middleastfreezone
26-07-2025 الساعة 8 صباحاً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
يقدّم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة احترافية مختارة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية التي نُشرت مؤخرًا في أبرز الصحف والمنصات العالمية، والتي تناولت تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات اليمني والإقليمي والدولي.
وقد سلّطت هذه التحليلات الضوء على أهمية استعادة مدينة عدن لدورها الاستراتيجي المحوري كخطوة أساسية في مواجهة الحوثيين. كما تناولت التحليلات كيف استغل الحوثيون الهدنة لتكثيف أنشطتهم الخفية وابتكار تكتيكات مضللة لتهريب الأسلحة.
وتطرقت التحليلات لتقييم تأثير الضربات الإسرائيلية على سوريا، والتي فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية وساهمت في توحيد الموقف السوري في مواجهة التحديات المشتركة.
التفاصيل..
عودة عدن لمكانتها الصحيحة مفتاح الانتصار على الحوثيين
قال تحليل نشرته (مجلة الأمن القومي) الأمريكية للكاتب مايكل روبن إن "اليمن لن يتحرر من سطوة الحوثيين إلا بعودة عدن إلى مكانتها الصحيحة كبوابة رئيسية للجنوب العربي واليمن"، مضيفًا أن "الاستمرار في وهم اتفاق ستوكهولم كحل واقعي هو تكرار لفشل واضح، والإبقاء على الحديدة مفتوحة لا يُنقذ أرواحًا، بل يُزهقها".
وأشار إلى أنه "كان من الممكن حل الأزمة الإنسانية في اليمن جزئيًا عبر إنهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة، لكن اتفاق ستوكهولم عمّق المأساة".
ويرى التحليل أن "بدلًا من قتل اليمنيين ببطء، أو الدخول في لعبة 'اضرب واهرب' ضد مواقع الحوثيين، كان ينبغي على إدارة ترامب أن تُنهي ببساطة قدرة الحديدة والصليف على العمل".
واعتبر أن "فرض الحصار البحري محفوف بالمخاطر، إذ تصبح السفن هدفًا للمسيّرات والصواريخ الحوثية. ولذلك، يجب على الولايات المتحدة – حتى لو منفردة – تدمير البنية التحتية للموانئ وجعل أرصفتها غير صالحة للاستخدام".
وأضاف: "بعدها يمكن للمجتمع الدولي إعادة توجيه الشحنات إلى موانئ عدن والمكلا، ويمكن لحركة الشحن الصغيرة التي كانت تعتمد على الصليف أن تتحول إلى ميناء المخا. ولن يؤدي هذا فقط إلى شلّ قدرات الحوثيين على إعادة التزود من البحر، بل سيُصحّح ظلمًا تاريخيًا".
ولفت التحليل إلى أن "ميناء عدن كان لعقود الميناء الأهم في المنطقة. وتراجع عدن ونمو الحديدة يعود إلى سببين: أحدهما مؤقت، والآخر ممنهج. الأول: إقصاء عدن من الحركة البحرية الدولية في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والثاني: تعمّد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إضعاف الجنوب وتجويعه بتحويل الحركة التجارية من عدن إلى الحديدة لمعاقبة المنطقة. لكن الحديدة لم تكن أبدًا خيارًا اقتصاديًا منطقيًا، وكانت دائمًا بديلًا هشًا لعدن".
وخلُص التحليل إلى أن "عدن اليوم قادرة تمامًا على استيعاب كامل الحركة الإنسانية والتجارية من وإلى اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على عدن، ويمكنه ضمان مرور المساعدات الدولية إلى أي منطقة في اليمن".
الضربات الإسرائيلية على سوريا فشلت في أهدافها ونجحت في توحيد السوريين
قال تحليل نُشره موقع ميدل إيست آي للكاتب إرسين أكسوي إن "الضربات الجوية الإسرائيلية على دمشق جاءت بنتائج عكسية، إذ دفعت القبائل السورية إلى الاصطفاف خلف الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، وأصبحت بمثابة خط دفاع جديد لها."
وأضاف التحليل أن "هذه القبائل استخدمت تكتيكات مبتكرة، مثل الاحتماء بالمناطق العمرانية وحرق الإطارات لحجب الرؤية الجوية، مما مكّنها من التقدم ميدانيًا."
وأشار إلى أن "استهداف إسرائيل لدمشق أثار قلقًا عامًا بين جميع مؤيدي الإدارة السورية الجديدة، وأسهم في تعزيز التنسيق على المستوى المحلي، كما أظهرت العمليات القبلية الأخيرة. وهذا التماسك الناشئ يساعد على تسهيل عملية دمج المكونات الداخلية ضمن صفوف الإدارة."
وأوضح التحليل أن "إسرائيل حاولت استغلال بعض الزعامات الدرزية لتأجيج عدم الاستقرار في سوريا. ويتمثل هدفها الرئيسي في منع تماسك الإدارة السورية الجديدة، التي تعتبرها تهديدًا، خصوصًا في ظل تعاونها الوثيق مع تركيا. إلا أن الضربات الإسرائيلية ساهمت، من غير قصد، في توحيد مكونات الإدارة الجديدة، بما فيها الدروز الذين بدأ بعض قادتهم بالدعوة إلى الاندماج ونزع السلاح."
وخلُص التحليل إلى أن "استهداف إسرائيل لدمشق دفع بالكثير من أنصار الإدارة السورية الجديدة إلى التركيز على مواجهة التهديدات الخارجية، الأمر الذي يعزز فرص دمج الجماعات الدرزية ضمن الإدارة المركزية في دمشق، ويسهم في تحقيق وحدة وطنية شاملة قد تعيد رسم توازنات القوة على امتداد الساحة السورية."
الحوثيون يستخدمون تكتيكات مضللة لاستمرار تهريب الأسلحة
قال تحليل نشرته صحيفة التلغراف البريطانية للكاتب توم شارب إن "الحوثيين استغلوا الهدنة مع الولايات المتحدة لإعادة تنظيم صفوفهم والتسلح مجددًا، قبل أن يخرقوها بهجمات قاتلة على سفن لا تربطها بإسرائيل سوى روابط هامشية."
وأضاف التحليل أن "هناك تحولات خطيرة في تكتيكات الحوثيين لتهريب الأسلحة، حيث استخدموا حيلة خداعية من خلال التلاعب بنظام تتبع السفن (AIS)، عبر استخدام أجهزة إرسال غير مخصصة للسفن الكبيرة، مما يعقّد رصد تحركاتهم. فبعض السفن المهرَّبة للسلاح تستخدم نظامي AIS من الفئتين A وB، وتتنقل بينهما لتضليل المتابعة."
وأشار إلى أن "حتى السفن التي تخضع لتفتيش أممي في جيبوتي (UNVIM)، يمكن أن تلتقي لاحقًا بقوارب تهريب صغيرة غير مزوّدة بـAIS في عرض البحر، وتنقل الشحنات بحرًا، دون قدرة فعلية على المنع."
ولفت التحليل إلى أن "فشل جهود وقف التهريب والتصنيع يعود للطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، وضعف فعالية الاستخبارات، وعدم جدوى الحملة الجوية الأمريكية وحدها."
واقترح الكاتب حلين أساسيين للحد من عمليات التهريب:
•إعادة تفعيل نظام تفتيش دولي قبالة الموانئ اليمنية شبيه بما كانت تقوم به السعودية قبل 2022، شرط أن تكون السفن المشاركة مسلّحة وقادرة على الدفاع عن نفسها.
•التوقف عن الاعتماد على نظام AIS كمصدر موثوق، واستبداله ببيانات أكثر دقة حتى لو كانت سرية.
واعتبر التحليل أن "رغم هذا الواقع المظلم، إلا أن هناك تطورًا إيجابيًا يتمثل في ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية حتى الآن (750 طنًا من الأسلحة المتطورة) من قبل المقاومة الوطنية اليمنية".
وخلص التحليل إلى أن "الحل المطلوب هو حل شامل يجمع بين اعتراض التهريب، مراقبة السفن، الجهد الاستخباراتي، التحرك الدبلوماسي، والضغط الاقتصادي على الجهات الممولة والداعمة للحوثيين، لضمان ألا تكون الهدنة مجرد فرصة لإعادة التسلّح."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات