دولي

منظور دولي: دعم جنوب اليمن ضرورة أمنية إقليمية ودولية

عرض للقوات المسلحة الجنوبية في عدن (رسمي)

22-11-2025 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن

المنظور الدولي


يقدّم حصاد المنظورات هذا الأسبوع قراءة معمّقة في اتجاهات الصحافة الدولية التي أبرزت تصاعد أهمية دعم جنوب اليمن كركيزة أمنية إقليمية ودولية، وكخيار واقعي لإعادة التوازن في مواجهة النفوذ الحوثي والإيراني المتنامي. وتشدّد هذه التحليلات على أن تعطيل شبكات الإمداد التي يعتمد عليها الحوثيون بات ضرورة لوقف تهديداتهم المتزايدة للملاحة في البحر الأحمر.


كما تطرقت القراءات إلى زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، معتبرة أن نجاحها لا يُقاس بحجم الاتفاقيات، بل بالقدرة على إحراز تقدم في الملفات الأكثر تعقيداً، وعلى رأسها غزة. وفي السياق نفسه، حذّرت التحليلات من مسار الانهيار المتسارع في السودان، مع اقتراب الصراع من مرحلة تقسيم فعلي طويل الأمد، وسط غياب أي ضغط دولي قادر على تغيير المعادلة.


التفاصيل..


دعم جنوب اليمن ضرورة أمنية إقليمية ودولية


قال تحليل نشرته مجلة "فير أوبزرفر" للكاتب عبدالجليل شائف إن "الجنوب المحرَّر الذي يديره المجلس الانتقالي الجنوبي يشكّل الخيار الواقعي الوحيد لموازنة النفوذ الحوثي والإيراني."


وأضاف التحليل أن "دعم جنوب اليمن ليس عملًا خيريًا، بل ضرورة أمنية إقليمية ودولية. فبفضل سيطرته على موانئ رئيسية وموارد الطاقة والممر البحري الحيوي في باب المندب، يلعب الجنوب دورًا أساسيًا في حماية التجارة العالمية وردع التوسع الإيراني."


وأشار إلى أن "غياب أي مبادرة دولية سياسية أو دبلوماسية حقيقية لحل الأزمة اليمنية أدّى إلى خلق فراغ استراتيجي تستغله إيران بسرعة. ويتجلّى ذلك بشكل واضح في شمال اليمن، حيث عمّقت طهران شراكتها مع الحوثيين."


وذكر التحليل أنّه "في ظل غياب تدخل دولي حاسم لإيجاد حل سلمي، تنظر إيران إلى اليمن ليس كساحة صراع إضافية فحسب، بل كمنصة رئيسية لمشروعها الإقليمي الهادف إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط. حيث أصبحت تعتمد على الحوثيين كحليفها الأكثر نشاطًا ومصداقية في المنطقة بعد تراجع نفوذها في سوريا ولبنان وغزة."


ويرى التحليل أن "تحوّل اليمن من ساحة مواجهة محلية وإقليمية إلى ساحة صراع دولي واسع له تأثير مباشر على الملاحة العالمية وأسواق الطاقة والأمن الدولي."


لافتًا إلى أنّه "في الوقت الذي ينشغل فيه معظم المراقبين الدوليين بعمليات الحوثيين في البحر الأحمر، يكمن الخطر الأكثر إلحاحًا في الجنوب. فالمناطق المحرَّرة في جنوب اليمن أصبحت الآن تحت استهداف طهران، حيث يستهدف الحوثيون عدن وشبوة والضالع والمكلا، ويهددون البنية التحتية الحيوية في ممر باب المندب."


مضيفًا أن "الأجهزة الأمنية المحلية رصدت محاولات لزعزعة الاستقرار عبر خلايا نائمة وتجنيد وكلاء محليين، بهدف واضح وهو منع نشوء جنوب موحَّد ومستقر قادر على تقديم بديل سياسي لحكم الحوثيين. حيث تُشكّل إيران مستقبل المفاوضات الإقليمية بطريقة تجبر جميع الأطراف على أخذ قوتها في الحسبان دون أن تنخرط مباشرة."


وخلص التحليل إلى أن "تمكين الجنوب ضرورة استراتيجية وقد حان وقت الفعل، لا ردّ الفعل. فمستقبل اليمن واستقرار ممر البحر الأحمر يعتمدان على ذلك."


المادة الأصلية: هنا


ينبغي على واشنطن تعطيل سلاسل الإمداد وشبكات التوريد للحوثيين


قال تحليل نشره "معهد واشنطن" للكاتبة نعوم رايدان إن "حرية الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية المتصلة به لا تزال تحت التهديد، ولا يمكن الاعتماد على الهدنة الجديدة في غزة كضمان لانتهاء الحملة البحرية الطويلة للحوثيين."


وأضاف التحليل أن "في ظل التهديدات المتواصلة، قد تكون الجهود المحتملة لتعطيل سلاسل إمداد الحوثيين ذات أهمية حاسمة، إذ ينبغي على واشنطن أن تولي اهتماماً خاصاً لسلاسل الإمداد وشبكات التوريد الأوسع التابعة للجماعة، لأن مخاطر تهديد السفن التجارية لن تتراجع طالما أنّ هذه الشبكات ما تزال قوية."


مشيراً إلى أن "التهديد الحوثي يواصل إلقاء ظلاله على دول الخليج ومصالحها الاقتصادية، وخاصة السعودية، حيث استهدف الحوثيون ناقلة نفط قرب ينبع، ما يُظهر قدرة الجماعة على تهديد السعودية عبر الاقتراب من بنى تحتية حيوية للطاقة والتجارة، في تغيير محتمل لاستراتيجيتها مقارنة بهجماتها السابقة المرتبطة بالرياض، في حين يُعد البحر الأحمر محوراً لأهداف السعودية اللوجستية في رؤية 2030."


لافتًا إلى أنّه "ينبغي على واشنطن وشركائها التركيز على استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز التعاون الاستخباراتي، خصوصاً فيما يتعلق بسلاسل توريد الجماعة وشبكات الحصول على المعدات. وهذا يعني تحديد الطرق التي يمكن من خلالها تعطيل هذه الشبكات تدريجياً واختبار حدود رد الحوثيين، من دون الإضرار بالتجارة الإقليمية أكثر."


واعتبر التحليل أن "الضربات العسكرية المباشرة ليست فعّالة دائماً في هذا السياق، كما أن العقوبات الفردية على السفن ليست حلاً شاملاً."


وذكر التحليل أن "وزارة الخزانة الأمريكية كثّفت هذا العام العقوبات ضد شبكات تمويل الحوثيين وسلاسل التوريد التي تعد أساساً لحملتهم البحرية. لكن لن تنجح الجهود المبذولة لحل تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتحقيق التزام الولايات المتحدة الأوسع تجاه أمن الشرق الأوسط ما لم تستثمر واشنطن وشركاؤها في رسم صورة كاملة لطريقة عمل شبكات التوريد الحوثية."


مضيفًا أن "ذلك يشمل تتبع الأنشطة الممتدة إلى إيران والصين وغيرها، مع إظهار استعداد فعلي لتعطيل هذه الشبكات بفاعلية تتجاوز العقوبات الفردية التي أثبت الحوثيون بالفعل قدرتهم على الالتفاف عليها."


المادة الأصلية: هنا


السودان يواجه تقسيمًا فعليًا مع وصول الحرب إلى مفترق طرق خطير


قال تحليل نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية للكاتب سوديب سونتوران إن "الصراع في السودان لم يعد مجرد تنافس على السلطة السياسية، بل بات معركة قد تعيد رسم حدود السودان من جديد."


وأضاف التحليل، وفقًا لباحثين، أن "السودان أصبح اليوم مسرحًا سريع الانهيار، حيث تدفع المكاسب العسكرية، والشرعية الدولية، والتنافسات الجيوسياسية نحو خطر تقسيم طويل الأمد وفعلي للبلاد."


مشيراً إلى أن "الأشهر الستة الماضية شهدت تغيرًا جذريًا في موازين القوى، ليس فقط بسبب نتائج المعارك، بل لأن كل طرف بدأ ببناء هياكل دولة موازية؛ إذ إن التقدم الذي حققه الجيش السوداني مؤخرًا منحه تفوقًا عسكريًا ونفسيًا ملموسًا، لكن في المقابل واجهت قوات الدعم السريع هذا التحول عبر بناء بديل سياسي من خلال تشكيل حكومة موازية في كينيا."


ويرى التحليل أن "هذا الواقع غير المتكافئ بات يعرّف شكل الحرب اليوم، كما انكسرت موازين القوى بشكل غير متناظر، حيث تتمتع قوات الدعم السريع بالأفضلية الميدانية، بينما يتمتع الجيش بالأفضلية على مستوى الشرعية الدولية."


لافتًا إلى أنّه "مع ترسخ خطوط السيطرة، بات السؤال الأساسي ليس مَن سينتصر عسكريًا، بل ما إذا كان السودان سيبقى موحدًا أصلًا. فالسودان يقف على حافة الانقسام، ومناطق محددة ستُعرّف المصير."


واعتبر التحليل أنّه "حتى لو استقرت الجبهات، فإن التشتت الدبلوماسي يمنع أي ضغط فعّال لوقف إطلاق النار، بسبب مشهد دولي منقسم لا تملك فيه أي جهة القدرة أو الإرادة لقيادة العملية."


وخلُص التحليل إلى أن "السودان لا يمر بأزمة عابرة، بل بانهيار بنيوي. فالجيش يمتلك الشرعية لكنه محدود السيطرة، وقوات الدعم السريع لديها هيمنة ميدانية لكنها تفقد دعمها الدولي، والدبلوماسية مشلولة، والفاعلون الإقليميون والدوليون يسعون وراء أجنداتهم الخاصة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية فقد ينزلق السودان نحو تقسيم فعلي وطويل الأمد."


المادة الأصلية: هنا


نجاح زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة يُقاس بالقدرة على معالجة القضايا الإقليمية المعقدة


قال تحليل نشره معهد "تشاتام هاوس" للباحثة سنام وكيل إن "زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة الأمريكية لا تُعد مجرد إعادة تأكيد رمزية للشراكة الأمريكية–السعودية الممتدة، بل تأتي في لحظة حاسمة للأمن الإقليمي وبرنامج رؤية 2030 الاقتصادي."


وأضاف التحليل أن "ولي العهد يهدف إلى تأمين مستقبل العلاقة الأمريكية–السعودية عبر اتفاقيات اقتصادية وأمنية أقوى، لكن تظل هناك فجوات قائمة، خاصة في قضايا إقليمية مثل إدارة غزة، وآفاق التطبيع مع إسرائيل، وبؤر التوتر الأمنية في المنطقة."


مشيرًا إلى أن "مهمة ولي العهد في واشنطن هي ترجمة الاعتماد الاستراتيجي المتبادل بين السعودية والولايات المتحدة إلى إطار دفاعي وسياسي مُقنّن يمكنه الصمود أمام تغيّرات الدورات الانتخابية الأمريكية. وفي مقدمة هذه الأجندة اتفاق دفاعي ملزم يشير بوضوح إلى أن أي هجوم كبير على الأراضي السعودية سيكون خطًا أحمر بالنسبة لواشنطن."


ويرى التحليل أن "المملكة تسعى للحصول على منظومات دفاعية متقدمة مثل مقاتلات F-35، كما تريد دعمًا لطموحاتها النووية المدنية."


لافتًا إلى أن "السعودية تسعى إلى جذب استثمارات أمريكية واسعة لدعم رؤية 2030، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات والصناعات المتقدمة، باعتبار التحديث الاقتصادي جزءًا من أمنها الوطني وسعيها لبلوغ استقلالية استراتيجية أوسع تتيح لها تشكيل مسار الأحداث الإقليمية وفق مصالحها، مع بقاء علاقتها راسخة بالولايات المتحدة."


وأوضح التحليل أن "أبرز العقبات أمام توسيع الشراكة يتمثل في ملف غزة والتطبيع مع إسرائيل. فقد أكدت الرياض أنها لن تُطبّع العلاقات دون تقدم حقيقي نحو حل الدولتين، وترفض تمويل إعادة الإعمار في غزة دون ضمانات. وزادت الهجمات الإسرائيلية على قطر من مخاوف السعودية تجاه السلوك الإسرائيلي في المنطقة."


معتبرًا أن "المملكة تسعى إلى دفع واشنطن للحد من التصعيد مع إيران، حيث ترى الرياض لنفسها دورًا في الوساطة وتهدئة التوترات."


وخَلُص التحليل إلى أن "الاختبار الحقيقي للزيارة ليس في الاتفاقات التي ستُبرم، بل في كيفية إدارة الأزمات الإقليمية العالقة التي تستمر في التأثير على الاستراتيجية السعودية الأوسع."


المادة الأصلية: هنا


صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- المنظور الدولي: خدمة أسبوعية يقدمها المركز لتغطية أبرز تناولات الصحافة العالمية.

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا