لقطة مقتطعة من الفيديو الذي نشرته الأجهزة الأمنية في عدن، 2 أكتوبر 2025 (بواسطة مركز سوث24)
آخر تحديث في: 04-10-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
حصاد الأسبوع (27 سبتمبر - 2 أكتوبر / 2025)
شهد اليمن خلال الأسبوع الأخير تطورات متسارعة شملت تحركات دبلوماسية لافتة لمجلس القيادة الرئاسي في نيويورك وإجراءات أممية لتعزيز الحضور في عدن.
وفي الداخل، برزت توترات محلية في حضرموت، إضافة إلى مشاريع دعم في قطاعات المياه والتعليم وخطط اقتصادية لتطوير الموانئ، فيما تواصل التصعيد الحوثي إقليميًا عبر الهجمات والتهديدات التي استهدفت الملاحة والشركات النفطية، بالتوازي مع أحداث ميدانية وأمنية أبرزها ضبط شحنات ذات استخدام عسكري في ميناء عدن وعمليات ضد تنظيم القاعدة في أبين.
المحور السياسي: انفتاح دولي وتوترات محلية
شهد الأسبوع نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا لقيادة المجلس الرئاسي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد عقد رئيس المجلس رشاد العليمي ونائب رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي سلسلة لقاءات رفيعة، أعلن خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قرار نقل بعض مكاتب المنظمات الأممية إلى عدن وتقييد تعاملها مع مناطق الحوثيين، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على إعادة تقييم المجتمع الدولي لآليات عمله في اليمن.
وفي إطار الجهود ذاتها، التقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني بالسفير الأميركي ستيفن فاجن يوم الاثنين (29 سبتمبر)، حيث ناقشا سبل تعزيز جهود السلام الأممية، وأهمية نقل مقرات المنظمات الدولية إلى عدن، إضافة إلى قضايا مرتبطة بتأمين الملاحة في البحر الأحمر وتكثيف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
على صعيد العلاقات الثنائية، أعلنت الخارجية اليمنية يوم الأربعاء (1 أكتوبر)، افتتاح مكتب تمثيلي للهند في عدن مخصصًا للشؤون القنصلية والخدماتية، يسهّل حصول المواطنين، وخصوصًا المرضى، على الخدمات العلاجية والسفر. وقد رحّب المجلس الانتقالي الجنوبي بهذه الخطوة، مؤكدًا أن العاصمة عدن تتمتع ببيئة آمنة ومواتية لعمل البعثات الدبلوماسية، وداعيًا دولًا أخرى لافتتاح بعثاتها في المدينة.
دوليًا، صدر يوم الثلاثاء (30 سبتمبر)، عن البرلمان البريطاني نص لمذكرة مبكرة قدّمها النائب كلايف بيتس، دعا فيها إلى عملية سلام شاملة تضمن تمثيل الجنوب وحق شعبه في تقرير المصير. وشددت المذكرة على ضرورة أن تمارس الحكومة البريطانية ضغوطًا على الأمم المتحدة لضمان شمول هذه التطلعات في أي عملية سياسية، بما يعزز الدور السياسي للجنوب ضمن التسوية اليمنية.
وفي العاصمة الأميركية، عقد وفد المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الخميس (2 أكتوبر)، لقاءات موسعة مع أعضاء من الكونغرس الأميركي، قدّم خلالها إحاطات تفصيلية عن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في الجنوب. كما ناقش الوفد مع شركاء دوليين دعم المشاريع التنموية في المدينة، بما في ذلك الخطة الرئيسية للكهرباء في عدن.
على الصعيد المحلي، أكد رئيس الوزراء سالم بن بريك في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط يوم الأحد (28 سبتمبر)، أن نجاح الحكومة اليمنية يعتمد على الغطاء السياسي للمجلس الرئاسي وحكمة أعضائه في تجاوز الاختلالات، مشيرًا إلى وجود انسجام داخل المجلس بشأن الإصلاحات مع التركيز على التفاصيل التنفيذية دون المساس بالجوهر. كما شدد على أن الحوثيين "غير جادين بالسلام"، وأن الشعب "لن يقبل بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء".
في حضرموت، شهدت مدينة المكلا يوم السبت (27 سبتمبر)، توترًا على خلفية فعالية نسوية نظمها حزب الإصلاح بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر. فبينما أعلن الحزب أن الفعالية تعرضت لـ "مداهمة" من عناصر مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وثّقت مقاطع فيديو وشهادات ميدانية مشهدًا مغايرًا، أظهر تجمع نساء جنوبيات في وقفة مقابلة رفعن خلالها علم الجنوب، قبل أن تقع مشادات مباشرة بين الطرفين.
وأظهرت إحدى اللقطات قيام امرأة إصلاحية بتمزيق العلم الجنوبي وانتزاعه بالقوة من يد متظاهرة، في واقعة أثارت استنكارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى جانب ذلك، أصدرت السفارة الأميركية بيانًا مثيرًا للجدل أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ "مداهمة" استهدفت فعالية نسائية تابعة لحزب الإصلاح في مدينة المكلا، ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط المحلية.
في السياق ذاته، أعلن الشيخ القبلي عمرو بن حبريش تشكيل ثلاثة ألوية عسكرية تحت مسمى مليشيات حماية حضرموت وإنشاء قيادة عامة لها.
كما أكد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي أن السلطة المحلية تخوض معركة لحماية مؤسسات الدولة من المؤامرات المستمرة، مشيرًا إلى تخصيص 2.1 مليار ريال شهريًا لدعم قطاع التربية والتعليم، مؤكّدًا أن التعليم الحكومي خط أحمر، ورافضًا أي محاولات لاستغلال التعليم الأهلي بما يضر بمكانة التعليم الرسمي.
المشهد الإنساني والاقتصادي
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الفيضانات التي اجتاحت اليمن خلال أغسطس وسبتمبر ألحقت أضرارًا بنحو 459 ألف شخص، وأسفرت عن سقوط 182 ضحية بينهم 82 وفاة. واعتُبرت محافظة مأرب الأكثر تضررًا بتأثر أكثر من 105 آلاف شخص، فيما سجلت منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة أكثر من 50 ألف متضرر وسط أوضاع إنسانية مأساوية.
وفي استجابة لهذه الأزمات، أعلنت منظمة الهجرة الدولية يوم الأحد عن إطلاق مشاريع جديدة بتمويل قدره 4.45 مليون دولار من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وشملت هذه المشاريع تعزيز شبكات المياه في مأرب، وتحسين البنية التحتية للمدارس في عدن ولحج وتعز، في خطوة تهدف للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية وتعزيز الخدمات الأساسية للمجتمعات المتضررة.
بالتوازي مع ذلك، ناقش محافظ حضرموت مع لجنة وزارية يوم الإثنين خطط توسعة وتطوير ميناء المكلا لرفع طاقته الاستيعابية وتعزيز دوره في النشاط التجاري والاقتصادي. وقد تقرر البدء بتنفيذ مشاريع التطوير في الميناء، باعتباره ركيزة أساسية لدعم البنية التحتية البحرية وزيادة القدرات الاستيرادية والتصديرية للمحافظة، بما يسهم في تحسين الإيرادات المحلية ودعم الاستقرار الاقتصادي.
على صعيد الحريات الإعلامية، أُفرج عن الصحفي فتحي بن لزرق بعد أقل من ساعتين على اعتقاله يوم السبت (27 سبتمبر)، وذلك عقب إغلاق مسلحين مقر صحيفة "عدن الغد". وأكد محافظ عدن ونائب مدير الأمن التزام السلطات بمنع الاعتقالات العشوائية وحجز الحريات الإعلامية، مع التشديد على تطبيق القانون.
في الموازاة، وثّقت شبكة حقوقية اعتقال الحوثيين 1063 شخصًا في مناطق سيطرتهم على خلفية الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، في حين أدانت السفارة الأمريكية يوم الأحد اعتقال الحوثيين أكثر من 600 يمني بشكل غير قانوني، معتبرة أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا للحريات الأساسية والتقاليد اليمنية.
المشهد الأمني والعسكري
كشفت في العاصمة عدن يوم (2 أكتوبر)، تفاصيل جديدة بشأن ضبط واحدة من أكبر الشحنات العسكرية الموجهة إلى الحوثيين. فقد أعلنت الأجهزة الأمنية في ميناء الحاويات استكمال عملية تفتيش وحجز 58 حاوية بوزن يتجاوز 2500 طن، تضم مصانع متكاملة لصناعة الطائرات المسيّرة ومعدات عسكرية وتجسسية، كانت في طريقها من جيبوتي إلى الحديدة قبل تحويل مسارها إلى عدن.
وفي خطوة موازية، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب إحباط محاولة تهريب طابعات أوفست يرجح أنها مخصّصة لطباعة العملة إلى الحوثيين عبر ميناء عدن، كانت قادمة من ألمانيا. وأكدت السلطات أن العملية نُفذت بتنسيق استخباراتي مع مصلحة الجمارك، فيما جرى إبلاغ البنك المركزي والنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، وسط استمرار التحقيقات لكشف الجهات المتورطة.
في محافظة أبين، تواصلت العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة في مناطق مودية ووادي عومران. فقد أحبطت القوات الجنوبية يوم الجمعة (26 سبتمبر)، هجومًا إرهابيًا على مواقع اللواء السادس دعم وإسناد أدى إلى إصابة جندي، في حين استشهد ثلاثة جنود وأصيب آخر خلال معارك متفرقة ضد التنظيم. وأكدت القوات أن العمليات مستمرة لملاحقة العناصر المسلحة في الجبال المحيطة.
في لحج، قُتل طفل يبلغ من العمر 17 عامًا يوم الأحد نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحوثيين في مديرية كرش. وفي الضالع، استشهد جندي جنوبي يوم الثلاثاء برصاص قناص حوثي في جبهة بتار شمال المحافظة.
وشهدت مدينة تعز يوم الثلاثاء (30 سبتمبر) تشييعًا مهيبًا للناشطة والمسؤولة إفتِهان المشهري، مديرة صندوق النظافة، التي اغتيلت في 18 سبتمبر. شارك آلاف المواطنين في موكب الجنازة. وتزامن التشييع مع إطلاق مبادرة مجتمعية شبابية لغرس خمسة آلاف شجرة تخليدًا لذكراها، فيما أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي عن إطلاق اسمها على شارع رئيسي.
كما نجا قائد محور طور الباحة العميد أبو بكر الجبولي يوم الخميس من استهداف بعبوة ناسفة في مدينة التربة، بينما أسفرت العملية الأمنية عن مقتل وإصابة عدد من الجنود وضبط رئيس عصابة مسلحة وعدد من عناصره.
وفي البحر، أعلن خفر السواحل اليمني خلال الفترة (22–25 سبتمبر) عن ضبط ثلاثة قوارب تحمل 224 مهاجرًا غير شرعي، إضافة إلى سفينة محملة بنحو 10 آلاف طن من سماد اليوريا.
أما في شبوة، فقد طالب المحافظ خلال لقائه وزير الدفاع باعتماد منطقة عسكرية مستقلة وإنشاء كلية بحرية على ساحل البحر العربي، إلى جانب تعزيز محور عتق بثلاثة ألوية (دفاع ساحلي، مشاة جبلي، شرطة عسكرية). كما شدد وزير الدفاع على رفع الجاهزية القتالية لمواجهة التهديدات الحوثية والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
وفي عدن، ناقش مدير الأمن مع مكتب الأمم المتحدة في الشرق الأوسط سبل تعزيز الأمن لتأمين مقرات وطواقم المنظمات الإنسانية، مؤكداً حرص السلطات على حماية عملها رغم التحديات الاقتصادية والأمنية القائمة.
على المستوى الإقليمي، شهد الأسبوع استمرار التصعيد العسكري بين الحوثيين وإسرائيل، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين يوم السبت عن ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء في 25 سبتمبر إلى 11 قتيلًا و206 مصابًا. ووصف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استهداف إسرائيل لمقر يتبع جهاز الأمن والمخابرات بأنه "جريمة وخطوة فاشلة".
وفي ردود الفعل الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأحد إلى حماية المدنيين وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بينما شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحاجة لوقف الأعمال العدائية وإقرار هدنة عاجلة، محذرة من تفاقم معاناة المدنيين وتدهور البنية التحتية.
من جانبها، أعلنت الجماعة الحوثية يوم الإثنين عن تنفيذ هجمات جديدة ضد إسرائيل، تضمنت إطلاق صاروخ باليستي من نوع "فلسطين 2" باتجاه تل أبيب وضرب هدفين في إيلات بطائرتين مسيرتين. وترافق ذلك مع خطاب إعلامي متصاعد من قادة الجماعة أكدوا فيه استمرار استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
سياسيًا، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي في تصريح لوكالة بلومبرغ أن هزيمة الحوثيين ممكنة خلال 6 إلى 12 شهرًا، مشيرًا إلى أن البديل هو المضي في خيار استقلال جنوب اليمن مع احتواء الحوثيين في الشمال.
على مستوى الأمن البحري، أعلن الحوثيون يوم الأربعاء مسؤوليتهم عن استهداف سفينة الشحن الهولندية "Minervagracht" بصاروخ كروز في خليج عدن، ما تسبب بإصابة اثنين من طاقمها المكون من 19 فردًا وإلحاق أضرار جسيمة بالسفينة التي تحولت إلى خطر ملاحي.
وقد قوبل الحادث بإدانات دولية واسعة، حيث اعتبر الاتحاد الأوروبي و"أسبيدس" الهجوم تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية، فيما وصفته شركة "Spliethoff" المالكة للسفينة بأنه اعتداء على "بحارة أبرياء". كما أدانت كل من فرنسا والخارجية اليمنية الهجوم، داعية إلى تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" وفرض عقوبات رادعة على الميليشيا وداعميها في طهران، في حين طالبت هولندا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مماثلة.
وبالتوازي، كشفت تقارير عن تعرض ناقلة غاز لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في ميناء رأس عيسى يوم 17 سبتمبر، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقًا.
وفي خطوة تصعيدية إضافية، أعلنت الجماعة الحوثية يوم الثلاثاء نيتها استهداف شركات النفط الأميركية الكبرى، بما فيها إكسون موبيل وشيفرون، وأعلنت فرض عقوبات على 13 شركة أميركية عبر ما يعرف بـ "مركز تنسيق العمليات الإنسانية" التابع لها، مبررة ذلك بأنه "رد على حظر واشنطن للوقود".
لقراءة المزيد من التفاصيل في قسم الأخبار الإنجليزية