حشد تعبوي للحوثيين تضامنا مع فلسطين، 21 سبتمبر 2024 (إعلام الجماعة)
12-09-2025 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
يُقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية، التي سلّطت التحليلات الدولية الضوء على الأبعاد الاستراتيجية للضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات الحوثيين، معتبرة أنها تهدف إلى تشتيت الحركة ودفعها إلى الانكفاء نحو الداخل، على حساب تقليص أنشطتها الخارجية.
كما تناولت كيف استغل الحوثيون الصراع مع إسرائيل لتعزيز نفوذهم، وترسيخ سيطرتهم على كامل الأراضي اليمنية، وتحقيق مكاسب مالية ودبلوماسية مكّنتهم من توسيع حضورهم الإقليمي وتثبيت سلطتهم محليًا.
وتطرّقت التحليلات كذلك إلى الضربة الإسرائيلية في قطر، مشيرة إلى أنها شكّلت صفعة جديدة لمصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتآكلة أصلًا، وعمّقت الشكوك حول قدرته على إدارة الملفات الحساسة في الشرق الأوسط والتحكّم بسلوك حلفائه. وكشفت أولويات نتنياهو في الحرب حيث قوّضت مفاوضات الرهائن.
التفاصيل..
استهداف قادة الحوثيين يهدف لتشتيت الجماعة ودفع تركيزها نحو الداخل
نشرت مجلة ديلي صباح التركية مقال رأي للكاتب جوكهان إيريلي، جاء فيه أن "الضربة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لقيادات الحوثيين البارزة في اليمن شهدت تحوّلًا مهمًا في مسار الصراع، حيث تهدف إلى دفع الحركة للانكفاء إلى الداخل، وتشتيت جهودهم بين الأمن الداخلي والعمليات الخارجية."
وأضاف المقال أن "من المرجح أن تكون الضربات قد هدفت إلى تعطيل حكومة الحوثيين لا إسقاطها الفوري. فاستهداف وزراء وربما قادة عمليات في اجتماع واحد أدى إلى صدمة هيكلية أصابت منظومة القيادة والسيطرة لدى الجماعة."
وأشار إلى أنه "من خلال خلق انطباع بوجود اختراق عميق، تدفع إسرائيل الحوثيين نحو الداخل، محفّزة عمليات التطهير، والجهود المضادة للاستخبارات، والسيطرة على مستوى الأحياء، ما يصرف الوقت والمال والكفاءات بعيدًا عن العمليات الخارجية."
وتوقع المقال أن "يحافظ زعيم الحوثيين على الضغط الخارجي حيًّا مع إعطاء الأولوية للاستخبارات المضادة والانضباط في الداخل الذي يشمل طقوس ولاء مثل التعهدات القبلية، وخطابًا أمنيًا أشد، وعقوبات علنية انتقائية تهدف إلى إعادة بناء الردع الداخلي."
ولفت إلى أنه "على الصعيد العسكري، من المرجح أن تستمر الهجمات البحرية وبعيدة المدى ضد إسرائيل، لتصل بشكل متقطع إلى الأراضي الإسرائيلية. حيث يفضّل الحوثيون وتيرة أعلى لهجمات محدودة الأثر – خصوصًا في البحر الأحمر وضد إسرائيل – بهدف الحفاظ على السردية الهجومية مع حماية الداخل. أما أمنيًا، فمن المتوقع أن تشتد المداهمات، وتُفرض قيود تنقّل، وتُوسع المراقبة، بما يعزز صمودًا قائمًا على الخوف على حساب الشرعية ويؤثر على المساعدات الإنسانية."
وأضاف المقال أنه "إذا قرأت إسرائيل الفوضى بشكل صحيح، فمن المرجح أن تستهدف لاحقًا شخصيات حوثية رفيعة أخرى."
وخلُص المقال إلى أنه "يُرجّح أن يتحول الصراع إلى سباق استخباراتي طويل بين إسرائيل والحوثيين، حيث يوازن الحوثيون بين نشاطهم الخارجي وقدرتهم على البقاء الداخلي، فيما ستُحدد مؤشرات إدارية وأمنية وإنسانية مدى عمق التحول الأمني في صنعاء."
كيف يستخدم الحوثيون الصراع مع إسرائيل لخدمة أجندتهم في اليمن
قال تحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن "الحوثيين يواصلون شن معارك داخلية للسيطرة على الأراضي التي تحكمها الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن."
وأضاف التحليل أن "الهدف النهائي المرجو للحوثيين هو السيطرة على كامل اليمن، أو على الأقل فرض اتفاق يمنحهم حصة كبيرة من ميزانية الدولة ووظائف الحكومة."
وأشار التحليل إلى أن "الحوثيين قد لا يعلنون ذلك علنًا، لكنهم ينظرون إلى الحرب ضد إسرائيل وإثبات قدرتهم على تهديد طرق الشحن في البحر الأحمر بوصفها أوراق ضغط لتحقيق أهدافهم السياسية داخل اليمن."
ولفت إلى أن "الحوثيين يعتمدون ليس فقط على نجاحهم في الصمود لسنوات، بل أيضًا على إدراكهم أن هجماتهم على أهداف حساسة، مثل الهجوم على منشآت شركة أرامكو النفطية السعودية عام 2019، وموانئ أبوظبي، قد جلبت لهم مكاسب دبلوماسية ومالية."
واعتبر أن "إسرائيل اتبعت نهجًا قريبًا من إدارة بايدن: الردع، إضعاف القدرات، ومنع التصعيد. لكن رغم الهجمات الواسعة، فشلت هذه السياسة في تحقيق الردع، إذ ما زال الحوثيون قادرين على إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ تهدد إسرائيل."
وأضاف أن "الحوثيين ليسوا مجرد “وكلاء” لإيران، بل كيان مستقل نسبيًا، يجمع الأموال محليًا، ويدير اقتصادًا حربياً متماسكًا، ويحصل على دعم عسكري محتمل من روسيا والصين."
وخلُص التحليل، بحسب بعض الخبراء، إلى أن "العمليات في البحر الأحمر تخدم المصالح السياسية لقيادة الحوثيين، التي تأمل تحسين مكانتها في المنطقة والعالم، اعتمادًا على القدرة على تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة وبقية الأسلحة محليًا."
الهجوم الإسرائيلي على قطر يوجه ضربة أخرى لمصداقية ترامب الدولية
قال تحليل نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية إن "الهجوم الإسرائيلي في وضح النهار في الدوحة قد يدمّر صورة ترامب كرجل قوي متسلط يمسك بزمام القوة ويُخشى في الخارج."
وأشار التحليل إلى أنه "إذا صحّ ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأنه لم يكن قادرًا على منع الضربة الإسرائيلية ضد مسؤولين في حركة حماس داخل حي سكني في قطر، فإنه يكون قد تلقى ضربة قاسية جديدة لمصداقيته الدولية."
وأرجع التحليل ذلك إلى أن "الضربة انتهكت بشكل سافر سيادة حليف أمريكي محوري يستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وكان يتوسط مع حماس بناءً على طلب البيت الأبيض بشأن خطة توقّع ترامب أن تفضي قريبًا إلى اتفاق."
واعتبر التحليل أن "الضربة لم تكن إهانة شخصية لترامب فحسب، بل إنها تُعلي من أهداف نتنياهو على أولويات الأمن الحاسمة للولايات المتحدة، حيث تجاهلت فيها إسرائيل التداعيات الخطيرة على مصالح أمريكية حيوية. كما شكّلت الضربة حرجًا جديدًا لترامب في وقت يتعرض فيه أيضًا للاستغلال من قِبَل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين."
وذكر التحليل أن "الهجوم يهدد بانهيار جهود السلام الأمريكية، وانسحاب قطر من الوساطة، وتعكير العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وزعزعة الثقة الخليجية والعربية في المظلة الأمنية الأمريكية. كما يعزز الانطباع بأن نتنياهو يقدّم مصالحه الداخلية وحربه على حماس على أولويات الأمن الأمريكي، بل ويطيل أمد الحرب لتأجيل التحقيقات وضمان بقائه السياسي."
ولفت إلى أن "الهجوم على قطر سيعزز الاعتقاد المنتشر بالفعل في الشرق الأوسط بأن ترامب يفتقر لأي تأثير على نتنياهو، رغم النفوذ المتمثل في مبيعات السلاح الأمريكية لإسرائيل ودورها الحيوي في دفاع الدولة العبرية."
وخلُص التحليل إلى أن "خسارة ترامب لمصداقيته أمر بالغ الخطورة، خاصة أن خطة السلام الأمريكية الجديدة تتصور إطلاق حماس سراح رهائن إسرائيليين في غزة مقابل وقف إطلاق النار، على أن يضمن ترامب لحماس التزام إسرائيل بالاتفاق أثناء استمرار المفاوضات. لكن هذه الهجمات تُظهر أن هذا وعد فارغ."
يديعوت: هجوم الدوحة يقوّض مفاوضات الرهائن ويضر بصورة إسرائيل
اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الضربة الإسرائيلية في الدوحة كشفت بوضوح أولويات حكومة نتنياهو، حيث تراجعت قضية الرهائن إلى الخلف رغم إعلانها رسميًا كهدف موازٍ للحرب. وكتبت الصحيفة: "الرهائن خرجوا من قائمة الأولويات"، في إشارة إلى أن إعادتهم لم تعد أولوية عملية.
التحليل شدد على أن استهداف قادة حماس في قطر، الوسيط الرئيسي في مفاوضات التبادل، كان قرارًا محفوفًا بالمخاطر، إذ أن "حماس قد توجه ردها ضد الرهائن، الضحايا المتاحين والعاجزين عن الدفاع عن أنفسهم". كما تساءلت الصحيفة: "ما السيناريو الإيجابي الذي افترضه من أجاز العملية؟ هل كان الاعتقاد أن حماس، بعد عامين من القتال دون أن تستسلم، ستلين مواقفها بعد قطع رأسها في الخارج؟"، مشيرة إلى أن معظم قادة الأمن والاستخبارات عارضوا بشدة تنفيذ العملية.
وأشارت إلى أن فشل الضربة في قتل قيادات الصف الأول للحركة يثير علامات استفهام حول دقة المعلومات الاستخباراتية، خاصة أن القرار نُفذ في توقيت مفاجئ.
دبلوماسيًا، رأت الصحيفة أن استهداف قطر، التي لعبت دور الوسيط الرئيسي، مثّل ضربة للعلاقات معها، حيث قال رئيس الوزراء القطري: "لا يمكن وصف ذلك إلا بالغدر.. إنها نزعة نرجسية تهدد أمن المنطقة". أما خبراء إسرائيليون فحذروا من أن العملية "تشكل سابقة خطيرة، تتعارض مع قواعد السلوك الدولي، وتضر بصورة إسرائيل أكثر من أي تأثير محتمل على مصير الرهائن".
وختمت يديعوت بأن تبريرات تل أبيب بأن قيادة حماس في الخارج كانت تعرقل أي صفقة "معكوسة تمامًا"، وقد تؤدي عمليًا إلى إغلاق الباب نهائيًا أمام أي اتفاق للإفراج عن الرهائن.
- مركز سوث24