Getty Images
05-10-2024 الساعة 8 صباحاً بتوقيت عدن
منظور دولي
في هذا التقرير، يرصد مركز سوث24 للأخبار والدراسات جانبًا من أبرز ما كتب في المجلات والصحف الدولية، حاز الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله على الجزء الأكبر من هذه التغطية حيث شهدت المنطقة توترًا متصاعدًا مع وجود احتمالات لحرب شاملة خصوصًا بعد اغتيال حسن نصر الله وبدء الغزو الإسرائيلي في جنوب لبنان والهجوم الإيراني الأخير بمئات الصواريخ نحو الدولة العبرية. تقول إحدى المواد إن إسرائيل وجدت نفسها في مأزق بين مواجهتها مع حماس واحتمال نشوب حرب مع حزب الله. في الوقت نفسه، تحتفظ إيران بمخزونها العسكري تحسبًا لأي تصعيد محتمل. على الصعيد السياسي، يبدو أن نتنياهو يستغل الوضع لتعزيز حظوظه عبر تصفية خصومه كما يقترح أحد التحليلات. بالإضافة لذلك، تحدثت صحيفة عبرية عن مساعي إسرائيل لتغيير الشرق الأوسط وإسقاط النظام الإيراني.
إلى التفاصيل..
إيران تبتلع الطعم وتقدم فرصة لإسرائيل لتغيير النظام الإقليمي
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الضربات الإسرائيلية في لبنان لم يكن هدفها مجرد القضاء على حزب الله، بل كانت جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير موازين القوى في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل استهدفت حسن نصر الله في محاولة لزعزعة الهيكل المركزي لحلقة النار التي بنتها إيران حول إسرائيل عبر دعمها لوكلائها في لبنان وسوريا واليمن والعراق".
وأضافت الصحيفة في تحليل أن "إسرائيل كانت حذرة في ردود فعلها السابقة نتيجة الضغوط الأمريكية التي حالت دون توجيه ضربة استباقية لإيران. إلا أن التطورات الأخيرة جعلت إسرائيل تغير استراتيجيتها بشكل كبير، محاوِلة استدراج إيران إلى مواجهة مباشرة. إيران، بدورها، لم تستطع مقاومة الطعم وأطلقت ما يقرب من 180 صاروخًا نحو إسرائيل". وهو ما تعتبره الصحيفة نقطة التحول التي ستغير سياسة الاحتواء التي تبنتها تل أبيب على مدى السنوات الماضية.
وزعمت الصحيفة أن "إيران تعاني من نقاط ضعف كبيرة في منظومة الدفاع الجوي، ما يجعلها عرضة للهجمات الإسرائيلية". مضيفة: "هذا الضعف العسكري يصاحبه غضب شعبي كبير في الداخل الإيراني بسبب تدهور الاقتصاد والبطالة ونقص المياه، مما يجعل النظام الإيراني هشاً في وجه الانتفاضات المحتملة".
وتابعت الصحيفة أن "هذه المعطيات تمثل فرصة غير مسبوقة لإسرائيل لتقويض النظام الإيراني بالكامل". مشيرة إلى أن الهجوم الإسرائيلي سيكون شاملاً ويستهدف البنية التحتية الحيوية لإيران، مثل المصافي ومنشآت الطاقة ومراكز الصناعة. كما ستكون هناك هجمات إلكترونية واسعة النطاق تستهدف تعطيل نظام القيادة والسيطرة الإيراني. وبحسب الصحيفة، سيؤدي هذا الهجوم إلى تحريك الشارع الإيراني ضد النظام، وهو ما قد يمهد لانهياره.
واستطردت الصحيفة أن "دخول الولايات المتحدة في الصراع يعزز فرص إسرائيل لتحقيق انتصار شامل". لافتة إلى أن "التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد إيران قد يضم أيضًا دول الخليج العربي والهند، مما يضع إيران في عزلة تامة". وتعتبر الصحيفة أن "هذه الظروف تمثل فرصة تاريخية لإسرائيل ليس فقط لإضعاف إيران عسكريًا ولكن أيضًا لإعادة رسم النظام الإقليمي بما يخدم مصالحها الجيوسياسية."
واختتمت الصحيفة بأن "سقوط النظام الإيراني سيؤدي إلى انهيار العديد من الأذرع العسكرية والوكلاء الذين دعمتهم طهران في جميع أنحاء العالم. وبذلك، فإن إسرائيل قد تحقق نصرًا عالميًا يتمثل في إحلال النظام الجديد [..]"، بحسب وصف التحليل.
مأزق إسرائيل بين حماس وحزب الله
وصف تحليل صادر عن منصة Project Syndicate، إسرائيل بأنها فشلت في التعامل مع حرب غير تقليدية ضد عدو غير تقليدي في غزة. ورأى التحليل أن المرحلة الأكثر حدة في النزاع بغزة أوشكت على الانتهاء، بالرغم من استمرار الأعمال العسكرية اليومية. وعلل ذلك بتحول تركيز إسرائيل نحو الشمال، حيث تهاجم قادة حزب الله وأصوله في لبنان.
ورغم كل ذلك، أشار التحليل أن إسرائيل ما زالت تُفاجأ بالهجمات على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن خطط حماس، والتي لم تُؤخذ على محمل الجد. فقد استمرت الحكومة الإسرائيلية في نشر قواتها في الضفة الغربية، تاركة حدود غزة بدون حماية كافية.
وأوضح التحليل أن الحكومة الإسرائيلية كانت على مدى عقد من الزمن تدعم حماس اقتصاديًا على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين العلاقة معها في إطار التنافس على السلطة الفلسطينية. مضيفًا: "استهدف بنيامين نتنياهو تقسيم الفلسطينيين، ونجح إلى حد ما في إضعاف السلطة الفلسطينية، لكنه فشل في شراء حماس".
تعود جذور فشل إسرائيل، وفقًا للتحليل، إلى عدم رغبتها في وضع ترتيبات أمنية وحوكمة دائمة. فالخوف من أن يتطلب أي حل شامل مشاركة السلطة الفلسطينية وقوة استقرار عربية كان العائق الأساسي. مثل هذا الحل، وفق التحليل، قد يخلق زخمًا نحو إقامة دولة فلسطينية ويعزز الصراعات الداخلية في إسرائيل، مما يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو.
أشار التقرير أيضًا إلى أن تحديد هدف "القضاء على حماس" من قبل إسرائيل يزيد من تعقيد الوضع، حيث إنه هدف لا يمكن تحقيقه بالكامل. وترى المنصة أن فرص الوساطة ستظل ضعيفة إذا لم تتخذ الأطراف الرئيسية قرارًا بالتسوية، خاصة مع تضاؤل فرص حل الدولتين.
إيران تحتفظ بمخزونها العسكري تحسبًا لاندلاع حرب شاملة مع إسرائيل
أشارت صحيفة The Guardian إلى أن قرار إيران بإطلاق 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل يوضح رغبة طهران في إلحاق أضرار كبيرة بالهجوم، الذي وقع ليلة الثلاثاء، على عكس الهجمات التي تم التمهيد لها مسبقًا في أبريل. رغم ذلك، فإن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية في إسرائيل، وفقًا للتقارير الأولية.
وأضافت: "إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية تصل إلى حوالي 3000 صاروخ، وفقًا لتقديرات الولايات المتحدة قبل عامين ونصف. وقد احتفظت طهران بغالبية مخزونها تحسبًا لتصاعد الصراع مع إسرائيل إلى حرب شاملة. ويبدو أن إيران تفضل إبقاء معظم صواريخها في حالة اندلاع حرب طويلة الأمد، حيث أطلقت عددًا محدودًا منها لتجنب استنفاد قدراتها".
الهجوم تضمن إطلاق صاروخ (فاتح-2) الأسرع من الصوت، الذي تصل سرعته القصوى إلى 10,000 ميل في الساعة، مما يجعله من الصواريخ الأكثر تطورًا لدى إيران، وفقًا للصحيفة. وأشارت إلى أن إطلاق عدد كبير من الصواريخ في غضون دقائق كان محاولة جادة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستنزافها.
وطبقًا للصحيفة، فإن الاعتراض الصاروخي في إسرائيل يعتمد على منظومات متطورة مثل "Arrow 3" و"Arrow 2"، اللتان تستخدمان لاعتراض الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى نظام "David's Sling" متوسط المدى. أما نظام "القبة الحديدية" المعروف، فهو مخصص لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة اعتراض صواريخ إيران مكلفة للغاية. فقد بلغت تكلفة الصاروخ الواحد من نظام "Arrow" حوالي 3.5 مليون دولار، بينما وصلت تكلفة صواريخ "David's Sling" إلى مليون دولار لكل صاروخ، مما يعني أن الدفاع ضد الهجمات الباليستية يمكن أن يكلف إسرائيل مئات الملايين من الدولارات.
على النقيض، تكلفة الصواريخ الإيرانية قد تصل إلى 80,000 جنيه إسترليني فقط لكل صاروخ، ما يجعل من الهجمات الإيرانية استراتيجية اقتصادية أكثر فعالية في مواجهة أنظمة الدفاع الإسرائيلية المكلفة.
رغم أن الهجوم الأخير جاء بعد أيام من مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، لم تمنح إيران أي تحذير للدول المجاورة قبل شن الهجوم وفقًا للصحيفة. ومع ذلك، انتشرت تحذيرات من وقوع الهجوم قبل ساعات قليلة من تنفيذه، وذلك بناءً على معلومات استخباراتية أمريكية، يُعتقد أنها جاءت من صور الأقمار الصناعية أو اعتراض الاتصالات.
وأردفت: "في أبريل الماضي، من بين 120 صاروخًا أطلقتها إيران، نجح تسعة فقط في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، مما أدى إلى أضرار طفيفة في قواعد جوية. ويبدو أن الهجوم الأخير قد واجه صعوبات مماثلة، حيث لم تتضح بعد الأضرار التي لحقت بإسرائيل والضفة الغربية جراء الصواريخ".
مخاوف أمنية تدفع أمريكا للاحتفاظ بحاملات الطائرات المتقاعدة
طرحت مجلة National Interest تساؤلات حول سبب عدم قيام البحرية الأمريكية ببيع السفن الكبرى، بما في ذلك البوارج وحاملات الطائرات الـ 105 والسفن الحربية الـ 23 التي خدمت خلال الحرب العالمية الثانية لدول أجنبية، بالرغم من بيعها سفن حربية أخرى. ورجحت المجلة أن سبب عدم البيع يعود إلى مخاوف من أن ذلك قد يكشف عن تصميمات حديثة. وبدلاً من بيعها، تم ترك العديد منها تتآكل ببساطة في الأسطول الاحتياطي لسنوات.
وأشارت المجلة إلى أن البحرية الأمريكية فضلت الاحتفاظ بقدراتها العسكرية لاستخدامها لاحقاً، ولم تبدأ ببيع سفنها إلا بعد الحرب العالمية الثانية. في الوقت نفسه، وتحديداً قبل الحرب العالمية الأولى، كانت بريطانيا تبني سفناً حربية لصالح دول أجنبية، بما في ذلك بلدان في أمريكا الجنوبية، مما أدى إلى سباق تسلح بينهما في أواخر القرن التاسع عشر.
وأضاف التحليل أن الولايات المتحدة بنت أكثر من 1400 سفينة حربية خلال الحرب العالمية الثانية، وأرسلت العديد منها إلى ساحات الخردة، حيث تم إعادة تدويرها واستخدامها في صناعات أخرى مثل شفرات الحلاقة. كما غرقت بعض هذه السفن في الحروب، مثل السفينة (ARA General Belgrano) و"موسكفا" في عام 2022.
وبحسب المجلة، حرصت الولايات المتحدة على عدم بيع سفنها، مما أدى إلى انتهاء حياة بعض البوارج المهنية خارج الخدمة الأمريكية، مثل البوارج التي خدمت في البحرية اليونانية. وذكرت المجلة أن جودة وتكنولوجيا الأسلحة والدروع كانت من الدرجة الأولى، حيث تم بيع السفينتين USS Mississippi (BB-23) وUSS Idaho (BB-24) إلى اليونان في عام 1914، بعد أقل من عام على خدمتهما.
وفي عام 2022، باعت البحرية الأمريكية آخر حاملتي طائرات تعملان بالطاقة التقليدية، وهما USS Kitty Hawk (CV-63) وUSS John F. Kennedy (CV-67) مقابل بنس واحد فقط لكل منهما. وبالمثل، باعت البحرية الأمريكية في عام 2013 حاملة الطائرات العملاقة USS Forrestal (CV-59) لشركة "أول ستار ميتالز" في براونزفيل، تكساس، مقابل بنس واحد، في حين بيعت شقيقتها USS Saratoga (CV-60) بنفس المبلغ لشركة "إيسكو مارين".
ويعكس السعر الزهيد للغاية الواقع الاقتصادي عند بيع سفن عسكرية قديمة للخردة. في هذه الحالات، يتم بيع السفن بأسعار رمزية مثل بنس واحد لأن التكلفة الحقيقية تقع على الشركة التي تشتريها لتفكيك السفن أو إعادة تدوير المواد.
في سياق آخر، وبينما كانت السفينة "CV-63" تستعد للتقاعد، اشترتها الهند. وأشار التحليل إلى أن الصفقة لم تكن جيدة للهند، حيث دفعت 2.3 مليار دولار، ورغم تجديد السفينة، إلا أنها عانت من مشاكل خطيرة وثلاثة حرائق أثرت على موثوقيتها. واختتم التحليل بأن الولايات المتحدة قد تكون غير راغبة في ربط تراثها البحري بأي شكل مع البحريات الأجنبية، حيث تُعد السفن USS Mississippi وUSS Idaho وUSS Phoenix تذكيرات بمصير السفن الحربية الأمريكية المتقاعدة.
نتنياهو يستمتع باغتيال خصومه وتحول حظوظه السياسية
قالت شبكة CNN إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بالانتشاء بعد موجة الاغتيالات التي نفذها في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وأشارت الشبكة إلى تشكيل نتنياهو لحكومة ائتلاف متطرفة في نوفمبر 2022. وقالت إنه كان لدى حزبه الليكود 32 مقعداً في الكنيست، ولكن بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن مقاعد الليكود ستنخفض إلى 17 إذا أجريت انتخابات، لكن هذا الأمر تغير اليوم.
ووفقاً للشبكة، فإنه بعد مرور عام شهد نتنياهو تحولاً ملحوظاً، حيث ارتفعت شعبيته نتيجة الغارات الجوية في لبنان وعمليات الاغتيال في الشرق الأوسط. مضيفة: "بالرغم من استمرار صعوبة تشكيل حزب الليكود للحكومة، إلا أن استطلاعاً للقناة 12 الإسرائيلية أظهر أن الحزب سيفوز بـ 25 مقعدًا".
وقالت الشبكة: "في ظل ذلك، تتهم عائلات الرهائن في غزة نتنياهو بتغليب مصالحه السياسية على المصلحة الوطنية، وهو ما ينفيه. ورغم الانشغال بالحرب في غزة ولبنان واليمن، يستمر نتنياهو في التركيز على المناورات السياسية، حيث ضم منافسه السابق جدعون ساعر إلى الحكومة في خطوة اعتُبرت سياسية بحتة".
ويعتقد التحليل أنه من الصعب تحديد مدى تأثير الاعتبارات السياسية في قرار نتنياهو بتصعيد الحرب في لبنان، رغم أن إعادة المدنيين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال تشكل ضرورة سياسية. وفقاً للخبير في استطلاعات الرأي، شيندلين، قد يكون أحد أهداف نتنياهو هو منح الإسرائيليين شعوراً بالاستجابة بعد الصدمة التي مروا بها قبل عام.
بيني غانتس، المنافس الرئيسي لنتنياهو، والذي احتل حزبه المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، أبدى دعمه للهجمات الإسرائيلية المتصاعدة، مما يعكس قدرة نتنياهو على تحييد معارضيه كما ترى الشبكة. مضيفة: "رغم النشوة التي أعقبت اغتيال حسن نصر الله واحتفال الإعلام بذلك، تعيش إسرائيل فترة كئيبة بسبب التحديات الكبيرة، خاصة مع استمرار أزمة الرهائن".
المواد التحليلية التالية نشرت قبل إعلان حزب الله اللبناني رسميًا مقتل أمينها العام حسن نصر الله.
غزو بري محتمل للبنان قد يدفع نحو الحرب الشاملة
ذكرت مصادر دبلوماسية أميركية في تحليل لموقع Middle East Eye أن إسرائيل "على وشك شن غزو بري على لبنان". وأضافت المصادر: "إنهم يقولون إن الغزو البري ضروري ليس فقط لإعادة الإسرائيليين إلى الشمال، بل أيضًا لمنع استهداف تل أبيب". وأشارت المصادر إلى احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع، نظرًا لكونها الحليف الأقرب لإسرائيل. وذكر الموقع أن واشنطن سبق وأن امتنعت عن حظر توريد الأسلحة للدولة العبرية.
وبحسب الموقع، فإن إدارة بايدن كانت تركز على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة للحد من التوترات الإقليمية. لكن مقتل نصر الله نقل التركيز إلى لبنان و"محور المقاومة" بقيادة إيران. وقال الموقع إنه بعد فشل الجهود الدبلوماسية في غزة، يواجه البيت الأبيض تحديات جديدة. كما أكد مقتل نصر الله على ضعف "المقاومة"، مع المخاوف أن تتجه الأوضاع نحو حرب شاملة إذا هاجمت إسرائيل بيروت.
وفقًا للموقع، يمكن اعتبار اغتيال نصر الله ذروة حملة نتنياهو التي شملت قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، واستهداف كبار قادة حزب الله وتفجير (أجهزة البيجر) في لبنان، وقصف الحوثيين في اليمن.
وصف التحليل تصريح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن الولايات المتحدة لم تكن على علم بالهجوم بأنه اعتراف خطير. وضع هذا الأمر بايدن في موقف محرج كما يرى الموقع، خاصة في أيامه الأخيرة في منصبه. كما أشار فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إلى أن إدارة بايدن تأمل في أن يؤدي قصف إسرائيل لحزب الله إلى دفعه لفك ارتباطه بحماس في غزة.
وبحسب التحليل، دخل بايدن البيت الأبيض بهدف خفض التوترات مع إيران وإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، مع إنهاء الحروب في اليمن وتخفيف العقوبات على إيران. بينما انخرطت إدارة بايدن بشكل متردد في الصراع ضد حلفاء إيران مثل الحوثيين، لم تُظهر إسرائيل، بدعم الأسلحة الأميركية، أي تردد في هذا السياق.
في ختام التحليل، أفاد محللون ومسؤولون سابقون بأن المسؤولين الأميركيين كانوا يأملون في تقليل خطر حرب إقليمية من خلال تقليص قدرات حزب الله الصاروخية، وهو أمر مفيد لإسرائيل والولايات المتحدة، لكن الغزو البري لا يُعتبر كذلك.
هل يؤدي مقتل حسن نصر الله إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي؟
تساءلت صحيفة The Guardian حول ما إذا كان مقتل حسن نصر الله بغارة إسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى إحياء الاتفاق النووي، وذلك في ظل توترات إقليمية مستمرة على مدى 11 شهراً. ووصفت الصحيفة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حزب الله في لبنان بأنها قد تحمل تداعيات عميقة على العلاقات بين طهران وواشنطن. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والتي ركزت على أن الأيام المقبلة قد تحدد مصير الشرق الأوسط، إلا أن هذه التصريحات قد تكون مبالغة، حيث يبقى رد فعل إيران هو العامل الحاسم في هذا السياق.
وقالت الصحيفة إنه في حال ردت إيران بقوة على إسرائيل، قد تعرض مصداقيتها للخطر، إذ طالما سعت طهران إلى تجنب مثل هذه المواقف الحرجة. ومع ذلك، قد تدفع البراغماتية إيران إلى اتخاذ موقف أكثر هدوءاً وتجنب التصعيد، خاصة إذا كانت تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة وعدم ربط أي رد عسكري بوقف إطلاق النار في غزة. التحليل أشار أيضاً إلى أن أي رد عسكري إيراني على إسرائيل يجب أن يكون ذا دلالة قوية، حيث تدرك إيران تمامًا أنها ستواجه جيشًا إسرائيليًا يتمتع بتفوق تكنولوجي واستخباراتي، وقد تم الكشف عن مدى اختراق إسرائيل لحزب الله وربما حتى داخل إيران نفسها.
وتناول التحليل أيضاً جهود وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وأبدى رئيس هيئة التفتيش النووي، رافائيل جروسي، دعمه لمحاولات إيران هذه، معتبرًا أن الوقت قد يكون مناسبًا لاستئناف المحادثات حول الملف النووي الإيراني.
في الجانب الآخر، دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، المسلمين لدعم الشعب اللبناني وحزب الله في مواجهة إسرائيل، وهو ما اعتُبر رسالة دبلوماسية موجهة للولايات المتحدة تُظهر عجزها عن كبح جماح حليفها الإسرائيلي كما تقول الصحيفة. وتناول التحليل أيضاً موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي استغل الدعم الأميركي ليعلن وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، لكنه تراجع عن ذلك بعد إعلانه، مما أثار استياء واشنطن. ورغم ذلك، واصلت الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لإسرائيل.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة تواجه خيارات محدودة في التعامل مع هذه التطورات، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية. أما على الجانب الإسرائيلي، فإن نتنياهو يتمتع بشعبية كبيرة داخليًا، ويصر على تحقيق نصر كامل، وقد يحاول استغلال تردد إيران لتحقيق مزيد من السيطرة على الأوضاع في المنطقة.
مقتل حسن نصر الله قد يؤدي إلى حرب شاملة
تساءلت صحيفة بوليتيكو الأمريكية ما إذا كان مقتل حسن نصر الله في الغارات الإسرائيلية ليلة أمس سيؤدي إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن حاولت تفادي سيناريو كارثي مماثل في الشرق الأوسط، حيث قد يؤدي هذا التصعيد إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة للتهدئة، وقد يزيد من التوترات بين بايدن ونتنياهو.
ووفقًا لمسؤولين نقلت عنهم الصحيفة، أوضح بايدن غضبه من نتنياهو ووصفه بأنه لا يريد التوصل إلى سلام مع حماس أو حزب الله، ويضع أهدافه السياسية قبل إرادة شعبه. وقال المسؤولون إن بايدن يشعر بالإحباط بسبب تكرار إذلال نتنياهو لإدارته ولوزير الدفاع أنتوني بلينكن بسبب تقويض مفاوضات السلام علناً في غزة ولبنان.
وبحسب التحليل قال نتنياهو في البداية للمسؤولين الأميركيين إنه يؤيد وقف القتال مع الجماعة المسلحة المتمركزة في لبنان (حزب الله)، ثم رفض اقتراح وقف إطلاق النار بشكل قاطع بمجرد الإعلان عنه.
ووصفت الصحيفة هذا التحول أنه أحدث مثال على أن نتنياهو يتراجع عن كلمته بمجرد تعرضه للرد من العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته التي كانت تتحكم في مصيره السياسي. فيما رفض البيت الأبيض طلبات التعليق.
ولفت التحليل إلى أن مقتل نصر الله، إذا تحقق، سيكون من أكبر الضربات التي توجهها إسرائيل إلى حزب الله خلال عقود. وعلق فراس مقصاد، مدير الاستراتيجيات في "معهد الشرق الأوسط"، بأن هذا التصعيد يمثل خطرًا كبيرًا قد يدفع الجميع نحو حرب شاملة.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات