نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، خلال كلمته لمجلس الأمن حول الذكاء الاصطناعي والأمن والسلم الدوليين، 24 سبتمبر 2025 (كردت: مركز سوث24 بواسطة عزت وجدي)
آخر تحديث في: 26-09-2025 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
|
حصاد الأسبوع (20–25 سبتمبر / 2025)
شهدت مدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نشاطًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا لوفد مجلس القيادة الرئاسي اليمني برئاسة رشاد العليمي ونائبه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي.
ووصل العليمي والزُبيدي يوم الإثنين للمشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة.
المحور السياسي: لا سلام بدون حل الدولتين
وفي خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس، قال رشاد العليمي إن الوضع في اليمن اختبار لمصداقية النظام الدولي، محذرًا من تهديد الحوثيين للأمن الإقليمي والعالمي، ومطالبًا بتشكيل تحالف دولي فعّال لتحرير اليمن.
كما ركز الزُبيدي في خطابه أمام مجلس الأمن على مخاطر توظيف الحوثيين للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير قدراتهم العسكرية وتهديد الأمن الإقليمي، داعيًا إلى التعاون مع المجلس الرئاسي لتعزيز القدرات التكنولوجية في اليمن وتحديد أولويات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات العدالة والتنمية وإنفاذ القانون.
وفي سلسلة مقابلات صحفية، أبرز عيدروس الزُبيدي توجهات المجلس الرئاسي في مواجهة الحوثيين. ففي مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، أكد الزُبيدي أن المجلس الرئاسي أعد استراتيجية شاملة لردع الحوثيين سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لكنها لم تلقَ استجابة إقليمية ودولية.
وشدد على ضرورة حل الدولتين (شمالية وجنوبية) واستعادة استقلال الجنوب كهدف استراتيجي، مع دعوته إلى دعم دولي لمواجهة تهديدات القاعدة وداعش والإخوان، محذرًا من أن عجز المجلس الرئاسي عن التوافق قد يدفعهم للجوء إلى الانتخابات الديمقراطية. وقال أنّ القرارات الأخيرة التي اتخذها هي حق للشعب الجنوبي.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، شدد رئيس المجلس الانتقالي على أن حل الدولتين هو الضمان الوحيد لاستقرار اليمن، مشيرا أنه لا يمكن إزاحة الحوثيين بالقصف وحده. كما أوضح الزُبيدي في تصريحاته لصحيفة ذا ناشيونال أن الجنوبيين مستعدون للاستقلال ويحتاجون فقط إلى الإعلان الرسمي والاعتراف الدولي.
وفي موقف لافت بشأن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، قال الزُبيدي: "إذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، ستكون هذه الاتفاقيات أساسية لاستقرار المنطقة. عندما تكون لدينا دولة جنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات."
وأثارت تصريحات الزبيدي جدلا في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية. ووصفت صحيفة معاريف تصريحات الزبيدي بـ "المغرية". وقالت أنّ من شأن سيطرة اليمن الجنوبي المستقل "على الموانئ والمصافي وممرات الشحن في مضيق باب المندب قد تحد من نفوذ إيران في المنطقة وتعزز أمن الشحن في البحر الأحمر وتعمل كحاجز ضج المنظمات الإرهابية العالمية".
وفي جلسة حوارية استضافتها جامعة كولومبيا الأمريكية، قال الزبيدي أنّه لا سلام في اليمن بدون حل الدولتين.
وفي نيويورك أيضًا، أجرى العليمي والزُبيدي سلسلة لقاءات ثنائية مع قادة ورؤساء دول وحكومات، بينهم رئيس لاتفيا، الرئيس السوري أحمد الشرع، رئيس وزراء مصر، ورئيس جمهورية العراق، إلى جانب وزراء خارجية البحرين وكرواتيا ومسؤولين آخرين.
وفي الذكرى الـ 63 لثورة 26 سبتمبر في الشمال، ألقى ممثلو أحزاب سياسية وجماعات دينية خطابات متعددة ومختلفة من عواصم مختلفة، في صورة تعكس حجم التمزق الذي يعيشه الشمال.
فإلى جوار خطاب عضو المجلس الرئاسي عثمان مجلي نيابة عن رئيس المجلس رشاد العليمي، ظهر كل من القياديين في تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح، حمود المخلافي وتوكل كرمان في خطابين متلفزين من تركيا. ولأول مرة تحدث أحمد علي عبد الله صالح من القاهرة مبشرا بقرب "الخلاص" من الحوثيين. كما نشر الجنرال علي محسن الأحمر المقيم في السعودية خطابا بهذه المناسبة.
وفي صنعاء الخاضعة للسيطرة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، ظهر القيادي الحوثي مهدي المشاط من صنعاء في هذه الذكرى للتشكيك بها، عقب 5 أيام من احتفال الجماعة بثورتهم الخاصة 21 سبتمبر.
وقال المشاط أن ثورة 26 سبتمبر تعرضت منذ وقت مبكر “لاختراقات ومؤامرات” أدت إلى انحرافها عن مسارها. مهاجما من وصفهم "أدعياء الثورة، أولئك الذين باعوا ضمائرهم وارتهنوا للخارج".
المحور الاقتصادي: دعم سعودي وترحيب يمني
أعلنت المملكة العربية السعودية، يوم السبت، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، عن تقديم دعم اقتصادي وتنموي جديد لليمن بقيمة 1.38 مليار ريال سعودي، يتوزع بين دعم موازنة الحكومة اليمنية، وتوفير المشتقات النفطية، بالإضافة إلى تغطية ميزانية تشغيل مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن.
وقد قوبل الإعلان بترحيب واسع من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وأكد البنك المركزي اليمني في عدن، يوم الإثنين، أن هذا الدعم سيسهم في التخفيف من المعاناة المعيشية، ودعم مسار الإصلاحات الاقتصادية والإدارية.
وبذات الوقت، أعرب اتحاد نقابات عمال الجنوب، يوم الإثنين، عن قلقه من تأخر صرف الرواتب لثلاثة أشهر متتالية، مستغربًا غياب أي تحرك من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة. وطالب الاتحاد بصرف الرواتب المتأخرة كاملة، خصوصًا للمعلمين، محذرًا من أن استمرار المماطلة سيدفعه إلى إعلان برنامج تصعيدي شعبي شامل وحاشد. كما خرجت تظاهرات احتجاجية في محافظة الضالع يوم الخميس تندد بتأخر المرتبات.
المحور الإنساني: برنامج الأغذية يعلق أنشطته في صنعاء
أصدرت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين يوم الخميس بيانًا انتقدت فيه تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأخير عن الوضع الصحفي في اليمن، معتبرة أن محتواه حول الوضع في عدن يفتقر إلى الدقة والموضوعية، ومطالبة بإصدار اعتذار رسمي ومراجعة التقرير.
كما أشارت النقابة إلى أن التقرير تناول قضية مبنى عدن وقضية الصحفي أحمد ماهر بشكل مضلل، في ظل وجود أحكام قضائية واضحة، داعية إلى اعتماد المهنية والحياد في التقارير المستقبلية.
وفي ملف منفصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء تعليق جميع عملياته الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين بشمال اليمن، بعد احتجاز الجماعة عددًا من موظفي الأمم المتحدة، بينهم 15 موظفًا تابعين للبرنامج منذ 31 أغسطس، ما أدى إلى توقف كامل لأنشطته في تلك المناطق.
من ناحيته أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس تخصيص 40 مليون يورو إضافية لدعم اليمن، موجهة لتعزيز الأمن الغذائي والصحة في المناطق الأكثر تضررًا والمهددة بالمجاعة، في محاولة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة.
المحور الإقليمي: إيلات وصنعاء ساحة لتصفية الحسابات
استمر التصعيد العسكري بين الحوثيين وإسرائيل هذا الأسبوع بعد أن شن الحوثيون، يوم الأربعاء، هجومًا عنيفًا بطائرة مسيّرة ضربت المنطقة السياحية في إيلات وتسببت بنحو 50 إصابة، وفقًا للإعلام الإسرائيلي. ويوم الخميس، ردت إسرائيل بقصف هو الأعنف استهدف عدة مواقع في صنعاء، بينها مرافق أمنية تابعة لجهاز المخابرات الحوثي.
كما استهدفت الهجمات حي الرقاص بمديرية معين. وقال مراسل سوث24 إن الهجمات تسببت بمقتل وإصابة العشرات وتهدم مبانٍ بكاملها. وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن ثمانية أشخاص قُتلوا وأصيب 142 آخرون.
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الحوثيين يرفضون التعلم من التجارب الإقليمية في إيران ولبنان وغزة، وأنهم "سيتعلمون بالطريقة الصعبة" إذا واصلوا الهجمات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم على صنعاء يوم الخميس استهدف مقر قيادة الأركان العامة، معسكرات ومخازن أسلحة، مقر الإعلام العسكري، وجهاز الأمن والمخابرات المسؤول عن قمع المعارضين.
إلى ذلك، قالت وكالة الاستخبارات التابعة للحوثيين إن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت أمنية واستخباراتية، بينها سجن ومركز إصلاحي.
وفي بيان نشرته وسائل إعلام الحوثيين، قالت الجماعة إن "العدوان" يهدف إلى "تمكين الأسرى من الهروب.. ضمن مخطط العدو الإجرامي لخلق الفوضى وانعدام الأمن".
وزعم الحوثيون أن نزلاء المنشآت المستهدفة نفذوا في السابق عمليات اغتيال وتفجيرات وتقديم إحداثيات لهجمات "أثناء العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على بلادنا".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 65 ذخيرة استخدمت في عملية الخميس، وهو أكبر عدد يتم استخدامه في غارة جوية واحدة على اليمن، بحسب الجزيرة.
وأعلن عبد الملك الحوثي في خطابه المتلفز يوم الخميس استمرار حظر الملاحة البحرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى استهداف جماعته هذا الأسبوع سفينة مخالفة، وتنفيذ 21 عملية بصواريخ وطائرات مسيّرة ضد إسرائيل.
ويوم الجمعة، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إيران قامت ببناء مصانع لإنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة في مناطق نائية وسرية تحت الأرض في اليمن.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك تقديرات في إسرائيل تشير إلى تحسن قدرات "الدفاع" لدى الحوثيين. كما كشفت عن إنشاء وحدتين إسرائيليتين لمراقبة الحوثيين، مشيرةً إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع تدريبات الحوثيين على تنفيذ هجوم مشابه لهجوم 7 أكتوبر انطلاقًا من إحدى الدول المجاورة.
إلى ذلك، منع الحوثيون أي احتفالات علنية بذكرى ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرتهم، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تهدف إلى التحريض وزعزعة الاستقرار. بينما تم إشعال "شعلة الثورة" في مدينة مأرب بحضور رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز.
المحور الأمني والعسكري: تصفية المتهم بقتل المشهري
أفاد مصدر عسكري لمركز سوث24 يوم الخميس بإصابة أربعة جنود من قوات العمالقة الجنوبية جراء هجوم شنته مليشيا الحوثي باستخدام طائرة مسيّرة في جبهة حيس بالساحل الغربي.
وفي سياق الدعم الدولي، أكدت القيادة المركزية الأمريكية يوم السبت أن قوات الحكومة اليمنية تُعد شريكًا أساسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
من جانبه، شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي على أهمية التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
وعلى الصعيد الأمني الداخلي، شهدت مدينة تعز سلسلة تطورات متسارعة على خلفية اغتيال الناشطة افتِهان المشهري. فقد أعلنت شرطة تعز يوم الأربعاء مقتل محمد صادق المخلافي، المتهم الرئيسي في القضية، بعد رفضه تسليم نفسه.
وكان المتهم قد ظهر في مقطع فيديو متداول وهو يتحدث عن صلة عمه محمد سعيد المخلافي بالجريمة، مشيرًا إلى ارتباط الشخصية التعزية المقيمة في تركيا، حمود سعيد المخلافي، بالقضية.
ووصف المبعوث الأممي هانس غروندبرغ هذا الاغتيال بأنه "نكسة كبرى" تمثل تهديدًا للنساء والمسؤولين الساعين لمكافحة الفساد، داعيًا إلى تحقيق شامل وشفاف ومحاسبة الجناة. في المقابل، اعتبر عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي، في تصريحات لقناة سكاي نيوز عربية، أن تصفية المتهم الرئيسي تهدف إلى إخفاء الأدلة، واصفًا الجريمة بـ"الإرهاب".
وكانت تعز قد شهدت يوم الأحد تظاهرات حاشدة طالب خلالها آلاف المحتجين بالقبض على قتلة مديرة صندوق النظافة افتِهان المشهري، بهدف الضغط على السلطات لضمان محاسبة المسؤولين عن الجريمة.
وفي عدن قالت مصادر صحفية أن الشخصية المعروفة مهدي العقربي توفي جراء إصابته برصاص أطلقها مسلحون مجهولون خلال توجهه إلى مسجد بمنطقة بئر فضل بعدن.
لقراءة المزيد من التفاصيل في قسم الأخبار الإنجليزية
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية يقدمها المركز لتغطية أبرز تطورات الملف اليمني.