11-10-2020 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| بكين
أعلنت بكين أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا خلال لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في تينغشونغ (جنوب غرب الصين)، إلى إنشاء "منصة حوار متعدد الأطراف" لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط، وشكك محللون خليجيون بنوايا بكّين وقدرتها على اللعب كوسيط في منطقتهم.
وأكد وزيرا خارجية الصين وإيران اللذان التقيا السبت في مدينة تينغشونغ، أنهما متحدان في الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، ودانا "الأحادية" و سياسة "الترهيب" التي تتبعها الولايات المتحدة.
ويشهد الشرق الأوسط توترا شديدا بين إيران والسعودية خصوصا بسبب الحرب في اليمن والنفوذ الإيراني في العراق أو الدعم السعودي لسياسة "الضغوط القصوى" الأميركية على طهران.
ونقل بيان لوزارة الخارجية الصينية نشر مساء السبت عن وانغ يي قوله "في مواجهة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف في مجال الأمن، تقترح الصين إنشاء منصة لحوار متعدد الأطراف وإقليمي".
وأوضح أن "جميع الأطراف المعنية يمكن أن تشارك بمساواة من أجل تحسين التفاهم المتبادل من خلال الحوار ومناقشة الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل المشاكل الأمنية".
والشرط المسبق الوحيد الذي وضعه وانغ يي هو الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني الدولي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر هذا النص غير كافٍ لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وكبح سلوك طهران المتهمة "بزعزعة" الاستقرار في الشرق الأوسط. وقد انسحب من الاتفاق وأعاد فرض كل العقوبات الأميركية التي رفعت في 2015. وبدا البلدان مرات عدة على شفير مواجهة مباشرة.
وقال وزير الخارجية الصيني إن بكين "تعارض أي عمل أحادي الجانب يقوض الاتفاق (النووي) وستواصل العمل على تطبيقه"، داعيا إلى تعزيز التعاون مع إيران "للدفاع عن التعددية" و"التصدي للترهيب".
وفي تغريدة على تويتر، أشاد وزير الخارجية الإيراني السبت بـ"المناقشات المثمرة" التي سمحت بتعزيز العلاقات الثنائية في مجال التعاون الإقليمي أو اللقاحات ضد كوفيد-19 أو الدفاع عن الاتفاق النووي.
وقال ظريف "رفضنا الأحادية الأميركية ومحاولات الولايات المتحدة إقامة عالم أحادي القطب".
وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن ظريف الذي تعد بلاده الأكثر تضررا في الشرق الأوسط من وباء كوفيد-19، هنأ الصين أيضا على "إنجازاتها الرائعة" في مكافحة فيروس كورونا المستجد.
نوايا أخرى
ويرى محللون سياسيون خليجيون أن الصين ربما لديها نوايا أخرى من طرح هكذا فكرة.
المحلل السياسي البحريني إبراهيم النهام، رأى لموقع "الحرة" الأمريكية، إنّ "الصين دولة تحمل نوايا سيئة، وتبحث فقط عن مصلحتها في المنطقة والحصول على موطئ قدم فيها".
وأضاف: "هذه المبادرة سلبية وتمنح شرعية للنظام الإيراني ...، أعتقد أن مسألة تطبيق هذه الفكرة مستحيلة، خصوصا وأن الإعلان عنها جاء على هامش اجتماع وزير الخارجية الصيني مع نظيره الإيراني، وهذا سبب يكفي لإثبات سوء النية".
وأشار النهام إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تملك دولة موثوق بها تاريخيا في الوساطات الدولية، مردفا: "سلطنة عمان أحق بهذا الدور من الصين".
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تحذر من «حرب باردة» واتجاه خطير بين أمريكا والصين
في المقابل، يؤكد المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي لموقع "الحرة"، أنّ بكين تحاول مغازلة النظام الإيراني بهذا المقترح.
وأضاف: "من الواضح أن الصين ترغب بتسريع الاتفاقية الاستراتيجية مع إيران بعد هذا التصريح ... وهذه نقطة تحتسب ضد بكين بوقوفها مع النظام الإيراني، رغم العلاقات التي تملكها مع دول مجلس التعاون الخليجي".
حرب عالمية
وكان وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، حذّر من أنه يجب على الولايات المتحدة والصين أن تضعا حدوداً للمواجهة، وإلا فإن العالم سيجد نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" Bloomberg عن كيسنجر (97 عاماً) قوله، خلال جلسة نقاش افتراضية، نظمها النادي الاقتصادي بنيويورك، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة والصين، اللتين يمكن أن يسمى نزاعهما بـ"حرب باردة جديدة"، يجب أن ترسما حدود المواجهة، مشدداً على أنه دون ذلك يستحيل تحقيق خفض عام للتصعيد.
وقال وزير الخارجية الأميركي الأسبق: "يمكنكم القول إن هذا الأمر مستحيل تماماً. لكن إذا كان هذا مستحيلا تماما، فسنجد أنفسنا في وضع مشابه للحرب العالمية الأولى".
وكانت مجلة صينية بارزة قد أشارت، يوم 22 سبتمبر الماضي، أنّ خبراء الشرق الأوسط اكتشفوا تحولًا في التركيز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقيع اتفاقية مؤخرًا بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لتطبيع العلاقات، مشيرة إلى أنّ تغيّر التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة الصراع على عدن وخليجها والبحر الأحمر.
وبحسب المجلة الصينية الإلكترونية "ثنك تشينا" فإنّ "القضايا في المستقبل ستدور حول الانقسام بين العرب والإسرائيليين والأمريكيين من جهة وإيران من جهة أخرى".
وأظهر تقرير المجلة الذي كتبه الأكاديمي الصيني البارز، ما هايون، وهو أستاذ مشارك في علم التاريخ بجامعة "فروستبورج" الأمريكية، وترجمه سوث24، قلقاً صينياً من هذه التطورّات، ملوّحاً بإمكانية تصعيد الصين للأمور في هذه المنطقة.
- المصادر: وكالة الصحافة الفرنسية، قناة الحرة، سوث24، العربية
قبل 3 أشهر