الصورة: الموقع الرسمي لمحافظة مأرب
آخر تحديث في: 06-06-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
|
حصاد الأسبوع (31 مايو – 6 يونيو)
شهدت العاصمة عدن هذا الأسبوع عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، في ظل ظروف استثنائية وصفها الأخير بأنها "صعبة"، مؤكداً إدراكه لحجم التحديات الراهنة، ومشدداً على ضرورة تلبية الاحتياجات العاجلة للمواطنين.
وفي أول اجتماع حكومي له، ترأس بن بريك جلسة لمناقشة أزمة الكهرباء، موجهاً بسرعة توفير مخزون استراتيجي من المشتقات النفطية، وتكليف وزارتي الكهرباء والنفط بتقديم حلول عاجلة وغير تقليدية.
وفي اليوم التالي، أعلن رئيس الوزراء خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء حالة انعقاد دائم لمتابعة الملفات الاقتصادية والخدمية، ووجّه بإعداد خطط طارئة تستجيب لأولويات المرحلة خلال 100 يوم.
وشارك رئيس المجلس الرئاسي في جانب من الاجتماع، مؤكداً أن "الشعب الصابر يستحق حكومة أفعال لا أقوال"، وشدد على أهمية عدن كمرتكز للتعافي المؤسسي، داعياً إلى تفعيل الرقابة ومكافحة الفساد، وتشكيل اللجنة العليا للمناقصات، وإنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، وتمكين المرأة. وجدد تمسك المجلس بالمرجعيات الثلاث، وعلى رأسها القرار الأممي 2216.
وفي لقاء مرئي مع مجموعة شركاء اليمن، دعا بن بريك الدول المانحة إلى تقديم دعم عاجل للحكومة لمواجهة الفجوة التمويلية وتحقيق الاستقرار.
إقليمياً، جدّد مجلس التعاون الخليجي دعمه للمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، وأشاد بجهود السعودية وسلطنة عمان، مطالباً الحوثيين بالانخراط في عملية سلام جادة، ووقف تهريب السلاح والتدخلات الأجنبية.
كما نظم محافظ عدن أحمد لملس اجتماعاً مع الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، شدد خلاله على أهمية تنسيق الخطاب الإعلامي، واعتبر أن الحملات الإعلامية ضد الجنوب جزء من "حرب ممنهجة" تستهدف الخدمات، داعياً إلى الالتزام بالموضوعية.
وشهدت عدن وتعز تظاهرات نسائية تطالب بتحسين خدمات الكهرباء والتعليم والصحة.
التصعيد الحوثي – الإسرائيلي والتوترات الإقليمية
شهد هذا الأسبوع استمرار التصعيد العسكري لجماعة الحوثي تجاه إسرائيل، حيث أعلنت الجماعة تنفيذ سلسلة جديدة من الهجمات في إطار حملتها العسكرية المتواصلة منذ اندلاع الحرب على غزة. وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن هذه العمليات ستستمر حتى إنهاء الحرب ورفع الحصار عن القطاع. وبلغت الصواريخ البالستية التي أطلقتها مليشيا الحوثيين باتجاه إسرائيل هذا الأسبوع 4 صواريخ من نوع "فلسطين2" و 4 طائرات مسيّرة. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضها جميعا.
في المقابل، تصاعد الضغط الدولي على الجماعة بسبب استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، محذرًا من أن هذا التصرف يُعيق جهود السلام في اليمن. كما أصدرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بيانًا مشتركًا، يوم الأربعاء، طالبت فيه بالإفراج الفوري وغير المشروط عن 28 موظفًا محتجزين، بعضهم منذ عام 2021، ووصفت استمرار احتجازهم بأنه غير مبرر ويهدد حياتهم ويقوّض العمل الإنساني.
من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي استمرار الاحتجاز، مؤكدًا دعمه الكامل لموقف الأمم المتحدة، ومشيرًا إلى أن الأمر يعرقل إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية لملايين اليمنيين، خصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى.
وفي تحذير أمريكي واضح، أعلنت السفارة الأمريكية في اليمن أن أي سفينة تنقل وقودًا إلى الحوثيين بعد 4 أبريل 2025 ستتعرض للعقوبات والهجمات. وشددت على أن آلية التحقق الأممية (UNVIM) لا توفر إعفاءً من هذه العقوبات، مجددة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
أمنيًا، ناقش رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، مع السفير الصومالي لدى اليمن، تصاعد التهديدات العابرة للحدود المرتبطة بجماعة الحوثي، لا سيما ما يتعلق بتعاونها مع حركة الشباب الصومالية في تبادل السلاح والخبرات. وأكد العليمي أن أمن البحر الأحمر يبدأ من جنوبه، داعيًا إلى ترتيبات أمنية شاملة تشمل ضفتي مضيق باب المندب، وتنسيق إقليمي ودولي فعال لحماية الملاحة البحرية.
كما صرّح عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد قوات المقاومة الوطنية، العميد طارق محمد عبد الله صالح، بأن المعركة الحتمية مع الحوثيين باتت قريبة، مشيرًا إلى امتلاك قواته "مفاجآت نوعية" في الميدان ستُحدث تحولاً في مجريات المواجهة. وأعلن أن المقاومة الوطنية أتمّت تجهيز 10 آلاف جندي منذ مطلع العام، استعدادًا لتنفيذ مهام عسكرية واسعة النطاق.
وانتقد العميد طارق صالح ما وصفه بـ"ازدواجية" جماعة الحوثي، التي ترفع شعارات دعم غزة بينما "تمارس سياسة تمزيق اليمن وقتل شعبه"، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، أثار فرع شركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء جدلًا بعد رفضه تعويض المسافرين المتضررين من إلغاء الرحلات الجوية، عقب تحطم آخر طائرة تابعة للشركة. وألقى الفرع باللوم على إدارة الشركة في عدن، في مؤشر جديد على استمرار الانقسام المؤسسي بين الشمال والجنوب.
الوضع الأمني والعسكري: اشتباكات عنيفة في مأرب
شهد الأسبوع الماضي تطورات ميدانية وأمنية لافتة في عدد من المحافظات في اليمن، تركزت بين الاحتفالات العسكرية في الجنوب، وتصعيد أمني خطير في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً ومناطق الحوثيين في الشمال.
في العاصمة عدن، احتفلت القوات المسلحة الجنوبية يوم 29 مايو بتخريج الدفعة الثالثة من منتسبي الأكاديمية العسكرية، بحضور وزير الدفاع، وسط تأكيدات بدمج غالبية الخريجين الجنوبيين ضمن التشكيلات العسكرية. كما شهدت محافظتا شبوة وأبين تخريج دفعات جديدة ضمن خطة التدريب والتأهيل الجنوبي.
وفي محافظة مأرب، اندلعت يومي الثلاثاء والأربعاء (3 و4 يونيو) اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الموالية لحزب الإصلاح ومسلحين قبليين في مناطق *الضمين* و*الرقّة* ومديرية الوادي شرق المحافظة. وأكدت اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح أن المسلحين قطعوا الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت، وهاجموا النقاط الأمنية والعسكرية مستخدمين أسلحة متوسطة وثقيلة، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود.
وزعم بيان اللجنة أن الهجوم نفذه مسلحون بقيادة عبدالله بن سعيد بن جلال، بتوجيه من جماعة الحوثي، بهدف زعزعة الاستقرار في المناطق الحيوية الواقعة شرق البلاد. وأشارت إلى أن العناصر القبلية حاولت السيطرة على مواقع على الطريق العام، ونصب نقاط تفتيش تهدد المصالح العامة والسيادية.
وتشير تقارير محلية إلى أن الاشتباكات جاءت على خلفية نزاع بين القبائل والجيش الموالي للإصلاح حول شاحنات متجهة نحو مواقع تعدين للحديد في المنطقة، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر وتوسع نطاق المواجهات في ظل هشاشة الهدنة الوطنية.
وفي تطور أمني آخر، هدد المطلوب لأمن عدن والمحكوم عليه بالإعدام، القيادي العسكري السابق المقرب من حزب الإصلاح أمجد خالد، بنشر ما وصفه بـ "الغسيل" الذي يربطه بقيادات عليا بالحزب. وتحدث الرجل عن محاولات اغتيال تعرّض لها. وأمجد خالد متهم من قبل النيابة في عدن بالتخطيط والتنسيق والتنفيذ لعمليات "إرهابية" و "اغتيالات طالت قيادات أمنية وعسكرية جنوبية رفيعة بينهم محافظ عدن أحمد لملس واللواء ثابت جواس.
وفي ذمار، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شهد السجن المركزي يوم الإثنين عملية فرار جماعي لخمسة سجناء متهمين بالقتل، بعد أن تسلقوا جدار السجن خلال فعالية نُظمت في فناء المنشأة. وأثار الحادث مخاوف كبيرة بشأن ضعف إدارة السجون في مناطق سيطرة الجماعة، وسط غياب معلومات رسمية عن مصير الفارين أو الإجراءات المتخذة لضبطهم.
المحور الإنساني: دعوة عاجلة للأمم المتحدة من عدن
أطلقت 40 منظمة مجتمع مدني في عدن، من بينها مركز "سوث24" للأخبار والدراسات، نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى مجلس الأمن الدولي، حذرت فيه من التدهور الشامل في الخدمات وتفشي الأوبئة وتفاقم الوضع المعيشي. وطالبت بدعم طارئ لقطاعات الخدمات والصحة، وتشكيل لجنة تقصي حقائق أممية، منتقدة صمت المجتمع الدولي.
في السياق ذاته، أطلق المجلس الانتقالي حملة توزيع محاليل وريدية لمكافحة الحميات في الجنوب، بتوجيه من عيدروس الزبيدي.
وفي ملف منفصل أدان المجلس الانتقالي الجنوبي "مجزرة" الحوثيين في منطقة القرين شمال مديرية المسيمير بمحافظة لحج، واصفاً إياها بجريمة بحق النساء والأطفال في الجنوب.
بالمقابل، شهد الملف الإنساني تطورًا إيجابيًا مع إعلان جماعة الحوثي إعادة فتح الطريق الرابط بين صنعاء وعدن بعد أيام من إعلان القوات الجنوبية فتح الطريق من جهته لدواعي إنسانية. وبحسب القوات الجنوبية تم تسليم نقاط التفتيش على الخط الرابط بين الجنوب والشمال لقوات الحزام الأمني. وأكد العميد أحمد القبة أن الخطوة جاءت بتوجيه من الزبيدي، لتسهيل تنقل المواطنين والبضائع. ورحب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالخطوة، معتبرًا إياها مؤشرًا على تقدم ممكن عبر الحوار، ودعا لفتح طرق إضافية.
كما أعلنت جماعة الحوثي استعدادها لإعادة فتح طريق "الراهدة – الشريجة" الرابط بين تعز وعدن.
في ملف حقوق الإنسان، وثّقت شبكة الحقوق اليمنية ارتكاب الحوثيين أكثر من 15 ألف انتهاك في محافظة ذمار منذ 2018، شملت اعتقالات وانتهاكات بحق النساء والأطفال.
وكشفت لجنة حماية الصحفيين عن اختطاف أربعة صحفيين في الحديدة خلال مايو الماضي، مطالبة بالإفراج عنهم، ومنتقدة استخدام السلطة القضائية كأداة قمعية.
وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بتعرض 1893 مختطفًا للتعذيب في سجون الحوثيين، من بينهم نساء وأطفال.
من جهة أخرى، أدان مؤتمر حضرموت الجامع ملاحقة أربعة صحفيين في حضرموت، معتبراً ذلك انتهاكًا لحرية الصحافة.
واختتم الأسبوع بحادث مأساوي في ساحل جولد مور بعدن، حيث توفي أربعة أشخاص غرقًا نتيجة التيارات البحرية. وأصدرت السلطات تحذيرات من السباحة في خليج عدن والبحر العربي والبحر الأحمر خلال الأشهر المقبلة.
لقراءة مزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:
Clashes Erupt in Marib Between Islah-Linked Forces and Tribal Armed Groups
40 Aden-Based Organizations issue urgent appeal to UN Security Council to halt humanitarian collapse
Guterres Urges Houthis to Release Detainees Ahead of Eid al-Adha
Five Prisoners Escape from Houthi-Controlled Central Prison in Dhamar
Southern Forces Celebrate the Graduation of New Military Batches