التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: تزايد السخط الشعبي في عدن وسط وعود فارغة للرئاسي

الاحتجاجات في مدينة عدن، 28 أبريل 2025 (Amr Alalby)

Last updated on: 02-05-2025 at 2 PM Aden Time

حصاد الأسبوع (26 أبريل – 1 مايو 2025)


تصاعدت حدة المعاناة في العاصمة عدن خلال الأسبوع الأخير من أبريل، في ظل تفاقم الأزمات الخدمية التي دفعت بعشرات المحتجين إلى الشوارع، بالتزامن مع وعود كلامية للمجلس الرئاسي ووسط أنباء عن تغيير مرتقب لرئيس الوزراء اليمني.


وخرجت الإثنين مظاهرات حاشدة في مناطق أبرزها كريتر، تنديدًا بانقطاع الكهرباء المتواصل الذي بلغ 22 ساعة يوميًا، وتردي الخدمات. وأيدت قوات الأمن مطالب المحتجين، محذّرة من استغلال المظاهرات للمساس بالمصالح العامة والخاصة.


وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي يستمر فيه تراجع العملة المحلية لمستويات قياسية. حيث سجل الدولار الأمريكي الإثنين الماضي، 2535 ريالًا بينما بلغ الريال السعودي 667 ريالًا بحسب بيانات مركز سوث24، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات ويزيد من تفاقم معاناة المواطنين.


وفي تطور لافت، حمّل المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الثلاثاء، بشكل مباشر كلًا من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك، مسؤولية ما وصفه بـ"الانهيار الممنهج"، داعيًا إلى عودتهما من الخارج، ومعلنًا عن مؤتمر صحفي مرتقب لكشف "الحقائق".


وفي محاولة لاحتواء الغضب، زار  رئيس الوزراء محطة كهرباء الحسوة يوم الأربعاء، معلنًا إجراءات طارئة لتأمين الوقود بالتنسيق مع السعودية والإمارات، مشددًا على أن ملف الكهرباء "مسؤولية وطنية مشتركة". من جانبها، دعت الجمعية الوطنية الجنوبية إلى تدخل حكومي فوري، منددة بتسييس الخدمات.


من ناحيته، وضمن وعوده المتكررة، أكد اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي - غاب عنه لأول مرة عضو المجلس عيدروس الزبيدي - عن التزامه في دعم إجراءات البنك المركزي لتحقيق الاستقرار النقدي، ودراسة خطة لدفع الرواتب وتشغيل الكهرباء، وفقا لوكالة الأنباء الحكومة سبأ.


سياسيًا، جدّد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي، يوم الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية لحرب 1994، التمسك بخيار "استعادة الدولة الجنوبية"، محذرًا من إعادة فرض "مشاريع الاحتلال".


وفي خضم هذه التوترات، كشف مصدر خاص لـ"سوث24" أن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك غادر عدن إلى الرياض، دون توضيح الأسباب. وسبق أنّ كشف مصدر مطلع لـ "سوث24" الأسبوع الماضي، عن توافق في المجلس الرئاسي على تغيير رئيس الوزراء الحالي. وتداولت مصادر يمنية أسماء بديلة لبن مبارك، بينها، وزير التخطيط والتعاون والدولي والاتصالات د. واعد باذيب، ووزير المالية الحالي، سالم بن بريك.


انخراط عسكري بريطاني لافت


على الصعيد العسكري، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تنفيذ حوالي 800 ضربة جوية منذ منتصف مارس ضد أهداف حوثية، أسفرت عن مقتل مئات، بينهم خبراء في الطائرات المسيّرة والصواريخ، وأدت إلى انخفاض هجمات الجماعة بنسبة 69% على السفن و55% على الطائرات.


وفي تطور بارز، نفّذت بريطانيا للمرة الأولى منذ مارس هذا العام غارات مشتركة مع الولايات المتحدة، استهدفت منشآت حوثية لصناعة الطائرات المسيّرة جنوب صنعاء، قالت لندن أن الحوثيين يستخدمونها في الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.


وقال رئيس الوزراء البريطاني أن الغارات على الحوثيين تأتي لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، بينما عبّرت روسيا عن قلقها إزاء التصعيد ودعت عبر سفارتها في الرياض إلى العودة للحوار واستئناف العملية السياسية.


وسبق لبريطانيا أن شاركت في التحالف العسكري متعدد الجنسيات الذي تأسس في ديسمبر 2023 بمبادرة أميركية تحت مسمى "حارس الازدهار" للتصدي لهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.


ولم يعلّق الحوثيون على الهجوم البريطاني حتى الآن. وتتوقع مصادر دبلوماسية غربية تحدثت لـ "سوث24" أن الحوثيين لا يزالون يدرسون الرد. 


من ناحيته شنّ الجيش الأمريكي عشرات الغارات خلال هذا الأسبوع استهدفت ميناء رأس عيسى – حيث أصيب ثلاثة بحارة روس – ومواقع للحوثيين في صنعاء، صعدة، عمران، الجوف، والحديدة الساحلية.


في المقابل، واصلت جماعة الحوثي توسعة عملياتها، معلنة استهداف قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية بصواريخ فرط صوتية، وتنفيذ هجمات على تل أبيب وعسقلان، إضافة إلى محاولة استهداف حاملة الطائرات "ترومان". وزعم الحوثيون بإسقاط طائرة أمريكية من طراز F-18، قالت البحرية الأمريكية أنها سقطت في البحر جراء فقدان السيطرة عليها أثناء جرها على سطح حاملة الطائرات "يو.إس.إس. هاري ترومان".


وتصاعد التوتر بين الحوثيين والجيش الأمريكي، مع اتهام الجماعة لواشنطن بشن غارة على مركز إيواء في صعدة يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل 68 مهاجرًا، معظمهم أفارقة. الحادثة قوبلت بإدانات من منظمات دولية، بينها الهجرة الدولية، والصليب الأحمر، والمبعوث الأممي، الذين دعوا لتحقيق شفاف واحترام القانون الدولي. وأكدت الهجرة الدولية عدم وجودها في المركز المستهدف.




ضغوط واتهامات متبادلة


في سياق الحملة الغربية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الخميس، فرض عقوبات جديدة على شركات وسفن متورطة بنقل الوقود إلى الحوثيين عبر رأس عيسى، في مسعى لتجفيف مصادر تمويلهم. في المقابل، اتهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي واشنطن بالفشل، متوعدًا باستمرار إغلاق الممرات البحرية من البحر الأحمر حتى بحر العرب.


المجلس الرئاسي من جهته، اتهم الحوثيين بعسكرة المياه الإقليمية، واستجلاب العقوبات، مجددًا دعوته لترك المشروع الإيراني والانخراط الجاد في السلام.


وفي تطور استخباراتي، كشف الرئيس الصومالي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، عن رصد تعاون مباشر بين الحوثيين وكلٍّ من حركة الشباب وداعش، وتبادل شحنات أسلحة وطائرات مسيّرة، مؤكدًا اعتراض بعضها في الصومال.


وفي مؤشر على اتساع التهديدات البحرية، كشفت هيئة التجارة البحرية البريطانية أن الحوثيين منعوا مغادرة سفن مرخّصة من ميناء رأس عيسى، وأجبروها على تغيير مسارها بالقوة، مع إطلاق نار تحذيري وعمليات تفتيش.


وفي الداخل، أعلنت وزارة الاتصالات الحوثية يوم الأحد (27 أبريل) عن مهلة لتسليم أجهزة "ستارلينك" حتى 1 مايو، مهددة بمصادرتها، في خطوة تُفسّر كتعزيز للرقابة على الإنترنت.


مستجدات ميدانية وأمنية


السبت 26 أبريل: أحبطت القوات الجنوبية محاولة تسلل حوثية في كرش. كما أُصيب طفلان برصاص قناص حوثي في محافظة تعز.


الأحد 27 أبريل: اعترضت البحرية الأمريكية طائرتين مسيّرتين للحوثيين قبالة سواحل حصوين، المهرة.


الإثنين 28 أبريل: ضبطت قوات الحزام الأمني 14 مهربًا على صلة بقيادات حوثية في رأس العارة، وأوقفت قوات العمالقة الجنوبية شحنة ذخائر متجهة للحوثيين.


الثلاثاء 29 أبريل: أصدرت محكمة عدن أحكامًا بالسجن على 12 متهمًا بالتخابر مع الحوثيين وتنفيذ "عمليات إرهابية". وفي مأرب دعت وزارة الداخلية لرفع الجاهزية الأمنية تحسبا لأي تحركات للحوثيين. في حين قصفت مليشيا الحوثي أحياء سكنية غرب تعز.


الأربعاء 30 أبريل: أعلنت مكافحة المخدرات بالمهرة إتلاف 4 أطنان من الحشيش و200 كغ من الشبو، واحتجاز 12 شخصًا من جنسيات إيرانية وأجنبية.


الخميس 1 مايو: قالت مصادر عسكرية لمركز سوث24 أنّ جنديين من القوات الجنوبية استشهدا وأصيب خمسة آخرون في اشتباكات عنيفة مع مليشيا الحوثيين في جبهة الحد بيافع. وقال المصدر انّ القوات الجنوبية أفشلت عمليات اختراق متكررة للحوثيين يومي الأربعاء والخميس.


اقتصاديا حذّرت نقابة الصرافين الجنوبيين يوم الإثنين من قرار البنك المركزي بتجميد بيع وشراء العملات، مشيرة إلى تداعيات القرار على السوق السوداء وثقة المواطنين، ودعت إلى تشكيل لجنة مستقلة لتقييم أداء البنك منذ 2015.


وفي ملف منفصل أعلنت وزارة الخارجية اليمنية يوم السبت 26 نيسان/أبريل عن إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق. أقيم حفل رسمي في مقر السفارة تم خلاله رفع العلم اليمني فوق مبنى السفارة.


لقراء مزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:


Yemeni Presidential Council (PLC) Meets in Riyadh Amid Aden’s Service and Economic Crisis

Southern Forces Thwart Houthi Attacks on Yafa border

Southern Transitional Council Holds PLC Chairman, PM Responsible for Aden’s dire condition

Houthis Give Citizens Until May 1 to Surrender Starlink Devices, Warn of Confiscation

Protests Erupt Again in Aden Over Electricity and Currency Crises

IOM Says it Had No Presence in Saada Migrant Facility Allegedly Targeted by US Strike; Houthis term it a War Crime

Yemen Reopens Its Embassy in Damascus After Years of Closure


- حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية من مركز سوث24 للأخبار والدراسات لتسليط الضوء على أبرز التطورات في المشهد اليمني.

Shared Post
Subscribe

Read also