دولي

منظور دولي: الشرق الأوسط على عتبة تحوّل جديد

Getty Images

28-06-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يعرض مركز سوث24 في هذا التقرير مجموعة منتقاة من ترجمات الملخصات والتقارير التحليلية الصادرة عن عدد من أبرز الصحف والمنصات العالمية، والتي تناولت مستجدات النزاع بين إيران وإسرائيل، في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط.


وتناقش هذه التحليلات أبعاد وتداعيات الضربات المتبادلة، وسرديات "النصر" المتباينة بين الأطراف المعنية، فضلًا عن تقييم الدورين الأمريكي والإسرائيلي، والانعكاسات المحتملة على مستقبل النظام الإقليمي. كما تستعرض القراءات المختلفة لمواقف دولية بارزة، بما في ذلك وكالة الطاقة الذرية، في سياق الجدل حول البرنامج النووي الإيراني وتبعاته الاستراتيجية.


التفاصيل..


الحرب على إيران: تقاسم أدوار منسَّق بين ترامب ونتنياهو وغروسي


قال تقرير نشرته صحيفة طهران تايمز للكاتب بهرام مرادي إن "طهران تصف الحرب غير القانونية على إيران بأنها تقاسم أدوار بين ترامب ونتنياهو ورافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين كانوا على تنسيق كامل."


وأضاف التقرير أن "إيران تتهم غروسي، بأن تقريره الأخير أمام مجلس محافظي الوكالة لم يكن فنيًا بل سياسيًا، وقد شكَّل "الذريعة" للحرب الأمريكية–الإسرائيلية المشتركة ضد إيران."


مشيرًا إلى أن "طهران تصف نتنياهو بأنه "مجرم حرب هارب"، وترامب بأنه "عدو حتى للبيئة"، وغروسي بأنه "متواطئ صامت" تجاه القصف الجوي على المنشآت النووية، معتبرةً إياهم معًا محور الشر ضد إيران."


وذكر التقرير أنه "وفق الرواية الإيرانية، فقد بدأ نتنياهو الهجمات على المواقع النووية الإيرانية في 13 يونيو، بتنسيق مع ترامب وموافقة غروسي، حيث كان من المفترض، وفقًا للمادة 56 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت النووية، أن تحمي الولايات المتحدة وغروسي هذه المبادئ."


وزعم التقرير أن "غروسي" عميل لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA"، مستشهدًا بدعم مايك بومبيو، مدير الاستخبارات السابق ووزير الخارجية في إدارة ترامب الأولى، لغروسي في مواجهة منافسه الروماني كورنيل فيروتا على رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية."


لافتًا إلى أن "المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس حاول إظهار خدمته لإسرائيل من خلال الإشادة بالهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، معتبرًا أن ميرتس لا يستطيع تبييض جرائم الحرب الألمانية بإشادة بممارسات تُصنَّف كجرائم حرب دولية، مشيرًا إلى مسؤولية ألمانيا عن اندلاع الحرب العالمية الثانية ومقتل نحو 40–50 مليون إنسان، من بينهم ملايين اليهود."


وحذَّر التقرير من أن "هذه الضربات ستُسجَّل في التاريخ كجريمة حرب نووية، وأن العواقب البيئية لما جرى لا تزال مجهولة، خاصةً أن إيران كانت تخضع لأكثر عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ استأثرت وحدها بنحو 25% من عمليات التفتيش العالمية، بينما تمتلك إسرائيل نحو 90 رأسًا نوويًا، وترفض الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي."


هل يمكن لإيران وإسرائيل والولايات المتحدة أن تدّعي جميعها الآن أنها انتصرت؟


قال تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن "هناك فرصة لاستمرار وقف إطلاق النار بين إيران وأمريكا وإسرائيل، مع امتلاك كل طرف روايته الخاصة بالنصر."


وأضاف التحليل أن "كل طرف خرج بسردية 'نصر'. فالولايات المتحدة يمكنها القول إنها أعاقت البرنامج النووي الإيراني، وإسرائيل تقول إنها أضعفت خصمها الإقليمي، وإيران تقول إنها أظهرت قدرتها على الرد وتفادت التصعيد."


معتبرًا أن "إيران سعت لحفظ ماء وجهها دون الانجرار إلى حرب شاملة، وردّت بهجوم محدود على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، حرصت خلاله على تجنب سقوط ضحايا أمريكيين، بعد إرسال تحذيرات مبكرة عبر وسطاء."


وأوضح التحليل أنه "رغم الطابع الدعائي الإيراني للهجوم، فقد كان هدف القيادة في طهران إرسال رسالة ردع دون فتح جبهة مفتوحة، مع الأمل بأن يؤدي ذلك إلى تهدئة أمريكية وضغط على إسرائيل لوقف هجماتها."


مشيرًا إلى أنه "رغم الاصطفاف الشعبي داخل إيران ضد ما اعتُبر 'عدوانًا خارجيًا'، فإن الضغط الاقتصادي والنزوح الداخلي بدأ يظهر أثره، مع تزايد الدعوات داخل إيران، وحتى من مقربين من الحرس الثوري، لتجنب الانخراط في حرب متعددة الجبهات."


وذكر التحليل أنه "رغم أن الضربة الإيرانية المحدودة على القوات الأمريكية كانت محسوبة لتجنب التصعيد، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة انتهاء الأعمال العدائية. فمستقبل الملف النووي الإيراني يظل غامضًا، إذ لا تزال الشكوك قائمة حول ما إذا كانت إيران تحتفظ بقدرة تخصيب فاعلة، وهل ستلجأ إلى أعمال عدائية سرية، أم ستتجه للتفاوض لرفع العقوبات القاسية المفروضة عليها."


لافتًا إلى أن "وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يخوض حملة دبلوماسية مكثفة. وقد صرّح بعد الضربة الإيرانية في قطر بأن الحرب ضد بلاده 'فشلت في تحقيق أهدافها بتجريد إيران من قدراتها، أو أي هدف آخر كانوا يسعون إليه'."


الشرق الأوسط على عتبة تحوّل جديد بعد تحييد إيران


قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن "أي احتفال لإسرائيل الآن سيكون سابقًا لأوانه، كما كان الحال بعد عام 1967، حيث أخفقت إسرائيل في ترجمة انتصارها العسكري المذهل إلى تسوية سياسية في جبهتها الأهم، القضية الفلسطينية، وتحوّل النصر إلى مصدر دائم للصراع الداخلي والخارجي."


وأضاف التحليل أن "إزالة التهديد الإيراني، رغم أنه إنجاز استراتيجي، قد يزرع بذور صراع طويل الأمد."


وأشار إلى أن "الشرق الأوسط يشهد تحوّلًا جذريًا، وهناك تحوّل أعمق وأكثر جوهرية قيد التشكّل، يتمثل في اقتراب نهاية النظام الإقليمي الذي تأسّس بعد الحربين العالميتين."


واعتبر التحليل أن "التغيرات التي طرأت منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 لا تقل أهمية عن تلك التي شهدها عام 1967. فإذا كانت حرب الأيام الستة قد كرّست ديمومة إسرائيل، فإن ما حدث بحلول عام 2025 أزال آخر تهديد وجودي لها، وأصبحت قوة إقليمية لا ينازعها أحد."


ويرى التحليل أن "رغم أن النهاية لم تلوح بعد، إلا أن المؤشرات واضحة على أن إيران لن تستعيد مكانتها كقوة إقليمية مهيمنة. فقد استندت الاستراتيجية العسكرية الإيرانية إلى ثلاثة أعمدة: شبكة من الوكلاء الإقليميين، وترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، والبرنامج النووي. وقد تم تحييد شبكة الوكلاء، أما الحملة الجوية الإسرائيلية فقد قضت على جزء كبير من الترسانة الباليستية الإيرانية، ولم يبقَ سوى البرنامج النووي."


ولفت إلى أنه "بانضمام الولايات المتحدة رسميًا إلى الحملة، ستضطر إيران إلى التخلّي عن طموحاتها النووية للوصول إلى اتفاق ينقذ ماء وجه النظام، وربما يضمن بقاءه."


وأوضح التحليل أن "إزالة التهديد الإيراني تتيح فرصة نادرة لإعادة ترتيب النظام الإقليمي، وربما إحياء مبادرة السلام العربية التي تربط التطبيع بحل القضية الفلسطينية. لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بدعم من الولايات المتحدة، لا تبدو مستعدة لتقديم تنازلات."


وأضاف أن "تجاهل هذه الفرصة قد يؤدي إلى استمرار عدم الاستقرار"، محذرًا من "الفراغ الذي قد ينتج عن إسقاط النظام الإيراني دون خطة بديلة، كما حصل في العراق."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا