دولي

منظور دولي: هل تدعم الصين الحوثيين بالطائرات المسيرة، وهل تستفيد منهم تركيا في البحر الأحمر؟

The Stimson Center

16-08-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يُقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية التي نُشرت مؤخرًا في أبرز الصحف والمنصات العالمية، والتي تناولت تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات العالمي والإقليمي واليمني.


سلّطت التحليلات الضوء على مزاعم تبناها الإعلام الإسرائيلي حول دعم تركيا للحوثيين لتحقيق مصالحها في البحر الأحمر، ومزاعم تبناها الإعلام الأمريكي حول الدعم الصيني للجماعة الذي يعقّد الأمن البحري في البحر الأحمر.


كما تطرقت التحليلات إلى استهداف الحوثيين لقطاع التعليم في شمال اليمن بما يتوافق مع أيديولوجياتهم، وتناولت أوجه التشابه بين الشرق الأوسط الجديد والقديم من حيث الجوهر وعدم تغيّر الأوضاع في المنطقة.


التفاصيل..


لا يزال "الشرق الأوسط الجديد" شبيهًا بالقديم


قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي إن "الشرق الأوسط الجديد، مثل الشرق الأوسط القديم، تغيّر فيه كل شيء، ومع ذلك لم يتغيّر شيء."


وأضاف التحليل أن "الشرق الأوسط ما يزال ساحة فوضوية متعددة الأقطاب، ولا توجد قوة مهيمنة قادرة على فرض النظام فيها."


وأشار إلى أن "المنطقة ستظل ميدانًا تتنافس فيه دول عدة على القوة والأمن والنفوذ؛ فإيران ما زالت تسعى لامتلاك قدرة نووية كامنة لموازنة إسرائيل، بينما تواصل السعودية والإمارات وقطر ومصر التنافس على المكانة والنفوذ في العالم العربي، وتتدخل تركيا أحيانًا لحماية مصالحها. كما تسعى جميع هذه الدول إلى استمالة قوى خارجية لتعزيز مواقعها."


وأضاف: "علاوة على ذلك، ما زالت الولايات المتحدة حاضرة في المنطقة. وعلى الرغم من أن القادة الأمريكيين حاولوا مرارًا وتكرارًا تقليص انخراطهم فيها — جزئيًا لإتاحة المجال لتركيز اهتمام واشنطن على آسيا — فإن أياً منهم لم ينجح في ذلك."


ويرى التحليل أن "هذا الواقع يهيئ الأرضية لعودة التطرف الإسلامي، وسيكون من المعجزات ألا نشهد موجات جديدة من الإرهاب ردًا على أحداث العامين الماضيين، وهو ما تخشاه دول الخليج رغم فتور تعاطفها مع الفلسطينيين."


ولفت إلى أن "غياب حل للقضية الفلسطينية مع تراجع فرص حل الدولتين، يحتم على الإسرائيليين والفلسطينيين وبقية العالم البحث عن رؤى بديلة. وإلى أن يحدث ذلك، سيبقى هذا المصدر المؤكد للتوترات الإقليمية قائمًا."


وأوضح التحليل أن "الشرق الأوسط ما زال منطقة تعاني انقسامات سياسية عميقة، حيث تهيمن بعض القوى على غيرها وتحرمها من حقوقها وقدرتها على الفعل والاعتراف. ويتجلى ذلك في الجهود المتكررة لتهميش إيران عبر العقوبات، وإقصائها عن المساعي الدبلوماسية الإقليمية، وحرمان الفلسطينيين من دولة خاصة بهم. كما يظهر داخل العالم العربي نفسه، حيث يقمع الملوك والدكتاتوريون العسكريون الدعوات إلى مزيد من الانفتاح والحقوق السياسية."


وخلص التحليل إلى أن "تحقيق نظام إقليمي مستقر يتطلب توازنًا أكبر بين القوة والشرعية، وهذه الشرعية تحتاج في نهاية المطاف إلى قدر من العدالة والإنصاف وتوفير الحقوق السياسية."


الحوثيون يواصلون استهداف التعليم في شمال اليمن


قال تقرير نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن "الحوثيين يستمرون في استهداف التعليم في شمال اليمن، مستخدمين المدارس لفرض أيديولوجيتهم المتطرفة على الشباب اليمني الصغير سهل التأثير."


وأضاف التقرير أن "المعلمين ومديري المدارس الذين يرفضون الانصياع لمبادرات الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران يواجهون خطر الاعتقال."


وأشار إلى أنه "لضمان التوافق الأيديولوجي في التعليم، يفرض الحوثيون على المدارس تدريس كراسات مؤسس الجماعة، حسين الحوثي. وبالإضافة إلى المناهج الدراسية ذات الطابع الطائفي، أصبح الطلاب مطالبين بترديد شعارات الحوثيين يوميًا، بما فيها الصرخة الشهيرة ضد أمريكا وإسرائيل."


وذكر التقرير أنه "بالإضافة إلى فرض الأيديولوجيا داخل الفصول، أقدم الحوثيون على سحب الطلاب من المدارس وإجبارهم على المشاركة في مسيراتهم. كما أُلزم طلاب المرحلتين الأساسية والمتوسطة بحضور هذه المسيرات في أيام الدراسة، وفي بعض الحالات عدة مرات في الأسبوع. وهدد الحوثيون المعلمين والطلاب في حال تغيب الأطفال عن المشاركة."


وأوضح التقرير أنه "تم الإبلاغ عن اعتقالات تعسفية استهدفت العاملين في التعليم دون أي مبرر قانوني، حيث يُحتجز الأفراد دون محاكمة أو توجيه تهم."


ولفت إلى أن "الحوثيين استهدفوا أيضًا قطاع التعليم العالي، حيث أُجبر أكاديميون وإداريون جامعيون على حضور دورات أيديولوجية وتدريبات قتالية، تشمل تدريبات على استخدام الأسلحة، مع إلزام المشاركين بأداء قسم الولاء للجماعة."


وأضاف أن "الجماعة سعت للوصول إلى الطلاب من خلال المخيمات الصيفية السنوية، والتي تمثل وسيلة إضافية لغرس أيديولوجيتها في عقول الشباب اليمني ابتداءً من سن السادسة، حيث يحصل الأطفال على تدريبات عسكرية، وقد عُرف عن الجماعة تجنيد الأطفال كمقاتلين، إذ أفادت منظمات حقوقية بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا."


وخلص التقرير إلى أن "هذه الجهود الأخيرة ليست سوى استمرار لنهج الحوثيين في استغلال التعليم لنشر فكرهم منذ سيطرتهم على شمال اليمن، حيث اتخذ الحوثيون قرارات عديدة قوضت استقلالية التعليم في مناطق سيطرتهم، كقرار الجماعة الأخير بإلغاء تدريس اللغة الإنجليزية للطلاب قبل الصف الرابع، واستبدالها بحصص القرآن الكريم واللغة العربية."


هل أصبح الحوثيون أداة جيوسياسية تخدم مصالح تركيا في البحر الأحمر؟


قال تحليل نشرته صحيفة يسرائيل هيوم إن "الرئيس التركي أردوغان يدفع بمشروع الممر الأوسط، طريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين، كبديل بري لقناة السويس، مستغلًا الحوثيين في اليمن لزعزعة أمن باب المندب."


وزعم التحليل أن "أنقرة أنشأت قنوات اتصال مع الحوثيين عبر شبكة إقليمية تضم إيران وقطر وفصائل يمنية حليفة، استُخدمت لتأمين قنوات تمويل وتسليح سرية عبر شركات وموانئ تركية، شملت تهريب آلاف البنادق وأجهزة استشعار وقطعًا عسكرية استُخدمت في هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات وإسرائيل."


وأشار إلى أنه "منذ عام 2017، ومع أزمة الخليج التي عززت تحالف أنقرة مع الدوحة، اتخذ الموقف التركي منحى جديدًا؛ حيث دعمت أنقرة حزب الإصلاح في اليمن وفتحت قنوات اتصال مباشرة مع الحوثيين، وصلت إلى تفاهمات ميدانية سمحت بانسحابات وتسليم جبهات دون قتال. وفي الوقت نفسه، لعبت إسطنبول دور محطة عبور للأموال الإيرانية، وهو ما أكدته عقوبات أمريكية لاحقة على شبكات تمويل مرتبطة بفيلق القدس."


وأوضح التحليل أن "الهجمات الحوثية على أبوظبي والبحر الأحمر تزامنت مع تقارب تركي–خليجي شكلي، بينما واصلت أنقرة دعمها غير المعلن للحوثيين. واعتُبرت هذه السياسة مقصودة، لتحقيق ثلاثة أهداف: إضعاف خصومها الإقليميين (السعودية، الإمارات، مصر) وتعزيز قطر، إرباك حركة الشحن في البحر الأحمر لرفع أهمية المسارات البرية التركية، ودعم نفوذها السياسي والأمني في المنطقة. كما ترافق نشاط الحوثيين في البحر الأحمر مع خطاب تركي تضمن إشادة علنية من أردوغان بالحوثيين."


ولفت إلى أن "أنقرة تستخدم مواقع استراتيجية كسواكن في السودان وقاعدة بالصومال ضمن ما يوصف بـ الأزمة المُدارة، للضغط على باب المندب، مع الحوثيين كـ بحرية غير رسمية لدفع حركة التجارة نحو المسارات البرية التركية."


وخلص التحليل إلى أن "دعم تركيا للحوثيين يمثل خرقًا واضحًا لقرار مجلس الأمن 2216، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب، ما يبرر فرض عقوبات عليها. وقد أصبح هذا الملف أولوية استراتيجية، والتأخر في مواجهة هذا النهج سيؤدي إلى ارتفاع كلفة التجارة والأمن من إيلات إلى مصر والمتوسط."


مركز أمريكي: الصين تُعقّد جهود الأمن البحري بدعمها السري للحوثيين


زعم تحليل نشره مركز ستيمسون أن "بكين لم تمنح اعترافًا رسميًا بالحوثيين، لكنها، عبر تزويدهم بتكنولوجيا مزدوجة الاستخدام مثل صور الأقمار الصناعية ومكونات الطائرات المسيّرة التي قالت سلطات عدن إنها ضبطتها في أغسطس الجاري، تُعقّد جهود الأمن البحري الأمريكي."


وادّعى التحليل أن "الصين اتبعت نهجًا براغماتيًا تجاه الحوثيين في اليمن، موازنةً بين مصالحها الاقتصادية والأمنية، مع الحد من انخراطها المباشر للحفاظ على مستوى مدروس من عدم الاستقرار يحمي مصالحها الملاحية في البحر الأحمر على حساب الولايات المتحدة وحلفائها."


وأشار إلى أن "الصين تستخدم دبلوماسية غير مباشرة ورسائل مزدوجة: تتجنب انتقاد الحوثيين مباشرة، مع التأكيد على حماية السفن المدنية. كما قيل إن الاستراتيجية الصينية تقوم على ثلاث ركائز: تأمين المصالح التجارية في البحر الأحمر، مواجهة النفوذ الأمريكي، والتنسيق مع قوى إقليمية مثل السعودية."


وادّعى التحليل أن "بكين ترى أن الاقتصاد والتجارة جوهر مصالحها الوطنية، وأي تهديد لمساراتها التجارية يُعامل كأولوية استراتيجية. ومع مرور أكثر من 60% من تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي عبر قناة السويس، فإن أمن البحر الأحمر يعد مسألة بالغة الأهمية لها، ولذلك تبنت نهجًا مختلفًا لضمان مرور آمن لسفنها."


كما أشار التحليل إلى "تقارير تحدثت عن تنسيق صيني مع إيران أو مباشرة مع قيادات حوثية لضمان عدم استهداف السفن الصينية، وأن هذا التفاهم غير المعلن لبكين أثمر عن ارتفاع ملحوظ في نسبة الشحن الصيني."


وزعم أن "الصين، من خلال استغلال علاقاتها مع الحوثيين، حولت أزمة البحر الأحمر إلى فرصة، محققة تفوقًا اقتصاديًا على المنافسين العالميين، واستطاعت استثمار الاضطراب في البحر الأحمر لتوسيع نفوذها في التجارة العالمية دون تدخل عسكري مباشر."


وأضاف أن "الصين تعتبر اليمن ساحة استراتيجية لتعزيز المنافسة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة، وترى الحوثيين وصنعاء كعناصر استراتيجية لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية."


وخلص التحليل إلى أن "الصين غيّرت موقفها بما يتماشى مع التهدئة الإقليمية بين العرب وإيران، من الحياد إلى دعم صامت للحوثيين، وهو ما اعتُبر خطوة تعزز نفوذها السياسي والاقتصادي، لكنه قد يضعها أمام تحديات محتملة إذا تصاعدت التوترات الإقليمية."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا