مخيم النازحين بسبب الحرب في منطقة قرين بمديرية المسيمير بمحافظة لحج جنوب اليمن، 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
آخر تحديث في: 20-09-2025 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
|
"معيشتنا بالمخيم صعبة للغاية. بين ارتفاع درجة الحرارة نطبخ طعامنا على موقد الحطب، وفي الليالي الماطرة نلجأ للنوم بلا عشاء نحن وأطفالنا.."
مركز سوث24 | أنسام عبد الله
انطلقت السيارة مع أول خيوط شمس من مركز محافظة لحج، مدينة الحوطة، عند السادسة والنصف صباحًا. الطريق الممتدة نحو أقصى نقطة في مديرية المسيمير لم تكن سهلة؛ جبال شاهقة وانحناءات متعبة، صعودًا وهبوطًا لساعات متواصلة. كانت وجهتنا مخيم "قرين" للنازحين، أولئك الذين اقتُلِعوا من قراهم قسرًا على يد مليشيا الحوثيين من المناطق الحدودية المتاخمة لماوية في محافظة تعز.
كل منعطف في الطريق كان يقودنا إلى مزيد من العزيمة على الوصول، فهناك تنتظرنا حكايات مئات الأسر التي أُجبرت على ترك بيوتها وأرضها تحت القصف المباشر. الرحلة بدت وكأنها عبور إلى عالم آخر، عالم يختصر معنى التهجير القسري وما يتركه من ندوب في حياة البشر.
خيمات للنازحين في المخيم، 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
حين وصلنا إلى المخيم في منتصف النهار، بدا المشهد كأننا أمام لوحة من البؤس الإنساني. تجمع بشري متعب وسط خيام بالية لا تقي حرًّا ولا بردًا، وغياب شبه كامل لأبسط الخدمات الإنسانية، باستثناء بعض المساعدات الشحيحة التي وصلت من هنا أو هناك. كان المكان أقرب في ملامحه إلى مخيمات النازحين في غزة أو شمال سوريا؛ صور المعاناة تتكرر، وإن اختلفت الجغرافيا.
استقبلنا السكان بترحاب مؤثر، وكأنهم وجدوا في وجودنا نافذة لإيصال أصواتهم. التفوا حولنا وكل واحد منهم يريد أن يدعونا إلى خيمته لنلمس معاناته عن قرب.
أطفال في مخيم قرين للنازحين بمديرية المسيمير بمحافظة لحج، 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
بداية القصة
بدأت الحكاية القاسية في مطلع سبتمبر 2024، حين أجبرت مليشيا الحوثيين مئات الأسر من قرى جبل قريش، شوكان، مستضيف، عهامة، والرهوة بمديرية المسيمير على مغادرة منازلهم تحت تهديد القصف والاستهداف المباشر ضمن عمليات عسكرية ضد القوات المسلحة الجنوبية.
هكذا وجدت تلك الأسر نفسها فجأة بلا بيوت، بلا أراضٍ زراعية، وبلا مواشٍ كانت مصدر قوتها. تركوا خلفهم سنابل على وشك الحصاد وأغنامًا ونحلًا وذكريات بيوت دُمرت تحت وقع الحرب. ومنذ ذلك اليوم، بدأت رحلة النزوح القسري التي قادتهم إلى خيام مهترئة في مخيم "قرين"، وإلى شعاب وكهوف قريبة احتمى بها من لم يجد خيمة.
وسط وجوه متعبة، يبرز رجل خمسيني ملامحه مشوبة بالحزن، يعرّف نفسه بأنه مهدي ثابت صالح، أب لثمانية أبناء وزوجة، من سكان مخيم النازحين.
مهدي ثابت صالح، من سكان مخيم قرين للنازحين 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
تحدث لمركز سوث24 وهو يسترجع اللحظات الأولى للتهجير: "رحلتنا إلى المخيم لم تسلم من القصف الحوثي الكثيف، فقدت خلالها ثلاثة من أفراد أسرتي." ينظر إلى خيمته التي بالكاد تصمد أمام الرياح ويضيف: "أوضاعنا في المخيم ضنكى. نحن بحاجة إلى خيام جديدة وطرابيل تحمينا من الحر والمطر والعواصف. نحتاج إلى تدخلات إغاثية عاجلة تغطي أبسط متطلبات الحياة."
قصص المعاناة
من داخل خيمتها التي تلسعها حرارة الشمس المباشرة، جلست "رحيمة ناجي غالب" وهي تحاول أن تخفي وجعها. ملامحها أنهكها مرض ارتفاع ضغط الدم، لكنها تروي لمركز سوث24 قصتها بصوتٍ متعب:
"أسكن في هذه الخيمة المهترئة منذ سنة، أنا وزوجي وابني الوحيد وأبناء زوجي التسعة، جميعنا هنا."
تمد يدها نحو حزمة حطب موضوعة بجوار الخيمة وتتابع: "لا يزال يرتفع ضغطي بين الحين والآخر حتى يصل إلى 190 على 100، بسبب نار الموقد والدخان أثناء الطبخ. أمس فقط فقدت الوعي لأكثر من ساعة، ولم أفق إلا على صراخ طفلي وصوت النساء حولي يحاولن إسعافي. دواء الضغط ثمنه تسعة آلاف ريال للشريط، وأنا لا أملك هذا المبلغ."
رحيمة ناجي غالب، من سكان مخيم قرين للنازحين 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
تتوقف قليلًا، ثم تشير إلى كفها المليء بالجروح: "نحن لا نمتلك أي أدوات مطبخ. تركناها كلها خلفنا عندما هربنا. أضطر لجلب الحطب وتكسيره رغم أنني مريضة، فقط كي أطبخ لأولادي. نحن بحاجة لكل شيء: للغاز، للتنور، وحتى لسلة غذائية عاجلة. الماء نجلبه على رؤوسنا من وادٍ بعيد، والمخيم لا يحتوي على نقطة مياه واحدة. ونحن نخاف الشتاء القادم، فهذه الخيام الممزقة لن تحمينا من المطر والبرد."
ثم تتذكر رحيمة بيتها في "القرين" والدمعة في عينيها: "كنت أملك أغنامًا وسبعين عود نحل. كل هذا انتهى. قصف الحوثيون الأغنام وأفسدوا كل شيء. كنت أستطيع أن أطعم أطفالي علبة زبادي في الغداء، أما اليوم فأصبحت أتوق لها كحلم بعيد. تركنا أراضينا الزراعية وهي حبلى بالسنابل قرب موعد الحصاد، لكننا لم نستطع أن نجني شيئًا هذا الموسم."
موقد طبخ حجري، مخيم قرين للنازحين 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
تتنهد بحسرة وتضيف: "حتى نصف الأسر المهجرة فقط هنا في المخيم. الآخرون يعيشون في الشعاب والجبال القريبة مع القرود. في موسم الأمطار الغزيرة لازلت أتذكر كيف أمسكت بالخيمة وبطفلي والمياه تحاصرنا من كل جانب، والرياح تقتلعنا يمنة ويسرة."
تختم كلماتها: "أطفالنا بلا تعليم، والرعاية الصحية غائبة. النساء هنا بحاجة إلى قابلة متخصصة، فحالات الوفاة أثناء الولادة تتكرر. أما أنا، فأبكي كل يوم من شدة الإحراج؛ أخرج لجلب الحطب أو لقضاء الحاجة، بعدما كنت في بيتي معززة مكرمة، لا أعاني من هذه الظروف القاسية."
في خيمة أخرى من خيام المخيم، جلست "فاطمة غالب صالح" تحيط بها أسرتها الكبيرة. قالت لمركز سوث24 بصوت مثقل بالتعب:
"أعيش مع أبنائي الاثنين المتزوجين هنا كأسرة واحدة، جميعنا داخل الخيام. نفتقر لأبسط الاحتياجات الأساسية للعيش الكريم، لاسيما المواد الغذائية. المبالغ التي صرفتها منظمة بناء للتنمية لمدة شهرين فقط انتهت، واضطررت لبيع أغنامي التي جلبتها من قرين بعدما خاطرنا بأنفسنا لإحضارها معنا."
تتنهد وتواصل: "معيشتنا بالمخيم صعبة للغاية. بين ارتفاع درجة الحرارة نطبخ طعامنا على موقد الحطب، وفي الليالي الماطرة نلجأ للنوم بلا عشاء نحن وأطفالنا."
فاطمة غالب صالح، من سكان مخيم قرين للنازحين 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
وتردف: "ليس بمقدورنا استئجار بيوت ولا شراءها. عشنا سنة كاملة حتى الآن في هذه الخيام التي لم تعد تكفينا. وكم نتمنى أن تنتهي الحرب كي نعود إلى منازلنا."
النساء هن الأكثر معاناة في هذا المخيم. فحالات الولادة قد تؤدي إلى مضاعفات كثيرة كما تشير فاطمة، "إذا تعسرت حالة ولادة نضطر إلى نقلها إلى مستشفى بن خلدون العام في الحوطة، رغم مشقة الطريق وبعد المسافة. نتحمل نفقات المواصلات والعلاج التي قد تصل إلى ثلاثمئة ألف ريال."
ثم تشرح المخاوف التي تحيط بهم ليلًا: "يضطر أزواجنا للجلوس إلى جانبنا خوفًا علينا وعلى أطفالنا من أي مكروه قد يصيبنا، وهذا يمنعهم من البحث عن أي عمل يساعدنا. نحن نخشى كذلك من الحيوانات المفترسة التي تحوم حول المخيم ليلًا، وتُسمع أصواتها في الظلام. نخاف من الأفاعي والزواحف أيضًا، إلى جانب البعوض والحشرات. حياتنا هنا ليست كما كانت في بيوتنا."
غرفة من الحجر، مخيم قرين للنازحين 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
وتسترجع فاطمة بوجع لحظة الهروب: "لقد هربنا من قصف الحوثي داخل منازلنا، وفقدنا بعضًا من أهالينا قتلى، ولم نستطع حتى سحب جثثهم. الحوثيون هناك يطلبون مقابل كل جثة خمسة وعشرين ألف ريال سعودي. أما المصابون، فبعضهم فقد يده أو رجله أو أصيب بعاهة مستديمة."
بين الخيام الممزقة، تبرز شابة شجاعة تحمل بين يديها أوراقًا ونماذج تسجيل. إنها أسماء صالح دحان، خريجة ثانوية عامة وأم لطفلين، تعيش بالقرب من المخيم منذ سنوات، لكنها اليوم صارت جزءًا منه لأن أهلها بين النازحين. تعمل متطوعة مع منظمة بناء للتنمية.
قالت لمركز سوث24 بابتسامة متعبة: "أعمل على توعية النازحين بضرورة النظافة قدر الإمكان لتلافي أخطار الكوليرا والأمراض المنقولة الأخرى، خصوصًا في ظروف المخيم هذه."
وأضافت: "أصرف أوراق إحالة للحالات التي تعاني من سوء تغذية حاد بين الأطفال داخل المخيم إلى أقرب مركز صحي بمدينة المسيمير. لا يخفى على الجميع أن غالبية أطفال المخيم يعانون من سوء التغذية."
تكشف أسماء جانبًا أكثر إيلامًا: "كبار السن هم الأكثر تضررًا هنا. رصدنا عدة حالات وفاة بينهم، رجالًا ونساء، بسبب الظروف الصعبة التي لا ترحم. لا توجد سوى صيدلية بسيطة توفر بعض الأدوية الإسعافية للحمى أو نزلات البرد. اليوم فقط بدأت منظمة بناء للتنمية بصرف بعض الأدوية بعد مطالبات سابقة، لكن لا يتم توفير كل ما يحتاجه المرضى."
نازحون مشردون في الجبال لم يحصلوا على خيام (لمركز سوث24 بواسطة الشيخ عمار الحوشبي)
أرقام وإحصاءات
تحت وقع الاعتداءات المستمرة من مليشيا الحوثيين على منطقة "قرين" وقراها بمديرية المسيمير، اضطرت 278 أسرة إلى النزوح، بحسب تقرير اللجنة المجتمعية في وادي فقير الأعلى وقرين، برئاسة الشيخ عمار الحوشبي.
يكشف التقرير الذي تحصل مركز سوث24 على نسخة منه أبرز الاحتياجات العاجلة:
• مخيم أنود يضم 70 خيمة، ومخيم الحجف يحتوي على 30 خيمة، جميعها متهالكة وقد صُرفت قبل عام، وتؤوي نحو 140 أسرة.
• بقية الأسر مشتتة: في الكهوف، في الشعاب، تحت الأشجار، أو مضافة عند آخرين، لكنها جميعًا بحاجة إلى مأوى ملائم.
• عشرات الأسر تضم أفرادًا مصابين يحتاجون إلى علاج عاجل، من بينهم الطفلة نبأ قائد (13 عامًا) التي تتطلب حالتها السفر للعلاج في الخارج.
نازحون مشردون في الجبال لم يحصلوا على خيام (لمركز سوث24 بواسطة الشيخ عمار الحوشبي)
وفي حديثه لمركز سوث24، ناشد الشيخ عمار الحوشبي "مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والحكومة، وجميع الشركاء الدوليين والمحليين من منظمات وجمعيات ومؤسسات وأهل الخير ورجال الأعمال، للتدخل العاجل وتخفيف معاناة النازحين".
وأشار إلى فصل الشتاء القادم وما يحمله من معاناة شديدة مضاعفة على النازحين، مطالبًا بتوفير خيام أو كرفانات تليق بالعيش الآدمي، إضافة إلى الغذاء والماء والملبس، والتعليم للأطفال، والرعاية الصحية للمرضى.
وعلى الرغم من مرور عام على التهجير، لم تتجاوز التدخلات الإنسانية حدود المبادرات المحدودة والمؤقتة. فقد رُصدت بعض الجهود من مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني عاملة في المجال الإغاثي، لكنها لم تكن كافية لتغطية احتياجات النازحين.
كان لـ الهلال الأحمر اليمني – فرع لحج حضور عبر توزيع بعض المساعدات الإيوائية. كما قامت هيئة الإغاثة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بزيارة إلى المخيم ووعدت بتقديم الدعم المناسب. وفي الآونة الأخيرة، سجلت منظمة بناء للتنمية حضورًا ملحوظًا عبر توزيع مساعدات إغاثية وصحية.
عمر الصماتي، مستشار محافظ لحج لشؤون المنظمات ومدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في المحافظة قال لمركز سوث24: "هناك تدخلات لعدد من المنظمات والجهات الداعمة، شملت توزيع فرشان وبطانيات وسلات صحية، إضافة إلى مبالغ نقدية الأسبوع الماضي عبر منظمة بناء للتنمية. لكن ضمان استمرار الدعم يبقى رهنًا بالإمكانيات."
ويؤكد خطيب أحمد، مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مديرية المسيمير، أن "النازحين بحاجة ماسة إلى خيام جديدة، وإلى تدخلات عاجلة في الجانبين الغذائي والصحي. لقد تدخلت بعض المؤسسات سابقًا، لكن لفترة قصيرة وبشكل محدود. النازحون بحاجة إلى دعم دائم، فهم خرجوا من بيوتهم بلا شيء."
وتلفت الباحثة المجتمعية صافي حيدرة محسن، التي تقوم بأعمال الرصد والتحقق بعد تلقيها تدريبات من منظمة بناء للتنمية، أن المساعدات الأخيرة وُزعت وفق استمارات تسجيل وتحقق، لكنها اقتصرت على شهرين فقط.
صافي حيدرة محسن، باحثة مجتمعية تعمل لدى منظمة بناء للتنمية، 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
مضيفة لمركز سوث24: "لقد وعدت المنظمة باستمرار الدعم إذا ما تم العمل وفق بيانات حقيقية تشمل جميع المستحقين، على أن يمتد لاحقًا ليغطي باقي القطاعات. نأمل أن تتحسن أوضاع النازحين بزيادة الدعم وتلبية الاحتياجات الأساسية."
معاناة ممتدة
قصة مخيم "قرين" ليست إلا انعكاسًا مصغرًا لمأساة أكبر. فوفقًا لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2025، ما يقارب 19.5 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، فيما يعيش 4.8 مليون نازح داخلي ظروفًا غير إنسانية في أنحاء متفرقة من البلاد.
ويُعاني أكثر من 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينهم طفل من كل اثنين دون الخامسة يواجه سوء تغذية حاد، بينما نحو 40% من المرافق الصحية متوقفة أو تعمل جزئيًا فقط.
هذه الأرقام المروعة تضع مأساة "قرين" في قلب أزمة إنسانية أوسع تجعل من النزوح الداخلي أحد أكثر تداعيات الحرب فتكًا بالمجتمع.
محافظة لحج نفسها كانت من أكثر تأثرا بالنزوح الداخلي من محافظات شمال اليمن، حيث تتركز فيها العديد من المخيمات مثل مخيم الرباط الرئيسي. ولا يقتصر الأمر على اليمنيين وحدهم، إذ تحتضن لحج أيضًا أكبر مخيم لجوء للأفارقة في اليمن، وهو مخيم خرز.
أمل مؤجل
حين حان وقت مغادرتنا، أصر النازحون على مشاركتنا وجبة غداء متواضعة. طبخوا لأجلنا من أغنامهم القليلة التي بالكاد يملكونها، في مشهد يعكس كرمًا وسمو نفس قاوموا به قسوة التهجير لعام كامل. كان ذلك آخر ما تبقى لهم من تماسك اجتماعي يحاولون الحفاظ عليه رغم الفقد والخراب.
غادرنا المخيم وعيونهم تلاحقنا برجاء صامت. حملونا معهم مطالب عاجلة لا تحتمل التأجيل:
• توفير خيام جديدة تغطي جميع الأسر النازحة قبل حلول الشتاء.
• تأمين مأوى إنساني للعائلات التي تعيش في الشعاب والجبال بلا حماية.
• توفير سلال غذائية بشكل شهري منتظم وعادل لكل أسرة.
• استحداث وحدة صحية متنقلة لخدمة سكان المخيم ومن يعيشون في الكهوف والجبال.
مخيم "قرين" في المسيمير ليس مجرد تجمع نازحين، بل صورة صارخة لتداعيات النزوح القسري الداخلي بفعل الحرب. هنا قُتل وجُرح العشرات، وفُقدت البيوت والمزارع والمواشي، وضاعت أبسط مقومات الحياة. أطفال بلا تعليم، نساء بلا رعاية، وأسر تعيش على أمل خيمة تقيها البرد أو فرصة عودة إلى أرضها.
داخل إحدى الخيمات في المخيم، 12 سبتمبر 2025 (مركز سوث24)
في هذا المكان الممزق بين الانتظار والخوف، يختصر النازحون معنى البقاء في مهب الريح، لا سند لهم سوى صبرهم، وأمل ضئيل بأن تصل أصواتهم إلى من يستطيع أن يمد يد العون.