مركز سوث24 للأخبار والدراسات
مركز سوث24 للأخبار والدراسات
لقاء عيدروس الزبيدي مع قناة الحرة، 6 أكتوبر 2025 (استقطاع بواسطة مركز سوث24)
آخر تحديث في: 11-10-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
حصاد الأسبوع (4 - 10 أكتوبر / 2025)
شهد اليمن خلال الأسبوع سلسلة تطورات لافتة على المستويين الداخلي والدولي، تزامنت مع تصاعد النقاشات حول مستقبل الدولة وبنيتها، وسط استمرار التصعيد الإقليمي بين الحوثيين وإسرائيل، وعمليات أمنية نوعية في محافظات الجنوب.
المحور السياسي: الزبيدي يكشف ملامح دولة «الجنوب العربي»
في مقابلة مع قناة الحرة، نشرت مؤخرًا، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي أن دولة الجنوب القادمة ستكون فيدرالية ومدنية، مرجحًا أن يُطلق عليها اسم "دولة الجنوب العربي".
وأشار إلى أن عملية سهام الشرق لمكافحة الإرهاب مستمرة للعام الثالث، وأن القوات الجنوبية متواجدة في الساحل الغربي وبعض مناطق الشمال. كما أعلن عن نية المجلس عرض الشحنة العسكرية المضبوطة في ميناء عدن ضمن معرض خاص بتغطية إعلامية، مشددًا على أن الجنوبيين وشركاءهم في الشمال متفقون على اعتبار الحوثيين "عدوًا استراتيجيًا مشتركًا"، وكاشفًا عن رغبة سكان من تعز ومأرب في الانضمام إلى الجنوب.
وأثارت تصريحات الزبيدي بشأن الترحيب بانضمام مناطق في تعز ومِأرب إلى دولة الجنوب الجدل بين مؤيد ومعارض.
على الصعيد الدولي، دعت المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا مجلس حقوق الإنسان إلى دعم إعادة هيكلة المجلس الرئاسي اليمني، واقترحت تشكيل حكومتين منفصلتين في الشمال والجنوب. كما اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار لتعزيز قدرات اليمن في مجال حقوق الإنسان دون الحاجة للتصويت.
وكشف مصدر حكومي لمركز سوث24 أن الفريق القانوني لمجلس القيادة الرئاسي عقد اجتماعًا لمراجعة الخلافات الأخيرة بين الأعضاء، وأقرّ أربع نقاط رئيسية توحد الإجراءات وتضمن شرعية القرارات. وأكد الفريق أن أي قرارات فردية تصدر من أعضاء المجلس دون توافق تُعد باطلة، خصوصًا تلك المخالفة لإعلان نقل السلطة.
وطلب الفريق من عضو المجلس عيدروس الزبيدي تزويده بنسخ قراراته والمستندات وأي تفويض رسمي، فيما أوضح عضو الفريق القانوني صلاح راشد أن اللجنة لا تزال في مرحلة جمع الوثائق ولم تصدر قرارًا نهائيًا بعد.
ويوم أمس الجمعة، عقد مجلس القيادة الرئاسي اجتماعًا في الرياض، ركّز على تعزيز الشراكة والتوافق الوطني وضبط العلاقة داخل المجلس بعد خلافات حول الصلاحيات. ناقش الاجتماع الإجراءات الحكومية لضمان استقرار العملة وصرف المرتبات، مشيدًا بالدعم السعودي والإماراتي الذي ساهم في تحقيق انفراجة مالية محدودة.
كما تطرق المجلس إلى التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل وتأثيراته على البحر الأحمر والأمن الإقليمي، مؤكدًا أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين لمواجهة التهديدات المشتركة.
دبلوماسيًا، أعلن وزير الخارجية اليمني أن ليبيا والصومال افتتحتا مكاتب سفاراتهما في عدن، مع توقع افتتاح الهند وروسيا قريبًا، مؤكدًا أن استقرار العاصمة وعودة النشاط الدبلوماسي تحققا بفضل الجهود الأمنية.
وكانت السفارة الهندية قد أعلنت بدء إصدار التأشيرات لليمنيين من مكتبها التمثيلي في عدن، مما أنهى الحاجة للسفر إلى الخارج لاستصدار التأشيرات.
محليًا، أعلن المجلس الانتقالي في حضرموت إقامة فعالية جماهيرية في شبام بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر، مؤكدًا رفضه لتجاوزات السلطة المحلية في بيع المشتقات المدعومة وابتزاز المواطنين، وداعيًا لإدارة الموارد بشفافية وعدالة. كما شددت الجمعية الوطنية الجنوبية على أهمية المشاركة الواسعة في احتفالات الضالع وحضرموت بالذكرى الوطنية.
حقوقيًا، اطّلع المعهد الأوروبي للسلام في المكلا على تفاصيل اعتداء عناصر من حزب الإصلاح على نساء جنوبيات خلال وقفة سلمية، فيما دعا الانتقالي في حضرموت إلى رفع هذه الانتهاكات للمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية، مؤكدًا ضرورة حماية حقوق النساء وضمان حرية التعبير السلمي.
المشهد الإنساني والاقتصادي
شهد الأسبوع نشاطًا اقتصاديًا وحكوميًا على صعيد الإصلاحات والعلاقات الخارجية.
فقد أجرى رئيس الوزراء سالم بن بريك سلسلة لقاءات سياسية واقتصادية في الإمارات تناولت دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التعاون الإقليمي. وبحث مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد سبل دعم اليمن اقتصاديًا وتحسين الخدمات، مؤكدًا أن استقرار اليمن جزء من أمن الخليج.
كما عقد اجتماعات مع عضوي المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وعبد الرحمن المحرمي لتوحيد الجهود في الإصلاحات الاقتصادية، وأكد استمرار الدعم الإماراتي للمشاريع التنموية والخدمية.
وأعلنت لجنة تنظيم الواردات يوم الثلاثاء عن إجراءات جديدة لمعالجة الإشكالات الجمركية والمالية، وتسريع معاملات الشركات التجارية بالتنسيق مع الجهات الرسمية، فيما بدأت الحكومة يوم الخميس صرف المرتبات المتأخرة لموظفي القطاعين المدني والعسكري، وأقرت خطة لضمان انتظامها شهريًا.
وفي عمّان، عقد مجلس الوزراء اليمني مشاورات مع صندوق النقد الدولي لتقييم الأداء الاقتصادي الوطني في قطاعات التجارة والطاقة، في إطار جهود الحكومة لتعزيز الكفاءة المالية.
في مجال النقل والموانئ، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن استعدادها لتشغيل مطار المخا قريبًا، بينما وجّه محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي بإنشاء لسان بحري جديد بميناء المكلا لتعزيز حركة الصادرات والواردات، وتوسعة الميناء بالتنسيق مع غرفة التجارة.
إنسانيًا، بحث محافظ تعز يوم الإثنين مع مستشارة مكتب المبعوث الأممي سبل فتح الطرق بين المدينة ومناطق الحوثيين، معتبرين ذلك أولوية لتخفيف معاناة المدنيين.
وفي شبوة، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود يوم الثلاثاء إنهاء أنشطتها بعد أربع سنوات من العمل، وإغلاق مشاريعها الطبية في عتق وبيحان وعسيلان، مع تسليمها لوزارة الصحة اليمنية وضمان حقوق موظفيها المحليين.
وفي الداخل، شهدت صنعاء يوم الإثنين حملة اعتقالات واسعة طالت موظفين يمنيين في وكالات ومنظمات أممية، من بينهم عناصر تابعة لـ برنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى اختطاف موظف آخر في صعدة.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن عدد موظفيها المحتجزين لدى الحوثيين ارتفع إلى 53 شخصًا منذ عام 2021، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وضمان حماية مقراتها وممتلكاتها.
المشهد الأمني والعسكري
شهدت محافظات الجنوب خلال الأسبوع عمليات أمنية وعسكرية نوعية ضد شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات وعناصر التنظيمات الإرهابية.
في لحج، أعلنت القوات الجنوبية يوم الأحد ضبط قارب محمّل بمعدات للطيران المسيّر كانت في طريقها للحوثيين، ضمت كاميرات دقيقة، أدوات تحكم عن بُعد، وأجهزة اتصالات ووحدات إلكترونية متقدمة، وأُلقي القبض على ثلاثة متهمين ضمن شبكة تهريب منظمة.
وفي اليوم ذاته، ضبطت القوات شحنة مخدرات كبيرة قبالة رأس العارة شملت الحشيش والهيروين ومادة الشبو، وأوقفت أربعة مهربين بعد مطاردة بحرية.
في كرش بلحج، استُشهد جندي وأصيب آخر يوم الثلاثاء جراء هجوم بطائرة مسيّرة حوثية استهدفت مواقع القوات الجنوبية، كما واصلت الطائرات الحوثية استهداف مناطق مدنية في قداش لليوم الثاني.
وفي أبين، استُشهد جندي الأربعاء بانفجار عبوة ناسفة زرعها تنظيم القاعدة في مودية، بينما أحبطت القوات عملية إرهابية أخرى في وادي قفل، وتمكنت من تفكيك عبوات ناسفة قبل انفجارها.
وفي حضرموت، أعلن جهاز مكافحة المخدرات تفكيك أخطر شبكة لترويج المخدرات تستهدف طالبات الجامعات والمعاهد، وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة ومبالغ مالية. كما أعلن خفر السواحل في حضرموت عن تحرير ثلاثة عناصر أمن صومالية كانوا مختطفين على متن قارب قادم من بورتلاند الصومالية.
في الضالع، أُصيب جندي بشظايا قذيفة هاون حوثية في منطقة حجر، فيما شهدت شبوة انفجار عبوة ناسفة استهدفت أطقم قوات العمالقة دون خسائر، كما اعتقلت قوات الأمن في تعز أحد قادة كتائب طارق صالح إثر اشتباك مسلح.
جدول 1
المشهد الإقليمي
شهدت التطورات الإقليمية خلال الأسبوع تطورات إضافية بين جماعة الحوثيين وإسرائيل. فقد أعلن المتحدث العسكري الحوثي يوم الأحد عن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي انشطاري من طراز “فلسطين 2” باتجاه تل أبيب، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراضه، إلى جانب اعتراض عدة طائرات مسيرة أُطلقت من اليمن فوق إيلات.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية عن خطط لشن ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن حتى بعد وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن العمليات ستستمر في موجات هجومية غير مسبوقة تستهدف قدرات الجماعة الصاروخية والطائرات المسيّرة.
وفي المقابل، صرّح القيادي الحوثي حزام الأسد أن اتفاق حماس وإسرائيل لا يغيّر جوهر الأزمة، معتبرًا أن "الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أصل المشكلة".
على الصعيد اليمني، أكد وزير الدفاع اليمني أن الحوثيين يمثلون خطرًا وجوديًا يستدعي استعدادًا عسكريًا شاملًا من جميع القوات، مشيرًا إلى أنهم يهددون الأمن الإقليمي وطرق الملاحة الدولية.
ووفق تقرير The Maritime Executive الأمريكي، نشر الحوثيون صواريخ مضادة للسفن في منطقة مكيراس بمحافظة أبين لاستهداف الملاحة في خليج عدن، بينما أفادت رويترز بوفاة أحد أفراد طاقم سفينة هولندية إثر هجوم حوثي في البحر العربي.
كما أعلنت وزارة الصحة الحوثية في صنعاء أن الغارات الأمريكية والبريطانية خلال العامين الماضيين أسفرت عن مقتل 319 شخصًا وإصابة 1357 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في حين اعتبرت الجماعة أن تلك الهجمات لن تمر دون رد.
لقراءة المزيد من التفاصيل في قسم: الأخبار الإنجليزية
