لأول مرة منذ أشهر، عقد المجلس الرئاسي في الرياض اجتماعا شبه كامل بحضور سبعة أعضاء، في ظل غياب عثمان مجلي، 18 سبتمبر 2025 (سبأ)
آخر تحديث في: 19-09-2025 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
|
حصاد الأسبوع (13 - 19 سبتمبر 2025)
أكد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يوم الخميس التزامه بــ "وحدة وتماسك المجلس" والقيادة الجماعية بعد أسابيع من التوترات الداخلية، ووجّه فريقه القانوني بمراجعة جميع القرارات الصادرة منذ 2022، بما فيها التعيينات الأخيرة التي أصدرها نائب الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي. وقال المجلس الرئاسي، في بيان نشرته وكالة سبأ، إن الفريق القانوني سيقدّم توصيات خلال 90 يوماً، مع إمكانية الاستعانة باللجنة العسكرية والأمنية في القضايا ذات الصلة.
وجاءت الخطوة بعد تصاعد الخلافات بين أعضاء المجلس، إذ حذّر عدد منهم خلال الأسابيع الماضية من أن الاستفراد بالقرارات طيلة السنوات الماضية عمّق الانقسامات. وشهدت الرياض اجتماعاً شبه مكتمل للمجلس، حضره سبعة من أعضائه الثمانية بغياب عثمان مجلي، في أول لقاء بهذا الحجم منذ أشهر. وبحسب مصادر مطلعة، التقى الأعضاء مسؤولين سعوديين وإماراتيين في إطار وساطات تهدف إلى تضييق فجوة الخلافات بين رئيس المجلس رشاد العليمي والأعضاء الجنوبيين.
أبو زرعة المحرمي قال إن القرارات الفردية عطّلت مبدأ التفويض الجماعي وهددت الثقة بين الأعضاء، فيما اعتبر اللواء فرج البحسني أن إقرار لائحة عمل للمجلس ضرورة عاجلة لتوزيع الصلاحيات، محذراً من فراغ استغلته "قوى خفية" لمصالحها.
من ناحيته جدد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية رفضه للممارسات الأحادية، ودعا للتمسك بالشراكة لمواجهة الحوثيين ومشروع إيران. أما ناصر الخبجي من رئاسة المجلس الانتقالي، فاعتبر أن فشل الشراكة يستوجب إعادة النظر في هيكلية المجلس، بينما شدد محافظ سقطرى رأفت الثقلي على أن الجمود الحالي يستدعي إعادة هيكلة آلية اتخاذ القرار.
وأصدر رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، عشرات القرارات خلال السنوات الماضية دون توافق مع بقية أعضاء المجلس، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لمركز سوث24. وشملت القرارات تعيينات في القطاعات العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، فضلا عن تعيينات واسعة في السلك الدبلوماسي.
ذات صلة: قرارات الانتقالي الجنوبي: تصعيد سياسي أم ضبط لإيقاع «الرئاسي»؟
من ناحيته رأى وزير التخطيط واعد باذيب أن قرارات الزبيدي بتعيين مسؤولين جنوبيين في مناصب رسمية "تعكس اتفاق الرياض" واستحقاقات ميدانية، فيما أكد رئيس هيئة التشاور محمد الغيثي الحاجة إلى حوار جاد وآلية تشاركية فاعلة.
وقد لاقت قرارات الزبيدي تأييداً من اتحادات ونقابات جنوبية في المهرة، كما شهدت مديرية تريم في حضرموت وقفة شعبية دعماً لها. وأعلنت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية في عدن تأييدها الكامل لتمكين الكوادر الجنوبية. بالمقابل لاقت هذه القرارات انتقادات واسعة في صفوف النخب الشمالية الموالية للشرعية.
وليس من الواضح ما إذا كان الاتفاق الأخير الذي أُعلن عنه الخميس في الرياض، سينهي الخلافات بين أعضاء المجلس. ورجحت مصادر مطلعة أن يتبع البيان عدة قرارات ذات صلة بهدف تصحيح الاختلالات داخل المجلس.
وليس الاستفراد بالقرار هو المشكلة الوحيدة التي تواجه المجلس، إذ يطالب الجنوبيون بإعادة صياغة الشراكة وفقا لمبدأ السيطرة على الأرض وحجم النفوذ. خصوصا وأنّ الأطراف الشمالية في المجلس لا تسيطر إلا على عدة مديريات في تعز ومأرب والساحل الغربي وفقا للمصادر.
ولم يلق البيان الصادر عن المجلس الرئاسي استحسان واسع في أوساط الشارع الجنوبي، الذين يتطلعون لمزيد من الاستقلال عن الشمال. واعتبره خبراء ترحيلا للأزمات داخل المجلس، لكنّ مقربون من المجلس الانتقالي اعتبروا البيان استجابة لضغوط المجلس الانتقالي الجنوبي، ستدفع نحو إصلاح آلية القرار داخل الرئاسي وستمنح الجنوبيون تأثير أوسع في صناعة القرار.
وكان عضوا المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وفرج البحسني قد التقيا الخميس بسفراء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، حيث شددا على تصويب عمل المجلس ومنع الاستفراد بالقرار. فيما أكد السفراء دعمهم للمجلس وأشادوا بدور القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب والقرصنة وتهريب الأسلحة.
وفي سياق منفصل استنكرت نقابة الصحفيين الجنوبيين حملات التشويه - التي قادها مسؤولون ونشطاء من شمال اليمن - التي استهدفت نائب وزير الإعلام المعيَّن من قبل اللواء الزبيدي، صلاح العاقل، ووكيل الوزارة أسامة الشرمي، واعتبرت أن الهدف منها إسكات الصوت الجنوبي وكسر إرادة الإعلاميين.
المحور الاقتصادي: دعوات لتعزيز التعاون بين عدن وشنغهاي
دعا محافظ عدن أحمد حامد لملس يوم الثلاثاء خلال احتفالية مرور 30 عاماً على توقيع اتفاقية التوأمة بين عدن ومدينة شنغهاي في الصين إلى تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التعاون الاستثماري والتنمية بين المدينتين. ووجه لملس الدعوة للشركات الصينية للاستثمار في مشاريع استراتيجية بعدن، من بينها مشاريع الكهرباء والطاقة الشمسية، في إطار جهود السلطة المحلية لجذب الاستثمارات وتطوير البنية التحتية.
محليا، أعلن البنك المركزي اليمني في عدن يوم الأحد سلسلة إجراءات لمعالجة أزمة شح السيولة من العملة الوطنية في السوق المحلية. وقال البنك إنّ الخطوة تهدف إلى ضبط القطاع المالي والحد من الانفلات النقدي. وشملت الإجراءات إعادة هيكلة الشبكة الموحدة للتحويلات المالية مع التهديد بإغلاق الشبكات المخالفة المتهمة بتسهيل المضاربة والأنشطة غير القانونية.
وفي سياق جهود الاستقرار والتعافي التي تشهدها محافظة شبوة، تم يوم الأحد إعادة تشغيل مطار عتق الدولي بعد توقف دام منذ 2015. واستقبل المطار أول رحلة قادمة من مطار عدن الدولي في إطار المرحلة الأولى المخصصة للرحلات الداخلية. وقال محافظ شبوة إن الخطوة ثمرة دعم الحكومة وعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، فيما أوضح رئيس الخطوط الجوية اليمنية أن المرحلة المقبلة ستشمل فتح رحلات خارجية.
المحور الأمني والعسكري: مؤتمر أمني بحري لدعم خفر السواحل في اليمن
استضافت العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء مؤتمر شراكة الأمن البحري اليمني بمشاركة أكثر من 35 سفيراً وممثلاً دولياً، بينهم السفير السعودي والسفيرة البريطانية.
ولم تكن الاموال المعلنة عند مستوى المؤتمر ذاته، إذ أعلنت السعودية تقديم دعم مالي بقيمة 4 ملايين دولار، فيما أضاف الاتحاد الأوروبي أكثر من مليوني يورو لتعزيز قدرات خفر السواحل اليمني.
وقد رحب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بالمخرجات، مؤكداً أن حماية الممرات البحرية مسؤولية مشتركة تصب في مصلحة اليمن والمنطقة والعالم.
من ناحيتها أوضحت السفارة الأمريكية أن الشراكة تهدف إلى دعم خفر السواحل في مواجهة الأنشطة الحوثية والإيرانية، بما يشمل اعتراض الأسلحة والمخدرات.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بدور السعودية وبريطانيا في رعاية المؤتمر، مؤكداً التزام الحكومة بمواجهة التهديدات العابرة للحدود وتأمين الممرات البحرية وحماية مصالح الشعب.
محليا، شهدت تعز يوم الخميس حادث اغتيال استهدف أفتهان المشهري، مدير عام صندوق النظافة والتحسين، برصاص مسلحين مجهولين. الحادث فجّر احتجاجات محلية، في المدينة التي تخضع لسيطرة حزب الإصلاح الإسلامي، بينها وقفة نسوية أمام إدارة أمن المحافظة وإضراب نفذه عمال الصندوق للمطالبة بمحاسبة الجناة.
وشهدت تعز خلال السنوات الماضية اغتيالات عدة طالت إحداها المسؤول في الأمم المتحدة، مؤيد الحميدي، في يوليو 2023. وفي يونيو 2025 أعلنت السلطات في الحكومة المعترف بها دوليا تفكيك الأجهزة الأمنية في تعز لأخطر الخلايا الإرهابية المرتبطة بالحوثيين والقاعدة، والكشف عن شبكة يديرها قائد لواء النقل السابق في القوات الحكومية المقرب من حزب الإصلاح، أمجد خالد، قالت إنها مرتبطة بقيادات حوثية.
وقد وجه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي باتخاذ إجراءات عاجلة للقبض على المسؤولين عن الحادث.
على الساحل الغربي، تفقد وزير الدفاع اليمني محسن الداعري يوم الأربعاء قوات العمالقة الجنوبية، مشيداً بجاهزيتها القتالية وقدراتها البشرية والفنية، وواصفاً إياها بأنها من "أفضل القوات في اليمن". وأكد أن المعركة ضد ميليشيا الحوثي شرسة، مشدداً على أن قوات العمالقة ستكون "الصخرة التي تكسر مشروع الميليشيا". كما زار الداعري موقعا لقوات درع الوطن في محافظة لحج.
وفي صحراء حضرموت أعلنت أيضا قوات درع الوطن، التي تدعمها السعودية، تسلمها تأمين طريق العبر الدولي المؤدي إلى منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة.
المحور الإقليمي: كاتس يتوعد بالقضاء على زعيم الحوثيين
توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقضاء على زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي. وقال كاتس في تغريدة على منصة إكس ""عبد الملك الحوثي، سيحين دورك. سيتم إرسالكم للقاء كامل حكومتكم وجميع حلفائكم في محور الشر المنتظرين في أعماق الجحيم." وأضاف "أما شعار «الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود» المكتوب على علم الحوثيين فسيُستبدل بالعلم الإسرائيلي الأزرق والأبيض الذي سيرفرف في العاصمة اليمنية الموحدة."
وجاءت تصريحات كاتس بعد يوم واحد من سقوط طائرة حوثية مسيّرة في مدخل فندق ضخم في مدينة إيلات على البحر الأحمر، بعد أن فشلت الدفاعات الإسرائيلية في اكتشافها. وقال الجيش الإسرائيلي أن الطائرة كانت قادمة من الشرق.
وقال الحوثيون، الخميس، أنهم شنوا هجمات بثلاث طائرات مسيرة استهدفت إيلات وبئر السبع، بينما استهدف صاروخ بالستي تل أبيب.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنّت الثلاثاء 12 غارة على ميناء الحديدة، بعد تحذيرات مسبقة من الجيش الإسرائيلي. الحوثيون قالوا إن دفاعاتهم الجوية تسببت بارتباك للطائرات، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت البنية التحتية العسكرية التي تستخدم لنقل أسلحة إيرانية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الميناء الرئيسي لإمدادات الحوثيين كان الهدف المباشر للهجوم. في المقابل، حذرت هيئة التجارة البحرية البريطانية من مخاطر كبيرة على السفن في جنوب البحر الأحمر قرب الحديدة، داعية لليقظة القصوى.
إنسانيا، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" السبت بأن سلطات الحوثيين لم تقدّم أي دعم للأسر المتضررة من الغارات الإسرائيلية على صنعاء، ما أجبر السكان على إصلاح منازلهم المدمرة بجهود شخصية.
وفي صنعاء قالت مصادر لـ "سوث24" أنّ الجماعة أخلت عدداً من المرافق الحيوية في صنعاء، بينها جامعتي سبأ وابن النفيس ومعهد الاتصالات، تحسباً لضربات إسرائيلية جديدة.
وقالت حكومة الحوثيين الأحد إن 26 صحفياً قتلوا في الغارات التي استهدفت مقري صحيفتي 26 سبتمبر واليمن بصنعاء (مقر التوجيه المعنوي للجماعة)، ووصفت الحادث بأنه "جريمة حرب".
واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاثنين أن استهداف مرافق الإعلام غير مبرر ما لم تُستخدم مباشرة لأغراض عسكرية، مؤكدة أن مجرد دعم الحوثيين لا يجعلها أهدافاً مشروعة.
وفي بيان صدر الجمعة الماضية، أدان أعضاء المجلس بأشد العبارات استمرار احتجاز الحوثيين لموظفين من الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية وطنية ودولية، ومنظمات مجتمع المدني، وبعثات دبلوماسية، وأعرب عن قلقه العميق على سلامتهم حيث إن بعضهم محتجز منذ عام 2021. ورد على ذلك أدانت خارجية الحوثيين بيان المجلس، واتهمت البعثات الدبلوماسية بـ"التجسس".
وفي صنعاء، ناقش المنسق الأممي المقيم مع قيادي حوثي قضية المختطفين من موظفي المنظمة، داعياً للإفراج عنهم وضمان احترام حصانات الأمم المتحدة.
ويوم الثلاثاء رحبت الخارجية اليمنية بقرار نقل مقر المنسق الأممي من صنعاء إلى عدن، ودعت الوكالات الأممية الأخرى إلى الانتقال. وأكدت استعدادها لضمان سلامة العاملين الدوليين، مطالبة الحوثيين بالإفراج عن العشرات من الموظفين المحتجزين.
وفي كلمة له، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إن الصراع اليمني يفتقر للحل ويزيد التوتر الإقليمي.
وفي ملف منفصل أعلنت، وزارة الداخلية اليمنية في الحكومة المعترف بها، أنّ كمية المخدرات المرتبطة بالحوثيين التي تم ضبطها خلال 2025، شملت 599 كجم كوكايين، 746 كجم شبو، 108 كجم حشيش، 25 كجم هيروين، و924,790 حبة مخدرة. وقالت الوزارة إن عمليات التهريب تحولت إلى "مشروع منظم" تديره الجماعة لإغراق المنطقة.
لمزيد من التفاصيل في القسم الإنجليزي
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية قدمها مركز سوث24 لتغطية أحدث التطورات في الملف اليمني