دولي

منظور دولي: ترامب ينبغي أن يعطل شراكة موسكو وطهران

صورة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المرشد الإيراني الأعلى خامئني (khamenei.ir)

08-02-2025 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن

منظور دولي


في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في سوريا، الشرق الأوسط والعالم. شملت التحليلات كيف غيرت دول الخليج استراتيجيتها استجابة لسوريا الجديدة. وكيف ساعدت التطورات الأخيرة في المنطقة على تصاعد الدور السعودي وتآكل نفوذ طهران. 


كما تناولت التحليلات ضرورة اللجوء للمفاوضات في الوضع الحالي في سوريا الجديدة لحل جميع القضايا العالقة. وتجنب اللجوء للقوة. وكيف ستستغل الولايات المتحدة الفرص المتاحة في سوريا الجديدة لتحقيق أهدافها.  


وتطرقت التحليلات لضرورة تعامل الولايات المتحدة مع الشراكة الروسية-الإيرانية قبل تطورها لتهديدات أو حروب. وكيف يمكن لترامب أن يكون صانع السلام في الشرق الأوسط. وأيضًا، كيف عملت الصين على دعم الحوثيين واستغلت الوضع الهش للنظام الإيراني في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. وتأثيرها على قرار موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا. 


إلى التفاصيل..


الخليج يغيّر سياساته استجابةً لسوريا الجديدة


قال تحليل نشرته "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي" إن "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ورغم معارضتهما الطويلة للانتفاضات الشعبية وتغيير الأنظمة غيّرتا نهجهما في سوريا، حيث بدأتا، إلى جانب قطر، في احتضان القيادة الجديدة والواقع السياسي المستجد في البلاد."


وأضاف التحليل أن "الأحداث الأخيرة في سوريا دفعت الرياض وأبوظبي إلى إعادة النظر في استراتيجيتهما. فقد بدأتا في احتضان الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام، وهو تحول جذري عن مواقفهما السابقة."


معتبراً أن "ذلك يتجلى في دعوة المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع إقليمي حول سوريا، وزيارة وزير الخارجية السوري الجديد إلى الرياض وأبوظبي، فضلًا عن تصريحات سعودية وإماراتية مشجعة تجاه سوريا الجديدة."


وأشار التحليل إلى أن تغيّر الموقف السعودي والإماراتي كان لعدة أسباب أبرزها:


1- إضعاف النفوذ الإيراني، حيث ترى الرياض وأبوظبي أن سقوط الأسد يمثل فرصة استراتيجية لتقويض النفوذ الإيراني في بلاد الشام. وقد أكدت الحكومة الجديدة في دمشق هذا التوجه بحظر دخول الإيرانيين إلى سوريا وتعزيز علاقاتها مع تركيا ودول الخليج.


2- تفادي أخطاء الماضي، حيث تعلمت السعودية والإمارات من أخطائهما في العراق واليمن، فقد أدى غيابهما عن المشهد في البداية إلى تعزيز نفوذ إيران. وهما الآن تتدخلان مبكرًا في سوريا لمنع تكرار السيناريو نفسه.


3- التحولات الجيوسياسية بعد حرب غزة، حيث أدى تراجع النفوذ الإيراني، مقابل تعزيز الدور الإسرائيلي، إلى إعادة رسم خريطة القوى في المنطقة، مما دفع الرياض وأبوظبي إلى التكيف مع الواقع الجديد في سوريا.


ولفت التحليل إلى أن "المعادلات في سوريا تغيرت، ومعها تغيّرت حسابات القوى الإقليمية، ليشهد الخليج تحولًا استراتيجيًا في تعاطيه مع "سوريا الجديدة".


وخلُص التحليل إلى أن "دول الخليج لم تعد تتمسك بمواقفها السابقة تجاه تغيير الأنظمة، بل أصبحت أكثر براغماتية في تعاملها مع الوقائع على الأرض. فبعد سنوات من دعم المعارضة ثم إعادة التطبيع مع الأسد، ها هي اليوم تحتضن (سوريا الجديدة) كأمر واقع."


السعودية تحل محل إيران في الشرق الوسط الجديد


قال تحليل نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "التطورات الأخيرة في المنطقة أدت إلى تآكل قوة إيران ونفوذها. وبينما تكافح إيران الأزمات المختلفة، فقد سقط وكلاؤها المتنوعون، الذين تم تربيتهم لمحاربة إسرائيل، مثل أحجار الدومينو."


وأضاف التحليل أن "المملكة العربية السعودية تستغل هذه الفرصة. وتسعى إلى الاستفادة من تراجع الهلال الشيعي لتثبيت نفسها كقوة إقليمية رائدة، وهذه المرة على رأس كتلة سنية قد تختلف مصالحها وأهدافها بشكل كبير عن مصالح وأهداف طهران."


وأشار التحليل إلى أن "ترامب يحرص على تعزيز مكانة السعودية الإقليمية، وخاصة من خلال إحياء اتفاقية التطبيع بين الرياض و(تل أبيب). حيث كانت هذه الصفقة مطروحة على الطاولة قبل الحرب مع حماس، لكن إدارة بايدن فشلت في تأمينها."


معتبراً أن "إدارة البيت الأبيض الجديدة ترى في مثل هذه الاتفاقية حلاً محتملاً للعديد من القضايا الملحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحرب في غزة. حيث يبدو أن تقدمًا قد تحقق على هذه الجبهة في الأيام الأخيرة."


ولفت التحليل إلى أن "التقارب في المصالح بين الرياض وواشنطن، المدفوع برغبتهما المتبادلة في تعزيز العلاقات وتشكيل إطار إقليمي جديد محتمل، يتزامن مع اتجاه آخر مهم في الشرق الأوسط وهو تراجع إيران والمحور الشيعي الذي تقوده، إلى جانب بعض وكلائها الرئيسيين."


وأوضح التحليل أن "السعودية لديها الكثير لتكسبه من سوريا حالياً. كما أن الرياض دعمت المعارضة في سوريا، بسبب علاقاتها المتوترة مع الأسد ورغبتها في الحد من نفوذ إيران في البلاد، التي كانت تُرى كمنافس إقليمي."


مشيراً إلى أن "ضعف حزب الله وإيران في لبنان قد ساعد على التدخل السعودي. وأن إعلان الرئيس عون أن زيارته الدبلوماسية الرسمية الأولى كزعيم جديد للبنان ستكون إلى المملكة العربية السعودية كانت إشارة أخرى على تنامي نفوذ الرياض على حساب طهران."


وخلُص التحليل إلى أن "تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي أفضل كثيراً من البديل، وخاصة إيران أو غيرها من ممثلي المحور الشيعي. أو اللاعبين السنة "المعتدلين" في المنطقة، كقطر أو تركيا."


المفاوضات هي الطريق الوحيد للمضي قدماً في سوريا الجديدة


قال تحليل نشرته منصة الأخبار المتعمقة (IDN) إنه "يتعين على المجموعتين الأكبر في سوريا، هيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديمقراطية، أن تدركا أن المفاوضات، على الرغم من صعوبتها، أقل تكلفة من أي مواجهة عسكرية. فمثل هذا الصراع سيكون مكلفا لكلا الجانبين وللسوريين ومستقبلهم."


وأضاف التحليل أنه "حتى لو تمكنت السلطات السورية الجديدة بطريقة ما من الاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حاليا من خلال حملة عسكرية مشتركة مع الأتراك، فسوف تضطر إلى مواجهة تمرد كردي مميت في شمال شرق البلاد، وهذا هو آخر ما تحتاجه سوريا الممزقة."


لافتاً إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية أثبتت نفسها باعتبارها الشريك الرئيسي للغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وإذا تمكنت هيئة تحرير الشام من استيعابها في الحكومة المؤقتة الحالية، فهذا من شأنه أن يعطي دفعة دبلوماسية للحكومة السورية الجديدة، وخاصة بين الدول الغربية، ويمكن أن يعمل كمحفز على إزالة العقوبات المفروضة على سوريا."


واعتبر التحليل أن "المثال المجاور المتمثل في تحالف قوات البشمركة مع الجيش العراقي هو أفضل مثال على ذلك. وحتى يتم التوصل إلى بعض الإجماع بشأن نقاط الخلاف الرئيسية مثل دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري ووضعها. يمكن للطرفين على الأقل الاتفاق على الحفاظ على الوضع الراهن والبدء في التعاون بشأن القضايا الرئيسية، مثل تقاسم الموارد واللامركزية."


وأوضح التحليل أن "قوات سوريا الديمقراطية خطت خطوة إلى الأمام من خلال اتخاذ تدابير لبناء الثقة، مثل رفع العلم السوري الجديد، وإرسال وفد إلى دمشق لإجراء محادثات. والآن جاء دور الحكومة السورية المؤقتة بقيادة هيئة تحرير الشام للرد بالمثل."


وخلُص التحليل إلى أنه "يتعين على جميع الأطراف الرئيسية في سوريا ضمان حل جميع المسائل العالقة من خلال المحادثات فقط، فالقتال لم يعد خيارًا. فسوريا مجتمع متعدد الأعراق من العرب السنة والأكراد والآشوريين والأرمن والتركمان والعلويين واليزيديين. ويجب على الجميع أن يدركوا أنهم مضطرون إلى إعادة بناء سوريا جماعيًا لضمان رفاهيتهم."


واشنطن أمام فرصة سياسية نادرة في سوريا الجديدة


قال تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "الولايات المتحدة لديها فرصة سياسية نادرة في سوريا الآن. لأن البلاد عبارة عن لوحة فارغة. وهناك العديد من الفرص المتاحة للولايات المتحدة للتحرك بسرعة لتحقيق أهدافها في سوريا."


وأضاف التحليل أنه "بعد رحيل نظام الأسد، ورحيل الروس والإيرانيين إلى حد كبير من سوريا أيضًا. بذلت الحكومة السورية الجديدة جهودًا كبيرة للتواصل مع الحكومات الغربية. والولايات المتحدة لديها فرصة كبيرة الآن."


وأشار التحليل إلى ان "إدارات الولايات المتحدة تغيرت، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام تفكير جديد في وزارة الخارجية والبنتاغون. وصار بوسعهما الآن أن يساعدا في صياغة سياسة جديدة تجاه سوريا."


وأوضح التحليل أنه "إذا لم تركز إدارة ترامب على سوريا، فإن الأمور ستتقدم هناك على أي حال. وقد تقيم الحكومة الجديدة علاقات مع قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في شمال سوريا، مما يخلق وحدة في البلاد. وقد يؤدي هذا إلى استعداد الحكومة السورية لتولي مسؤولية الحرب ضد داعش."


معتبراً أن "هذا من شأنه أن يجعل الوجود الأميركي أقل أهمية أو يؤدي إلى تعاون الاستخبارات الأميركية مع قيادة دمشق."


ولفت التحليل إلى أن "الدبلوماسيين الأمريكيين عمومًا يفضلون التعامل مع دمشق، حيث يرون أن قوات سوريا الديمقراطية هي مهمة عسكرية في المقام الأول وعلاقة مؤقتة وتكتيكية."


وخلُص التحليل إلى أن "الولايات المتحدة لديها فرصة نادرة لإعادة تشكيل سياستها في سوريا بعد عقد من الزمان من سياسة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وبعد عقود من سيطرة نظام الأسد على دمشق. ولكن السؤال الأكبر هو ما إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة تريد العمل بسرعة للقيام بذلك."


ما الذي ينبغي على ترامب فعله كصانع سلام في الشرق الأوسط؟


قال تحليل نشرته مجلة "الشؤون الخارجية" الأمريكية إن "ترامب ساهم في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ولكن لكي يكون صانع سلام قادر على تحويل الشرق الأوسط، فإنه يحتاج إلى المزيد من العمل في القضايا الرئيسية أمامه."


مضيفاً أن "ترامب استهل رئاسته بطموح أن يكون صانع سلام، حيث أكد في خطابه الافتتاحي أن نجاح إدارته سيُقاس ليس فقط بالمعارك التي تفوز بها، ولكن أيضًا بالحروب التي تنهيها وتلك التي تتجنبها."


وأشار التحليل إلى أنه "في غزة، تختلف وجهات نظر إسرائيل وحماس حول ما هو مطلوب لتحقيق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من شأنها إنقاذ الرهائن المتبقين وإنتاج وقف إطلاق نار دائم. وفي الوقت نفسه، تعمل إيران على تسريع برنامجها النووي وبالتالي، تواصل طهران تهديد إسرائيل وجوديًا."


وأوضح التحليل أنه "يتعين على ترامب معالجة كل مشكلة على حدة. فكل من المشكلتين خطير في حد ذاته، والبرنامج النووي الإيراني يشكل أحد أكبر التهديدات للأمن العالمي. وإذا أصبحت إيران دولة نووية، فمن المرجح أن تسعى المملكة العربية السعودية إلى امتلاك القنبلة النووية أيضًا."


واعتبر التحليل أن هذا "هو ما يضيف المزيد من الخطر إلى واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبًا بالفعل. ولكن أسهل طريقة للتعامل مع غزة وإيران ربما تكون معالجة الأمرين معا."


ولفت التحليل إلى أنه "من المرجح أن يفرض ترامب ضغوطًا اقتصادية أكبر مع استخدام التهديد باستخدام القوة الإسرائيلية، بدعم من واشنطن، لنقل رسالة واضحة إلى الإيرانيين. ويمكن أن يكون هناك حل دبلوماسي، ولكن يجب على إيران اغتنامه لتجنب الضربات العسكرية التي من شأنها تدمير البنية التحتية النووية التي بنتها على مدى السنوات الثلاثين الماضية."


وخلُص التحليل إلى أن "ترامب قد يعمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وإنشاء مسار إلى الدولة الفلسطينية، دون إطلاق أي رصاصة. وإذا كان جاداً بشأن موقفه في صنع السلام، فيتعين عليه أن يقترح هذا النهج على نتنياهو. وقد تفشل جهوده في نهاية المطاف، لكن احتمالات النجاح اليوم أفضل مما كانت عليه في الماضي."


الصين تدعم الحوثيين وطموحها في الشرق الأوسط يتزايد


قال تحليل نشره "معهد هدسون" إن "الصين عملت على تعزيز علاقاتها مع الحوثيين وغيرهم من الجماعات المناهضة للغرب من خلال تقديم نفسها كبطلة للجنوب العالمي، وإقامة علاقات استراتيجية من خلال الدعم الاقتصادي والعسكري لتحدي هيمنة الولايات المتحدة."


وأضاف التحليل أن "دعم الصين للحوثيين لا يعزز قدرة الجماعة على زعزعة استقرار المنطقة فحسب، بل إنه يهدد أيضاً طرق التجارة العالمية ويشجع الجهات المعادية لأميركا على تحدي النفوذ الأميركي." 


لافتًا إلى أن "لدعم الصين أهمية خاصة. وذلك لأن الضربات الإسرائيلية،  وانهيار حزب الله، وسقوط نظام الأسد، أضعفت الداعم الرئيسي للحوثيين، إيران."


وأوضح التحليل أنه "لمواجهة التعاون بين الصين والحوثيين، يتعين على الولايات المتحدة تعزيز تعاونها الأمني مع الشركاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل لحماية طرق التجارة، وتعطيل سلاسل الإمداد الحوثية من خلال العقوبات المستهدفة، وزيادة الضغوط الدبلوماسية على بكين."


وأشار التحليل إلى أن "اعتماد طهران على بكين تزايد مع انهيار الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات المنهكة وسلسلة من الهزائم الإقليمية. كما تلاشى هدير التحدي الإيراني للغرب ليتحول إلى همسة من الاحترام لبكين."


واعتبر التحليل أن "العلاقة بين الصين وإيران أصبحت "شراكة استراتيجية". لكن هذه الشراكة تبدو بشكل متزايد وكأنها شريان حياة مرتبط بشروط. حيث تعمل بكين على تشديد قبضتها، والاستفادة من النفوذ الاقتصادي والسياسي للسيطرة على موارد إيران وصنع القرار."


 مضيفًا أن "الصين لا تدعم طهران فحسب. بل تستغل هشاشة النظام لتعزيز المصالح الصينية."


وأردف التحليل أن "الحكومة الصينية ذات التوجه التجاري ترى في يأس إيران فرصة لتعزيز دورها كوسيط قوي في الشرق الأوسط. كما أنه من خلال تقديم شريان حياة مالي وأسواق بديلة لإيران، تسمح الصين لإيران بتجاوز العقوبات الغربية والحفاظ على نظامها."


وخلُص التحليل إلى أنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تغلق ثغرات العقوبات من خلال استهداف الكيانات الصينية المتورطة في تسهيل تجارة النفط الإيرانية والتدفقات المالية. وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع حلفائها في الشرق الأوسط لتقديم بديل واضح للنفوذ الصيني وتعزيز التزامها بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة."


كيف ستؤثر الصين على قرار موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا


قال تحليل نشرته "صحيفة جنوب الصين الصباحية" إن "الكرملين يواجه معضلة صعبة بين توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع كييف وفقًا للشروط الأمريكية أو مواصلة العملية العسكرية ومواجهة عقوبات صارمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي."


وأضاف التحليل أنه "قبل اتخاذ أي قرار، سيتعين على القيادة الروسية النظر في موقف الصين. فقد نمت العلاقات الاقتصادية الروسية الصينية بشكل كبير منذ عام 2022، عندما شن الكرملين غزوه واسع النطاق لأوكرانيا. وأصبحت الصين السوق الرئيسية لمنتجي الوقود الأحفوري الروس نتيجة للعقوبات التي فرضها الغرب بعد تحركات روسيا في أوكرانيا."


وأشار التحليل إلى أنه "من المتوقع أن تواجه صادرات النفط الروسية عقبات كبيرة نتيجة للعقوبات الجديدة، حيث قد تضطر الصين إلى تقليل كمية النفط الروسي التي تستورده وتعالجه. ونتيجة لذلك، لن يكون أمام بكين خيار سوى زيادة وارداتها من النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا."


وأوضح التحليل أنه "رغم خلافاتها العديدة مع الولايات المتحدة، لا يبدو أن الصين على استعداد لتعريض علاقاتها للخطر من خلال تجاهل العقوبات ضد روسيا. لذلك، من غير المرجح أن يتمكن الكرملين من الاعتماد على استمرار الأعمال كالمعتاد مع الصين. حيث ستحد العقوبات من رغبة بكين في شراء وتكرير النفط الروسي، مما سيضر بصادرات روسيا النفطية ويؤثر سلبًا على اقتصادها."


لافتًا إلى أنه "قد يُجبر الكرملين قريبًا على التفاوض مع ترامب بشأن أوكرانيا، رغم أنه لم يحقق أيًا من الأهداف التي أعلنها بوتين في 24 فبراير 2022."


وأردف التحليل أن "فرض عقوبات على روسيا إذا رفض بوتين التفاوض لإنهاء الحرب يعني المزيد من المتاعب لاقتصاد البلاد وعلاقاتها الطاقوية مع الصين. حيث سيكون من الصعب على روسيا مواصلة الحرب بدون حياد الصين الداعم لروسيا والدخل من صادرات الوقود الأحفوري."


وخلُص التحليل إلى أنه "من المرجح أن تسترشد تحركات موسكو المستقبلية بالأهداف العسكرية والسياسية وكذلك الحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي لروسيا على المدى الطويل."


ترامب ينبغي أن يعطل شراكة موسكو وطهران


قال تحليل نشرته صحيفة "ذا هيل" إنه "بالرغم من أن الإدارة الأمريكية الجديدة تأتي إلى السلطة حاملة معها العديد من البنود الملحة على جدول أعمالها، فإن الشراكة بين موسكو وطهران تحتاج إلى اهتمام سريع قبل أن تؤدي إلى تهديدات والمزيد من الحرب."


وأضاف التحليل أن "اتفاقية الدفاع والتعاون الجديدة بين روسيا وإيران تمثل الخطوة التالية في لعبة طويلة الأمد لتحويل ميزان القوى العالمي بعيداً عن الولايات المتحدة وحلفائها. "


وأوضح التحليل أنه "يتعين على ترامب إعادة فرض جميع العقوبات التي رفعتها إدارة بايدن وتوجيه مجتمع الاستخبارات بشكل عاجل لتتبع وتحليل وتعطيل الشراكة الإيرانية الروسية. كما يتعين عليه التحرك بشكل أكبر لتقليص القدرة النووية المتنامية لإيران، وتحييد ترسانتها من الصواريخ الباليستية وتدمير وكلائها."


وذكر التحليل أن "المعاهدة الروسية الإيرانية الموقعة حديثًا تعتمد على ترتيب واسع النطاق وتعاون وثيق في التهرب من العقوبات، مما يسمح لموسكو وطهران بالاستفادة من وكلائهما لشراء التكنولوجيا العسكرية الحيوية وتجنب الحظر المصرفي وتجارة النفط مقابل النقود التي تشتد الحاجة إليها."


وأشار التحليل إلى أن "روسيا وإيران تخططان لبناء المزيد من المفاعلات النووية الروسية في إيران، حيث دربت روسيا الآلاف من الفيزيائيين والمهندسين النوويين الإيرانيين الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من البرنامج النووي العسكري الإيراني."


واعتبر التحليل أنه "على الرغم من هذه التطورات، تجد إيران نفسها في وضع اقتصادي ودفاعي محفوف بالمخاطر. وبدلاً من انتظار تعافي النظام الإيراني، يتعين على إدارة ترامب أن تعالج بسرعة هذا التهديد المُلح".


وخلُص التحليل إلى أن "إيران، كانت بمثابة شوكة في خاصرة الولايات المتحدة لعقود من الزمان. والفشل في إخضاع طهران الآن لن يسمح لها إلا بمواصلة برنامجها المنسق مع الصين وروسيا لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب وتقويض الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا والعالم."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا