حصاد الأسبوع (23 - 28 أغسطس 2025)

كان هذا الأسبوع حافلا بالأحداث الإنسانية والعسكرية والاقتصادية في اليمن. في الجنوب شهدت عدن ومحافظات أخرى كارثة طبيعية بسبب فيضانات السيول، في حين دشّن مسؤولون محليون وإمارتيون افتتاح وبدء أعمال محطتين للطاقة الشمسية في شبوة وعدن. في الشمال، كثفت إسرائيل غاراتها العنيفة على مواقع حوثية في صنعاء، وسط أنباء – لم يؤكدها الحوثيون - عن مقتل قادة موالين للجماعة بينهم رئيس وزراء حكومتهم غير المعترف بها.

المحور الإنساني: فيضانات وعشرات الضحايا وآلاف المتضررين

شهدت العاصمة عدن وعدد من المحافظات هذا الأسبوع واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، إثر منخفض مداري قوي تسبب بأمطار غزيرة وسيول جارفة، خلّفت أضرارًا بشرية ومادية جسيمة في عدة محافظات، وكشفت مجددًا هشاشة البنية التحتية وضعف منظومة الاستجابة الطارئة.

ولمواجهة تبعات الفيضانات، تحركت السلطات المحلية وفرق الطوارئ لإغاثة المتضررين، فيما ناشدت وزارة التخطيط وهيئة الشؤون الاجتماعية في المجلس الانتقالي الجنوبي المجتمع الدولي التدخل العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية. 

وعقد رئيس الوزراء سالم بن بريك يوم الإثنين اجتماعًا حكوميًا لمناقشة الأضرار، وأصدر توجيهات بوقف البناء العشوائي في مجاري السيول، وإنشاء مشروع الممر المائي في الوادي الكبير، إلى جانب مركز طوارئ وطني لتنسيق جهود مواجهة الكوارث، والتحقيق في تجاوزات تراخيص البناء.

وقد أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية إطلاق استجابة طارئة لمساعدة أكثر من 100 ألف شخص متضرر من الفيضانات في أبين، لحج، تعز، وعدن، مع تقديم مساعدات نقدية وإمدادات أساسية، وحث المجتمع الدولي على دعم الاستجابة الإنسانية. 

وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية مقتل نحو 18 شخصا على الأقل في الفيضانات الأخيرة. 

وأعلنت اليونيسف الأربعاء أن مئات الأسر في عدن تضررت جراء موجتين من الأمطار الغزيرة، مؤكدة أنها تعمل على الأرض لتقديم الدعم العاجل للمتضررين.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن السيول أثرت منذ أبريل الماضي على عشرات الآلاف وخلفت أكثر من 100 قتيل وجريح.

من جانبها، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة الخميس نداءً عاجلاً للدعم الدولي لمواجهة الفيضانات القاتلة، مشيرة إلى أن الكارثة دمرت المنازل وسبل العيش وأجبرت آلاف الأسر على النزوح، حيث تضرر أكثر من 46 ألف شخص في 73 موقع نزوح. 

وأكدت أن التغير المناخي يعمق أزمة اليمن مع فيضانات أشد وأكثر تكراراً هذا العام، محذرة من ارتفاع مخاطر تفشي الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه.

من جانبها، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن السيول أضرت بأكثر من 16 ألف أسرة في حجة، مع تدمير مساكن وفقدان بعض الأسر لأفرادها.

في الوقت ذاته، حذرت منظمة الأوتشا من تفاقم أزمة الجوع في اليمن، مؤكدة أن 18 مليون شخص مهددون بانعدام الأمن الغذائي، بينهم 41 ألف شخص في ظروف كارثية، داعية المجتمع الدولي لتقديم دعم عاجل لمنع انهيار الوضع الغذائي بشكل أوسع.

تربويًا، أعلنت نقابة المعلمين الجنوبيين الخميس عن تعليق الإضراب في كافة المحافظات الجنوبية، لكنها جددت مطالبها للحكومة بانتظام صرف الرواتب والعلاوات والتسويات المستحقة.

المحور الاقتصادي: الطاقة الشمسية تبدأ في شبوة

أعلنت وزارة الصناعة والتجارة يوم الأحد عن شطب وإلغاء 8,781 وكالة وعلامة تجارية لم تستكمل إجراءاتها القانونية أو امتنعت عن التجديد، واكتفت بالتسجيل في مناطق سيطرة الحوثيين، مؤكدة استمرار الحملة ضمن الإصلاحات الاقتصادية الرامية إلى ضبط النشاط التجاري وتنظيم الأسواق.

وفي إطار تعزيز الرقابة على الأسعار، أغلقت لجنة مراقبة الأسعار يوم الإثنين سوق الخضار المركزي بالمنصورة لمخالفته التسعيرة الرسمية، فيما أصدر البنك المركزي بعدن قرارات بإيقاف تراخيص منشآت صرافة وسحب تراخيص فروع شركات أخرى، مع إغلاق مقراتها، تزامنًا مع حملة أمنية واسعة في شبوة لإغلاق شركات صرافة مخالفة. وأعلنت شرطة شبوة إغلاق 25 محل صرافة غير مرخّص في 11 مديرية، تنفيذاً لتوجيهات البنك المركزي، ضمن جهود الحكومة لتعزيز الرقابة على النشاطين المالي والتجاري والحد من الفوضى والتلاعب.

على صعيد تنظيم قطاع الأدوية، أعلنت الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في عدن يوم الثلاثاء بدء تطبيق التسعيرة الرسمية الجديدة للأدوية.

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء سالم بن بريك الأربعاء أن الحكومة ماضية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية انعكست إيجاباً على استقرار العملة الوطنية، مشدداً على أن هذه الإصلاحات خطوات عملية ملموسة وليست شعارات، وأنها تأتي في إطار رؤية واضحة لمعالجة أخطاء الماضي واستعادة ثقة الشعب والشركاء الدوليين.

مؤكداً عزمه اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يلتف على قرارات خفض الأسعار والخدمات. كما أقر مجلس الوزراء استراتيجية لتوطين صناعة الأدوية في اليمن، في خطوة تهدف لتعزيز الإنتاج المحلي والحد من الاعتماد على الاستيراد.

وفي الجانب التنموي، دشن عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي والسفير الإماراتي لدى اليمن، محمد الزعابي، يوم الخميس رسمياً عمل محطة الطاقة الشمسية الجديدة في عتق بشبوة التي تبلغ قدرتها 53 ميجاوات، بدعم إماراتي. كما دشّن كل من الزبيدي والزعابي ومحافظ عدن  بدء أعمال المرحلة الثانية من مشروع الطاقة الشمسية في العاصمة عدن بقدرة 120 ميجاوات، بدعم من دول الإمارات العربية المتحدة.

بينما أعلن محافظ حضرموت يوم الإثنين إقرار الحكومة مشروع إنشاء مصفاة نفط ومنطقة حرة في الضبة بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف برميل يوميًا، في خطوة لتعزيز البنية التحتية للطاقة والاستثمار في المحافظة.

المحور الأمني والعسكري: الولايات المتحدة تشيد بجهود مكافحة التهريب الجنوبية

استشهد ثلاثة جنود وأصيب اثنان آخران في هجمات حوثية متفرقة في جبهتي لحج والضالع هذا الأسبوع استهدفت مواقعا للقوات الجنوبية.

وفي سياق جهود مكافحة التهريب، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب يوم السبت إحباط محاولة تهريب شحنة ضخمة من مخدر الكوكايين تزن نحو 599 كيلوجرامًا كانت في طريقها إلى الحوثيين. وأوضح الجهاز أن الشحنة، القادمة من ميناء البرازيل، كانت مخبأة بإحكام داخل أكياس سكر.

وكشفت التحقيقات الأولية أن العملية مرتبطة بشبكات تهريب دولية تعمل لصالح الحوثيين، الذين يستخدمون تجارة المخدرات كمصدر رئيسي لتمويل أنشطتهم الإرهابية، وفقًا لما صرّح به رئيس الجهاز، اللواء شلال شايع. 

وأضاف شايع أن الجهاز قدّم لممثلي الأمم المتحدة تفاصيل دقيقة حول عملية الضبط والجهات المتورطة، مطالبًا المنظمة الدولية بدعم الجهود اليمنية في تفكيك شبكات التهريب وتجفيف منابع تمويلها.

وفي هذا السياق، هنأت السفارة الأمريكية يوم الإثنين عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي على جهود قوات مكافحة الإرهاب في ضبط الشحنة، مؤكدة أن العملية تعكس مستوى الأداء المتميز للقوات، ووصفت الحوثيين بأنهم "مجرد تجار مخدرات يعرضون حياة اليمنيين للخطر".

على صعيد آخر، أعلنت القوات الأمنية الجنوبية المشتركة في باب المندب يوم الثلاثاء عن ضبط كمية ضخمة تقدر بـ 150 ألف حبة كبتاغون في سواحل رأس العارة، ضمن جهود مكافحة تهريب المخدرات عبر الممرات البحرية. كما أعلنت قوات العمالقة الجمعة ضبط 28500 قرصًا من مادة البريجابالين المخدرة قرب باب المندب وإلقاء القبض على اثنين من المتورطين.

و يوم الأربعاء اجتماعًا للجنة الأمنية في أرخبيل سقطرى لمناقشة المستجدات الأمنية، مؤكدًا على ضرورة التصدي لمحاولات تهريب المخدرات إلى الجزيرة أو عبرها، خاصة تلك التي تنشط فيها مليشيات الحوثيين. 

وضمن جولة شملت عدة محافظات بينها، صعدة وحجة ومأرب وحضرموت، كان الوزير الداعري قد زار الأحد منفذ صرفيت الحدودي في المهرة للاطلاع على أوضاع الوحدات العسكرية والأمنية هناك، مشددًا على ضرورة رفع مستوى اليقظة وتشديد إجراءات التفتيش للحد من عمليات التهريب عبر المنفذ.

المحور الإقليمي: التصعيد الحوثين الإسرائيلي يدخل مرحلة جديدة

شهد الصراع بين إسرائيل وميليشيا الحوثيين تصاعدًا متناميًا هذا الأسبوع، مع تبادل الهجمات بينهما في ظل أنباء عن مقتل قيادات موالية للجماعة، وتطور عسكري في تقنية الصواريخ الحوثية.

ويوم الأحد شنت إسرائيل غارات جوية واسعة استهدفت مواقع حساسة وحيوية في المدينة بينها مخازن شركة النفط والغاز ومحطة كهرباء والقصر الرئاسي، بحسب مصادر مركز سوث24.

وأعلنت صحة الحوثيين يوم الإثنين أن حصيلة الهجوم بلغت 10 قتلى و92 جريحًا، فيما وصفت حكومة الحوثيين الغارات بأنها محاولة لإظهار "انتصار وهمي"، ما تسبب في دمار واسع وانقطاع التيار الكهربائي. 

وشنت إسرائيل يوم الخميس عدة غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت مناطق جنوب وغرب العاصمة، من بينها جبل عطان، دون أن يسبقها تحليق للطيران. حيث تزامن الهجوم مع كلمة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية. جاء ذلك بعد اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصاروخ باليستي وطائرتين مسيرتين يومي الأربعاء والخميس أعلن الحوثيون خلالهم استهداف أهداف إسرائيلية.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن الغارات على صنعاء استهدفت منازل كبار المسؤولين الحوثيين، الأمر الذي نفته الجماعة على الفور. وقال بيان للمكتب السياسي للجماعة أنّ إسرائيل تبحث عن "انتصار وهمي".

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه حاول اغتيال رئيس أركان الحوثيين "الغماري" ووزير دفاعهم "العاطفي" بناء على معلومات استخبارية. لكنه قال أنه لا يزال ينتظر النتائج. 

ومساء الخميس قالت مصادر خاصة لمركز سوث24 أنّ رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أحمد غالب الرهوي، قتل في الهجمات. ونقلت مصادر يمنية متطابقة مقتل الرهوي وعدد من مرافقيه. 

وقال مصدر صحفي يوم الجمعة لـ "سوث24"، أنّ مسؤول رفيع في وزارة داخلية الحوثيين قتل أيضا في الهجمات. 

ولم ينف أو يؤكد الحوثيون هذه الأنباء التي تم تداولها بشكل واسع. وقالت مصادر في صنعاء لـ "سوث24" أنّ الحوثيين يتكتمون على نتائج الهجمات. 

وأعلن عبد الملك الحوثي في خطابه المتلفز الخميس نجاح جماعته في تصنيع رؤوس انشطارية لصواريخ "فلسطين 2".

وقال مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي لوكالة أسوشيتد برس إلى أن الصاروخ الحوثي الأخير حمل ذخيرة عنقودية متعددة الانفجار، وهو تطور يثير قلقًا نظرًا لصعوبة اعتراض هذا النوع من القنابل، والتي قالت إسرائيل إنها تُزوَّد من إيران للحوثيين.

وقال الجيش الإسرائيلي أن نظام الحوثي يعمل بعدوانية وبتوجيه وتمويل إيراني لاستهداف إسرائيل وحلفائها، مؤكداً أنه يتعامل بقوة ضدهم.

وفي سياق متصل، قال  رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال لقائه السفيرة البريطانية يوم الأربعاء أن ميليشيا الحوثيين تمثل تهديداً مستمراً للسلم والأمن الدوليين بدعم إيراني.

كما أوضح أن الحوثيين يستهدفون الشعب عبر الاقتصاد والتحويلات المصرفية، داعياً إلى توسيع نطاق العقوبات الدولية ضدهم. 

وفي لقاء مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن حذر العليمي من أن استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي ويستلزم موقفاً دولياً حازماً.

لقراءة المزيد من التفاصيل في قسم الأخبار الإنجليزية