Thecipherbrief
12-07-2025 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
يُقدم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة احترافية منتقاة لملخصات عدد من التقارير والتحليلات الدولية التي نُشرت مؤخرًا في أبرز الصحف والمنصات العالمية، والتي تناولت تطورات المشهد السياسي والأمني على المستويات العالمي والإقليمي واليمني.
سلطت التحليلات الضوء على احتمالية استخدام أمريكا لقاذفات "بي-2" على اليمن بعد التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهداف السفن التجارية. كما تطرقت لضرورة تقييم إسرائيل لبنيتها الأمنية بعد حربها مع إيران ومع قصفها للحوثيين في اليمن. وتحدثت أيضًا عن كيف أصبحت الرؤى الغربية الثابتة حول "الشرق الأوسط الجديد" مجرد أوهام لا تواكب واقعه المتغير. كما رصدت قائمة أخطر البلدان في العالم لعام 2025، والتي تصدرتها اليمن.
التفاصيل..
لماذا أصبحت الرؤى الغربية لشرق أوسط جديد بلا قيمة؟
قال تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" إن "القادة الغربيين تبنوا مصطلح الشرق الأوسط الجديد وكأنه حقيقة راسخة، لكنه في الواقع مجرد وهم؛ فالشرق الأوسط ربما يكون المنطقة الوحيدة في العالم التي تعيد إنتاج نفسها كل عقد من الزمان."
وأضاف التحليل أن "منذ انهيار الدولة العثمانية وتقسيم الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الغربية، يتكرر نفس الوعد بعد كل حرب، بأنه ستشرق حقبة جديدة، وسيزدهر الشرق الأوسط. ولكن في كل مرة، لا تترك الحروب سوى بذور الصراع القادم."
مشيرًا إلى أن "مع نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، عادت الادعاءات للظهور من جديد بأن هذا الصراع قد يمهد الطريق لـشرق أوسط جديد."
وأوضح التحليل أن "الرؤية الإسرائيلية المتكررة لـشرق أوسط جديد ليست فقط غير واقعية، بل تقوم على مطالب لا تستطيع أي دولة عربية قبولها. وحتى عندما تقترب بعض الدول من تقديم تنازلات واسعة، فإن إسرائيل تطلب المزيد دائمًا. حيث تدرك إسرائيل جيدًا الإمكانات الكامنة في الدول العربية، على عكس الأنظمة العربية التي غالبًا ما تعجز عن إدراك أو استثمار ما تمتلكه من قدرات."
معتبرًا أن "الصراع الأخير أظهر هشاشة الدول العربية عسكريًا وسياسيًا، واعتمادها المفرط على إسرائيل والولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها، ما يبرز غياب دورها المستقل. كما كشف عن تهديدين كبيرين يواجهان الدول العربية:
•إيران: تسعى لاستعادة نفوذها في العراق ولبنان وسوريا، بتقديم نفسها كقوة مقاومة لإسرائيل وأمريكا.
•إسرائيل: تسير نحو سياسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة والضفة، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الدول العربية."
ورأى التحليل أن "مستقبل الشرق الأوسط يبقى مرهونًا بموقف الدول العربية. وينبغي على العرب أن يعيدوا النظر في النهجين اللذين هيمنَا على سياستهم لعقود: العلمانية الموالية للغرب، والإسلامية السياسية. فبينما تصارعت هاتان الرؤيتان، تُركت الشعوب العربية مكشوفة، ومجردة من الحماية."
وخلُص التحليل إلى أن "آن الأوان لأن تسعى الدول العربية إلى رؤية حقيقية لـشرق أوسط جديد، برؤية تخدم المصالح العربية أولًا، ويكون العرب هم من يصيغونها بأنفسهم."
اليمن أخطر دولة في العالم لعام 2025
صنّف تقرير مؤشر السلام العالمي (GPI) الذي نشرته منصة (World Population Review) اليمن كأخطر دولة في العالم لعام 2025.
وقال التقرير إن "اليمن لا تزال، بحسب الأمم المتحدة، تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أدت الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات إلى تهجير 4.3 مليون شخص، وتهديد 14 مليونًا بالمجاعة والأوبئة."
مشيرًا إلى أن "نحو 80% من السكان (24 مليون شخص) بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية."
وأوضح التقرير أن "وفقًا لمؤشر 2024، فقد تدهورت مستويات السلام في اليمن بسبب الاضطرابات السياسية والمظاهرات العنيفة وتداعيات الحرب في غزة. كما تصاعدت الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيّرة أواخر 2023، مهددة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى ردود عسكرية زادت التوتر في المنطقة."
وذكر التقرير الدول التي صُنفت كأخطر دول العالم لعام 2025 بعد اليمن، وهي كالآتي:
2- السودان: صراع دموي بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين.
3- جنوب السودان: نزاعات داخلية مزمنة، وأزمة إنسانية متواصلة دون تحسّن يُذكر في مؤشرات السلام.
4- أفغانستان: رغم تراجع عدد القتلى، ما زالت تعاني من التدهور الأمني وزيادة حجم القوات العسكرية.
5- أوكرانيا: الغزو الروسي أدى إلى دمار واسع ونزوح 30% من السكان، مع تداعيات عالمية على الغذاء والطاقة.
6- الكونغو الديمقراطية: انتشار للجماعات المسلحة وجرائم عنف واسعة النطاق، وسط أزمات إنسانية وكوارث طبيعية.
7- روسيا: تدهور بسبب حرب أوكرانيا، الخسائر البشرية، العقوبات الاقتصادية، وقمع داخلي.
8- سوريا: استمرار الحرب الأهلية منذ 2011، انهيار أمني واسع، ونزوح ملايين داخليًا وخارجيًا.
9- إسرائيل: تدهور حاد بسبب هجمات 7 أكتوبر وحربها على غزة، مع تراجع حاد في مؤشرات الأمن الداخلي.
10- مالي: تصاعد العنف المسلح والانفلات الأمني، مع ملايين المحتاجين للمساعدات الإنسانية.
لافتًا إلى أن "دولًا أخرى صُنّفت ذات 'سلام منخفض جدًا' كالصومال، كوريا الشمالية، العراق، إفريقيا الوسطى، بوركينا فاسو، ميانمار، نيجيريا، حيث تشهد هذه الدول أوضاعًا سياسية وأمنية منهارة، وقد سجل بعضها تحسنًا طفيفًا مقارنة بالتقارير السابقة."
التصعيد في البحر الأحمر يزيد احتمالية استخدام أمريكا قاذفات بي-2 ضد الحوثيين
قال تقرير نشرته صحيفة ذا إيكونوميك تايمز إنه "بعد التصعيد في الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، يبدو أن إسرائيل، وربما الولايات المتحدة أيضًا، تستعدان لردود فعل عسكرية أكثر قسوة."
وأضاف التقرير أن "حدة التوترات في البحر الأحمر تتزايد إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تغيّر المشهد بشكل جذري بعد أن استهدفت إسرائيل سفينة 'جالاكسي ليدر' في ضربات مؤخرًا، ما أعاد الحديث عن احتمال استخدام القاذفات الشبحية الأمريكية 'B-2' إلى الواجهة."
وأشار إلى أن "الدعوات داخل الولايات المتحدة لشن ضربات جوية باستخدام قاذفات 'B-2' تزايدت عقب قصف سفينة 'جالاكسي ليدر'. ومع التنسيق الجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باتت احتمالات توسع النزاع إلى ما هو أبعد من غزة أقرب من أي وقت مضى، مع احتمال انخراط الجيش الأمريكي بشكل مباشر في الصراع."
واعتبر التقرير أن "المخاوف من حملة حوثية جديدة ضد الملاحة تصاعدت، وهو ما قد يجذب القوات الأمريكية والغربية مجددًا إلى المنطقة، حيث اقترح السفير الأمريكي مايك هاكابي أن تقصف قاذفات الشبح 'بي-2' مواقع تابعة للحوثيين في اليمن ردًا على هجماتهم ضد إسرائيل".
مع استهدافها للحوثيين في اليمن.. على إسرائيل أن تُقيّم بنيتها الأمنية بعد حربها مع إيران
قال تحليل نشرته مجلة ذا إنديان إكسبرس إن "الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن تُظهر التزامًا واضحًا من تل أبيب بإضعاف القدرات العملياتية لأي خصم تعتبره تهديدًا أمنيًا جوهريًا."
وأضاف التحليل أن "بينما تبقى معظم الجماعات المدعومة من إيران في وضع المراقبة، يبدو أن الحوثيين عازمون على تعزيز مكانتهم كقوة تهديد لا يمكن لإسرائيل تجاهلها."
وأشار إلى أن "لطالما اتسمت المنافسة بين إسرائيل وإيران بحروب الوكالة والعداء الخطابي، فيما ظلّ خيار المواجهة العسكرية المباشرة أمرًا نظريًا إلى حد بعيد. لكن التصعيد الأخير بين القوتين الإقليميتين غيّر هذا الواقع بشكل جذري."
ويرى التحليل أن "رغم أن إيران تكبدت خسائر ملموسة خلال صراع يونيو، واجهت إسرائيل بدورها تحديات أمنية كبيرة. فعلى الرغم من استخدامها أنظمة دفاعية متطورة، إلا أن هذه الشبكة الدفاعية لم تثبت كفاءتها الكاملة أمام الهجوم الصاروخي المكثف الذي نفذته إيران."
ولفت إلى أن "التعرض المستمر لمثل هذه الهجمات يُعد خطرًا استراتيجيًا لا يمكن تحمّله على المدى الطويل، في ظل محدودية الموارد الدفاعية وارتفاع الكلفة المالية المترتبة على الردود العسكرية المتواصلة."
وأوضح التحليل أن "الاعتماد الإسرائيلي المستمر على الضمانات الأمنية الأمريكية يثير تساؤلات جوهرية، خاصة في ظل عدم رغبة إدارة ترامب في الانخراط في نزاعات عسكرية طويلة في الشرق الأوسط. ويشكل هذا الواقع معضلة استراتيجية لإسرائيل، وهو ما يستدعي مراجعة عميقة في التخطيط الأمني المستقبلي."
واعتبر التحليل أن "بينما تواصل إسرائيل استهداف الحوثيين في اليمن، لا بد من إعادة النظر في بنيتها الأمنية بعد الصراع مع إيران. ومع التاريخ الطويل لإسرائيل في التكيّف الاستراتيجي عقب النزاعات، من المرجح أن تُجري تقييمًا شاملًا لنقاط الضعف العملياتية والاستراتيجية التي انكشفت خلال المواجهة الأخيرة."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات