حصاد الأسبوع (28 يونيو - 4 يوليو)

في ظل تصاعد التوترات العسكرية والانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات الأساسية، شهد الأسبوع الأخير من يونيو وحتى مطلع يوليو 2025 سلسلة من التحركات السياسية والدبلوماسية في اليمن بهدف استعادة مسار الاستقرار، وإنعاش القطاعات الحيوية، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، واستمرار غياب أي نتائج عملية حتى الآن.

أولا – المحور السياسي

برز على رأس التحركات السياسية، اللقاء الرسمي الذي جمع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في العاصمة السعودية الرياض. وناقش اللقاء تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن، وشدد الزبيدي على أهمية الدور الخليجي في دعم جهود السلام والاستقرار. من جانبه، أعلن البديوي عن نية المجلس عقد مؤتمر دولي للأمن الغذائي في اليمن خلال الفترة المقبلة.

ولاحقا، نشرت الصفحة الرسمية لمجلس التعاون الخليجي، بصورة غير معتادة كثيرا، روبرتاج قصير لزيارة الزبيدي إلى مقر المجلس في الرياض.

وفي حين ركّز بعض المتابعين اليمنيين على البروتوكالات التي صاحبت زيارة الزبيدي، الذي يطالب باستقلال جنوب اليمن، وظهوره وهو يصافح البديوي بجوار العلم اليمني في مدخل الاستقبال بمقر المجلس، أشار آخرون إلى غياب العلم في الجلسة الرسمية التي عقدت بين الطرفين. 

وفي تعليق أثار كثيرا من الجدل ولقي استحسانا جنوبيا، كتب الأكاديمي السياسي الإماراتي البارز، عبد الخالق عبد الله على صفحته على إكس: "أهلا بالجنوب العربي في مجلس التعاون الخليجي". 

من ناحيته قال القيادي الجنوبي البارز أحمد عمر بن فريد، أنّ "الوقت قد حان كي تنظر دول مجلس التعاون الخليجي إلى قضية الجنوب بما يليق بها، وبما يتناسب مع جوهرها من حيث هي كقضية دولة عربية مستقلة.."

وفي سياق متصل، أجرى الزبيدي سلسلة من اللقاءات مع عدد من السفراء الأجانب، من بينهم القائم بأعمال السفير الأمريكي، حيث جرى التباحث بشأن التصعيد العسكري في مناطق التماس، وسبل التصدي للتهديد الحوثي. وأكد الزبيدي خلال اللقاء أن السلام لن يتحقق ما لم يُرفع هذا التهديد، مشيرًا إلى أن معالجة القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها قضية الجنوب، شرط أساسي لتحقيق أي تسوية. 

من جانبها، أوضحت السفارة الأمريكية أن اللقاء ناقش ملفات الأمن والسلام الإقليمي، ومواجهة التهديدات الحوثية.

وفي لقاء منفصل مع السفيرة الفرنسية، ناقش الزبيدي تداعيات توقف صادرات الطاقة وتدهور الأوضاع المعيشية، مؤكدًا على ضرورة تنشيط قطاع الطاقة وحماية موانئ التصدير من الهجمات. وجدد رفضه لأي مفاوضات مع الحوثيين، واصفًا إياهم بتهديد للأمن الإقليمي والدولي، كما دعا إلى توسيع الدعم الفرنسي ليشمل مجالات الطاقة، والتعليم، والصحة، وتمكين المرأة والشباب.

وخلال لقائه بالسفير الأسترالي، أبدى الزبيدي رفضه لأي تسوية مع جماعة مصنفة إرهابية، في إشارة إلى الحوثيين، فيما عبّر السفير عن استعداد بلاده لدعم مشاريع الكهرباء في اليمن.

وفي إطار المشهد البرلماني، عقدت هيئة رئاسة مجلس النواب المنتهية ولايته اجتماعًا في العاصمة عدن لمناقشة الترتيبات الخاصة باستئناف جلساته، كما أقرت خطة عمل المرحلة المقبلة، وشكّلت لجانًا للنزول الميداني إلى المحافظات لتقييم الأداء المحلي ومراجعة الموارد العامة والمؤسسات الإيرادية، بحسب وثائق رسمية.

وكانت أول ردة فعل على تحركات البرلمان اليمني المنتهية ولايته، إعلان فروع المجلس الانتقالي الجنوبي في لحج وأبين وشبوة وحضرموت وسقطرى والضالع رفضها القاطع لأي نزول لهذه اللجان إلى هذه المحافظات، مشددة على رفض أي وصاية على الجنوب، وداعية البرلمان اليمني إلى تركيز جهوده على مواجهة الحوثيين في الشمال.

في السياق ذاته، عقد مجلس الوزراء اليمني اجتماعًا أقر خلاله عقد جلسة استثنائية لمناقشة أزمة الكهرباء واحتياجات الوقود، ووافق على إنشاء مركز معلومات لربط إدارات مكافحة المخدرات، كما أدان مقتل الشيخ صالح حنتوس وحفيده على يد الحوثيين في ريمة.

من جهة أخرى، عاد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح ليصدر بيانًا يدعم فيه مجلس القيادة الرئاسي، بعد أيام من اتهامه رئيس المجلس رشاد العليمي بالإقصاء والانفراد بالقرار. البيان شدد على وحدة الهدف في استعادة الدولة وهزيمة الحوثيين.

وردًا على هذه التطورات، صرّح العليمي خلال لقائه بقيادة مجلس النواب بأن الخلافات داخل المجلس تُدار بالحكمة والواقعية، وأن الخطر الحقيقي يكمن في تجاهل مطالب المواطنين، وليس في الخلافات بحد ذاتها. وأكد أن هيئة التشاور لا تُعد بديلًا للبرلمان، مشيرًا إلى أزمة تمويلية غير مسبوقة تمر بها البلاد.

كما عقد العليمي اجتماعًا عبر تقنية الفيديو مع قيادات "التكتل الوطني للأحزاب"، بقيادة حزب الإصلاح، دعا خلاله إلى دور حزبي فاعل في مواجهة الإرهاب، محذرًا من خطر "تخادم" بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، على خلفية الكشف عن شبكة يقودها أمجد خالد.

على صعيد الجهود الدولية، ناقش المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال زيارته إلى عدن قادمًا من سلطنة عمان، فرص استئناف العملية السياسية، معربًا عن تطلعه لإجراء محادثات جادة مع مختلف الأطراف. واعتبر أن التوترات الإقليمية تعقّد جهود السلام، مشددًا على أهمية إيجاد حلول اقتصادية مستدامة. كما شجّع غروندبرغ الحكومة اليمنية إلى "تشكيل وفد تفاوضي مشترك وشامل استعدادا للمفاوضات المستقبلية".

كما رحّب بالتقدم المحرز مؤخرا في فتح طريق الضالع (بين صنعاء وعدن)، مؤكدا أن فتح المزيد من الطرق أمر بالغ الأهمية لتسهيل حركة التجارة وتنقّل الأفراد في مختلف مناطق اليمن.

وقالت تقارير إعلامية أنّ غروندبرغ غادر عدن دون أن يلتقي رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي الذي يتواجد حاليا في عدن دون ذكر اسباب واضحة.

ثانيا – المحور الاقتصادي

على المستوى الحكومي، وجّه رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، بإعداد خطة عاجلة لإعادة تشغيل مصافي عدن، مشددًا على محاسبة المتسببين في توقفها، سواء نتيجة الفساد أو التقصير. وأكد أن تشغيل المصافي ضرورة استراتيجية لتلبية احتياجات السوق ودعم الاقتصاد الوطني. وأعلنت قيادة المصافي قرب استكمال وحدة تكرير الديزل والمازوت بطاقة إنتاجية تصل إلى 6 آلاف برميل يوميًا. ولم يتحقق مركز سوث24 من مدى صحة المزاعم الحكومية بهذا الشأن، إذ يلقى بالتهم على الحكومة نفسها في تعطيل عمل المصفاة. 

في المقابل، شهدت مدينة عدن مظاهرة نسوية يوم السبت تطالب بتحسين الخدمات ومواجهة التدهور المعيشي. وتأتي هذه التظاهرة وسط استمرار انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة. كما نظمت تعز مظاهرات مماثلة ووقفات احتجاجية للمعلمين للمطالبة بصرف الرواتب المتوقفة.

وفي شبوة، وصلت يوم الإثنين أبراج نقل الطاقة الشمسية المقدمة من الإمارات إلى محطة كهرباء شبوة العامة، في تأكيد لما نشره "سوث24" في تقريره بتاريخ 24 يونيو 2025.

ثالثا – المحور الإنساني

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يوم السبت، من خطر انزلاق اليمن نحو كارثة إنسانية أكثر حدة. وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، يوم الإثنين، أن النظام الصحي في البلاد أصبح مدمّرًا، ما يُقيّد فرص الوصول إلى الرعاية الطبية، وسط ارتفاع حاد في حالات الإسهال وتدهور خدمات الدعم الصحي.

وعلى المستوى الميداني، أعلنت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، يوم الإثنين، فتح طريق "حيس - الجراحي"، داعية الحوثيين إلى اتخاذ خطوة مماثلة من جهتهم. كما أعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة أبين، يوم الثلاثاء، موافقتها رسميًا على فتح طريق "ثرة – البيضاء" لدواعٍ إنسانية.

وفي سياق آخر، كشفت وكالة الأنباء الحكومية"سبأ" يوم الإثنين، عن تقرير حقوقي يوثّق مقتل 1,456 امرأة وإصابة 2,379 أخريات على يد جماعة الحوثي منذ عام 2021، بالإضافة إلى تسجيل 447 حالة اختطاف وتعذيب بحق النساء. التقرير، الذي استند إلى بيانات "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات"، أشار إلى نمط ممنهج من الانتهاكات الجسيمة، ودعا إلى فتح تحقيق دولي شفاف ومستقل في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية المختصة.

رابعا – المحور الأمني والعسكري

اعترفت الحكومة اليمنية، يوم السبت، بتورط القائد السابق للواء النقل، أمجد خالد، في قيادة خلية إرهابية مرتبطة بجماعة الحوثي والتنظيمات المتطرفة، وذلك خلال اجتماع اللجنة الأمنية العليا برئاسة رشاد العليمي. وأوضحت اللجنة أن الخلية مسؤولة عن سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات، أبرزها اغتيال المسؤول الأممي مؤيد حميدي، وتفجير موكب محافظ عدن، إلى جانب محاولات خطف واغتيال استهدفت قيادات أمنية ودينية في عدد من المحافظات.

وأكدت التحقيقات أن الخلية تتخذ من مديرية الشميتين بمحافظة تعز قاعدة لعملياتها، حيث تلقت دعمًا مباشرًا من قيادات حوثية، وتبادلت معها معلومات استخباراتية في إطار خطة إقليمية أوسع مدعومة من إيران. وأعلنت اللجنة الأمنية العليا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الحازمة بحق المتورطين، تشمل التنسيق مع دول شقيقة ومنظمة الإنتربول، محذّرة من التستر أو التواطؤ مع العناصر الإرهابية.

من جانبها، اعتبرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أن ما تم كشفه بشأن القيادي أمجد خالد يُثبت صوابية النهج الأمني الذي تتبناه القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، ويؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه هذه القوات في ترسيخ الاستقرار بالجنوب.

وفي السياق ذاته، سجلت القوات الأمنية الجنوبية خلال شهر يونيو 2025 تصعيدًا ملحوظًا في جهودها لمكافحة تهريب المخدرات. وأسفرت الحملات عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، شملت أكثر من 646 ألف حبة "بريجابالين" في عدن، ونصف طن من الحشيش على متن قارب قبالة سواحل باب المندب، إلى جانب تفكيك شبكات محلية وإقليمية متورطة في تجارة المخدرات. واعتبرت السلطات أن تهريب المخدرات يُشكل تهديدًا جسيمًا للأمن القومي والصحة العامة، مشددة على أهمية دور المجتمع في دعم هذه الجهود، وتعزيز منظومة الرقابة الأمنية.

وفي محافظة حضرموت، أعلن وكيل أول المحافظة، عمرو بن حبريش، عن تشكيل "اللواء الأول حماية حضرموت"، في خطوة قوبلت بتحذيرات رسمية من مغبة تشكيل كيانات عسكرية خارج الأطر القانونية للدولة. وردًا على ذلك، أصدر فرع المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت بيانًا يوم الأربعاء، حذر فيه من إنشاء معسكرات لا تخضع لسلطة الدولة، واعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لاستقرار المحافظة والمنطقة.

المصدر: مركز سوث24 للأخبار والدراسات

خامسا – التصعيد الحوثي - الإسرائيلي

في تصعيد جديد، أعلنت جماعة الحوثي يوم السبت، عبر متحدثها العسكري يحيى سريع، إطلاق صاروخ باليستي من طراز "ذو الفقار" باتجاه مدينة بئر السبع في إسرائيل، مشيرًا إلى تنفيذ عدة عمليات استهداف خلال الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة.

وتزامن الإعلان مع تأكيد الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، فيما وجّه السفير الأمريكي في إسرائيل تحذيرًا شديد اللهجة، ملمّحًا إلى احتمال استخدام قاذفات "B-2" الأمريكية ضد مواقع حوثية في اليمن ردًا على هذا التصعيد.

وفي خطوة إضافية، أعلنت الجماعة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ "فرط صوتي"، وقالت إن العملية أدت إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية، وفقًا لمزاعمها. وعلّق القيادي الحوثي نصر الدين عامر بأن أي رد عسكري "سيفشل كما فشلت الجولات السابقة".

كما جدّد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، التزامه بمواصلة استهداف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب، مشيرًا إلى تنفيذ عشر عمليات استهداف ضد أهداف إسرائيلية خلال أسبوع، باستخدام صواريخ ومسيرات. وأعرب عن أمله في نجاح مفاوضات غزة، مؤكدًا أن التهديدات الإسرائيلية لن تثني جماعته عن موقفها.

سياسيًا، صعّدت الجماعة من خطابها الخارجي، إذ طالبت وزارة خارجيتها، يوم الأربعاء، بمنحها مقعد اليمن في الأمم المتحدة والمشاركة في جلسات الإحاطة التي يعقدها المبعوث الأممي، معتبرة أن أي حل سياسي ينبغي أن يكون خاليًا من "الإملاءات الخارجية". كما اتهمت واشنطن بممارسة ضغوط على السعودية لعرقلة توقيع خارطة الطريق.

وفي سياق آخر، أقرت الجماعة الحوثية بمقتل الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة، مبرّرة الحادثة بما وصفته بـ "التحريض"، وهي الواقعة التي أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الحكومية والمجتمعية. كما أفادت مصادر محلية بقيام الجماعة، يوم الخميس، باعتقال مدير دار القرآن في منطقة اليهاري بمحافظة إب، محمد عقلان.

بواسطة: مركز سوث24 (المصدر: إعلام حوثي - إعلام إسرائيلي)

لقراءة مزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:
One Killed, 22 Injured in Houthi-Linked Drone Strike on Fuel Station in Taiz
UN Envoy Concludes Aden Visit, Discusses Oil Export Resumption and Formation of Comprehensive Negotiation Delegation
Al-Zubaidi Calls for International Support to Secure South Yemen's Oil Ports
Yemeni Government Pursues Amjad Khaled After Years of Southern Appeals
Southern Forces intensify anti-drug campaign in June: Massive consignments seized