توقيع الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الجنوبي الانتقالي في الرياض (5/11/2019/الأناضول)
آخر تحديث في: 07-11-2025 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
حصاد الأسبوع (1 - 7 نوفمبر 2025)
شهدت اليمن خلال الأسبوع سجالات سياسية على ذمة تصريحات بشأن "حل الدولتين" في اليمن، في حين استمرت حملات الحوثيين التي تستهدف المنظمات الدولية، تزامنا مع لقاءات أجراها المبعوث الأممي في مسقط مع ممثلي الجماعة. ميدانيا استشهد ثلاثة جنوب من أفراد القوات الجنوبية وأصيب نحو ثمانية آخرون في هجمات للحوثيين في محافظتي شبوة والضالع ولحج.
المحور السياسي: استعادة دولة الجنوب "حق لا يقبل المساومة"
أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الأربعاء بيانًا شديد اللهجة رفض فيه تصريحات وزير الخارجية شائع الزنداني، واعتبرها إساءة صريحة لقضية الجنوب وتناقضًا مع التفاهمات السياسية المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض.
وقال المتحدث باسم المجلس، أنور التميمي، أن ما صدر عن الوزير يعكس رأيًا شخصيًا ولا يمثل الموقف الرسمي للحكومة، متهمًا إياه باتباع نهج إقصائي تجاه كوادر الجنوب وتمثيلهم داخل الوزارة.
ودعا "حكومة اتفاق الرياض إلى توضيح موقفها من هذه التصريحات بشكل عاجل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات، التي تمس التوافق وتضر بروح الشراكة"، محذرًا من مغبة ما اعتبره "تكرار تصدير هكذا مواقف غير صحيحة وغير متوافق عليها".
وجاء البيان بالتزامن مع الذكرى السادسة لتوقيع اتفاق الرياض الذي رعته السعودية والإمارات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في 5 نوفمبر 2019.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة المعترف بها شايع الزنداني، قال في مقابلة صحفية مع أخبار الخليج البحرينية، إن ما يتم تداوله حول حل يقوم على "دولتين" لا يعكس موقف الحكومة الشرعية ولا الواقع السياسي، وإن اليمن يسعى إلى "شراكات وطنية تتيح معالجة القضايا المختلفة ضمن إطار وطني شامل".
وأكد التميمي، أن قضية الجنوب قضية وطنية كبرى خُضبت بالتضحيات، وتم تثبيتها في مفاوضات وقف الحرب والعملية السياسية الشاملة المقبلة، مجددًا التمسك بخيار استعادة دولة الجنوب باعتباره حقًا مشروعًا لا يقبل المساومة، داعيًا الحكومة لتوضيح موقفها الرسمي من تصريحات الوزير.
وفي سياق متصل، شددت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية الجنوبية في عدن على ضرورة إدراج القضية الجنوبية ضمن أي تسوية سياسية مستقبلية.
على الصعيد الدبلوماسي، ناقش وزير الخارجية اليمني الزنداني مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في المنامة يوم السبت جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كما تسلم يوم الأربعاء أوراق اعتماد السفير الروسي إيفغيني كودروف، الذي أعلن نية موسكو استعادة وجودها الدبلوماسي في اليمن وافتتاح مقر سفارتها في عدن، مؤكدًا أهمية التوصل إلى حل سلمي للأزمة العسكرية والسياسية في البلاد.
المحور الاقتصادي والإنساني: توجه حكومي لإغلاق منافذ التهريب
أكد اجتماع في البنك المركزي بعدن يوم الأحد على تعزيز الامتثال لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتحديث قوائم العقوبات الدولية، ومناقشة تنظيم وتمويل الواردات وآليات العرض والطلب على العملة الأجنبية. كما وجه وزير المالية يوم الأربعاء الهيئات الحكومية والمؤسسات والشركات العامة بإغلاق حساباتها خارج البنك المركزي وإلزامها بتوريد كامل الإيرادات إلى حساب الحكومة في البنك المركزي بعدن وفروعه.
وفي قطاع النقل الجوي، أكد وزير النقل يوم الأحد أن مطار عدن الدولي يخدم جميع المواطنين، وإجراءات التحقق تتوافق مع قوانين الطيران الدولي، مشيرًا إلى وصول معدات حديثة لتعزيز كفاءته التشغيلية، واعتزام الحكومة شراء طائرات جديدة ومنح تراخيص لثلاث شركات طيران خاصة، مع انطلاق أولى رحلات إحدى هذه الشركات. وجاءت تصريحات الوزير بعد حملة شعواء قادتها قيادات حوثية ضد الإجراءات المتبعة في مطار عدن الدولي.
وخلال لقائه بالمستشار الاقتصادي للمبعوث الأممي يوم الخميس، أشار الوزير إلى استمرار سيطرة الحوثيين على مركز الملاحة الجوية بصنعاء وتهديدهم أمن الطيران المدني، داعيًا لمناقشة الانتهاكات في مجلس الأمن.
كما أكد وزير النقل على إغلاق المنافذ غير المشروعة في رأس العارة بلحج وقنا بشبوة، التي تقول تقارير أنها تستخدم لعمليات تهريب واسعة، كما أشار إلى اعتزام تحويل ميناء الشحر إلى ميناء سمكي، وتخفيض رسوم التأمين على المطارات والموانئ.
وعلى صعيد النقل الداخلي، هبطت أول طائرة للخطوط اليمنية في مطار المخا الدولي بمحافظة تعز، ودشّن عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح أولى الرحلات الخارجية من المطار.
كما بحث محافظ حضرموت مع رئيس الطيران المدني يوم الإثنين تعزيز نشاط مطاري الريان وسيئون، ودشّن يوم الخميس مشاريع كهربائية جديدة بقدرة 61.5 ميجافولت أمبير في المكلا. فيما بحث محافظ تعز ترتيبات تشغيل ميناء المخا استعدادًا لبدء استقبال السفن.
إنسانيًا، صرح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير نشر يوم الجمعة 31 أكتوبر، أن نحو 61% من الأسر في اليمن تكافح لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية، محذرًا من أن المؤشرات المتاحة تشير إلى تدهور الأوضاع، مما قد يضع البلاد في فئة مقلقة للغاية.
ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين، إلى الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين في اليمن، مشيرة إلى أن الإعلاميين يواجهون مخاطر جسيمة أثناء أداء مهامهم في ظل بيئة معقدة وصعبة تشهدها البلاد.
كما ناقش رئيس المجلس الانتقالي في الضالع يوم الثلاثاء مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر تداعيات استهداف مليشيا الحوثي لسيارات الإسعاف في المحافظة.
وفي الدوحة، صرّح وزير الشؤون الاجتماعية اليمني يوم الأربعاء بأن الحرب التي أشعلها الحوثيون دفعت أكثر من 80% من السكان إلى الفقر ورفعت معدل بطالة الشباب إلى نحو 60%.
المحور الأمني والعسكري: ثلاثة شهداء وثمانية مصابين بهجمات حوثية
شهدت اليمن خلال الأيام الماضية تصعيدًا في المواجهات المسلحة بين القوات الجنوبية من جهة، ومليشيا الحوثي من جهة أخرى، إلى جانب حملات أمنية موسعة أسفرت عن ضبط شبكات تهريب وملاحقة العناصر الإجرامية والمخدرات.
ففي الضالع استشهد الجندي محمد عبد الحميد الكاش يوم الإثنين في برصاص قناص حوثي في جبهة حجر شمال غرب المحافظة فيما استشهد جندي آخر بهجوم حوثي في جبهة باب غلق، بالمقابل قُتل عنصر حوثي وأُصيب آخر برصاص قناص تابع للقوات الجنوبية في جبهة بتار.
كما استشهد الجندي صالح الأسلمي من اللواء الخامس دفاع شبوة، وأُصيب جنديان آخران يوم الثلاثاء جراء هجوم شنّته مليشيا الحوثي بطائرة مسيّرة استهدفت مواقع اللواء في مديرية مرخة العليا بمحافظة شبوة، كما أصيب خمسة آخرون من اللوء الأول عمالقة في مديرية بيحان بشبوة في هجوم بطائرة حوثية مسيّرة.
وتصدت القوات الجنوبية يوم الإثنين لهجوم حوثي على مواقعها في نفس المديرية، ما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر كبيرة وإجبارهم على التراجع، وفقا لمصادر عسكرية.
وفي مأرب، قُتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة المكنّى "أبو محمد الصنعاني" يوم الإثنين متأثرًا بجراحه بعد إصابته بغارة جوية يُعتقد أنها أمريكية استهدفت دراجته النارية في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة.
كما أسفرت عملية أمنية في شحن بمحافظة المهرة يوم الثلاثاء عن اشتباك مسلح دام ساعتين، تمكنت خلاله الشرطة من ضبط أحد أخطر مهربي المهاجرين، وإفشال تهريب 30 مهاجرًا إثيوبيًا، وتفكيك شبكة تهريب قرب الحدود العُمانية.
وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية يوم الخميس أن الأجهزة الأمنية ضبطت خلال التسعة أشهر الماضية أكثر من طن ونصف من المخدرات و803 متهمين، إضافةً إلى 134 جريمة إلكترونية و144 متهماً منذ بداية 2025.
وفي تعز، نفى مكتب إعلام المحافظ أي صلة للمحافظ ببيانات محور طور الباحة – التابع لحزب الإصلاح - أو اجتماعات أمنية في الشمايتين، مؤكداً أن ما يصدر عن المحور لا يمثل الموقف الرسمي للجنة الأمنية، فيما أدانت الأحزاب السياسية بيان المحور، وطالبت بوقف تجاوزات اللواء الرابع والكشف عن المخفيين قسرًا، وتحديد نطاق عمل محوري تعز وطور الباحة.
وفي حادثة مؤلمة، شهدت منطقة نقيل العرقوب في أبين يوم الأربعاء حادثًا مأساويًا إثر تصادم باص نقل جماعي قادم من السعودية مع مركبة "فوكسي"، ما أدى لاشتعال النيران فيهما ومصرع 17 شخصًا وإصابة 7 آخرين. وقد أصدر رئيس الوزراء، قرارًا بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في أسباب حادثة التصادم، وكلف صندوق صيانة الطرق بإجراء فحص عاجل للطريق وتقييم شامل للطرق الجبلية الخطرة.
المحور الإقليمي: إسرائيل تتوعد والحوثيون يستعدون
تصاعدت التهديدات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه الانتهاكات الإنسانية والأمنية في اليمن.
حيث أعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يوم الثلاثاء عن توجه الجماعة نحو جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، مؤكدًا أن الجولة السابقة عززت قدراتهم.
فيما صرّح القيادي نصر عامر بأن المعركة المقبلة على الأبواب ويجب على الجميع الاستعداد لها.
وأعلن نائب وزير خارجية الحوثيين أن أي هجوم إسرائيلي قد يدخل البلاد في مواجهة خارج سيطرة إسرائيل. وأنهم يراقبون تنفيذ وقف النار في غزة وجاهزون لاستئناف العمليات إذا استأنفت إسرائيل الهجمات على القطاع. متهمًا موظفي الأمم المتحدة المحتجزين بالارتباط بغارة إسرائيلية، معلنًا أنهم سيُحاكمون على هذا الأساس. كما اتهم منظمة الصحة العالمية بتسييس العمل الإنساني ووقف إمدادات الأكسجين للمستشفيات.
في سياق آخر، كشف تقرير فريق الخبراء في مجلس الأمن الدولي لعام 2025 عن تنامي التعاون بين مليشيا الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية في تهريب الأسلحة والتدريب والدعم اللوجستي، مستعرضًا تهديدًا أمنيًا يتجاوز حدود اليمن. كما وثّق التقرير استمرار التنسيق الأمني بين الحوثيين والقاعدة، وحالات الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والانتهاكات الجنسية، بما في ذلك اغتصاب واسترقاق وولادة أطفال داخل أماكن الاحتجاز.
وفي إطار جهود التسوية، اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، يوم الإثنين زيارة إلى سلطنة عُمان والبحرين، حيث بحث مع مسؤولين عمانيين وإيرانيين وممثلين عن الحوثيين سبل تهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية. وأكد غروندبرغ أن التطورات الإقليمية الراهنة تمثل فرصة لإحياء الزخم نحو خفض التصعيد وتعزيز الحوار، داعيًا جميع الأطراف اليمنية إلى ضبط النفس والانخراط الجاد في المفاوضات واتخاذ خطوات عملية لتخفيف معاناة المدنيين.
كما أكدت المندوبة البريطانية في مجلس الأمن يوم الأربعاء على أهمية الحفاظ على مسار السلام في اليمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز جهود الحماية، فيما أشار المندوب الأمريكي إلى استمرار الانتهاكات لقرارات مجلس الأمن، مما يمكّن الحوثيين من الحصول على أسلحة ومكونات مزدوجة الاستخدام، مطالبًا بوقف تدفق الأموال والأسلحة غير المشروعة إليهم وتعزيز تطبيق حظر الأسلحة.
على الصعيد الإقليمي، شهدت مسقط يوم السبت لقاءً بين الناطق باسم الحوثيين ونائب وزير الخارجية الإيراني، حيث جرى بحث تنفيذ خارطة طريق السلام في اليمن وتبادل وجهات النظر حول المشاورات الجارية مع مختلف الأطراف اليمنية، وفقًا لوكالة تسنيم الإيرانية.
من ناحيتها رحبت وزارة الخارجية الحوثية يوم الخميس بمساعي الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن، مؤكدة على ضرورة ما وصفته بوقف السياسات العدائية وإنهاء التواجد الأجنبي، مطالبة الأمم المتحدة بالضغط لتسليم بقية المتورطين في ما تزعمه بت "قضية التجسس".
واستمرت عمليات المداهمة للموظفين الأممين، حيث صادَر الحوثيون أربع سيارات تابعة للأمم المتحدة في صنعاء، بينها مركبتان مدرعتان، ونفذوا يومي الثلاثاء والخميس حملات مداهمة على مقرات منظمات إغاثية دولية واحتجزوا عددًا من موظفيها.
ومع استمرار حملة الحوثيين التي تستهدف المنظمات الدولية، قالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها الجماعة أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف أوقفتا فجأة المساعدات لنحو ثلثي القطاع الصحي في مناطقهم، مما يهدد عمل 2000 وحدة صحية و72 مستشفى.
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها مركز سوث24 لتغطية أبرز تطورات الملف اليمني