قادة الدول المشاركة بقمة جدة (واس)
16-07-2022 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | جدَّة
انعقدت، السبت، في مدينة جدة بالسعودية، القمة العربية الأمريكية للأمن والتنمية بمشاركة الولايات المتحدة، السعودية ودول الخليج، مصر، الأردن والعراق، وبغياب اليمن.
وفي القمة، التي سبقها لقاءات ثنائية متعددة بين قادة الدول، أكد الزعماء على مواقف موحدة تجاه العديد من الملفات والقضايا، على رأسها البرنامج النووي الإيراني، مكافحة "الإرهاب"، وأمن الممرات المائية الدولية.
كما تضمنت خطابات القادة التأكيد على توطيد العلاقات العربية الأمريكية المشتركة، والتعاون الأمني الاستراتيجي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. وبحثت القمة مصالح الدول المشاركة.
عودة أمريكية قوية
وفي خطابه أمام القادة العرب بجدة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن "لن تبتعد عن الشرق الأوسط، ولن تسمح بوجود فراغ قد تملؤه روسيا أو الصين". وتحدث الرئيس الديمقراطي، الذي وصف استقباله في جدة بالـ "الباهت" عن "رؤية أمريكية واضحة لما يجب القيام به في الشرق الأوسط".
كما أعلن عن "عهد تعاون جديد في المنطقة يضم أعضاء جدد بمن فيهم إسرائيل"، مؤكداً "التزام واشنطن بدعم الحلفاء في الدفاع عن أمنهم".
وأعرب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقادة عرب آخرون، عن الأمل في أن "تؤسس قمة جدة لعهد جديد من الشراكة العربية والأمريكية".
إيران
احتلت الجارة إيران حيزاً لافتاً ومتوقعاً من الاهتمام والتركيز في قمة جدة، لا سيما من الجانبين الأمريكي والسعودي. ودعا البيان الختامي للقمة طهران إلى "التعاون الكامل لإبقاء منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وقال بايدن إنَّ أمريكا "سوف تتصدى لتهديدات إيران ولن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي"، متهما طهران بـ "زعزعة استقرار المنطقة"، ومعلناً أن واشنطن ستقوم "بتعزيز الدفاعات الجوية والإنذار المبكر لمواجهة التهديدات من الجو".
ودعا محمد بن سلمان إيران إلى "التعاون مع دول المنطقة والكف عن التدخل بشؤون الآخرين". وطالب الأمير السعودي القوي طهران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص برنامجها النووي.
كما تضمنت خطابات كل من ولي عهد الكويت وملك البحرين مطالبات مشابهة لإيران بخصوص برنامجها النووي.
وقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إنَّ "بغداد تدعم مسار المفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط". وأكد أمير قطر موقف بلاده "الثابت" بتجنيب المنطقة "سباق التسلح النووي".
ورحَّب بايدن بالدور الذي يقوم به العراق في جمع السعوديين والإيرانيين على طاولة مفاوضات في بغداد.
اليمن
بعكس كل دول المنطقة والإقليم، غابت اليمن التي دخلت الحرب فيها عامها الثامن عن قمة جدة للأمن والتنمية، بالرغم من تواجد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في مدينة جدَّة.
وكانت وكالة سبأ الرسمية قد أعلنت عن لقاء وحيد جمع العليمي بوزير الخارجية الأمريكي ناقش تمديد الهدنة في اليمن ومكافحة الإرهاب.
وفي البيان الختامي للقمة، لم تكن الأزمة اليمنية حاضرة بالشكل المتوقع، حيث اكتفى البيان بالترحيب بالهدنة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في البلاد. وأعرب البيان عن أمل قادة الدول المشاركة بالتوصل لحل سياسي في اليمن "وفقاً للمرجعيات الثلاث".
واكتفى قادة القمة في خطاباتهم بالتأكيد على أهمية الهدنة في البلاد، ودعم جهود الحل السياسي.
وقال بايدن إن اليمن بفضل الهدنة "تعيش فترة سلام لأول مرة منذ 7 سنوات"، مؤكداً أن واشنطن "ستعمل مع الرياض ومسقط لإيجاد حل سياسي في اليمن". وأعلن عن موافقة سعودية على تمديد الهدنة في البلاد.
ولم يفوّت محمد بن سلمان تجديد موقف الرياض في دعم "جميع الجهود الهادفة لحل سياسي في اليمن".
أمن الملاحة البحرية
حذَر الرئيس الأمريكي من تعريض أمن الملاحة الدولية في المنطقة للخطر. وقال إنَّ "حرية الملاحة في البحر الأحمر أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية".
وطالب ملك البحرين بتفعيل عمل القوات البحرية المشتركة لحماية الملاحة الدولية في مضيقي هرمز وباب المندب.
وكان بيان أمريكي سعودي مشترك، سبق القمة، قد رحب بـ "قوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثاً للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر". كما رحب البيان بتولي الرياض قيادة هذه القوة.
مكافحة الإرهاب
ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة أيضاً كان على رأس قائمة أجندات قمة جدة. وقال الرئيس الأمريكي إن "واشنطن عازمة على القضاء على منابع ومصادر الإرهاب في الشرق الأوسط.
وأكد بايدن على أنَّ الولايات المتحدة "ستواصل عملها في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة". وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السياسي، إنَّ "مخاطر انتشار الإرهاب أصبحت أكثر تهديدا مع ازدياد الأزمات العالمية".
ودعا السيسي "داعمي الميلشيات والمرتزقة إلى مراجعة حساباتهم". وقال إن "الأمن القومي المصري وما يرتبط به خطوط حمراء لا تهاون فيها".
كما شدد رئيس الوزراء العراقي على ضرورة "وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب بالمنطقة".
القضية الفلسطينية
في المجمل، توافق قادة الدول المشاركة على أن حل الدولتين هو الحل الأنسب للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد البيان الختامي للقمة على "ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
وقال الرئيس المصري إنَّه "يجب إنشاء" دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967". كما أكَّد الملك الأردني على ضرورة "الحل العادل للقضية الفلسطينية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية".
ودعا الأمير القطري إسرائيل إلى "وقف بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس".
مصالح متبادلة
بشكل أساسي، كانت المصالح المتبادلة بين قادة المشاركة في قمة جدة هي المحور الحقيقي للقمة.
لقد أعلنت الولايات المتحدة عن حضورها القوي مجدداً في المنطقة، بعد فتور العلاقات مع دول المنطقة وتزايد الاهتمام الأمريكي بمناطق أخرى من العالم مثل شرق آسيا حيث الصين.
كما حصلت واشنطن على زيادة في الإنتاج النفطي السعودي، حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان، في خطابه، أن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي إلى 13 مليون برميل يومياُ.
في المقابل، عزَّزت السعودية مجدداً من موقعها المفترض كقائدة للمنطقة الخليجية والعربية وكلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، وربما العالم.
كما حصلت الرياض على مزيد من التأكيدات والالتزامات الأمريكية بضمان أمنها وأمن الجارة أبوظبي. وكانت السعودية والإمارات قد تعرضتا خلال الفترات الأخيرة لهجمات غير مسبوقة شنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.
أما بالنسبة للعراق، فقد عاد رئيس الوزراء الكاظمي ببشرى النور والطاقة إلى بلاده بعد توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين شبكتي الخليج وجنوب العراق، بالإضافة لمزيد من الدعم الأمني لضمان عدم عودة داعش.
كما حصلت مصر على موقف قوي موحد يدعمها في نزاعها على مياه النيل مع إثيوبيا. وأكد البيان الختامي لقمة جدة على دعم "الأمن المائي المصري". وكان الرئيس السيسي قد طالب خلال القمة بـ "إعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي".
ووقع الرئيس الأمريكي وملك الأردن على مذكرة مساعدات للأخيرة بقيمة 1.45 مليار دولار.
أما بالنسبة لسلطنة عمان التي اكتفى سلطانها بإرسال ممثله الخاص، لا تبدو المكاسب واضحة غير أنَّ مسقط أكدَّت على حضورها الخليجي والعربي مجدداً وعلى العلاقة الجيدة مع جيرانها. كما حظيت السلطنة باعتراف ضمني من بايدن بتأثيرها على اليمن.
وشاركت قطر في القمة بعد سنوات من القطيعة بينها وبين السعودية وبقية دول الخليج بعد تحسن العلاقات مؤخراً بينها وبين الرياض وأبوظبي.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
مصادر: (واس، إعلام الدول المشاركة)
قبل 3 أشهر