دولي

منظور دولي: الهدنة مع الحوثيين جاءت بسبب تعثّر الحملة الأميركية

تصميم: مركز سوث24

17-05-2025 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يُقدم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة منتقاة لملخصات تقارير وتحليلات دولية نُشرت مؤخرًا في عدد من أبرز الصحف والمنصات العالمية، ركزت على التطورات المتسارعة في اليمن والمنطقة والعالم. تناولت التحليلات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهدنة مع الحوثيين بسبب تعثر الحملة العسكرية والخوف من استمرار المواجهة المكلفة، واعتُبرت هذه الهدنة مثالًا واضحًا على سياسة "أمريكا أولًا". كما تطرقت أيضًا إلى تحوّل إسرائيل من لاعب محوري في المنطقة إلى مراقب بعيد بعد زيارة ترامب الأخيرة للخليج، وكيف عزز الاتفاق الأمريكي-السعودي من نفوذ السعودية في الشرق الأوسط على حساب إسرائيل.


التفاصيل..


الهدنة مع الحوثيين مثال واضح لسياسة "أمريكا أولاً"


قال تحليل نشرته مجلة ذا أتلانتيك للكاتب روبرت وورث إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم مثالاً واضحاً لمن يتساءل عن شكل سياسة (أمريكا أولاً) في السياسة الخارجية، بإعلانه وقف إطلاق النار مع الحوثيين."


وأضاف التحليل أن "الولايات المتحدة انسحبت من النزاع، لكنها لم تُنهِه. وإذا لم تكن الهدنة الأمريكية تشمل أيضاً بريطانيا وحلفاء غربيين آخرين تعرّضت سفنهم لهجمات الحوثيين، فسيؤدي ذلك إلى تعميق مفهوم (أمريكا أولاً) إلى آفاق جديدة، وإلى تدهور العلاقات عبر الأطلسي إلى مستويات غير مسبوقة"


مشيراً إلى أن "البيان الذي أصدره وزير خارجية سلطنة عمان الذي شاركت بلاده في المحادثات التي أدت إلى الاتفاق، بدا وكأنه يشير إلى أن الهدنة ستشمل دولاً غربية أخرى."


واعتبر التحليل أن "الاتفاق يمثل استراحة مُرحباً بها لإدارة ترامب، بعد أن باتت حربها ضد الحوثيين مهددة بالتحول إلى مستنقع. فرغم أن الضربات الأمريكية الأخيرة ألحقت أضراراً بالجماعة اليمنية، إلا أنها كانت بعيدة كل البعد عن هدف ترامب المُعلن: "القضاء التام على الحوثيين".


لافتًا إلى أن "الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديداً حقيقياً لمنطقة الخليج بأسرها، بعد أن أثبتوا خلال الثمانية عشر شهراً الماضية قدرتهم على تعطيل الملاحة الدولية متى شاءوا."


وأوضح التحليل أن "أحد التفسيرات المحتملة لتوقيت الاتفاق هو اقتراب التوصل إلى صفقة جديدة بين إدارة ترامب والإيرانيين للحد من طموحات طهران النووية. فإيران تُعد الراعي العسكري والسياسي الأساسي للحوثيين، ولها تأثير كبير عليهم. وربما رغبت طهران في تقديم وقف إطلاق النار كبادرة حسن نية في سياق المفاوضات النووية."


إسرائيل تتحول من لاعب محوري إلى مراقب بعيد


قال تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية للكاتبة آنا بارسكي إن "دور إسرائيل في المنطقة تغيّر من لاعب محوري إلى مراقب بعيد. فخلال زيارة ترامب للشرق الأوسط سيلتقي عدد من الرؤساء العرب ولن يلتقي نتنياهو. وهذا التطور يثير قلق إسرائيل."


وأضاف التحليل أن "الأمير محمد بن سلمان وجه دعوة للرئيس محمود عباس ضمن مجموعة من القادة العرب الذين سيلتقون بالرئيس الأمريكي خلال زيارته للسعودية. وبهذا يُرسل رسالةً مفادها "لا يُمكن تجاوز السلطة الفلسطينية"، رغم محاولات إسرائيل ذلك."


مشيراً إلى أن "إصرار السعودية على مشاركة عباس ليس مجرد إشارة داخلية أو لفتة للعالم العربي الأوسع، بل يعكس ديناميكيات سياسية وأمنية إقليمية متغيرة، وهي لا تصب في مصلحة إسرائيل."


ولفت التحليل إلى أن "أهمية إسرائيل الدبلوماسية تتضاءل، ومكانتها في أدنى مستوياتها التاريخية. حيث إن نتنياهو لا يقدم أي عرض مقنع لرئيس أمريكي يتبنى نهجًا براغماتيًا يركز على النتائج ويمضي قدمًا في أولوياته، وهذا ما يحدد المشهد. ما يقلّص الحاجة إلى إدماج إسرائيل في صفقات كبرى كاتفاقيات التجارة أو التعاون النووي مع السعودية."


مضيفًا أن "الموقع الإقليمي لإسرائيل تدهور. على عكس ما كان قبل 7 أكتوبر 2023، فإسرائيل لم تعد عاملاً أساسياً في المعادلة. ولم يعد التطبيع شرطًا للعلاقات الأمريكية السعودية في 2025."


وأوضح التحليل أنه "في ظل هذا المشهد المتغير، يواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكثير من الضغوط من العالم العربي، ويجب عليه أن يُظهر تضامنه مع القضية العربية، لا مجرد الانحياز الاقتصادي لواشنطن."


معتبراً أن "لدعوة عباس غرضٌ آخر أيضًا. فصورة الزعيم الفلسطيني إلى جانب رؤساء دول عربية والرئيس الأمريكي تُضفي الشرعية على أي اتفاق أمريكي سعودي لدى الرأي العام العربي."


وخلُص التحليل إلى أن "تهميش ترامب يقلل من أهمية إسرائيل في المنطقة. فلا أحد في المنطقة سيحسب لإسرائيل حساباً، إذا كان حتى الرئيس الأمريكي يبدو غير معني، سواء بتهديد الحوثيين أو باتفاق سعودي محتمل في الشرق الأوسط."


الهدنة مع الحوثيين جاءت بسبب تعثّر الحملة الأميركية


قال تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن "إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ عن هدنة مع الحوثيين، بعد شهرين من الحملة الجوية المكثفة، جاء نتيجة تعثّر العملية العسكرية وعدم ظهور مؤشرات على قرب تحقيق أهدافها، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين."


وأضاف التحليل أن "الضربات الجوية الأميركية ألحقت بعض الأضرار بالحوثيين، غير أنهم كانوا قد نقلوا قدراتهم العسكرية الرئيسية إلى ملاجئ تحت الأرض، ما حدّ من فعالية القصف."


وأشار إلى أن "قائد القيادة المركزية اقترح حملة تمتد بين 8 و10 أشهر، تستهدف الدفاعات الجوية الحوثية، يعقبها تنفيذ اغتيالات مركّزة لقيادات حوثية، مستوحاة من النموذج الإسرائيلي في استهداف حزب الله في لبنان."


وزعم التحليل أنه "رغم دعم السعودية للخطة وتقديمها قائمة تضم 12 مسؤولًا حوثيًا للاغتيال، فإن الإمارات أبدت تحفظًا. ولاحقًا، وافق ترامب على تنفيذ ضربات ضد الدفاعات الجوية وبعض قادة الحوثيين، لكنه حدّد للمؤسسة العسكرية مهلة 30 يومًا فقط لتحقيق نتائج، نظرًا لعدم رغبته في التورط في حملة طويلة بالشرق الأوسط."


ولفت إلى أنه "بعد مرور 31 يومًا وبتكلفة تجاوزت مليار دولار، طلب ترامب تقريرًا حول التقدّم المحرز، لكنه أظهر أن الحملة تتجه نحو نزاع مكلف ومفتوح النهاية. وأفاد مسؤولون استخباراتيون أن الحوثيين، رغم تضرر قدراتهم جزئيًا، قادرون على استعادتها بسهولة."


وذكر التحليل أن "الحوثيين أسقطوا سبع طائرات أميركية مسيّرة من طراز MQ-9، تبلغ تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار، واقتربوا من إصابة طائرات F-16 ومقاتلة F-35 الشبحية. كما سقطت طائرة من على متن حاملة الطائرات 'يو إس إس ترومان' بسبب مناورة لتجنّب هجوم حوثي، وسقطت مقاتلة أخرى من طراز F-18 من على متن الحاملة ذاتها."


وخلُص التحليل إلى أن "إعلان النصر المفاجئ يعكس كيف أن بعض أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس قد استهانوا بجماعة معروفة بقدرتها على التحمل، وافترضوا خطأً أن ترامب مستعد للتورط في حرب جديدة بالشرق الأوسط، بالرغم من أنه خلال ولايته الأولى كان يسعى إلى سحب القوات من سوريا وأفغانستان والعراق."


الاتفاق الأمريكي-السعودي يعزز نفوذ السعودية في المنطقة ويُقوّض إسرائيل


قال تحليل نشرته (مجلة دفاع إسرائيل) للكاتب ماندي كوغوسوفسكي إن "من المرجح أن يعزز الاتفاق الأمريكي السعودي الجديد، بتركيزه على الأمن والتكنولوجيا، نفوذ الرياض في الشرق الأوسط ويوطد شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن."


وأضاف التحليل أن "هذا الاتفاق، الذي وصفه ترامب بأنه إنجاز رئيسي في استراتيجيته أمريكا أولاً، وهذا التوافق المتزايد قد يُشعر إسرائيل بالتهميش، مما قد يُخل بتوازن القوى الإقليمي ويُقوّض دورها المحوري كحليف للولايات المتحدة في المنطقة."


مشيراً إلى أن "قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، واتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع الحوثيين، والذي استثنى إسرائيل، يُفاقم مخاوف إسرائيل. ومع ذلك، يبقى الخطر الأكبر من وجهة نظر إسرائيل لا يزال يتمثل في احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران."


واعتبر التحليل أن "الرئيس ترامب يرسم مسارًا لمستقبل مزدهر في الشرق الأوسط، وهذا ما جاء في أحدث بيان صحفي صادر عن البيت الأبيض، ملخصًا خطابه في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي بالرياض، حيث تطرق الإعلان إلى سوريا، والمملكة العربية السعودية، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة، وإيران، دون أن تُذكر إسرائيل في البيان."


وذكر التحليل أن "من التحولات الكبرى المفاجئة التي أعلنها ترامب في الرياض رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مما يُمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأمريكية."


لافتًا إلى أنه "مع هذه التطورات، يبدو أن إدارة ترامب تتراجع عن دعمها لحكومة نتنياهو المتطرفة، مما يشير إلى تحول نحو استراتيجيات بديلة في المنطقة لا تتضمن حربًا عبثية لا نهاية لها."


وخلُص التحليل إلى أنه "ما لم يغير قادة إسرائيل موقفهم وينضموا إلى ترامب، فقد تجد إسرائيل نفسها أكثر عزلة من أي وقت مضى، وتواجه مخاطر أكبر داخليًا وخارجيًا."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا