متحدث الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي (وكالة إرنا)
Last updated on: 15-12-2025 at 6 PM Aden Time
سوث24 | عدن
لم تتأخر إيران كثيرا عن التعبير عن قلقها ومخاوفها من العملية الأمنية والعسكرية "المستقبل الواعد" التي نفذتها القوات الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة في جنوب اليمن، في الثالث من ديسمبر الحالي، حيث وصفت الخارجية الإيرانية هذه التطورات بأنها تتماشى مع سياسات إسرائيل.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية إسماعي بقائي، خلال مؤتمر صفحي، الأحد (14 ديسمبر)، أن الإجراءات التي قامت بها القوات الجنوبية “تتماشى مع سياسات إسرائيل”، ويجب أن تشكّل“مصدر قلق لدول غرب آسيا”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
ودعا المسؤول الإيراني إلى الحوار وحماية وحدة أراضي اليمن.
وردا على ذلك قال الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عمرو البيض، الإثنين، إن اعتراضات إيران على عمليات مكافحة الإرهاب والجهود الرامية إلى تعطيل طرق تهريب مليشيا الحوثي تثير “تساؤلات جدية”، مؤكداً أن مواجهة التطرف يجب أن تكون أولوية مشتركة لا موضع خلاف.
وأضاف البيض، على (منصة إكس)، أن “الاصطفاف إلى جانب أطراف تسعى إلى زعزعة الاستقرار لا يؤدي إلا إلى تقويض الأمن الإقليمي وسيادتنا”، مؤكداً أن الجنوب “لن يساوم أبداً على هذه القيم، وسيضع دائماً مصالح شعبه في مقدمة أولوياته”.
وتُظهر التصريحات الإيرانية قلقا واضحا من إجراءات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة. حيث يرى خبراء أنها ستقطع عن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران أهم مسار لتهريب الأسلحة الإيرانية، والذي تستخدمه الجماعة منذ سنوات، مستغلة تواطئ أفراد من المنطقة العسكرية الأولى التي تم إخراجها من المحافظتين.
كما أنّ من شأن استقرار أهم شريط ساحلي يربط جنوب اليمن بسلطنة عمان، أن يقوّض أي مساعي لاستهداف الملاحة البحرية، والاتجار بالمخدرات، ويخنق الحوثيين وإيران اقتصاديا وماليا، كما أشارت لذلك صحيفة "سيود دوتشه" الألمانية منذ أيام.
وتقول القوات الجنوبية إن عمليتها العسكرية الأخيرة في حضرموت والمهرة كانت تهدف إلى تأمين المناطق وقطع طرق التهريب التي تستخدمها ميليشيا الحوثي لنقل الأسلحة الإيرانية عبر ممرات صحراوية شاسعة تمتد باتجاه سلطنة عمان.
ويوم الخميس الماضي، قطعت ميليشيا الحوثي طريقاً رئيسياً يربط بين محافظتي البيضاء وأبين، بالتزامن مع اجتماع بين عضو المجلس القيادي الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ومحافظ البيضاء، والذي شدد على ضرورة "تحرير" المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويعتقد الباحثون أن هذه التحركات تعكس حالة من الارتباك داخل الجماعة. وصرح الخبير في الشؤون اليمنية فارع المسلمي لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية (FAZ) بأن التطورات العسكرية في الجنوب وظهور قيادة موحدة هناك قد "أثارت مخاوف واضحة داخل القيادة العسكرية للحوثيين".
وأشار إلى أن الجماعة تدرك أنّ التحولات في ميزان القوى قد تحد من قدرتها على المناورة أو استخدام المناطق الجنوبية لتهريب الأسلحة والأشخاص، كما حدث في الماضي.
وجاءت تصريحات الخارجية الإيرانية في الوقت الذي تحدث فيه بقائي عن أولويات إيران الأمنية الإقليمية، مؤكداً سعي طهران إلى "توافق إقليمي" لمعالجة بؤر التوتر، بينما انتقد ما وصفه بـ"التدخل الأمريكي المستمر" في الشؤون الإقليمية، وألقى باللوم على سياسات واشنطن في تفاقم عدم الاستقرار.
واليوم الإثنين، استقبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، رئيس مجلس النواب - المنتهية ولايته - سلطان البركاني، في القصر الرئاسي بالعاصمة عدن، حيث ناقش اللقاء مستجدات الأوضاع السياسية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في "المحافظات المحررة"، وفقا لما نقله إعلام المجلس الانتقالي.
وبحسب ما أُعلن، جرى خلال اللقاء استعراض جهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب والتصدي لعمليات تهريب الأسلحة إلى مليشيا الحوثي، إلى جانب بحث تنسيق الجهود والمواقف المشتركة الهادفة إلى تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وفي اللقاء الذي حضره وزير الدفاع اليمني وشخصيات عسكرية وسياسية أخرى، قال إعلام المجلس أنّ اللقاء استعرض المهام التي نفذتها القوات الجنوبية لتأمين وادي وصحراء حضرموت والمهرة "للقضاء على بؤر الإرهاب فيه وقطع خطوط التهريب".
كما جدد الزُبيدي التأكيد على جاهزية القوات المسلحة الجنوبية للمشاركة في تحرير مناطق شمال اليمن عند توفر الإرادة الجادة، منتقداً في الوقت ذاته تقاعس "بعض القوى داخل مجلس القيادة الرئاسي" واعتمادها على الخطاب الإعلامي دون تحرك فعلي على الأرض، محملاً هذا التقاعس مسؤولية إطالة أمد الصراع وزيادة معاناة المواطنين.
وتزامن هذا مع انطلاق عملية “الحسم”، اليوم، في محافظة أبين، والتي أعلنت عنها القوات الجنوبية ضمن مسار عملياتها العسكرية المستمرة لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتأمين محافظات جنوب اليمن، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية ومحاولات زعزعة الاستقرار.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه جنوب اليمن حراكاً شعبياً متواصلاً في عدد من المحافظات، وسط تشديد القيادة الجنوبية على أن أمن الجنوب “خط أحمر”، وأن أي ترتيبات سياسية أو ميدانية يجب أن تنطلق من واقع السيطرة الميدانية ومطالب الشارع.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
Previous article