عناصر من الحوثيين في صنعاء (الجزيرة)
04-05-2025 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
يُقدم مركز سوث24 في هذا التقرير ترجمة مهنية منتقاة لملخصات تقارير وتحليلات دولية نُشرت مؤخرًا في عدد من أبرز المنصات والصحف العالمية، وتناولت أبرز المستجدات في اليمن والمنطقة والعالم. ركزت هذه التحليلات على أبعاد الصراع في اليمن، مشيرة إلى أن تحقيق أمن الغرب في المنطقة لا يمكن أن يتم دون استعادة الحديدة وصنعاء من قبضة الحوثيين، ودفعهم إلى معقلهم الرئيس في محافظة صعدة.
كما تناولت التحليلات تطور القدرات العسكرية للحوثيين، لاسيما في مجال الدفاعات الجوية. وناقشت التحليلات إخفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق نتائج من سياسة الرسوم الجمركية، كما سلطت الضوء على فشل الولايات المتحدة في إنهاء تهديد حركة الشباب في الصومال رغم العمليات العسكرية المستمرة.
التفاصيل..
ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟
قال تحليل نشره موقع "ذا وور زون" الأمريكي للكاتب "جوزيف تريفيثيك" إن "مسلحي الحوثيين المدعومين من إيران أثبتوا امتلاكهم ترسانة دفاع جوي تُشكل تهديدات حقيقية، ويتضح ذلك من العدد المتزايد لعمليات إسقاط طائرات أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper."
وأضاف التحليل أن "الكثير من التفاصيل المتعلقة بحجم ونطاق قدرات الدفاع الجوي للحوثيين لا تزال غامضة وغير واضحة، كما أن استخدام الجيش الأمريكي لمجموعة متزايدة من الذخائر بعيدة المدى المُطلقة جوًا ضد أهداف في اليمن يشير إلى أن مستوى التهديد الذي تتعرض له الطائرات أعلى مما يتم تقديره على نطاق واسع."
وعدّد التحليل الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون فعليًا. وفيما يلي ملخص لها:
1.الصواريخ الباليستية (قاهر-1 وبركان-2): قصيرة ومتوسطة المدى، تُستخدم لاستهداف المنشآت الحيوية مثل المطارات والمرافق العسكرية، وتتمتع بقدرة على التحليق المنخفض والتوجيه الدقيق.
2.صواريخ "برق" (Barq): صواريخ أرض-جو موجهة بالأشعة تحت الحمراء والرادار، تُستخدم للتصدي للطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة.
3.صواريخ "طائر" (Taer): صواريخ موجهة مطورة باستخدام تكنولوجيا إيرانية، وهي صواريخ حرارية ورادارية، تتميز بدقة عالية في استهداف الطائرات والمروحيات.
4.صواريخ "صقر" (Saqr): صواريخ حرارية موجهة بالأشعة تحت الحمراء، قادرة على استهداف الطائرات بدون طيار.
5.صواريخ "فاطر-1" (Fater-1): صواريخ رادارية موجهة بدقة ضد الطائرات على ارتفاعات متوسطة وعالية، وتتميز بقدرتها على الاختباء بعد الإطلاق.
6.أنظمة الدفاع الجوي (SAMs): تشمل صواريخ SA-7 وSA-2 وSA-6، وهي صواريخ موجهة عبر أنظمة رادارية أو حرارية.
7.الأنظمة الإلكترونية (ESM): أنظمة رصد وتتبع إلكترونية تعمل عبر التنصت على إشارات الرادار والإشعاعات، ما يمكن الحوثيين من تتبع الطائرات المعادية واستهدافها دون الكشف عن مواقع أنظمتهم الدفاعية.
8.الطائرات المسيّرة (UAVs): مثل طائرات "صقر" و"قاصف"، وهي طائرات هجومية مسيّرة مزودة برؤوس حربية، تُستخدم في استهداف المنشآت الحيوية مثل المطارات والمنشآت العسكرية.
9.صواريخ (Qaher): صواريخ باليستية قصيرة المدى، ذات دقة عالية، تُستخدم لضرب المنشآت الأرضية.
كيف خسر ترامب رهانه الكبير على الرسوم الجمركية؟
قال تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية للكاتب "توم فورمان" إن "الرئيس دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، راهن بقوة على الرسوم الجمركية كأداة رئيسية لإعادة إحياء الاقتصاد الأمريكي وفرض هيمنته على الدول الأخرى، غير أن هذا الرهان سرعان ما انهار."
وأضاف التحليل أن "ترامب اعتقد أن فرض رسوم ضخمة على الواردات سيؤدي إلى تقليص العجز التجاري، وإعادة الوظائف الصناعية إلى الداخل الأمريكي، وإجبار الدول الأخرى، سواء كانت حلفاء أو خصومًا، على الرضوخ لمطالبه التجارية."
وأشار إلى أن "ترامب تجاهل تحذيرات خبراء الاقتصاد الذين نبهوا إلى أن المستهلكين الأمريكيين، وليس الحكومات الأجنبية، هم من سيدفعون ثمن هذه الضرائب. فجاءت النتائج كارثية: انهيار سريع في أسواق المال، خسارة نحو 6 تريليونات دولار خلال أسبوع، تصاعد التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي، تراجع حاد في ثقة المستثمرين، وعودة المخاوف من ارتفاع الأسعار لتخيم على الأسر الأمريكية."
وأوضح التحليل أن "بعض أبرز المؤيدين التقليديين لترامب انتقدوا خطته بشدة، محذرين من أن ترامب يفرض ضرائب ضخمة على الأمريكيين دون نقاش عام أو موافقة الكونغرس. لكن ترامب أصرّ على موقفه، مؤكدًا أنه 'يعرف ما يفعل'، مدعيًا أن الدول الأخرى 'تتوسل' لعقد صفقات تجارية معه."
ولفت إلى أنه "مع تصاعد الخسائر الاقتصادية وضغوط الأسواق المالية، تراجع ترامب بشكل مفاجئ عن جزء كبير من الرسوم عبر تعليقها لمدة 90 يومًا، مما كشف عن ارتباك استراتيجي."
وأردف التحليل أن "عواقب الرهان الخاسر بدأت تتضح بجلاء، إذ فرضت الصين رسوماً مضادة بنسبة 125% على السلع الأمريكية، بينما واصلت الأسواق العالمية تذبذبها، وارتفعت تقديرات تكلفة الرسوم على الأسر الأمريكية إلى 4700 دولار سنويًا، مما أدى إلى اهتزاز صورة الولايات المتحدة كطرف تجاري موثوق عالميًا."
وخلص التحليل إلى أن "ترامب، في أقل من مئة يوم على بداية ولايته الثانية، غامر بمصير مئات الملايين من الأمريكيين برهانه الكبير على الرسوم الجمركية، وأشعل أكبر حرب تجارية منذ أجيال. ولا يبدو واضحًا حتى الآن إن كان قادرًا على إنهائها."
أمن الغرب لا يتحقق إلا باستعادة الحديدة وصنعاء من الحوثيين
قال تحليل نشره مركز "صوفان" للحوار والتحليل إن "ضمان أمن الغرب لا يتحقق إلا باستعادة الحديدة وصنعاء ودفع جماعة الحوثيين إلى معقلهم في صعدة."
وأضاف التحليل أن "نتائج الحملة الجوية المكثفة التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ منتصف مارس 2025 لاستهداف جماعة الحوثيين، لا تزال غير حاسمة، ما يجعل مآل هذه الحملة باهظ الثمن وغير واضح المعالم."
معتبراً أن "الحملة أضعفت قدرات الجماعة في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة، لكنها لم تنجح في إجبارها على التراجع أو الاستسلام. كما تصاعدت كلفة هذه الحملة على المستوى الإنساني وتضاعف عدد الضحايا المدنيين في اليمن ثلاث مرات بين فبراير ومارس."
مشيراً إلى أن "إدارة ترامب تقف الآن أمام خيار صعب، إما التصعيد أو الانخراط في مسار دبلوماسي. كما أن سلطنة عُمان وقطر والأمم المتحدة وجهات وساطة أخرى، تدعو إلى حل سياسي. في المقابل، يحذر بعض السياسيين الأمريكيين المقربين من ترامب من الانجرار إلى حرب لا نهاية لها تستنزف ترسانة واشنطن في وقت قد تحتاج فيه لمواجهة الصين."
وذكر التحليل أن "دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، تجد نفسها في موقف حرج. فهي ترفض استمرار سيطرة الحوثيين على اليمن، لكنها تخشى أن يؤدي التصعيد إلى تجدد الهجمات الحوثية على منشآتها. كما أن هذه الدول حريصة على عدم تقويض تحسن علاقاتها مع إيران، التي تلعب دوراً محورياً في دعم الحوثيين."
مضيفًا أن "تراجع قدرات الحوثيين الصاروخية بفعل الضربات الأمريكية قد يشجع الرياض وأبوظبي على دعم محاولات الإطاحة بالحكم الحوثي في صنعاء. حيث يؤكد مسؤولون أمريكيون أن الإمارات تقدمت باقتراح لاستعادة الحديدة، لكن دعم الخليج لأي هجوم بري واسع سيعتمد على التزام إدارة ترامب بتوفير الغطاء الكامل حتى تحقيق النصر."
لماذا فشلت الولايات المتحدة في هزيمة حركة الشباب في الصومال؟
قال تحليل نشرته مجلة "فن الحكم المسؤول" إن "الولايات المتحدة رغم ما يقارب عقدين من التدخل العسكري في الصومال، فشلت في القضاء على حركة الشباب، وذلك بسبب اعتمادها المفرط على الحلول العسكرية، مقابل فشل ذريع في بناء الدولة."
وأضاف التحليل أن "النقاش الدائر داخل الإدارة الأمريكية حول سحب البعثة الدبلوماسية من مقديشو ليس سوى غطاء لفشل أعمق في الاستراتيجية الأمريكية، التي اعتمدت على القوة العسكرية دون معالجة جذور الأزمة السياسية والمؤسساتية في الصومال."
مشيراً إلى أن "تقليص الوجود الدبلوماسي الأمريكي لن يُحدث تغييرًا جوهريًا في الوضع الميداني نظرًا لحجم التدخل العسكري الأمريكي في الصومال. علاوة على ذلك، هناك جهات فاعلة أخرى تُشكل المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في الصومال، بما في ذلك إثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وتركيا."
وأوضح التحليل أنه "في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة عن دعمها المالي والعسكري، تبرز تركيا كلاعب بديل وأقوى في مقديشو. فهي تمتلك أكبر سفارة وقاعدة تدريب عسكرية في البلاد، مما يجعل انسحاب واشنطن المحتمل أقل تأثيرًا في ميزان القوى على الأرض."
معتبراً أن "فشل واشنطن لا يعود فقط إلى قصور في العمل العسكري، بل إلى فشل أكبر في مشروع بناء الدولة. فمنذ عام 2009، دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها حكومة صومالية تفتقر للشرعية الداخلية، ترتكز على الولاءات العشائرية وتستمد بقائها من التمويل الخارجي، دون أن تتمكن من تأسيس مؤسسات حقيقية أو تقديم خدمات للمواطنين. وهذه الهشاشة الحكومية وفّرت بيئة خصبة لاستمرار نفوذ حركة الشباب."
مضيفًا أن "للحركة قدرة خطابية وتواصلية فعالة، مستمدة من الثقافة المحلية، نجحت في استغلال الغضب الشعبي من التدخل الأجنبي. وأظهرت مرونة تكتيكية بتقليل هجماتها العشوائية، وتبنّي خطاب العفو والمصالحة، مما عزز من مكانتها مجتمعيًا."
وخلُص التحليل إلى أنه "بدون دراسة لأوجه قصور التدخل العسكري الدولي وأنشطة بناء الدولة في الصومال، فإن النقاش حول إغلاق السفارة الأمريكية في مقديشو هو مجرد ستار دخاني ورد فعل انفعالي. والمطلوب هو إعادة النظر في الحلول العسكرية للمشاكل السياسية."
قبل 27 يوم