دولي

منظور دولي: التهديد الإقليمي الحوثي مستمر فما هو العمل؟

عرض عسكري للحوثيين (إعلام الجماعة)

01-02-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن

منظور دولي 


في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في اليمن، الشرق الأوسط والعالم. شملت التحليلات تأثير إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية على الملاحة البحرية. وتوقعات اشتعال حرب جديدة في اليمن بعد هذا القرار.


كما تناولت التحليلات مغامرة الحوثيين لتأمين بقائهم واكتساب الاعتراف الدولي من خلال هجماتهم على إسرائيل، وتعريض أنفسهم لمواجهة مباشرة معها. وتهديداتهم للإقليم وطُرق الحد منها.  وتطرقت التحليلات لتوقعات نهج ترامب الثاني في الشرق الأوسط. والنهج المزدوج لأمريكا تجاه إسرائيل. بالإضافة للمخاطر المحتملة وإعادة التشكيل الجيوساسي للشرق الأوسط خلال 2025.


إلى التفاصيل..


تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد يصعد هجماتهم على الملاحة البحرية


قال تحليل نشره موقع "المونيتور" الأمريكي المهتم بقضايا الشرق الأوسط، إن "إعادة تصنيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في البحر الأحمر، وزيادة هجمات الحوثيين".


وأضاف التحليل أنه "رغم الهدنة الأخيرة في غزة وإعلان الحوثيين استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، إلا أن شركات الشحن ما زالت مترددة في العودة إلى طرق البحر الأحمر. ومن المتوقع أن يبقى الوضع في البحر الأحمر متوترًا مع استمرار التأثير على التجارة العالمية والطاقة."


وأشار التحليل إلى أنه "رغم تحركات الحوثيين لتهدئة التوترات في منطقة البحر الأحمر، لكن من غير المتوقع أن تعود حركة المرور البحرية في باب المندب إلى طبيعتها في أي وقت قريب."


لافتًا إلى أن "تجارة النفط عبر مضيق باب المندب انخفضت بنسبة 50% بعد أن شنت الجماعة اليمنية هجمات بحرية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية."


وأوضح التحليل أن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في رأس عيسى قبل الإعلان عن الهدنة لا تزال حاضرة في الأذهان، وإعلان تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يضمن استمرار الصراع والمقاومة من جانب الحوثيين، مما سيواصل عرقلة تلك المياه".


واعتبر التحليل أنه "على الرغم من الهدنة في غزة وتعهد الحوثيين بأن يكونوا أكثر انتقائية في استهداف السفن، فإن الوسطاء لا يشعرون بالاطمئنان من رسائلهم. فالحوثيون لديهم سجل من المعلومات القديمة وغير الدقيقة لمهاجمة السفن التجارية. كما أن تفسيرهم لما يجعل السفينة "إسرائيلية" أو لا لايزال غير واضح بناءً على سجلهم حتى الآن".


وخلُص التحليل إلى أن "معدلات التأمين الإضافية المتعلقة بمخاطر الحرب على السفن العابرة لطرق البحر الأحمر من المتوقع أن تنخفض. لكن يجب أن تمر بضعة أسابيع دون وقوع أي أحداث لضمان تعديل المعدلات نحو الانخفاض."


نهج ترامب تجاه الشرق الأوسط في ولايته الثانية


قال تحليل نشره "معهد الشرق الأوسط" إنه "من السابق لأوانه التنبؤ بالنهج الذي قد يتبناه ترامب تجاه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط أو حتى مدى الأولوية التي سيعطيها للمنطقة مقارنة بالقضايا الأخرى المدرجة على أجندته في ولايته الثانية."


 وأضاف التحليل أن "إدارة ترامب أرسلت بعض الإشارات المختلطة وغير المتسقة التي لا توفر الإحساس الواضح بالصورة الكبيرة فيما يتصل بالشرق الأوسط ولكنها تقدم بعض المعاينة لما قد يحدث على ثلاث جبهات رئيسية."


1. الشؤون العربية الإسرائيلية 

قال التحليل إن "ترامب أشار إلى أن هذه القضية تشكل أولوية من خلال تسمية شخصيات رئيسية في فريق الشرق الأوسط في وقت مبكر من فترة الانتقال بعد إعادة انتخابه." 


لافتًا إلى انه "يبدو من الصعب تحقيق تطلعات ترامب لإبرام صفقة تطبيع أوسع بين السعودية وإسرائيل دون خلق مسار موثوق لحل الدولتين."


2. إيران ومحور المقاومة

أشار التحليل إلى أن "إيران تشكل خطراً كبيراً وتفرض العديد من التحديات السياسية، والتعامل مع الملف الإيراني بطريقة متكاملة مع القضايا العربية الإسرائيلية أمر منطقي، وخاصة إذا كانت أميركا تضع نفسها في وضع يسمح لها بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين."


موضحاً أن "أحد الملفات التي تحرك فيها فريق ترامب في أيامه الأولى هو تصنيف الحوثيين مرة أخرى كمنظمة إرهابية أجنبية. بعد تحالفهم مع إيران على تقويض الأمن الإقليمي لسنوات."


3. السياسة الاقتصادية العالمية الناشئة لترامب وتأثيرها على المنطقة

ولفت التحليل إلى أن "أحد الملفات التي تشكل أولوية عالية لإدارة ترامب الثانية هو تجديد العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع القوى الاقتصادية العالمية الكبرى. 


مضيفًا أنه "إذا تحرك ترامب في مياه مجهولة في سياسته الاقتصادية العالمية كما يتوقع الكثيرون، فقد يكون لهذا آثار جانبية كبيرة على علاقات أمريكا في الشرق الأوسط، وخاصة مع الجهات الفاعلة الاقتصادية."


وخلُص التحليل إلى أن "هذه القضايا الثلاث سوف تشكل أجندة السياسة الأميركية الإجمالية في الأشهر المقبلة، ومن السابق لأوانه استخلاص استنتاجات حول الاتجاه الذي تتجه إليه الإدارة الجديدة على هذه الجبهات."


الحوثيون يغامرون ويعرضون أنفسهم لمواجهة مباشرة مع إسرائيل


قال تحليل نشره مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي إن "الهدف النهائي للحوثيين ليس تدمير إسرائيل، ولا الولاء الأعمى لطهران، التي يعرفون أن حظوظها قد تتعثر قريبا. فطموح الحوثيين أكثر براغماتية، وهو تأمين بقائهم، واكتساب الاعتراف الدولي والشرعية."


وأضاف التحليل أن "استراتيجية الحوثيين تتسم بالجرأة المدروسة. فمن خلال إظهار قدرتهم على تحدي حتى أعتى الأعداء، يأملون في إجبار المحاورين المحتملين على التفاوض".


وأشار التحليل إلى أن "أكثر المغامرات جرأة تنطوي على مخاطر. فإسرائيل لا تميل إلى التسامح مع التهديدات. والواقع أن الضربات التي وجهتها ضد وكلاء إيران في سوريا تشكل شهادة على استعدادها للتصرف بحزم ودون تردد. وإذا بالغ الحوثيون في استخدام أوراقهم، فقد يجدون أنفسهم في مواجهة رد عسكري غير مجهزين بما يكفي لتحمله."


وأردف التحليل أن "تصرفات الحوثيين قد تؤدي إلى تنفير حلفائهم المحتملين. من خلال الانحياز بشكل وثيق إلى أجندة طهران أو الظهور بمظهر المتهور في عدوانهم فقد يجدون أنفسهم أكثر عزلة على الساحة العالمية."


معتبراً أنه "في نظر الحوثيين فإن المكافآت تفوق المخاطر إلى حد كبير. فالتقدير والاستقلال والحفاظ على الزعامة هي جوائز تستحق السعي إلى تحقيقها، حتى ولو كان الطريق محفوفاً بالمخاطر."


ولفت التحليل إلى أنه "بالنسبة لصناع السياسات الغربيين، فإن تصرفات الحوثيين تشكل معضلة. وإساءة تفسير عدوانهم باعتباره مجرد تعصب من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع المتقلب بالفعل. وبدلاً من ذلك، لابد من فهم البراغماتية الكامنة وراء تحركاتهم".


نهج ترامب تجاه إسرائيل مزدوج


قال تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه "إذا كان الأسبوع الأول للرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصبه مؤشرا على ما تخبئه له ولايته الثانية، فينبغي لإسرائيل أن تستعد لما يلي من خطوات داعمة في العلن وضغوط كبيرة خلف الأبواب المغلقة."


وأضاف التحليل أن "الأسبوع الأول من رئاسة ترامب يكشف عن نهج مزدوج في الدعم العلني لإسرائيل من خلال الأوامر التنفيذية والضغط على نتنياهو خلف الكواليس بشأن صفقة الرهائن ولبنان."


وأشار التحليل إلى أن "هذا النهج بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيشكل تحديًا. ومن الواضح أن الخطوات الداعمة سوف تحظى بالتصفيق مثل العديد من الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب هذا الأسبوع والتي تفيد مصالح إسرائيل."


لافتًا إلى أن "هذه الخطوات تشمل رفع العقوبات على المستوطنين المتهمين بالعنف ضد الفلسطينيين وعلى المنظمات المؤيدة للاستيطان؛ وإعادة فرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية؛ وتمهيد الطريق لسحب التمويل من الأونروا؛ ووضع الأساس لترحيل الرعايا الأجانب في الولايات المتحدة الذين يدعمون حماس وحزب الله والمنظمات الأخرى؛ وإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية."


وأوضح التحليل أن "كل خطوة بمفردها لها أهميتها، وتزداد أهميتها عندما ننظر إليها كحزمة واحدة. لكن هذا لا يعني أن إدارة ترامب متوافقة مع نتنياهو وحكومته. لأنها ليست كذلك."


وخلُص التحليل إلى أنه "رغم الدعم الذي يقدمه ترامب لإسرائيل، فإن البلدين يشكلان دولتين منفصلتين لهما مصالح متداخلة في كثير من الأحيان، ولكنها لا تتداخل في بعض الأحيان. وعندما لا تتداخل المصالح، فسوف يكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كان نتنياهو قادراً على الوقوف في وجه ترامب بنفس الطريقة التي كان فخوراً بها في الوقوف في وجه أسلافه الديمقراطيين."


التهديد الإقليمي الحوثي مستمر فما هو العمل؟


قال تحليل نشره "معهد واشنطن" إن "التهديد العسكري المستمر الذي يشكله الحوثيون ضد الملاحة الدولية سيظل مصدر قلق ملح على الرغم من إعلان الجماعة عن توقف هجماتها."


وأضاف التحليل أن "الحوثيين سوف يستمرون في استخدام البحر الأحمر وباب المندب كنقاط اختناق استراتيجية لفرض القوة وممارسة النفوذ في الصراعات الإقليمية. ومن المتوقع أن ينشئوا مركزًا لحركة الملاحة البحرية لمراقبة واستجواب جميع السفن المارة، على غرار المركز الذي يديره الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في مضيق هرمز."


وأشار التحليل إلى أنه "حتى لو أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من الطبيعة الانتهازية للحوثيين أو عدائهم للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل."


مضيفًا أنه "على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد المواقع العسكرية للجماعة في اليمن، فإنهم لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تم تزويدها أو تطويرها من قبل إيران."


ولفت التحليل إلى أنه "نظراً لتاريخ الحوثيين في استخدام وقف إطلاق النار لإعادة التجمع وإعادة التسلح، فقد يعتزمون استغلال التوقف الحالي في الأعمال العدائية للتحضير لهجمات مستقبلية. ومن المتوقع أن تساعدهم إيران في توسيع صناعاتهم العسكرية بشكل أكبر وإنتاج تصاميم أسلحة متقدمة بكميات كبيرة بكفاءة واستقلالية."


وأوضح التحليل أنه "يتعين على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ خطوات حازمة على عدة جبهات لتخفيف حدة هذه التهديدات، منها:


- الحفاظ على وجود بحري منسق ومستمر يهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة.


- الاستثمار في التقنيات المتقدمة للكشف وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدابير المضادة.


- فرض عقوبات صارمة على إيران والكيانات الأخرى المتورطة في نقل الأسلحة والموارد إلى الحوثيين.


- إنشاء تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان لتنسيق التدابير الدفاعية والحفاظ على الممر الآمن.


وخلُص التحليل إلى أنه "يجب أيضًا بناء تحالف لمواصلة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران، مع التأكيد على ضرورة توقف طهران عن دعمها العسكري للحوثيين."


قرار ترامب ضد الحوثيين قد يشعل حرباً جديدة في اليمن


قال تحليل نشره "معهد دول الخليج العربية" بواشنطن إن "الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يُعَد من نواح كثيرة، محاولة لحرمان الحوثيين من النصر في البحر الأحمر."


وأضاف التحليل أن "هذا الأمر يهدف إلى إبطال النصر الذي ادعاه الحوثيون بطريقتين. الأولى، والأكثر وضوحًا أن هذا الأمر يهدد باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين، مما يزيد من احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط. والثانية هي إصدار ترامب تعليماته للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بإنهاء علاقاتها مع الكيانات التي دفعت أموالا للحوثيين، أو التي عارضت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين."


واعتبر التحليل أن "هذا الأمر يهدد بتوسيع نطاق الحرب في اليمن. حيث إن سياسة الولايات المتحدة الآن هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر."


موضحًا أن هذا "قد يدفع الولايات المتحدة إلى قطع الدعم عن الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وملاحقة المنظمات والكيانات التي تقدم المساعدات في تلك المناطق. حيث استخدم الحوثيون المدنيين اليمنيين كأدوات لابتزاز المجتمع الدولي، وتحويل المساعدات الإنسانية إلى سلاح."


وأشار التحليل إلى أن "إدارة ترامب تضع فعليا الاعتبارات السياسية قبل المخاوف الإنسانية، وتراهن على أن تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمجاعة بشكل حاد قد يُضعف قبضة الحوثيين على السلطة."


لافتًا إلى أن "كلا الجانبين من الأمر التنفيذي لإدارة ترامب يحملان مخاطر كبيرة. فقد تجد الولايات المتحدة نفسها بسهولة منجرفة إلى حرب أوسع نطاقا في اليمن حيث لا تستطيع إيجاد طريق للخروج منها."


مضيفًا أنه "على نحو مماثل، لا يوجد ما يضمن أن يكون الناس الجائعون في وضع يسمح لهم بالثورة ضد الحوثيين أو أن تكون لديهم الرغبة في ذلك." وخلُص التحليل إلى أن "الحوثيين يمثلون الآن تحديا كبيرا للولايات المتحدة، وأن النهج الحذر معهم لم ينجح.


الشرق الأوسط 2025: إعادة تشكيل جيوسياسي ومخاطر متزايدة


منظور دولي:


يستعد الشرق الأوسط لعام 2025 وسط تحولات جذرية في المشهد الجيوسياسي، حيث تؤثر الحروب الإقليمية والتغيرات السياسية الكبرى على استقرار المنطقة. وفقًا لتحليل نشره "صندوق مارشال الألماني" (GMF)، فإن التوترات بين إسرائيل وإيران، وتصاعد الصراع في غزة ولبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا، كلها عوامل تعيد تشكيل الأعمدة الجيوسياسية للمنطقة، مما يفرض تحديات غير مسبوقة على القوى الدولية والإقليمية.


التحدي الإيراني والضغوط الأمريكية


تُشكل إيران التحدي الأبرز للسياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، حيث تعود واشنطن إلى سياسة "الضغط الأقصى" لمحاولة كبح الطموحات النووية لطهران. في المقابل، يبقى رد إيران غير متوقع، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد اقتصادي وعسكري قد تمتد تداعياتها إلى المنطقة بأكملها.


سوريا بعد الأسد: فراغ السلطة وتداعياته


مع رحيل الأسد، تلوح في الأفق مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم. الولايات المتحدة، التي أوضح رئيسها الجديد مرارًا عدم رغبته في الانخراط في سوريا، قد تترك عبء إعادة الإعمار على عاتق أوروبا والخليج وتركيا. بينما تسعى أوروبا لتأمين عودة اللاجئين، تخشى أنقرة من تصاعد التهديدات الإرهابية أو تفاقم الفوضى في الشمال السوري.


مستقبل غزة وإسرائيل والنظام الإقليمي


في ظل استمرار التصعيد في غزة وتوجه الحكومة الإسرائيلية نحو استبعاد أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين، يبدو أن جهود الإدارة الأمريكية لتعزيز اتفاقيات التطبيع تواجه عقبات كبيرة. فبينما تسعى واشنطن لتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، يبقى غياب حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عاملًا معقدًا يُعرقل جهود إحلال الاستقرار.


الصين وروسيا: تعزيز النفوذ في ظل الفراغ السياسي


مع انشغال الولايات المتحدة بملفاتها الداخلية والتزاماتها العالمية الأخرى، قد تجد روسيا والصين فرصًا لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط، سواء من خلال التعاون العسكري والاقتصادي أو من خلال تعطيل الأولويات الأمريكية في المنطقة.


ما الذي يحمله 2025 للشرق الأوسط؟


بحسب التحليل، فإن الشرق الأوسط يمنح الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة لإحداث تحول استراتيجي، لكنه يحمل أيضًا مخاطر زعزعة الاستقرار. فبينما قد تؤدي توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والتوصل إلى تفاهمات مع إيران إلى تعزيز دور واشنطن، فإن ذلك يتطلب قيادة حازمة وقدرة على مواجهة التعقيدات الإقليمية، خاصة في ظل تزايد الضغوط من إسرائيل وحلفاء واشنطن المحافظين.


في النهاية، يبقى الشرق الأوسط في 2025 عند مفترق طرق، حيث سيتحدد مستقبل المنطقة بناءً على توازن القوى، والتحركات الدبلوماسية، ومدى قدرة الأطراف الفاعلة على التعامل مع الأزمات الناشئة.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا