التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: حضرموت تؤكد هويتها الجنوبية

جماهيرة غفيرة شاركت في فعالية (حضرموت أولا) التي دعا لها الانتقالي الجنوبي في المكلا، 24 أبريل 2025 (الصورة: مركز سوث24)

Last updated on: 25-04-2025 at 8 PM Aden Time

حصاد الأسبوع (19- 24 أبريل)


شهدت مدينة المكلا بحضرموت، الخميس، حدثًا جماهيريًا استثنائيًا، إذ احتشد عشرات الآلاف في ساحة الحرية في المدينة، لإحياء فعالية "حضرموت أولًا" التي نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي بالتزامن مع الذكرى التاسعة لتحرير ساحل المحافظة من تنظيم القاعدة وتأسيس قوات النخبة الحضرمية.


وقد توافدت حشود جماهيرية غفيرة من مختلف مديريات الساحل والوادي في مشهد غير مسبوق عكس حجم الزخم الشعبي خلف مطلب "توحيد القرار الحضرمي وتثبيت الهوية السياسية للمحافظة تحت إطار السقف الجنوبي". 


وبدأت الفعالية في صباح الخميس بعرض عسكري مهيب نظمته قوات النخبة الحضرمية، شارك فيه عدد من الألوية والوحدات العسكرية التابعة للمنطقة الثانية، حيث استعرضت تشكيلاتها قدراتها القتالية وانضباطها العالي.


وجاء البيان الختامي لفعالية "حضرموت أولًا" في المكلا ليعكس توجها حاسما ضد ما وصفه بمحاولات إعادة إنتاج أدوات "نظام الاحتلال والإرهاب"، معتبرًا أن تاريخ 24 أبريل يمثل رمزًا لرفض الوصاية والتبعية.


وأكد البيان على الدعم الكامل لقوات النخبة الحضرمية، مشددًا على ضرورة تعزيز قدراتها العسكرية، وتزويدها بأسلحة نوعية وطائرات مسيّرة، وتمكينها من فرض السيطرة الكاملة على كافة مناطق حضرموت بما في ذلك وادي حضرموت.


كما دعا البيان المجلس الرئاسي اليمني إلى الإسراع في تنفيذ مصفوفة مطالب حضرموت، واعتبرها الحد الأدنى من الحقوق المشروعة لأبناء المحافظة. وطالب المشاركون بـتحديث هوية قوات النخبة الحضرمية، بما يشمل إزالة رموز النظام السابق، بما يعكس استقلال القرار الحضرمي.


وفي الفعالية وصف اللواء أحمد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الفعالية بـ"الحدث المفصلي"، معتبرًا أن الوقت قد حان لإنهاء ما وصفه بـ"العبث في حضرموت". وأشار إلى أن المحافظة، رغم ثرواتها، تعاني من تدهور كبير في الخدمات، خصوصًا الكهرباء والأجور، متهمًا المجلس الرئاسي بالفشل، وداعيًا التحالف العربي للتدخل بموجب الفصل السابع لتوفير الخدمات.


كما أشار إلى قرب انتشار قوات النخبة الحضرمية في وادي حضرموت، ووجه انتقادات حادة للقوى التي تحاول تمثيل التغيير بواجهات متطرفة كداعش والقاعدة، مؤكدًا أن هذه القوى "محرّم عليها مس حضرموت". 


وفي رسالة ذات دلالة سياسية، صرّح بن بريك أن الدولة القادمة للجنوب يجب أن تُسمى "دولة حضرموت العربية المتحدة"، داعيًا كافة المكونات السياسية والقبلية، وعلى رأسها الشيخ عمرو بن حبريش، إلى الاصطفاف خلف المشروع الحضرمي.


ويأتي هذا الحراك الشعبي وسط استمرار المشاورات السياسية التي يقودها اللواء أحمد بن بريك، لتحويل "مؤتمر حضرموت الجامع" من إطار حقوقي إلى كيان سياسي فاعل. وقد التقى بن بريك هذا الأسبوع بعدد من القيادات المحلية، بينها قيادات من حزب الإصلاح وممثلين عن المكونات النسوية، والشباب والأطراف المجتمعية. 


على الصعيد الإقليمي، تزامنت هذه التطورات مع لقاء محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي بالسفير الأمريكي لدى اليمن عبر تقنية الفيديو، حيث جرى بحث سبل التعاون في مكافحة الإرهاب. وجددت السفارة الأمريكية دعمها لأمن واستقرار المحافظة، داعية المكونات المحلية إلى تغليب الحوار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات، وعلى رأسها التهديد الحوثي المتصاعد. وعقب اللقاء غادر بن ماضي إلى المملكة العربية السعودية.


من ناحيته أقام وكيل محافظة حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع، عمرو بن حبريش، حفلا منفردا لبعض أنصاره في الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت. رافضا بذلك دعوة اللواء أحمد بن بريك الذي وجهها له للمشاركة في العرض العسكري الذي حضره كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الحضارم.


وجدد بن حبريش على أهمية الحكم الذاتي لحضرموت. وعبّر في كلمة تداولها نشطاء مقربون منه عن مساعيه لتحويل حضرموت إلى نقطة جذب لكل اليمنيين.



التصعيد الأمريكي - الحوثي


لا تزال المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين تتصاعد. إذ أعلن الحوثيون اسقاط 7 طائرات مسيرة أمريكية طراز MQ-9 خلال شهر أبريل و22 طائرة مسيرة منذ بدء المواجهات وفقًا للمتحدث العسكري للجماعة. كما أعلنوا في بيان لاحق أنهم استهدفوا حاملتي الطائرات الأمريكيتين "ترومان" و"فينسون" في البحر الأحمر، إلى جانب مواقع إسرائيلية في عسقلان وإيلات وحيفا.


هذا التصعيد الميداني تزامن مع تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إسقاط الحوثيين سبع طائرات أمريكية مسيّرة منذ مارس، بينها واحدة سقط حطامها مؤخرًا في البحر الأحمر.


وفي سياق متصل، أطلق الحوثيون سلسلة تهديدات مباشرة لكل من السعودية والإمارات، على لسان القيادي محمد البخيتي، محذرين من الرد في عمق أراضيهما في حال فُتحت جبهات داخلية ضد الجماعة. كما شملت التحذيرات بريطانيا وفرنسا.


ومع بروز تقارير بشأن عملية برية محتملة ضد الحوثيين، قالت مصادر عسكرية لمركز سوث24 أنّ الحوثيين زرعوا كميات كبيرة من الألغام الأرضية حول ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر، تحسباً لهجوم بري محتمل. هذا التصعيد تزامن مع وصول تعزيزات حوثية ضخمة يوم الإثنين، تضم مئات المقاتلين، إلى مناطق المواجهات. 


وفي سياق متصل، نشرت القيادة المركزية الأمريكية الإثنين، مشاهد لتجهيز طائرات حربية على متن حاملة الطائرات ترومان، مؤكدة استمرار العمليات العسكرية "على مدار الساعة". 


وفي تطور إضافي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن إصدار أوامر مباشرة بتوسيع العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وأبلغ الكونغرس رسميًا بتحريك قوات ومعدات قتالية إلى المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدفاع عن القوات الأمريكية وحرية الملاحة. وأوضح ترامب أن الضربات استهدفت قادة حوثيين ومنشآت عسكرية، مؤكدًا استمرار العمليات حتى زوال التهديد بشكل كامل.


دبلوماسيًا، اتهمت الخارجية الأمريكية شركة "تشانغ قوانغ" الصينية بتقديم دعم تقني لهجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية، ووصفت ذلك بأنه يعكس "زيف الخطاب الصيني بشأن السلام"، داعية إلى محاسبة بكين على تورطها غير المباشر في زعزعة أمن المنطقة. ولم ترد الصين على هذه المزاعم.


وكخطوة عكسية للعقوبات التي تفرضها واشنطن على الجماعة اليمنية، اتخذ الحوثيون أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، مهدي المشاط، قرارا بحظر بيع وتداول البضائع الأمريكية في الأسواق اليمنية خلال ثلاثة أشهر، متوعدًا بإجراءات صارمة ضد أي خرق لهذا القرار. 


كما ربطت السفارة الأمريكية لدى اليمن بين تأمين البحر الأحمر والتوصل إلى حل سياسي شامل. فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى اليمن هانس غروندبرغ عن "قلق بالغ" من استهداف البنية التحتية في اليمن بعد قصف الولايات المتحدة لميناء رأس عيسى النفطي الخاضع لسيطرة الحوثيين، محذرين من تسربات نفطية وتداعيات إنسانية خطيرة.


من ناحيته التقى غروندبرغ الخميس في مسقط مع كبار المسؤولين العُمانيين وأعضاء من قيادة الحوثيين. وقال مكتب غروندبرغ أن اللقاء ناقش أهمية استقرار الوضع في اليمن ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف. من ناحيته قال متحدث الحوثيين، محمد عبد السلام، أّن لقاء مسقط ناقش تجنب التصعيد والعودة لمسار السلام.


الهجمات المتبادلة مع الحوثيين


الفئة

التفاصيل الرئيسية

التاريخ

المواقع

الغارات الأمريكية على الحوثيين

نحو 76 غارة

·        19 – 25 أبريل

صنعاء، صعدة، الجوف، الحديدة حجة، عمران، مأرب، المحويت، تعز

هجمات الحوثي على الأهداف الأمريكية

إسقاط  طائراتين مسيرتين أمريكية نوع  MQ-9

هجومان على حاملتي الطائرات ترومان وفينسون

·        السبت والأربعاء

 

·        الإثنين والأربعاء

حجة وصنعاء

 

البحر الأحمر

هجمات الحوثي على الأهداف الإسرائيلية

 

·        الإثنين

 

·        الأربعاء

عسقلان وإيلات

 

حيفا وتل أبيب

المصدر: مركز سوث24

 

 


إقالة بن مبارك؟


وعلى صعيد متصل، وفي الرياض، عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يوم الثلاثاء، اجتماعًا مع قيادة هيئة التشاور والمصالحة وممثلين عن المكونات السياسية اليمنية. وأكد خلال اللقاء أن هناك تحولًا إيجابيًا في الموقف الدولي تجاه الحكومة الشرعية، مشيرًا إلى توافر عناصر قوة واصطفاف عريض لخوض "معركة الخلاص".


وتأتي لقاءات القوى اليمنية في الرياض، تزامنا مع أنباء متواترة عن توافق داخل المجلس الرئاسي على إقالة رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك، وتعيين رئيسا جديدا للوزرا.  وكانت العلاقة بين رشاد العليمي وبن مبارك قد شهدت توترا خلال الأشهر الماضية. وترجع بعض مصادر سوث24 هذا التوتر إلى قرارت حاسمة أصدرها بن مبارك ضد "لوبيات الفساد" في مؤسسات الدولة والتدخل في قرارات رئيس الوزراء.



الوضع الأمني والعسكري (محليا)


اليوم

التفاصيل

السبت 19 أبريل

عدن: نفت القوات الجنوبية، صحة الأنباء عن منع دخول أبناء الشمال إلى عدن، وأكدت أن الإجراءات الأمنية طبيعية والمواطنين يُعاملون وفقًا للقانون.

عدن: قوات الحزام الأمني ألقت القبض على عدد من المتهمين بترويج وتعاطي المخدرات في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة.

الأحد 20 أبريل

شبوة: تمكنت قوات دفاع شبوة من إسقاط طائرة مسيرة للحوثيين في أجواء مديرية عين، قالت القوة أنها إيرانية الصنع وكانت تقوم بمهام استخبارية.

الإثنين 21 أبريل

عدن: أصدرت المحكمة الجزائية أحكامًا بالإعدام لشخصين والسجن أربع سنوات لثالث متهمون باغتيال القائد كرم المشرقي في 2022.

الحديدة: استهدفت ميليشيا الحوثي قرية "الدنين" في مديرية حيس جنوب المحافظة بصاروخين من نوع كاتيوشا، وفق ما نقلته وكالة "2 ديسمبر".

الثلاثاء 22 أبريل

عدن: أصدرت المحكمة الجزائية حكمًا بالسجن 25 عامًا بحق مدان في قضية اتجار بالمخدرات.

سقطرى: منع دخول القات إلى الأرخبيل مع تنفيذ حملات ميدانية لضبط المروجين.

الخميس 24 أبريل

شبوة: استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين سيارة إسعاف تابعة لقوات دفاع شبوة في مديرية مرخة العليا، مما أسفر عن إصابة سائقها.



الوضع الاقتصادي، الصحي والإنساني


أعلنت الحكومة اليمنية يوم الثلاثاء أنها تجري منذ ستة أشهر مفاوضات مع صندوق النقد الدولي في واشنطن للحصول على قرض مالي ودعم فني.


كشف مكتب الصحة في عدن السبت عن تسجيل نحو 50 ألف حالة اشتباه بالملاريا، وألف حالة إصابة بحمى الضنك منذ بداية العام، بينها 12 وفاة. كما أكد عدم وجود أمراض جديدة وأن الحميات المتفشية موسمية. من جانبه، نفى مدير الترصد الوبائي وجود أي أوبئة جديدة في المدينة.


وعلى الصعيد الإنساني، أفادت قناة CNN السبت، أن سفينة مساعدات أمريكية محملة بالقمح تتجه إلى جنوب اليمن، وسط غياب جهة معتمدة لتوزيعها بعد تعليق التعاون مع برنامج الأغذية العالمي. الخارجية الأمريكية قالت إن الشحنة لن تُهدر وقد يُعاد توجيهها. كما أكدت أن وقف المساعدات في الشمال جاء تجنبًا لوصولها للحوثيين.


وفي سياق آخر، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن أكثر من مليون امرأة في اليمن مهددات بفقدان خدمات الصحة الإنجابية، نتيجة تعليق التمويل الأمريكي وتراجع دعم المانحين الدوليين للأزمة الإنسانية في البلاد.



تفاصيل أوسع باللغة الإنجليزية:


Southern Transitional Council Holds Mass Rally in Mukalla, Hadramout


One Million Yemeni Women at Risk of Losing Reproductive Health Services Following US Funding Cut


Yemeni Government Holds Negotiations with IMF for Loan and Technical Support


Houthis Claim Attacks on Two US Aircraft Carriers, Downplay Impact of US Strikes


Houthis Plant Mines Around Hodeidah Port in Anticipation of Ground Attack



مريم محمد
صحفية ومحررة في مركز سوث24

Shared Post
Subscribe

Read also