التقارير الخاصة

معهد إسرائيلي يرجّح تدخل مصر وعودة الإمارات لكبح جماح تركيا في اليمن

22-07-2020 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| تلأبيب


ذكر معهد إسرائيلي بارز أن هناك دلائل على أنه من المرجح أن تكون اليمن المسرح القادم للتدخل التركي بسبب موقعها الاستراتيجي. خصوصا عقب انسحاب الإماراتيين من جنوب اليمن، مرجحا تدخل مصري وعودة إماراتية. 

وقال معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي في ورقة قدمها الباحث الإسرائيلي في شؤون تركيا الحدثية هاي إيتان كوهين ياناروكاك إلى أنّ مغامرة تركيا الناجحة في ليبيا تُعد جزءًا من شبكة من الأنشطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمنذ عام 2017، افتتحت تركيا قواعد عسكرية في الصومال وقطر وحاولت إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سواكن السودانية".

يقول المعهد الإسرائيلي أنه وعلى الرغم من حقيقة أن تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تشتركان في نفس الرؤية تجاه التدخل الإيراني في اليمن، إلا أنّهم فشلوا في الاتحاد تحت مظلة سنية واحدة. 


وأرجع المعهد السبب الأساسي لذلك إلى "التنافس المستمر بين تركيا والمملكة العربية السعودية على قيادة العالم السني، حيث بلغ الاحتكاك بين الاثنين ذروته في 2018 عندما قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. منذ ذلك الحين اندلعت التوترات التركية السعودية في العلن."


وأشارت الورقة التي نشرتها عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضا، وترجمها سوث24 أن "انسحاب القوات الإماراتية الداعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي شكّلت فرصة للتدخل التركي في اليمن."


الإخوان وتجنيد الخبراء


وذكرت الورقة أن "أردوغان أشار في 16 سبتمبر 2019، إلى نيته التدخل في الحرب الأهلية اليمنية. على الرغم من أن الرئيس التركي تحدث بشكل غامض ولم يحدد ما إذا كان يرغب في العمل عسكريا أم من خلال القوة الناعمة، إلا أنه انتقد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لعدم هزيمتها للحوثيين وتحويل الحرب الأهلية إلى مأساة إنسانية."


واعتبرت الصحافة التركية تصريح أردوغان بشأن اليمن مؤشراً على تدخل عسكري جديد، بحسب المعهد الإسرائيلي.


ويضيف المعهد حول ذلك أن "الصحافة التركية بدأت بالفعل في سبتمبر 2019، ومعظمها تحت سيطرة أردوغان ، في إعداد الجمهور لمغامرة خارجية أخرى، فقد بدأت وكالة أنباء الأناضول في إتاحة مساحة أكبر للخبراء اليمنيين وقادة المنظمات غير الحكومية للتعبير عن أفكارهم حول الحرب الدائرة في اليمن والدور المحتمل لتركيا في هذا الصراع."


على سبيل المثال، في 8 يوليو، نقلت وكالة الأناضول عن الصحفي اليمني محمد الأحمدي أنه "بينما تُشعل الإمارات المنطقة بأسرها، فإن تركيا مشغولة بإطفاء النيران". في نفس التقرير، شدّد الأحمدي على دور تركيا الهام في اليمن، ودعا تركيا ضمنيًا إلى إطفاء النيران اليمنية." كما تُشير الورقة الإسرائيلية.


ويذكر معهد القدس للدراسات الاسترايتيجية أن رئيس جمعية الإخوان المسلمين التابعة لـ "تركيا - اليمن" د. محمد حميقاني، التقى  في 7 يونيو، وجّه دعوة أكثر صراحة من خلال ندوة برعاية جماعة "الإخوان المسلمين واليمن" التابعة للإخوان المسلمين. وشدد الحميقاني في خطابه على أن اليمنيين يتوقعون شريكًا حقيقيًا وحليفًا مثل تركيا للدخول في الحرب في اليمن. كما أشاد الحميقاني بجود تركيا في الصومال وأثنى على ذلك، وشدد على رغبته في رؤية نفس النوع من المساهمة أيضًا في اليمن."


وقالت الورقة أن "المحلل اليمني خالد عقلان أشاد في 21 مايو بتدخل تركيا في ليبيا وألقى باللوم على السعوديين والإماراتيين بحماقة عدم تمكنهم من هزيمة الحوثيين. علاوة على ذلك، حث المحلل اليمنيين على النظر في الخيار التركي أثناء النظر في النتائج الملموسة في ليبيا."



تدخل مصري وعودة إماراتية


وأشارت الورقة الإسرائيلية لما أوردته وسائل الإعلام اليمنية بشأن التدخل التركي في اليمن.


وذكرت الورقة أن من وصفته بـ "منشق يمني يدعى صالح الجبواني (وزير النقل اليمني السابق) يتعاون مع فروع الإخوان المسلمين المحلية ويوزع الأموال من قطر. وبحسب ما ورد، أرسلت تركيا الجبواني إلى محافظتي أبين وشبوة الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي لتجنيد مقاتلين جدد بأموال قطرية.


ويقال إن الجبواني أنشأ مركز تجنيد في مدينة عتق وتمكن من تجنيد 600 مقاتل يتم دفع رواتبهم شهريًا. علاوة على ذلك، ورد أن الجبواني اشترى أسلحة من السوق السوداء مثل سيارات الدفع الرباعي. كما شكل الجبواني علاقات مع زعيم الإخوان المسلمين اليمني حمود سعيد المخلافي، الذي يقوم أيضًا بتجنيد مقاتلين مليشيات جديدة ضد الحوثيين. ووفقاً للتقرير نفسه، فإن الجبواني والمخلافي يقدمان المقاتلين إلى وزير الداخلية في حكومة هادي أحمد الميسري. وبذلك، تسعى تركيا وقطر بشكل مشترك لزيادة نفوذهما في حكومة هادي على حساب الحكومة السعودية."


ويضيف المعهد الإسرائيلي أنه ومثل طريقة عملها في ليبيا، بدأت تركيا أيضًا في تجنيد المرتزقة في سوريا لحربها الجديدة في اليمن.


وأشارت الورقة الإسرائيلية لأول مرة إلى اسم شركة سادات التركية، التي قالت أنها "تلعب مرة أخرى دورًا في تجنيد هؤلاء المرتزقة. ولتعزيز موقعها في اليمن، تقوم أنقرة أيضًا ببناء علاقات مع حزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين في اليمن)".


وحذر المعهد الإسرائيلي من أن "تركيا تسعى لاختراق اليمن واستغلال موارده الطبيعية وتأمين موطئ قدم على البحر الأحمر. فمن خلال وجود قاعدة بحرية في اليمن، سيتمكن أردوغان من أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي يتم من خلاله شحن معظم النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية. وسيكون فضلا عن ذلك هذا بمثابة نفوذ تركي ضد مصر."


وأعتبرت الورقة أن "مثل هذا الدعم التركي النشط للفرع اليمني من جماعة الإخوان المسلمين قد يدفع الإمارات بالعودة إلى اليمن، بل وقد يدفع مصر لتصبح دولة محاربة نشطة في اليمن، لاحتواء تركيا."


اختراق القوة الناعمة


وقال المعهد الإسرائيلي أن تركيا أيضًا تسعى إلى اختراق اليمن من خلال استخدام ما وصفها بـ "القوة الناعمة."


وأشار إلى أن "المنظمات التركية الحكومية وغير الحكومية مثل منظمة الإغاثة الإنسانية التركية IHH ووكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA) والهلال الأحمر التركي والمديرية التركية للشؤون الدينية (ديانت) تلعب دورًا نشطًا في تقديم الخدمات الإنسانية والرعاية الاجتماعية والخدمات الدينية إلى شعب اليمن." مشيرا إلى أن المنظمات التركية أرسلت سلالاً غذائية للأسر المحتاجة في شبوة وحضرموت ومأرب وعدن وتعز. 


في الواقع، لدى الأتراك خطط طويلة الأمد لليمن، بحسب الورقة الإسرائيلية "في يناير، قام نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتاكلي بزيارة إلى عدن، وبناءً على تعليمات أردوغان، أصدر تقريرًا شاملاً عن احتياجات الشعب اليمني."


ولم ترجّح الورقة الإسرائيلية أن يحظى التدخل العسكري التركي في اليمن بتأييد شعبي واسع. 


مشيرة إلى أنه "في القضايا العراقية والسورية والليبية، برر أردوغان وجود تركيا هناك من خلال التأكيد على أهمية التدخلات للضغط على مصالح الأمن القومي التركي." لذلك ترى الورقة بأن "قضية التدخل التركي في اليمن أصعب".


وحتى إذا قرر أردوغان تحويل تركيا إلى دولة محاربة نشطة في اليمن،  ترجحّ ورقة المعهد الإسرائيلي أن أردوغان سيستخدم المرتزقة بدلاً من القوات المسلحة التركية.


إذا نجح، فسيكون الرئيس التركي حريصًا جدًا على افتتاح قاعدة عسكرية جديدة في اليمن - لتحدي المصريين والسعوديين والإماراتيين. بحسب معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمن.


- سوث24 للأخبار والدراسات

- الورقة الأصلية بالإنجليزية نشرها: معهد القدس للاستراتيجية والأمن



شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا