التقارير الخاصة

باحثة جنوبية: اتجاهان لتركيا لتحقيق أطماعها في جنوب اليمن

30-06-2020 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| القاهرة


حذرت باحثة سياسية من جنوب اليمن، الاثنين، من مساعي تركية "غير معلنة" لتحريك ملف الادعاءات الصومالية بأحقية الصومال التاريخية في ملكية جزيرة سقطرى الاستراتيجية الواقعة في خليج عدن ومياه البحر العربي، جنوب اليمن.

وقالت الباحثة السياسية في مركز سوث24 للأخبار والدراسات، فريدة أحمد، في ندوة نقاشية، أقامتها وكالة فرات للأنباء بالتعاون مع مركز القاهرة للدراسات الكردية، في العاصمة المصرية القاهرة أن "الأطماع التركية غير المعلنة تتضمن اتجاهين، الاتجاه الأول أرخبيل سقطرى الذي تسعى تركيا من خلاله تحريك ملف الادعاءات الصومالية بأحقيتهم التاريخية في ملكية سقطرى قياساً على المسافة البحرية الأقرب للصومال المقدرة بـ 250 كيلومتر".

وقالت أحمد أن "مساعي تركيا إلى عقد تحالف مناسب مع الصومال لكون إسطنبول تمتلك أكبر قاعدة عسكرية لها خارج البلاد في جنوب مقديشو"، مضيفة "يمكن من خلال تحريك هذا الملف العالق الذي تهدد به الصومال من وقت لآخر إما بالسلوك الدبلوماسي أو بالحرب على اليمن، أن يتيح لتركيا الدخول لأرخبيل سقطرى عبر هذه الحجة، الأمر الذي يعزز تدخلها ضمن استراتيجيتها التركية للتمدد في القرن الأفريقي والمحيط الهندي."


فريد أحمد: يُتيح لأي دولة تسيطر عسكرياً على سقطرى المقدرة على ضرب ومهاجمة دول شرق أفريقيا ودول جنوب غرب آسيا ودول شبه الجزيرة العربية

وكانت قوات جنوبية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، الطرف القوي في جنوب اليمن، قد فرضت سيطرتها الأمنية والعسكرية على الجزيرة التاريخية، يوم 19 و20 يونيو الجاري، بعد طرد قوات حكومية تتبع محافظ محافظة سقطرى، رمزي محروس، الذي يتهمه المجلس بتنفيذ أجندة قطرية وتركية في الجزيرة من خلال نفوذ الإخوان المسلمين.


الباحثة الجنوبية فريدة أحمد أشارت في مداخلتها لأهمية جزيرة سقطرى الجيوسياسية، حيث "تقع في ممر بحري مُهم يشكّل جسرَ عبور حيوي لناقلات النفط ولنسبة كبيرة من الصادرات التجارية العالمية".

وأضافت أحمد، في الندوة التي حضرها نخبة من الباحثين العرب والأكراد: "بحكم قرب هذا الممر الجغرافي من أرخبيل سقطرى، فهو يُتيح لأي دولة تسيطر عسكرياً على سقطرى المقدرة على ضرب ومهاجمة دول شرق أفريقيا ودول جنوب غرب آسيا ودول شبه الجزيرة العربية بالصواريخ و المقاتلات الهجومية، فضلا عن السيطرة على أهم ثلاث مضائق في المحيط الهندي، مضيق باب المندب، مضيق هرمز ومضيق ملقا."


ناقش الباحثون الأطماع التركية في المنطقة العربية في إطار مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحياء العثمانية الجديدة، القاهرة، 29 يونيو 2020  (سوث24)

المساعدات بوابة التدخل

أما الاتجاه الثاني بحسب الباحثة في مركز "سوث24" للأخبار والدراسات، فتتمثل "بإشكالية تواجد الخلايا الاستخباراتية والأمنية التركية في المناطق التي يسيطر عليها الإخوان المسلمين في اليمن، عبر ذراعهم العسكرية والسياسية [حزب الإصلاح اليمني]، تحت غطاء ملف الإغاثة والمساعدات الإنسانية".

وكان "سوث24" قد نشر بوقت سابق تقريرا للموقع الفرنسي "انتليجينس" كشف عن مساعي تبذلها الحكومة التركية عبر جهاز الاستخبارات التركي لتحقيق تدخل في اليمن، عبر شخصيات بارزة في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومنظمات إنسانية وإغاثية بينها منظمة (IHH). 


تقول أحمد أن هذه هي السياسة التركية المعروفة التي تسبق أي تدخل لها في المنطقة العربية، كما حدث في سوريا والعراق وليبيا والصومال، حيث كان مبرر البوابة الإنسانية هو المرتكز لأي نشاط على الأرض.


اقرأ أيضا: دراسة| «سقطرى» .. بين مدّ وجزر النفوذ القديم الجديد (أزمة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي)

وأشارت أحمد في ختام مداخلتها لمساعي الآلة الإعلامية التي تُبث من الدوحة واسطنبول تلوّح بهذا التدخل وتمهد له بين الحين والآخر.


كما ناقش كل من الكاتب والباحث المصري منير أديب، والكاتب السوري أحمد شيخو، الأطماع التركية في المنطقة العربية في إطار مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذ واسع لقواته العسكرية على منطقة الشرق الأوسط، في سوريا والعراق ومن خلال دعم مشروع الإخوان المسلمين في ليبيا واليمن.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات



شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا