رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، خلال توديع الطلاب المبتعثين في مطار عدن الدولي، 4 سبتمبر 2025 (إعلام المجلس)
آخر تحديث في: 05-09-2025 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
|
حصاد الأسبوع (30 أغسطس - 5 سبتمبر 2025)
شهد هذا الأسبوع سلسلة هجمات قاتلة شنتها جماعة الحوثيين ضد القوات الجنوبية في محافظة الضالع وشبوة، أودت بحياة نحو خمسة من القوات الجنوبية وإصابة 12 آخرين في حين قتل خمسة من عناصر المليشيا اليمنية في الاشتباكات الحدودية. ويوم الجمعة استشهد جندي وأصيب نحو 8 آخرين في هجوم واشتباكات مع تنظيم القاعدة بمديرية مودية بمحافظة أبين.
على الصعيد الإقليمي تصاعدت المواجهات بين الحوثيين وإسرائيل بعد إعلان الجماعة في صنعاء عن مقتل 12 مسؤولا تنفيذيا في حكومتها غير المعترف بها دوليا، بينهم رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي، بقصف إسرائيلي استهدف مقرات للجماعة في العاصمة اليمنية صنعاء. وردا على ذلك شنتّ الجماعة هجمات على إسرائيل بـ 7 صواريخ بالستية و 10 طائرات مسيّرة فضلا عن هجوم بحري على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، لم تتسبب بأي ضحايا أو اضرار.
جنوبا، أحدث التلاعب الواسع بسعر العملة موجة غضب شعبية ضد البنك المركزي وشبكات الصرافة المحلية في جنوب اليمن. في هذا الوقت ولأول مرة منذ عقود، ابتعث المجلس الانتقالي الجنوبي نحو 100 طالب وطالبة من أوائل الثانوية العامة في محافظات الجنوب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكمال دراستهم الجامعية العليا.
المحور الاقتصادي: تلاعب بالعملة ينتهي بالاستيلاء على أموال المواطنين
شهدت عدن ومدن جنوبية أكبر "عملية احتيال" في تاريخها، وفقا لمصادر اقتصادية، وذلك بعد أنّ تحسنّ سعر الريال اليمني بنسبة 33% خلال يومي 30 و 31 أغسطس - وقت تحصيل الرواتب -، مسجلا ارتفاع بسعره مقابل الدولار من 1617 إلى نحو 1000 ريال يمني خلال نحو 48 ساعة.
ودفع هذا التحسن المفاجئ، والمصحوب بصمت تام من قبل المؤسسات المالية الرسمية وعلى رأسها البنك المركزي، الكثير من المواطنين والموظفين إلى المسارعة لبيع مدخراتهم من العملة الأجنبية.
لكنّ هذا التحسن سرعان ما انتهى بعد ما أصدر البنك المركزي بيانا في الأول من سبتمبر - بعد 48 ساعة - أعلن فيه تثبيت سعر العملة المحلية مقابل الريال السعودي بـ 425 للبيع و428 للشراء - أي العودة إلى السعر السابق قبل هذا التاريخ.
وأعلن البنك المركزي أنّ جميع العملات الأجنبية الأخيرة التي حصلتها البنوك وشركات الصرافة تعود ملكيتها له ولجنة الواردات. وهو الإعلان الذي أثار كثير من الجدل في الأوساط المحلية.
وشهدت مدينة عدن تظاهرات احتجاجية لمواطنين طالبوا باستعادة أموالهم التي خسروا نتيجة المضاربة بالعملة. وحمّل بعضهم محافظ البنك المركزي المسؤولية بينما حمّل آخرون شركات الصرافة تبعات ما حصل.
ولم يصدر عن البنك المركزي توضيحا بشأن مصير أموال عملاء البنوك والصرافين، التي تم بيعها بأسعار منخفضة من العملة المحلية.
وكان الريال اليمني قد شهد خلال شهر أغسطس تحسنا كبيرا بنسبة 45% بعد أنّ كان سعره مقابل الدولار الواحد قد وصل إلى حدود 2900 ريال يمني. وجاء هذا التحسن مصحوبا بإجراءات اقتصادية وعقابية للحكومة اليمنية والبنك المركزي بعدن طالت شبكات صرافة محلية.
ويوم الإثنين أكد مجلس التعاون الخليجي دعمه للبنك المركزي بعدن بوصفه السلطة النقدية الشرعية الوحيدة في اليمن، داعيًا لمكافحة التدخلات الخارجية والإرهاب، ومشددًا على أهمية المشاركة في المؤتمر الدولي للأمن الغذائي المزمع في أكتوبر. من جانبه، ثمّن البنك هذا الدعم يوم الثلاثاء، محذرًا من الحملات التحريضية التي تهدد استقلاليته واستقرار المنظومة المصرفية.
وفي السياق المحلي، أعلنت الجمعية الوطنية الجنوبية الأربعاء رفضها المضاربات بالعملة، ودعت إلى صرف المرتبات المتأخرة ومعالجة أزمة وقود الكهرباء.
كما أعلن محافظ شبوة عن خطط لإنشاء ثلاث محطات كهرباء غازية في العقلة وعسيلان وبلحاف رضوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي، فيما بحثت قيادة وزارة الكهرباء في عدن التحضيرات للمؤتمر الوطني للطاقة في نوفمبر القادم. وناقش محافظ عدن أحمد لملس مع وفد أممي الاستعدادات للمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في العاصمة.
على المستوى الحكومي، بحث رئيس الوزراء سالم بن بريك مع صندوق النقد الدولي عبر اتصال فيديو الثلاثاء إمكانية الحصول على تمويل طارئ لسد الفجوات المالية، مؤكدًا المضي في الإصلاحات الاقتصادية. وفي القاهرة، ناقش المجلس الاقتصادي العربي الخميس إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن وتقديم مساعدات عاجلة، في إشارة للاهتمام الدولي بالملف اليمني.
وشدد بن بريك الأحد على ضرورة التزام سلطة تعز بتحصيل الإيرادات وتوريدها للحكومة، فيما أعلنت نيابة الصناعة في عدن الأربعاء إغلاق 87 صيدلية وشركة طبية مخالفة ضمن حملات رقابية، مؤكدة أن صحة المواطنين "خط أحمر".
على الصعيد التربوي انطلق العام الدراسي الجديد يوم الأحد في عدن ومناطق سيطرة الحكومة، مستوعبًا نحو 2.7 مليون طالب وطالبة.
وقال رئيس الوزراء سالم بن بريك أن عودة الطلاب إلى المدارس تمثل "رسالة أمل وصمود للشعب اليمني"، مشددًا على ضرورة مراعاة حقوق المعلمين المشروعة مع الحفاظ على مصلحة الطلاب العليا.
وعلى صعيد التعليم العالي، ودّع عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي الخميس أوائل طلاب الثانوية في الجنوب بمطار عدن الدولي، المبتعثين إلى الإمارات ضمن برنامج يشمل 100 منحة دراسية. وتأتي الخطوة بهدف تعزيز فرص التعليم المتقدم وربط العملية التعليمية المحلية بالخبرات الدولية.
ولاقت الخطوة ترحيبا واسعا في الأوساط الجنوبية، التي حرمت لعقود من كثير من المنح الدراسية، التي كانت تسيطر عليها مؤسسات نافذة في الأنظمة اليمنية المتعاقبة.
المحور الإنساني: 270 ألف شخص متضرر جراء السيول
أوضحت الأمم المتحدة أن السيول الأخيرة أثرت على أكثر من 125 ألف شخص وتسببت بمقتل وإصابة 170 فردًا وتدمير ممتلكات، مع تأثر النازحين بشكل أكبر، مشيرة إلى أن النداء الإنساني لعام 2025 لم يحصل سوى على أقل من 20% من التمويل المطلوب.
وبحسب أوتشا، كانت محافظات عدن ولحج ومأرب وإب والحديدة وحجة من بين الأكثر تضررًا. من جهتها، أعلنت اليونيسف الأربعاء أن الفيضانات أثرت على أكثر من 270 ألف شخص في 19 محافظة، وأضرت بنحو 40 ألف أسرة، ما يعكس الحاجة لمساعدات عاجلة للفئات الأشد ضعفًا.
وفي شبوة، ناقشت السلطات المحلية الثلاثاء مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أزمة الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أن تكدس المهاجرين يرهق الخدمات المحلية في ظل غياب المنظمات الدولية. وأشارت السلطات إلى أن استقرار المحافظة وفتح مطار عتق يفرضان على المنظمات تحمل مسؤولياتها، مع وعود أممية بإدراج شبوة ضمن أولويات التدخل.
المحور الأمني والعسكري: شهداء في مواجهات مع الحوثيين والقاعدة
شهدت جبهات محافظة الضالع ويافع هذا الأسبوع مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الجنوبية وميليشيا الحوثيين. حيث أفادت مصادر عسكرية لـ"سوث24" بسقوط أربعة شهداء وثمانية من الجرحى، يوم الثلاثاء الماضي، في صفوف القوات الجنوبية بجبهة الفاخر بمحافظة الضالع، بينما قُتل ثلاثة عناصر من الحوثيين خلال الاشتباكات. كما استشهد جندي خامس من ألوية العمالقة الجنوبية بانفجار عبوة ناسفة للحوثيين، في جبهة مرخة العليا بشبوة. وفي جبهة الحد بيافع أصيب جنديان بنيران قناصة حوثيين.
بالمقابل قالت مصادر لـ "سوث24" أنّ خمسة من عناصر الحوثيين قتلوا وأصيب آخرون في المواجهات التي شهدتها الضالع خلال الأيام الماضية.
وفي أبين استشهد، الجمعة، جندي من القوات الجنوبية خلال اشتباكات مع تنظيم القاعدة وهجوم بطائرة مسيرة استهدفت عربة عسكرية تابعة لألوية الدعم والإسناد شرق مديرية مودية بحسب مصادر لمركز سوث24. في حين قال الموقع الرسمي للقوات الجنوبية أنّ القوات الجنوبية شنت هجوما لملاحقة عناصر التنظيم في وادي رفض والنسيل، استشهد خلاله جندي وأصيب خمسة آخرون.
وفي تطور آخر، أعلنت القوات الأمنية في مديرية شحن، بمحافظة المهرة، أمس الخميس، ضبط معملا لإنتاج المخدرات وحبوب الكبتاجون، إضافة إلى حجز كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، واحتجاز عدة اشخاص على صلة بالحوثيين وشبكات إقليمية أخرى.
وأوضحت مصادر لـ سوث24 أن المعمل يتمتع بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 45 ألف حبة في الساعة.
وبالتزامن أعلنت النيابة العامة بعدن إتلاف ما يزيد عن 600 كيلوجرام من المخدرات، معظمها تضمنتها شحنة ضبطتها قوات مكافحة الإرهاب وأمن الميناء ضمن حاويات سكر قادمة من البرازيل وكانت متجهة إلى الحوثيين.
وفي حضرموت، شدد وزير الدفاع على أنّ المحافظة تعد نموذجًا للأمن والاستقرار، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية والأمنية تمثل خط الدفاع الأول عن السكينة العامة. في الوقت ذاته أشار محافظ المحافظة مبخوت بن ماضي إلى رفض أي تشكيلات عسكرية غير نظامية، في إشارة للقوات التي ينشئها الشيخ القبلي عمرو بن حبريش.
المحور الإقليمي: التصعيد الحوثي - الإسرائيلي
تحولت اليمن خلال الأيام الأخيرة إلى بؤرة نزاع إقليمي واسع، عقب الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات حوثية رفيعة في صنعاء، ورد الجماعة بهجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، إلى جانب حملة اعتقالات طالت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
فقد أعلنت جماعة الحوثيين يوم السبت مقتل رئيس حكومتها أحمد الرهوي وعدد من الوزراء في غارة إسرائيلية استهدفت ورشة عمل بصنعاء، وتعيين محمد مفتاح رئيسًا مؤقتًا.
وكانت تل أبيب قد نفذت في 28 أغسطس ضربة دقيقة وُصفت إسرائيليًا بأنها "قاصمة"، فيما أكد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع أن العملية تمثل بداية لمسار أوسع يستهدف البنية القيادية للحوثيين. في حين كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إنشاء جهاز استخباراتي خاص لتصفية قيادة الجماعة قبل أسابيع من العملية.
بالمقابل، توعد الحوثيون بالانتقام، معتبرين أن ما جرى "مجرد ضربة حظ". وأعلنوا مقتل 12 من مسؤولي حكومتهم، بينهم وزراء، وشُيّعت جثامينهم الاثنين في ميدان السبعين.
إلى ذلك تحدثت تقارير إسرائيلية عن إصابات خطيرة لوزير الدفاع ورئيس الأركان الحوثيين، مع فرض إجراءات أمنية مشددة داخل صنعاء.
وأكدت مصادر صحفية يمنية أن الغارات الأخيرة على أحد المباني المستهدفة في منطقة حدة بصنعاء، أوقعت نحو 45 قتيلًا وجريحًا من عناصر الأمن الحوثيين.
وقد أدانت إيران وحلفاؤها، بما في ذلك حزب الله وحماس والإخوان المسلمون، الضربات ووصفوها بأنها "جريمة حرب". وفي المقابل، حذر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من تحول اليمن إلى ساحة صراع جيوسياسي أوسع، ودعا إلى حماية المدنيين.
على الأرض، أطلقت الجماعة الحوثية نحو 7 صواريخ بالستية و 10 طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل. بالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض بعضها فيما سقط صاروخا في منطقة مفتوحة. وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي بالرد على هذه الهجمات.
كذلك، أعلن الحوثيون ضرب ناقلة النفط الإسرائيلية "SCARLET RAY" وسفينة "MSC ABY" بصواريخ وطائرات بدون طيار.
وأدان مجلس التعاون الخليجي الهجمات البحرية للحوثيين وإغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، مشددًا على رفض التدخلات الخارجية ودعم الجماعات الإرهابية.
الاعتقالات والاقتحامات في صنعاء
في موازاة التصعيد العسكري، نفذت مليشيا الحوثيين حملة اعتقالات واسعة شملت موظفين تابعين للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي في صنعاء والحديدة، مع اقتحام مقار هذه المنظمات ومصادرة ممتلكاتها. وارتفع عدد المعتقلين إلى 19، بينهم موظف دولي.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الاعتقالات بأنها "غير مقبولة"، وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين. وأدانت فرنسا والاتحاد الأوروبي هذه الممارسات، محذرين من أنها تهدد تدفق المساعدات وتفاقم الأزمة الإنسانية.
بدورها، دانت خارجية المجلس الانتقالي الجنوبي عمليات الاقتحام والاعتقال، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجددت الدعوة للمنظمات الدولية لنقل عملياتها إلى عدن، متعهدة بتوفير بيئة آمنة ومستقرة لعملها.
لقراءة مزيد من التفاصيل، يمكن تصفح قسم الأخبار باللغة الإنجليزية
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية قدمها مركز سوث24 لتغطية أحدث التطورات في الملف اليمني