دولي

منظور دولي: على الأمم المتحدة وقف الارتهان الطوعي للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس (شترستوك)

22-02-2025 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في اليمن، الشرق الأوسط والعالم. شملت التحليلات دعوة الأمم المتحدة لوقف (الارتهان الطوعي للحوثيين) الذين يحاولون مجدداً تضليل الرأي العام العالمي عبر فلسطين. وتناولت التحليلات كيف أن اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لإنهاء الجماعة. 


كما شككت التحليلات بالجاهزية القتالية للجيش الصيني. وتطرقت للفرص العظيمة التي قد يقدمها ترامب للصين.


التفاصيل..


على الأمم المتحدة وقف الارتهان الطوعي للحوثيين


قال تحليل نشره "منتدى الشرق الأوسط " للكاتب "مايكل روبين " إنه "يجب على الأمم المتحدة التوقف عن كونها رهينة طوعية للحوثيين في اليمن. وعليها نقل جميع مكاتبها في اليمن إلى عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا."


وأضاف التحليل أن "إهمال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة برنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين هو ما جعل جريمة الحوثيين بحق الموظفين الأمميين تحدث. والتصريحات الوحيدة التي ينبغي أن يصدرانها هي استقالاتهم."


وأشار التحليل إلى أن "غوتيريش رفض نقل عمليات الأمم المتحدة إلى عدن، حتى مع بدء قادة الحوثيين اختطاف موظفي الأمم المتحدة، ومعظمهم من المواطنين المحليين العاملين في وكالات الأمم المتحدة."


مضيفًا أن "غوتيريش لم يكتف هو ومكين بتعريض موظفي الأمم المتحدة للخطر، بل قوضوا برامج الأمم المتحدة أيضًا من خلال السماح للوكالات والموظفين بأن يصبحوا رهائن للسلطات الحوثية."


وأوضح التحليل أن "الحوثيين يدركون أنهم إذا احتجزوا موظفي الأمم المتحدة كرهائن وقتلوا منهم بين الحين والآخر، فإن الأمم المتحدة سترفض التحدث عن انتهاكات الحوثيين أو عن سرقة المساعدات خوفًا من انتقامهم. في المقابل، لو نُقلت مكاتب الأمم المتحدة إلى عدن، لتمكنت من العمل بحرية."


واعتبر التحليل أن "تصرفات غوتيريش كانت أكثر تدميرًا. عندما نُقل الموظفون الأجانب إلى عدن، وتُرِك الموظفون اليمنيون فريسة للحوثيين. وبهذا أرسلوا هو ومكين رسالة واضحة مفادها أن حياة الموظفين اليمنيين أقل قيمة لدى الأمم المتحدة من حياة نظرائهم الأوروبيين أو الأمريكيين."


ولفت التحليل إلى أنه "لو أوقف غوتيريش جميع المساعدات للحوثيين فورًا بمجرد احتجازهم رهينة واحدة، لكان قد وجّه رسالة حاسمة بعدم التسامح مع أساليبهم. وكان سيضع الأمم المتحدة في انسجام مع سياساتها الخاصة، من خلال ربط وظائف إدارتها بالحكومة المعترف بها دوليًا."


وخلُص التحليل إلى أنه "ينبغي على الأمم المتحدة نقل جميع مكاتبها في اليمن إلى عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. لأن الخضوع لابتزاز الحوثيين ليس كفاءة ولا ضرورة، بل هو خنوع وجبن."


الحوثيون يحاولون تضليل العالم مجددًا عبر فلسطين


قال تحليل نشرته مجلة "فير أوبزيرفر" للكاتب فرناندو كارفاخال إن "الحوثيين يعيدون توظيف القضية الفلسطينية كوسيلة دعائية لتضليل الرأي العام العالمي، مقدمين أنفسهم على أنهم ممثلون عن جميع اليمنيين، بينما يعيش ثلثا السكان البالغ عددهم أكثر من 30 مليون نسمة تحت تهديد السلاح الذي تفرضه الجماعة.


وأشار التحليل إلى أن الحوثيين يروجون لفكرة أن دعمهم للفلسطينيين هو الدافع وراء تصنيف الولايات المتحدة لهم كمنظمة إرهابية، زاعمين أن القرار يمثل محاولة لمعاقبة اليمنيين بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية. غير أن هذا الطرح يتجاهل سجل الحوثيين الطويل في انتهاك حقوق الإنسان داخل اليمن، وجرائمهم اليومية ضد المدنيين، كما أنه يعزز دعايتهم دون تقديم أي مكاسب حقيقية للفلسطينيين أو اليمنيين.


وأكد التحليل أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يرتبط مباشرة بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان واستهدافهم العشوائي للمدنيين، سواء في اليمن أو في الدول المجاورة. وأضاف أن الدعاية المؤيدة للحوثيين لا تخدم الفلسطينيين بأي شكل، بل تؤدي إلى تفاقم معاناة اليمنيين، حيث يتعرضون لانتقام الجماعة، فيما تضطر الحكومات الإقليمية إلى التصدي لهجماتهم المتصاعدة.


وأوضح التحليل أن التحركات الأخيرة للحوثيين، بما في ذلك فرض شروط سياسية لصالحهم وفشل حملتهم الدعائية لدعم غزة، بالتزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة، قد زادت من معاناة الشعب اليمني، حيث أصبح أكثر من 20 مليون شخص رهائن لدعايتهم، كما أدى ذلك إلى تراجع الدعم الإنساني للأمم المتحدة بسبب استيلاء الحوثيين على المساعدات الإغاثية وتحويلها لصالحهم.


وأضاف أن الحوثيين يبررون غياب الحكم الفاعل في اليمن عبر إلقاء اللوم على "العدو"، بينما يستخدمون خطابهم حول فلسطين لصرف الأنظار عن انتهاكاتهم المحلية.


وخلص التحليل إلى أن الحوثيين لا يسعون إلى السلام، بل يواصلون تبرير القمع الأمني ضد الشعب اليمني من خلال تصوير "العدو" على أنه حاضر في كل مكان، مما يعزز قبضتهم الأمنية وقمعهم الداخلي.


هل يؤدي اغتيال عبد الملك الحوثي إلى إنهاء تهديد الجماعة؟


قال تحليل نشرته منصة "وور أون روكس" للكاتب أري هيستين إن اغتيال زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، قد يكون له تأثير كبير على مستقبل الجماعة، لكنه لن يكون كافيًا لإنهاء التهديد الذي تشكله.


وأشار التحليل إلى أن مقتل عبد الملك الحوثي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار التنظيم، لكنه لن يضمن انهياره، موضحًا أن الحوثيين تحولوا إلى كيان مؤسسي يتمتع بأجهزة أمنية واستخباراتية قوية وخطة خلافة مسبقة، بالإضافة إلى الدعم الإيراني الذي قد يساعدهم على الاستمرار رغم فقدان زعيمهم.


واعتبر التحليل أن اغتيال عبد الملك الحوثي يمكن تبريره أخلاقيًا وقانونيًا وأمنيًا، بالنظر إلى دوره في تأجيج النزاع، وقمع اليمنيين، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط عبر الهجمات الإقليمية والتأثير على التجارة البحرية. لكنه أضاف أن المبالغة في تأثير اغتياله على الجماعة قد يكون خطأً استراتيجيًا.


وضرب التحليل أمثلة تاريخية على فشل اغتيال القادة في القضاء على التنظيمات، حيث لم يؤدِ اغتيال يحيى السنوار إلى إنهاء حماس، ولا مقتل عباس الموسوي إلى إنهاء حزب الله، كما أن اغتيال حسين الحوثي لم يؤدِ إلى انهيار الحوثيين، بل منح عبد الملك الحوثي فرصة لتحويل الجماعة إلى قوة أكبر.


وأكد التحليل أن التحالف المناهض للحوثيين يجب ألا يراهن فقط على اغتيال القادة، بل عليه تبني استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل استهداف البنية التحتية الاقتصادية، تقويض أجهزة الجماعة الأمنية والعسكرية، عزلها دبلوماسيًا، وإضعاف أدواتها الإعلامية، إلى جانب دعم مراكز قوة بديلة داخل اليمن.


وخلص التحليل إلى أن اغتيال عبد الملك الحوثي قد يكون ضربة موجعة للجماعة، لكنه لن يكون كافيًا للقضاء عليها. وبدلاً من التركيز فقط على استهداف القادة، فإن استراتيجية شاملة تضعف جميع مكونات النظام الحوثي هي السبيل الأكثر فعالية لتحقيق الاستقرار في اليمن والمنطقة.


جاهزية الجيش الصيني القتالية مشكوك فيها


قال تحليل نشرته شبكة "CNN" للكاتب "براد ليندون" إن "جاهزية الجيش الصيني القتالية مشكوك فيها. حيث يركز جيش التحرير الشعبي بشكل أساسي على دعم حكم الحزب الشيوعي الصيني بدلاً من الاستعداد للحرب."


وأضاف التحليل أن "الاعتبارات السياسية خاصة رغبة الحزب الشيوعي في السيطرة على الأفراد العسكريين والمجتمع الصيني قد تعيق الجيش الصيني في المعركة، ضد خصم مثل الولايات المتحدة."


مشيراً إلى أن "الجيش الصيني يقضي ما يصل إلى 40% من وقت التدريب في مناقشة الموضوعات السياسية بدلاً من استغلاله في إتقان المهارات الأساسية للعمليات القتالية. كما أنه يعتمد على نظام قيادة منقسم بين القادة العسكريين والمفوضين السياسيين، مما يحد من استجابته السريعة في ساحة المعركة."


وشكك التحليل في فعالية الترسانة العسكرية الصينية، مستشهدًا بتجارب تاريخية أظهرت فشل جيوش متقدمة في استغلال أسلحتها الحديثة بشكل فعال.


موضحًا أنه "على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش الصيني في كمية ونوعية الأسلحة، إلا أن تشغيل هذه المعدات الحديثة يتطلب أفرادًا مدربين تدريبًا عالياً." 


معتبراً أن "بناء السفن الحربية والأسلحة المتطورة قد يكون أسهل من تأهيل الطواقم اللازمة لتشغيلها، حيث تواجه بكين تحديات مثل نقص الكوادر المدربة لتشغيل أنظمة الأسلحة المتقدمة، بالإضافة إلى الفساد داخل الجيش، مما يعيق تطويره."


ولفت التحليل إلى أنه "عند الحديث عن جاهزية الجيش الصيني، فإن التركيز ينصب على تايوان. حيث يستعد الجيش الصيني لغزو الجزيرة بحلول عام 2027، إذا لزم الأمر."


وخلُص التحليل إلى أنه "على الرغم من كل المشكلات، لا يمكن الاستهانة بقدرة الجيش الصيني، حيث يمتلك أكبر قوة بحرية في العالم، ويطور أسلحة متقدمة مثل الصواريخ الفرط صوتية تمكنه من خوض حرب، لكن يبقى السؤال: هل يستطيع تحقيق النصر؟".


ترامب قد يمنح الصين فرصًا عظيمة


قال تحليل نشرته مجلة "فورن بوليسي" للكاتب جيمس كرابتري إنه "أصبح من الواضح أن أجندة ترامب الاستراتيجية تجاه الصين أكثر اتساعًا من ولايته الأولى، كما أن غرائزه التفاوضية قد تدفع سياساته في اتجاهات ستكون محل ترحيب كامل من الصين."


وأضاف التحليل أن "ولاية ترامب الثانية، من منظور بكين، تمنح فرصًا غير متوقعة يمكن استغلالها. رغم أن أنصار النهج المتشدد تجاه الصين قد يشيرون إلى بعض النجاحات المبكرة، إلا أن التوجه العام لسياسة ترامب الخارجية قد يكون في صالح الصين على المدى الطويل."


وأشار التحليل إلى أن "توجه إدارة ترامب نحو تقليل التركيز على الأمن الأوروبي لصالح الأولويات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد يسهم في تعزيز نفوذ الصين. كما أن تعامل ترامب القاسي مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة قد يضعف النظام التحالفي الذي تسعى بكين منذ فترة طويلة إلى تقويضه."


واعتبر أن "سياسة ترامب القائمة على الصفقات الكبرى تثير قلق حلفائه وتمنح الصين مساحة للمناورة. فقد أشارت تقارير إلى أن ترامب يبحث عن صفقة كبرى مع روسيا بشأن أوكرانيا، مما قد يعزز التحالف الصيني-الروسي ويؤدي إلى توتر العلاقات بين واشنطن وأوروبا."


وأوضح التحليل أن "خطط ترامب المثيرة للجدل، مثل السيطرة على قطاع غزة، أثارت توترات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، مما يوفر للصين فرصة لتعزيز علاقاتها مع هذه الدول."


لافتًا إلى أن "خطط ترامب لإضعاف الوكالات الاستخباراتية الأمريكية وتسريح كبار القادة العسكريين قد تؤدي إلى إضعاف قدرة واشنطن على المنافسة الجيوسياسية، وهو ما يصب في مصلحة بكين."


وأردف التحليل أن "أكبر فرصة للصين تكمن في احتمال عقد صفقة مع ترامب بشأن تايوان، إذ يُعرف بأنه براغماتي وقد يكون مستعدًا لتقديم تنازلات في مقابل مكاسب اقتصادية."


وخلُص التحليل إلى أن "بكين لن تعلن علنًا أنها ترى في ولاية ترامب الثانية فرصة سانحة، بل ستواصل خطابها الدبلوماسي بضرورة احترام المصالح الأساسية للطرفين. وهي تدرك تمامًا أن انسحاب الولايات المتحدة من الساحة العالمية يفتح لها المجال للتمدد وتحقيق أهدافها الاستراتيجية."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا