التقارير الخاصة

حضرموت والمهرة: تصعيد جديد ومطالب قديمة

فعالية جماهيرية في سيئون للمطالبة بإخراج المنطقة العسكرية الأولى، 12 سبتمبر 2022 (أسامة جريدان)

17-09-2022 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

حضرموت | سوث24


تشهد محافظة حضرموت، شرق جنوب اليمن، تصعيداً شعبياً ومجتمعياً في مناطق الوادي والصحراء الغنية بالنفط للمطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وتشكيل قوة حضرمية محلية؛ بالإضافة لمطالب مشابهة في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان.


وعلى الرغم من أنَّ هذه المطالب في حضرموت ليست جديدة، حيث تبنَّتها "الهبة الحضرمية الثانية" أواخر العام المنصرم، إلا أنَّها تتجدَّد اليوم بعد تراجع ملحوظ في نشاط الهبة خلال الأشهر الأخيرة؛ وفي ظل متغيرات داخل وخارج المحافظة.


مُتعلَّق: هل تراجع نشاط «الهبة الحضرمية الثانية»؟


وفي 31 يوليو الماضي، أصدر المجلس الرئاسي في اليمن قراراً بتعيين مبخوت بن مبارك بن ماضي، محافظاً لمحافظة حضرموت. لاحقاً، أعلن البرلماني القريب من المكونات المجتمعية والقبلية تأييده لنشر النخبة الحضرمية في كل المحافظة.


بشكل واضح، أسهمت الأحداث في محافظة شبوة المجاورة وكذلك في محافظة أبين في تعزيز الرغبة الشعبية الحضرمية بإخراج القوات الشمالية من الوادي. لقد أدَّت اشتباكات شهدتها مدينة عتق مطلع أغسطس الماضي إلى إخراج قوات عسكرية ترتبط بالمنطقة الأولى من المحافظة.


حراك شعبي ومجتمعي 


في 22 أغسطس، أعلنت حركة شبابية في وادي حضرموت بدء التصعيد لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المحافظة. الحركة التي تطلق على نفسها اسم "شباب الغضب" قالت إنَّ السيطرة العسكرية والأمنية الشمالية على الوادي يجب أن تنتهي. 


وفي 24 أغسطس، عقدت الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، التابعة للمجلس الانتقالي، لقاءاً تشاورياً مع أعضاء الجمعية الوطنية طالب بتمكين قوات النخبة الحضرمية من الوادي وإخراج القوات الشمالية.


وفي 25 أغسطس، عُقد لقاء تشاوري جمع قيادة الهبة الحضرمية الثانية بمحافظ حضرموت الجديد في مدينة المكلا الساحلية. في اللقاء، أعلن مبخوت بن ماضي تأييده لمطالب الهبة وعلى رأسها نشر النخبة الحضرمية على كافة المحافظة.



لقاء تشاوري جمع قيادة الهبة الحضرمية الثانية بمحافظ حضرموت الجديد مبخوت بن ماضي في مدينة المكلا الساحلية (نشطاء)


مُتعلّق: ما هي أبرز التحديات أمام محافظ حضرموت الجديد؟


وفي ذات اليوم، خرج المئات من أبناء مدينة تريم في وادي حضرموت في فعاليات سلمية للمطالبة بإخراج قوات المنطقة الأولى وتحسين الوضع الخدمي.  وفي 2 سبتمبر انطلقت تظاهرة أخرى بالمدينة في ساحة "الشهيد رامي البر" نادت بذات المطالب. 



ووفقاً لمصادر صحفية ومحلية لـ "سوث24"، منعت نقاط عسكرية تتبع المنطقة الأولى متظاهرين قدموا من مناطق مختلفة بوادي حضرموت من الوصول لمدينة تريم للمشاركة بالفعالية.   


وفي 3 سبتمبر، عُقد لقاء هو الأهم خلال الأشهر الأخيرة في منطقة الغرف بوادي حضرموت، جمع هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، كتلة حلف وجامع حضرموت، قيادة الهبة الحضرمية وشخصيات مجتمعية وقبلية ونسوية.



وحذَر اللقاء من "خطر محدث يتمثل بانهيار المنظومة الأمنية بشكل كامل في المحافظة". واتهم المنطقة العسكرية الأولى بمحاولة تفجير الأوضاع وارتباطها بالحوثيين. كما أقر ببدء برنامج تصعيدي في مديريات الوادي والصحراء للمطالبة بإخراج قوات المنطقة.


وجدَّد اللقاء المطالب بتشكيل "قوات دفاع حضرموت" بقوام 25 ألف جندي.


وفي السابع من سبتمبر التقى قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن صالح محمد طيمس بعدد من قادة وضباط المنطقة بسيئون، وشدد طيمس على "ضرورة متابعة الجاهزية القتالية ، ورفع درجة اليقظة الامنية والعسكرية ، وضرورة الالتزام والانضباط وعدم الانجرار وراء اي استفزازات"، وفقا لوسائل إعلام محلية. 


وفي 8 سبتمبر شهدت مديرية القطن تظاهرة شبابية سلمية في "ساحة الحرية" حذَرت من استمرار تواجد قوات المنطقة العسكرية الأولى وأكدت على ضرورة تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون المحافظة. 




وفي ذات اليوم، أقيم حفل خطابي نسوي في منطقة "مشطة" في مدينة تريم طالب بتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض وتحسين الوضع الخدمي والمعيشي بحضرموت. 



حفل خطابي نسوي في سيئون للمطالبة بإخراج قوات المنطقة الأولى (نشطاء)


وفي 10 سبتمبر، نفذ أبناء مديرية حورة ووادي العين مسيرة سلمية بالدراجات النارية في إطار برنامج التصعيد الشعبي في مديريات الوادي والصحراء. وجدَّدت الفعالية التي جابت شوارع المدينة المطالبات بإخراج قوات المنطقة الأولى. 


وفي 11 سبتمبر، شهدت منطقة "هينن" التاريخية بمديرية القطن مسيرة سلمية دعا لها المجلس الانتقالي الجنوبي طالبت بوضع الحلول لمشاكل المعلمين ورفع الإضراب، وأكدت على المطلب الشعبي الرئيسي تجاه المنطقة الأولى. 




 وفي 12 سبتمبر، رفع المئات في مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، أعلام دولة اليمن الجنوبي وهتفوا بشعارات مناوئة للمنطقة العسكرية الأولى في فعالية جماهيرية سلمية راجلة حضرها قادة محليون منتمون للمجلس الانتقالي. 



وفي ذات اليوم، ناقش اجتماع ضم القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت وقيادة الهبة التصعيد الشعبي بالمحافظة وتشكيل قوة دفاع وادي حضرموت. وجاء الاجتماع مباشرة عقب اجتماع ضم مسؤولين محليين بالوادي بينهم قائد المنطقة العسكرية الأولى.


كما أصدر محافظ حضرموت، في 13 سبتمبر، قرارا بتعيين هشام محمد السعيدي، وكيل المحافظة المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء بدلاً عن عصام حبريش الكثيري المتهم بارتباطه بحزب الإصلاح اليمني. 


وفي 15 سبتمبر، انطلقت مسيرة سلمية في مديرية شبام بوادي حضرموت أدانت "الاستفزازات التي تمارسها قوات المنطقة العسكرية الأولى" ضد أبناء المحافظة. كما خرج المئات في مديرية السوم، في ذات اليوم، للمطالبة بإخراج المنطقة الأولى.



كما جابت، في 16 سبتمبر، مسيرة جماهيرية شوارع مديرية القطن في الوادي وسط هتافات مناهضة لقوات المنطقة الأولى.



وفي 17 سبتمبر، عبَّرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماع بالعاصمة عدن، عن دعمها لـ "الحراك الشعبي" في وادي حضرموت والمهرة.


وفي الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر الجاري التقى القيادي بحزب الإصلاح، صلاح باتيس بمحافظ حضرموت، وفقا لصورة ثنائية نشرها الأول على صفحته على فيسبوك. وعلّق قائلا "قريبا سيسمع العالم صوت حضرموت". وبعد يومين من وصوله إلى المحافظة، طُلب من باتيس مغادرة المحافظة فورا، وفقا لمعلومات تحصّل عليها سوث24. 


المهرة


وإلى الشرق من حضرموت، لم تكن محافظة المهرة المجاورة بعيدة عن الزخم الشعبي في جارتها الغربية؛ فقد شهدت هي الأخرى سلسلة من التظاهرات السلمية التي طالبت بإخراج القوات الشمالية من المحافظة، وإحلال قوة مهرية بدلاً عنها، وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤون محافظتهم عسكريا وأمنيا.


مُتعلَّق: من يسيطر على الأوضاع العسكرية في المهرة؟


وفي 2 سبتمبر، خرجت مسيرة في مدينة الغيضة، عاصمة المهرة، للمطالبة بتمكين أبناء المحافظة، لتتبعها مسيرة جماهيرية أخرى، 3 سبتمبر، في مديرية حصوين نادت بمطالب مشابهة.



وفي 4 سبتمبر، خرجت تظاهرة سلمية بالسيارات في مديرية حوف، رفعت شعارات وعلم دولة الجنوب. في المقابل، أفادت وسائل إعلام محلية عن انتشار مسلحين تابعين للشيخ القبلي علي سالم الحريزي، في 12 سبتمبر، بعد تهديدات أطلقها الأخير ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف بقيادة السعودية. 



وفي 16 سبتمبر، شهدت مديرية "قشن" فعالية جماهيرية حاشدة وسط حضور نسائي للمطالبة بتمكين أبناء المحافظة. وشدد المسؤول بالانتقالي الجنوبي حسان بلحاف خلال الفعالية، على أنّ المهرة لن تقف إلا مع مشروع "الدولة الجنوبية".


ومن المرشح أن تزداد وتيرة التصعيد الشعبي في محافظتي حضرموت والمهرة خلال الأيام القادمة مع اقتراب القوات الجنوبية من وادي حضرموت وتمركز وحدات منها على تخوم مديرية العبر.


مُتعلَّق: هل تتقدم القوات الجنوبية باتجاه وادي حضرموت؟


وكان عضو المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، قد أعلن في لقاء متلفز، سيبث لاحقاً، العزم على الاتجاه نحو المحافظتين الهامتين بعد تأمين محافظتي شبوة وأبين.


وتشهد محافظتا أبين وشبوة عمليات عسكرية للقوات الجنوبية تستهدف "الجماعات الإرهابية". ويعتقد محللون أنَّ التوجه نحو وادي حضرموت، الذي يعتبر معقلا قديما للقاعدة، ضرورة أمنية لتكامل هذه العمليات وتحقيق أهدافها.


مُتعلق: هجوم أحور: رسالة متوحشة تكشف عن أزمة وجودية للقاعدة


                                                                                                                         


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

الكلمات المفتاحية:

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا