر الأحمر في مثل هذه الأنشطة يثير قلقًا بالغًا، خصوصًا لأنه يشير ضمنًا إلى تورط إيران."


وذكر التحليل أن "كثيرًا من المتابعين للشأن السوداني يرون أن فتح إيران الباب أمام التمدد الحوثي نحو السودان أمر ممكن تمامًا، خاصة وأن طهران تعمل منذ فترة على توطيد علاقتها مع الفريق عبد الفتاح البرهان والقوات المسلحة السودانية."


واعتبر أنه "في حال نجحت إيران في ربط الحوثيين بالبرهان وقيادة الجيش السوداني، فإن ذلك سيفتح أمامهم الوصول إلى ميناء بورتسودان الاستراتيجي ومستودعاته، وربما إلى مطاره أيضًا، لاستخدامها كمراكز لتخزين ونقل الأسلحة."


ويرى التحليل أن "هذا الارتباط الثلاثي بين القوات المسلحة السودانية وإيران والحوثيين يتجاوز مجرد الهجمات على السفن، حيث زوّدت طهران الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وصواريخ خلال العامين الماضيين، كما فُرضت عقوبات أمريكية على البرهان وحلفائه الإسلاميين المتورطين في تسهيل دخول الأسلحة الإيرانية عبر ميناء بورتسودان."


وحذّر من أن "اقتراب الحوثيين من أسلحة الجيش السوداني، خصوصًا الكيميائية منها، يشكّل خطرًا إقليميًا متناميًا."


وخلص التحليل إلى أن "هذا الارتباط الثلاثي يشكّل مثالًا آخر على أن الحرب في السودان لم تعد شأنًا داخليًا، بل تهديدًا قد يمتد إلى البحر الأحمر والمنطقة بأكملها."


المادة الأصلية: هنا


قرارات الزبيدي الأخيرة نقطة تحول في المشهد السياسي اليمني


قال تحليل نشرته مجلة فير أوبزرفر (Fair Observer) إن "عيدروس الزبيدي اتخذ في 10 سبتمبر خطوة غير مسبوقة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022، بتعيين 14 مسؤولًا جديدًا، متجاوزًا احتكار القرار داخل المجلس."


وأضاف التحليل أن "هذه القرارات تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي اليمني، وتؤكد مطلب الجنوب في نيل حقه في الحكم والتمثيل. كما أنه من خلال خروجه عن نهج قرارات مجلس القيادة الرئاسي التقليدية، يتحدى الزبيدي السلطة المركزية ويبرز سعي الجنوب إلى فرض سيطرته."


ويرى التحليل أن "هذه التعيينات لم تكن مجرد تغييرات إدارية روتينية، بل كانت بيانًا سياسيًا واضحًا: الجنوب لن يقبل بعد الآن تمثيلًا رمزيًا في السلطة بينما يُستبعد من إدارة الدولة فعليًا. كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى إلى ترسيخ شرعيته كقوة سياسية رئيسية، في ظل حالة السخط الشعبي على الأوضاع الاقتصادية والإدارية."


وذكر التحليل أن "نشر هذه القرارات حتى في صحيفة 14 أكتوبر الرسمية يؤكد أن القيادات الجنوبية عازمة على اتخاذ خطوات حاسمة لحماية مصالح شعبها. كما أن ردود فعل قيادات المجلس الانتقالي أوضحت أن ما جرى لم يكن خطوة عابرة، بل تصعيدًا محسوبًا."


ولفت إلى أنه "من خلال هذه التعيينات الجريئة، يبعث الزبيدي برسالة واضحة لقاعدته: المجلس الانتقالي مستعد للانتقال من موقع المعارضة إلى موقع المسؤولية، ويمسك بزمام السلطة الفعلية بدل الاكتفاء بالمطالبة بها."


وأضاف أن "لا ينبغي النظر إلى خطوة الزبيدي الجريئة على أنها مجرد مناورة جنوبية، بل بوصفها انعكاسًا لفشل بنيوي داخل مجلس القيادة الرئاسي وحاجة ملحّة إلى الإصلاح. فبدون معالجة مظالم الجنوب، يخاطر المجلس والحكومة المعترف بها دوليًا بفقدان الشرعية والفاعلية معًا."


وخلص التحليل إلى أن "هذه القرارات تمثل جزءًا من مسار أوسع يتجه فيه الجنوب بثبات نحو فرض حقه في أن يكون شريكًا حقيقيًا في الحكم، وفي نهاية المطاف نحو تقرير مصيره السياسي. فالجنوب لم يعد يطلب الاعتراف، لأنه ينتزعه الآن."


المادة الأصلية: هنا


 مريم محمد

صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات

- المنظور الدولي: خدمة أسبوعية يقدمها المركز لتغطية أبرز تناولات الصحافة العالمية. 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا