سفينة تطلق صواريخ نحو موقع غير معلن بعد ضربات أمر بها الرئيس دونالد ترامب ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، 15 مارس 2025 (سي إن إن).
آخر تحديث في: 05-07-2025 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
يُقدم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة دقيقة ومنتقاة لمجموعة من التحليلات الصادرة عن مؤسسات بحثية وصحف دولية، والتي سلّطت الضوء على تطورات الملف اليمني.
في صدارة هذه التحليلات، برزت قراءات معمّقة لاتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثيين والولايات المتحدة، والذي اعتبره محللون بمثابة عامل عزّز موقف الحوثيين سياسيًا وعسكريًا، مقابل تآكل موارد الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يُعدّ الطرف الأبرز في مواجهة الجماعة. كما أُثيرت مخاوف من تصاعد تهديدات الحوثيين للوجود العسكري الأمريكي في جيبوتي، وارتباطهم بجماعات مسلحة أخرى في القرن الأفريقي.
وفي السياق نفسه، تطرقت بعض التحليلات إلى توسع طموحات إسرائيل الإقليمية بعد الحرب الأخيرة مع إيران، وسط تساؤلات مثارة حول ما إذا كانت باكستان ستكون الهدف التالي لمشروع "إسرائيل الكبرى"، في ظل خطاب سياسي غربي متجدد يُبرز الترسانة النووية الباكستانية كخطر محتمل.
التفاصيل..
المجلس الانتقالي الجنوبي الأكثر قدرة عسكريًا أمام الحوثيين لكن هدنة الجماعة مع واشنطن تعزز موقعها
قال تحليل نشره معهد الشرق الأوسط إن "وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين يعزز توازن القوى الذي شكلته هدنة عام 2022، على حساب المصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة، ويُضعف قدرات الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي."
وأضاف التحليل أن "المشهد الحالي يطيل الحصار الذي يفرضه الحوثيون على الموانئ الجنوبية، مما يؤدي إلى تآكل ما تبقى من القدرات المؤسسية للحكومة اليمنية، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يملك قوات تُعدّ الأكثر قدرة عسكريًا على دحر الحوثيين."
معتبراً أن "الحوثيين استفادوا أكثر من غيرهم من الهدنة مع الولايات المتحدة، حيث أتاحت لهم إصلاح البنية التحتية وتكثيف التجنيد، مع استغلال سردية 'الانتصار على أمريكا' لتعزيز حضورهم الداخلي والإقليمي، خاصة في ظل تراجع الدعم الإيراني نتيجة الحرب مع إسرائيل، التي قد تدفعهم للبحث عن موارد بديلة ومحاولة السيطرة على حقول النفط في مأرب."
وأشار التحليل إلى أن "احتمالات شن هجوم على الحديدة دون غطاء جوي أمريكي قد تراجعت، فيما يواجه كل من الحكومة والمجلس الانتقالي تسارعًا في تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، نتيجة استمرار الحوثيين في فرض الحصار على صادرات النفط، ما تسبب في خسائر مالية تجاوزت 7.5 مليار دولار."
مضيفًا أن "المجلس الانتقالي يواجه تحديات متزايدة في الجنوب، خصوصًا في عدن والمكلا، مع تراجع الموارد وتوسع النفوذ السعودي عبر دعم قوى محلية مثل مجلس حضرموت الوطني وقوات درع الوطن. حيث استغلت السعودية الفراغ الناجم عن الهدنة لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في الجنوب، بهدف الاحتفاظ بالقدرة على التأثير."
وخلص التحليل إلى أنه "رغم أن الحرب الإسرائيلية-الإيرانية التي استمرت 12 يومًا قد تخلق ضغوطًا على الحوثيين نتيجة تراجع الدعم الإيراني، إلا أن الانقسامات داخل المعسكر المناهض للحوثيين تُضعف أي إمكانية للاستفادة من هذا الضعف المؤقت، كما يسهم ذلك في إطالة أمد الصراع، مع استفادة خصوم آخرين من الوضع، أبرزهم الفصائل المدعومة سعوديًا وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب."
تصاعد خطر الحوثيين على قاعدة ليمونييه الأمريكية في جيبوتي
قال تحليل نشرته مجلة منارة التابعة لمنتدى كامبريدج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، حذّر من تصاعد خطر الحوثيين على معسكر ليمونييه، القاعدة الأمريكية الرئيسية في جيبوتي."
وأضاف التحليل أن "مع تطور قدرات الحوثيين في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ، واقتراب مدى هذه الأسلحة من القاعدة، لم يعد استهدافها احتمالًا بعيدًا، خصوصًا بعد تورط الحوثيين في هجمات بحرية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في البحر الأحمر."
مشيرًا إلى أن "الحوثيين، المدعومين من إيران والمزوّدين بتقنيات متطورة، يشكلون خصمًا حقيقيًا قادرًا على استهداف أصول أمريكية عالية القيمة. كما أن ما يزيد المخاوف هو التقارير المتزايدة عن تنامي الروابط التكتيكية واللوجستية بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية، مما يزيد من تعقيد التهديد في منطقة القرن الأفريقي."
وأوضح التحليل أن "في ظل التوتر الإيراني-الإسرائيلي، ومع تعرّض قاعدة العديد الأمريكية في قطر لهجوم إيراني مؤخرًا، يُخشى أن تصبح القواعد الأمريكية في أفريقيا أهدافًا للرد الإيراني المباشر أو عبر وكلائه. ومن المرجّح أن وزارة الدفاع الأمريكية تراجع وتحدّث الإجراءات الدفاعية في المعسكر، خاصة في ظل تسارع وتيرة تطور القدرات الحوثية."
مضيفًا أن "لا يمكن التقليل من التداعيات الجيوسياسية المحتملة لهجوم حوثي على معسكر ليمونييه، إذ سيمثّل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإقليمي بين واشنطن وطهران، وسيعني أنهم قادرون على تدويل النزاع وفتح جبهات جديدة."
واعتبر التحليل أن "ينبغي أن تشكل شهادة الجنرال لانغلي جرس إنذار لصانعي القرار العسكري في واشنطن، وللشركاء الإقليميين والدوليين على حد سواء. ويجب على الولايات المتحدة تعزيز التعاون الاستخباراتي مع حلفائها (مثل فرنسا واليابان والاتحاد الأوروبي)، وتطوير استراتيجية شاملة لاحتواء النفوذ الإيراني، مع التركيز على تثبيت استقرار اليمن، ومنع تهريب السلاح، وتفعيل آليات حل النزاعات الإقليمية."
وخلُص التحليل إلى أن "التكيّف الاستراتيجي، والتنسيق الإقليمي، والتأهّب المتجدد، أمور ضرورية لضمان بقاء الردع والجاهزية الأمريكية في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم. فالفاعلون غير الحكوميين المدعومون من قوى دولية باتوا قادرين على تهديد حتى أكثر المنشآت العسكرية تحصينًا."
هل تصبح باكستان الهدف القادم لمشروع إسرائيل الكبرى؟
قال تحليل نشرته صحيفة ديلي صباح التركية إن "المنطقة على شفا صراع إقليمي أوسع بعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، ومن المحتمل أن يتجدد هذا الصراع لاحقًا، نظرًا للمصالح الكبرى التي تراهن عليها القوى العالمية في المنطقة."
وأضاف التحليل أن "مع انقشاع غبار المواجهة الأخيرة، تحتاج إسرائيل والولايات المتحدة إلى حرب جديدة لإقناع شعبيهما بأن التهديد الإسلامي ما زال قائمًا، والهدف هذه المرة هو باكستان."
وأشار إلى أن "الخبراء يعتقدون أن الهند قد تستخدم جماعات إرهابية داخل باكستان لشن هجمات مسيّرة على مواقع عسكرية، على غرار الهجمات الإسرائيلية داخل إيران، والهجمات الأوكرانية داخل روسيا. كما بدأت وسائل الإعلام الغربية في تصوير الترسانة النووية الباكستانية كتهديد للغرب وإسرائيل."
وأوضح التحليل أن "لطالما ردد رجال الدين والسياسيون والقادة العسكريون الإسرائيليون، وحتى بعض المستوطنين وحلفائهم في الغرب، خطاب 'إسرائيل الكبرى'. ومؤخرًا، بدأ الهنود يتحدثون عن الترسانة النووية الباكستانية."
وأضاف أن "عندما سُئل نتنياهو: ما أكبر مشكلة تواجه الجيل القادم وما الحل؟ أجاب: 'المهمة الكبرى هي منع نظام إسلامي متشدد من الحصول على أسلحة نووية، أو أن تلتقي الأسلحة النووية مع هذا النظام. الأول يُدعى إيران، والثاني باكستان. فإذا امتلكت هذه الأنظمة الراديكالية أسلحة نووية، فلن تلتزم بأي قواعد.'"
وذكر التحليل أن "تدمير الترسانة النووية الباكستانية مدرج منذ زمن طويل على قائمة أولويات إسرائيل. فقد تحدث العديد من السياسيين الإسرائيليين البارزين، ومجموعات الضغط، وقادة عسكريين، وصحفيين وأكاديميين غربيين، مرارًا عن باكستان باعتبارها تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، حتى قبل أن تُفبرك ذريعة 'أسلحة الدمار الشامل' لتبرير غزو العراق."
ولفت إلى أن "معظم الرؤساء الأمريكيين على مدار أربعة عقود تحدثوا بوضوح عن التدخل في باكستان، واعتبروها تهديدًا وجوديًا لبقاء إسرائيل."
وخلُص التحليل إلى أن "إسرائيل تواصل تنفيذ خطتها الممنهجة لتدمير دولة إسلامية تلو الأخرى في الشرق الأوسط وخارجه، بدعم من الغرب، للتوسع أكثر في المنطقة تحت ذريعة 'التهديد الوجودي' ومشروع 'جعل العالم أكثر أمنًا'."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر