دولي

منظور دولي: خطة ترامب الجديدة لفلسطين.. اختراق دبلوماسي أم سراب مؤقت؟

نازحون فلسطينيون في مخيم خيام بخان يونس. تصوير: جهاد الأشرفي/أسوشيتد برس

آخر تحديث في: 27-09-2025 الساعة 8 صباحاً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يُقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية التي تناولت آخر تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات العالمي والإقليمي واليمني. 


وسلطت هذه التحليلات الضوء على الحاجة الملحّة لخطة أمريكية أكثر شمولية تجاه اليمن تُبنى بالتنسيق الوثيق مع الشركاء الخليجيين. 


كما أشارت التحليلات إلى أن واشنطن تكرر أخطاءها السابقة في الصومال من خلال تعاملها مع جنوب اليمن وكأنه منطقة منبوذة، في حين أنه يُعدّ المنطقة الأكثر استقراراً وأمناً والأقرب إلى الغرب.


وتناولت التحليلات ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، متوقفة عند تعقيداته في ظل الانقسام الداخلي الفلسطيني واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وما يفرضه ذلك من تحديات أمام إمكانية ترجمة هذا الاعتراف إلى واقع سياسي فعلي. بالإضافة لخطة ترامب بشأن القطاع.


التفاصيل..


أمريكا تكرر أخطاءها في الصومال داخل اليمن


قال تحليل نشرته صحيفة واشنطن إكزامينر إن "رغم أن جنوب اليمن أثبت أنه المنطقة الوحيدة المستقرة والآمنة في البلاد، إلا أن وزارة خارجية روبيو تواصل سياسة أسلافه في التعامل مع هذه المنطقة".


وأضاف التحليل أن "بينما يسعى الجنوب اليوم لتأمين سواحله وجذب الاستثمارات الغربية والحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ينخرط الشمال، ومعه أطراف عديدة داخل مجلس القيادة الرئاسي المعترف به أميركياً، في علاقات غير معلنة مع إيران وروسيا وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب."


وذكر التحليل أن "بينما تقترب الولايات المتحدة من الاعتراف بصوماليلاند، فإن وزير الخارجية ماركو روبيو يبدو عازماً على تكرار الأخطاء التي ارتكبها سابقوه هيلاري كلينتون وجون كيري وأنتوني بلينكن في اليمن."


ويرى التحليل أن "الصومال لم تنتخب يوماً رئيساً بطريقة نزيهة، ومعظم اليمن أيضاً يشكل فراغاً أسود أمام الديمقراطية. فقد وصل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح إلى السلطة بانقلاب وظل مهيمناً على السياسة لعقود، أولاً في شمال اليمن، ثم في اليمن الموحد بعد 1990."


معتبراً أن "وحدة اليمن، مثل وحدة الصومال، كانت تجربة لم تحقق نتائج. فمن الناحية الثقافية، يختلف اليمنان بشكل جذري؛ فاليمن الجنوبي أكثر انفتاحاً وحداثة، بينما الشمالي أكثر تقليدية ومحافظة."


ولفت التحليل إلى أنه "في الوقت الذي يُدين فيه المسؤولون الغربيون انقلاب الحوثيين وسيطرتهم العسكرية على صنعاء، فإن الواقع يكشف أن الطائفة الزيدية – التي ينتمي إليها الحوثيون – حكمت اليمن مراراً عبر التاريخ."


مضيفاً أن "الدبلوماسيين يواصلون ترديد شعار "يمن واحد" باعتباره مصلحة أميركية، لكنهم لم يقدموا قط تفسيراً مقنعاً لذلك. ويبدو بشكل متزايد أن السبب الوحيد وراء هذا الموقف هو أنهم عاجزون عن تفسيره."


المادة الأصلية: اضغط هنا

لابد من سياسة أمريكية أكثر شمولية تجاه اليمن بالتنسيق مع الخليج


قال تحليل صادر عن معهد واشنطن إن رغبة الإدارة الأميركية في تقليص انخراطها باليمن قد تبدو مفهومة في سياق أولوياتها العالمية، لكنها قصيرة النظر ومحفوفة بالمخاطر. فبينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طي صفحة الحوثيين، فإن الجماعة لم تطوِ صفحة الولايات المتحدة أو حلفائها.


يرى التحليل أن المطلوب اليوم هو سياسة أميركية أكثر شمولية تجاه اليمن، تُبنى بالتنسيق المباشر مع الشركاء الخليجيين، في ظل تصاعد التحدي الحوثي الذي أصبح أكثر خطورة وتعقيداً من أي وقت مضى.


مضيفًا: "انتقل الحوثيون من التركيز على الساحة اليمنية الداخلية إلى توسيع نفوذهم الإقليمي. إنهم يعطلون الملاحة في ممر يمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية، ويهاجمون إسرائيل على مسافة تفوق 2000 كيلومتر. هذه التحركات منحتهم زخماً شعبياً في المنطقة، وأكسبتهم مقاتلين جدد وخبرة عسكرية متزايدة.


وبحسب التحليل، فإن الخطر الأكبر يكمن في أن الحوثيين يشكلون تهديداً مباشراً لمشاريع التحول الاقتصادي والاجتماعي في الخليج، خصوصاً في السعودية. ففي الوقت الذي تحتاج فيه الرياض إلى الاستقرار للمضي قدماً في خططها التنموية، ينظر الحوثيون إلى المملكة باعتبارها مستعدة لدفع أثمان متصاعدة مقابل الهدوء. وهو ما يثير مخاوف اليمنيين المناهضين للجماعة من تراجع الدعم الجوي السعودي في جبهات مثل مأرب.


ويشير التحليل إلى أن السياسة الحالية لواشنطن غير مناسبة، إذ إن الحوثيين اليوم أكثر خطورة على المصالح الأميركية مما كانوا عليه قبل حرب غزة. حتى لو أوقفوا هجماتهم في البحر الأحمر، فلا ضمان لاستدامة ذلك، فضلاً عن أن صراعهم مع إسرائيل قد يتطور إلى تهديد أكبر لإمدادات الطاقة في المنطقة.


وفي هذا السياق، أوصى التحليل بسياسة أميركية محدثة أكثر شمولية، تشمل تشكيل فريق متخصص لليمن، وتوفير دعم عسكري وسياسي أكبر للحكومة الشرعية وللسعودية والإمارات، وتوحيد جهود إصلاح مؤسسات الحكومة، وتعزيز استهداف مصادر تمويل وتسليح الحوثيين، إلى جانب استئناف مسار سياسي يتضمن إعادة الإعمار برعاية خليجية.


ويخلص التحليل إلى أن نجاح أي خطة أميركية جديدة تجاه اليمن يظل مشروطاً بوقف الضربات الإسرائيلية المنفردة وإقناع تل أبيب بالانخراط ضمن هذه الجهود. فمع تزايد استياء دول الخليج من التحركات الإسرائيلية الأحادية وضعف الضمانات الأميركية، يمكن أن يشكل الملف اليمني فرصة لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون بين واشنطن وحلفائها الخليجيين.


المادة الأصلية: اضغط هنا


الاعتراف الدولي بفلسطين ليس كافياً


قال تحليل نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للكاتب بول آدامز إن "الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية من قبل دول غربية كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا شكّل تطوراً مهماً، لكنه أعاد طرح سؤال جوهري: ما المقصود بدولة فلسطين أصلاً، وهل توجد بالفعل دولة يمكن الاعتراف بها؟"


وذكر التحليل أن "اتفاقية مونتفيديو لعام 1933 تنص على أربعة معايير لقيام الدولة. يمكن لفلسطين المطالبة باثنين منها على الأقل، وهما: وجود سكان دائمين، والقدرة على إقامة علاقات دولية، غير أن المعيارين الآخرين – وجود إقليم محدد وحكومة فعّالة – ما زالا عائقين."


وأشار إلى أن "في ظل عدم الاتفاق على الحدود النهائية وغياب عملية سلام فعلية، من الصعب معرفة ما المقصود بفلسطين، حيث يعتبر الفلسطينيون دولتهم المنشودة مكونة من القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة. لكن الواقع على الأرض يبيّن عمق الإشكاليات، فغزة والضفة مفصولتان جغرافياً منذ 1948، بينما تسيطر إسرائيل على مساحات واسعة من الضفة. أما القدس الشرقية فطُوّقت بالمستوطنات، وغزة دمّر معظمها بعد حرب 2023."


واعتبر أن "المعيار الرابع – وجود حكومة فاعلة – يُعد التحدي الأكبر. فمنذ الانقسام الدموي بين حركتي حماس وفتح عام 2007، يعيش الفلسطينيون تحت سلطتين متنافستين: حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة، ما عمّق الانقسام الجغرافي والسياسي لعقود."


وأوضح التحليل أنه "رغم غياب القيادة الموحدة وتفكك المشهد الفلسطيني، فإن الاعتراف الدولي يظل ذا قيمة رمزية كبيرة، لكنه ليس كافياً وحده. فالمطلوب خطوات ملموسة: توحيد الضفة وغزة، دعم السلطة الفلسطينية، إجراء انتخابات، وتنفيذ خطة لإعادة إعمار غزة."


ولفت إلى أن "العقبات هائلة، في ظل الرفض الإسرائيلي الصريح، والمواقف الأمريكية السلبية، حيث عبّر الرئيس دونالد ترامب عن معارضته العلنية لأي اعتراف، وذهبت إدارته إلى حد فرض قيود على سفر مسؤولين فلسطينيين إلى الأمم المتحدة."


وخلص التحليل إلى أن "ما بين إعلان نيويورك، وخطط الإعمار العربية، والمقترحات الأمريكية، يبقى مستقبل غزة والدولة الفلسطينية غامضاً. لكن بالنسبة للفلسطينيين، تبقى الأولوية العاجلة وقف إراقة الدماء، قبل أي حديث عن أشكال الدولة أو طبيعة قيادتها."


المادة الأصلية: اضغط هنا


خطة ترامب الجديدة لفلسطين.. اختراق دبلوماسي أم سراب مؤقت؟


قال تحليل نشرته صحيفة الغارديان للكاتب باتريك وينتور إن "الخطة الأميركية الجديدة بشأن فلسطين تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تمثل تحولاً حقيقياً أم مجرد سراب سياسي جديد".


وأوضح التحليل أن "الخطة الأميركية، التي عرضها المبعوث ستيف ويتكوف، تتألف من 21 نقطة، وتتشابه بشكل ملحوظ مع إعلان نيويورك الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، خصوصاً في رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وعدم منح حركة حماس أي دور في الحكم المستقبلي، ووقف الضم الإسرائيلي في الضفة الغربية، إضافة إلى إنشاء قوة استقرار دولية".


غير أن التحليل أشار إلى أن "التباينات العميقة تظهر سريعاً بين الخطة الأميركية وإعلان نيويورك. ففي حين يمنح الإعلان الأممي السلطة الفلسطينية دوراً محورياً في قيادة حكومة موحدة للضفة وغزة والقدس الشرقية، تقترح واشنطن هيئة انتقالية قد تمتد لخمسة أعوام، تمنح إسرائيل حق تعطيل نقل الصلاحيات إلى الفلسطينيين، وهو ما يعني إضعاف السلطة الفلسطينية عملياً".


وأضاف أن "الولايات المتحدة ترفض منح وكالة الأونروا أي دور في إعادة إعمار غزة، بينما يضعها إعلان نيويورك في قلب العملية. كما أن الخطة الأميركية تشترط إصلاحات عميقة داخل السلطة الفلسطينية، من انتخابات عامة إلى تعديل المناهج ووقف رواتب الأسرى، وهي مطالب وُصفت بأنها شبه مستحيلة التنفيذ في ظل الانقسام الفلسطيني الحالي".


ولفت التحليل إلى أن "الموقف الإسرائيلي يزيد من تعقيد المشهد، إذ يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفض قيام دولة فلسطينية، في وقت تطالب دول عربية أساسية مثل الإمارات بوقف أي توسع استيطاني كشرط للدعم والاستثمار".


وخلص إلى أن "التقارب الظاهري بين الخطة الأميركية والمبادرة الأممية يخفي وراءه اختلافات قد تجعل التنفيذ صعباً، إن لم يكن مستحيلاً. وبينما يترقب الجميع نهاية الحرب في غزة، يبقى مستقبل الدولة الفلسطينية رهناً بالتجاذبات الأميركية والإسرائيلية والعربية، وسط شكوك واسعة في أن تتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس".


المادة الأصلية: اضغط هنا


- مركز سوث24 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا