التقارير الخاصة

تحوّل أمني كبير: القوات الجنوبية تتقدّم لتأمين وادي حضرموت

عربات مدرعة وعربات نقل أفراد تابعة للقوات الجنوبية في الطريق إلى وادي حضرموت، الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 (اقتطاع: مركز سوث24)

آخر تحديث في: 02-12-2025 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سيئون | سوث24


شهد وادي حضرموت، في الثاني من ديسمبر، تحرّكًا عسكريًا واسعًا مع دخول وحدات كبيرة من القوات المسلحة الجنوبية إلى عدد من المناطق والبلدات، بما فيها مديرية ساه، في إطار عملية تهدف للوصول إلى مواقع تمركز المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، بحسب ما ذكرته قناة عدن المستقلة التابعة للمجلس للانتقالي الجنوبي.


يأتي هذا الانتشار استجابةً لمطالبات شعبية متصاعدة - وثّق بعضها مركز سوث24 خلال الأيام الماضية - بضرورة نشر القوات الجنوبية والحضرميّة في مناطق الوادي والصحراء، وسط تدهور أمني متفاقم واتهامات لجماعات مسلّحة بعرقلة المنشآت الاقتصادية وتوسيع نشاطات التهريب إلى الحوثيين وتسهيل انتشار الجماعات "الإرهابية" والمسلّحة.



وأظهرت مقاطع مصوّرة تحقّق منها سوث24 استقبالًا شعبيًا لافتًا للقوات المتقدّمة في عدة مديريات، حيث تجمّع السكان على الطرقات مردّدين هتافات أبرزها: "تحرير الوادي واجب".



ورغم حساسية الوضع الأمني، أكّدت مصادر ميدانية لمركز سوث24 عدم تسجيل أي اشتباكات أو مواجهات مع مسلحين موالين لعمرو بن حبريش أو مع أي قوى أخرى حتى الآن، وهو الأمر الذي ذكرته مصادر عسكرية تابعة لقوات المنطقة العسكرية الأولى، بحسب ما نشره موقع العربي الجديد. 

وقال مراسل سوث24 إن عددًا من جنود كتيبة حضرموت التابعة للمنطقة العسكرية الأولى أعلنوا انشقاقهم وانضمامهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة تعكس اتساع حالة التفكك داخل وحدات المنطقة خلال الأيام الأخيرة.


وبحسب مصادر محلية، فإن القوات المتقدّمة تضم تشكيلات جنوبية متنوعة، من بينها وحدات مدرعة وقوات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى قوات حضرمية تتحرك بشكل منظم نحو مناطق تحت نفوذ المنطقة العسكرية الأولى.


وقال شهود عيان لسوث24 أنّ القوات باتت على بُعد عشرات الكيلومترات من مدينة سيئون.

ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة المنطقة العسكرية الأولى بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين، وبالتواطؤ مع الحوثيين وتنظيم القاعدة.


وتشير مصادر متطابقة إلى أن المنطقة خضعت طويلًا لنفوذ نائب الرئيس اليمني السابق علي محسن الأحمر، وأن غالبية عناصرها ينحدرون من شمال اليمن. كما اعتُبرت لسنوات مظلة حماية لشخصيات شمالية نافذة مرتبطة بقطاعي النفط والغاز في حضرموت.

وشهدت المنطقة الأولى طيلة السنوات الثلاث الماضية، عدة عمليات اغتيال وهجمات مسلحة طالت بعضها أفراد وقادة من القوات العسكرية السعودية المتواجدة هناك.


من جهتها، أفادت الدائرة الإعلامية للمنطقة العسكرية الأولى بأن قائدها، اللواء صالح محمد عبدربه الجملاني، قام يوم الثلاثاء بزيارة ميدانية لخطوط التماس، ووجّه برفع الجاهزية القتالية تحسّبًا لأي طارئ.


وأصدر قائد المنطقة توجيهاته إلى وحدات المنطقة كافّة بتنفيذ خطة الإغلاق والتأمين لكامل مسرح عمليات المنطقة.


وكان عضو المجلس الرئاسي، اللواء فرج البحسني، قد أدان فجر الثلاثاء - في خطاب متلفز - ما وصفه بـ"اعتداءات" قوات المنطقة العسكرية الأولى على مدنيين في سيئون ومحاولاتها منع المواطنين من ممارسة حقوقهم السياسية.


وأشار مراسل سوث24 إلى أن قوات من المنطقة أطلقت النار يوم الاثنين على محتجين سلميين في شارع الستين بسيئون، فيما تحدثت وسائل إعلام أخرى عن اعتقال عدد من المتظاهرين.


وأشار البحسني إلى أن دخول القوات الجنوبية إلى حضرموت جاء "لمكافحة الإرهاب بعد انتشار تنظيم القاعدة وداعش وجماعات الحوثي في ​​وديان المحافظة"، لافتاً إلى أن هذا الانتشار كان دافعاً رئيسياً وراء الدعوات لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.


اتفاق مع بن حبريش وعناصر جهادية تدخل على خط الأزمة


وفي موازاة ذلك، قال محافظ حضرموت لقناة اليمن إن اتفاقًا جرى التوصل إليه مع عمرو بن حبريش لسحب مسلحيه من منشآت شركة بترومسيلة، إلا أن بن حبريش لم يُصدر أي بيان يؤكّد هذا الاتفاق حتى اللحظة.


وفي مقابلة مع BBC، قال بن حبريش إن سيطرة قواته على منشآت بترومسيلة جاءت بهدف "حمايتها"، مجددًا رفضه لمشروع "الجنوب العربي" [دولة مستقلة في الجنوب] الذي يدعو له المجلس الانتقالي، ومتهمًا الإمارات بدعم قواته، داعيًا في الوقت ذاته السعودية إلى مساندته.


وكانت شركة بترومسيلة قد أعلنت، يوم الاثنين، إيقافًا كاملًا لعمليات الإنتاج والتكرير في منشآتها وحقولها بقطاع 14، اعتبارًا من 29 نوفمبر، بسبب تدهور الوضع الأمني حول المنشآت النفطية.


وقالت الشركة إن القرار اتُّخذ التزامًا بمعايير السلامة ولحماية العاملين والمجتمعات المجاورة عقب تعرّض المنشآت لهجمات مسلّحة تحمل مخاطر "كارثية" على المواد البترولية والغازية.


وفي سياق آخر، هاجم القيادي السابق في تنظيم القاعدة، رياض النهدي، اللواء فرج البحسني بعد وصف الأخير مسلحي بن حبريش بـ"بالتمرد". واتهم النهدي البحسني بـ"الخيانة". 


وكان النهدي قد انشق عن تنظيم القاعدة قبل سنوات، وأعلن في مارس 2025 مجموعة باسم "التغيير والحرية" في وادي حضرموت، وحضر إعلانها عدد من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.


وفي 17 أكتوبر أشار تقرير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن اليمن إلى أنّ إيران والحوثيين يستخدمون مسارات تهريب بحرية انطلاقاً من الصومال، وأن هذه المسارات تصل إلى موانئ في حضرموت وشبوة على بحر العرب. وكشف عن تعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب في الصومال، بما في ذلك تهريب السلاح والتدريب لمقاتلي حركة الشباب داخل اليمن.


وتأتي هذه التطورات المتسارعة في حضرموت وسط ترقّب لمآلات تقدّم القوات الجنوبية باتجاه مواقع المنطقة العسكرية الأولى، وإمكانية أن يقود ذلك إلى إعادة رسم المشهد الأمني في الوادي.


بالتزامن، شنّ تنظيم القاعدة، أمس الإثنين، هجومًا على مواقع القوات الجنوبية في وادي عمران بمديرية مودية في أبين. وأكدت القوات الجنوبية صد الهجوم وإيقاع "خسائر كبيرة" في صفوف المهاجمين، مشيرة إلى إصابة أحد جنودها.


كما أفادت القوات الجنوبية بأن ميليشيات الحوثي استهدفت الثلاثاء منازل المدنيين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في جبهة الحد بيافع على الحدود مع محافظة البيضاء، ما أدى إلى تضرر نوافذ وأسقف وجدران المنازل.


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا