التقارير الخاصة

عدن في مواجهة موجة وبائية موسمية جديدة

مركز عزل الكوليرا في مديرية المعلا بمحافظة عدن المدعوم من مركز الملك سلمان (منظمة الصحة العالمية)

آخر تحديث في: 01-06-2025 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن

مركز سوث24 | ريم الفضلي


دخلت مدينة عدن عام 2025 وهي تُواجه حلقة جديدة من حلقات التدهور الصحي الموسمي، وسط مؤشرات متصاعدة على عودة الأوبئة التي أصبحت سمة متكررة في حياة السكان. فمنذ مطلع هذا العام، سجّلت المدينة، ومعها عدد من المحافظات المجاورة، ارتفاعًا حادًا في معدلات الإصابة بالحميات الفيروسية، وهو ما أسفر عن وفاة العشرات وإصابة آلاف الأشخاص، بحسب مصادر صحية رسمية.


هذه الموجة الجديدة من التفشي الوبائي لا تأتي في سياق استثنائي، بل تندرج ضمن نمط سنوي مألوف في عدن، المدينة الساحلية ذات المناخ المداري الرطب، التي تهيئ بيئتها الطبيعية والبيئية لانتشار واسع للنواقل الحشرية، خاصة مع بداية فصل الصيف. حمى الضنك، والملاريا، وحمى الشيكونغونيا (المكرفس) تظلّ أكثر الأمراض تداولًا خلال هذه الفترة، وتعود لتتربّع على قائمة المهددات الصحية التي تواجه سكان المدينة كل عام تقريبًا، دون أن يصاحبها تطور موازٍ في أدوات المواجهة أو الوقاية المؤسسية.


لكن ما يجعل الوضع هذا العام أكثر تعقيدًا ليس فقط تكرار الظاهرة، بل تراكم العوامل المؤدية إلى تفاقمها. فمع استمرار الانقطاعات في التيار الكهربائي، تعرّضت مضخات الصرف الصحي للتوقف، ما تسبب في طفح المجاري في عدد من الشوارع والأحياء، وزاد من احتمالات انتشار الأمراض ذات الصلة. وفي خضم هذا المشهد، عادت الكوليرا إلى الظهور، لتضيف عبئًا جديدًا على كاهل المنظومة الصحية المرهقة أصلًا، وتطرح مجددًا تساؤلات قديمة حول جدوى التدخلات، وفعالية الإجراءات، واستدامة الحلول في مدينة أصبحت فيها الحُميات جزءًا من دورة الحياة السنوية.


معاناة المرضى


في غرفة طوارئ مزدحمة بأحد مستشفيات العاصمة عدن، لفظت ميمونة، الشابة التي أصيب بحمى استمرت لأسبوعين خلال مارس الماضي، أنفاسها الأخيرة بعد أن فشلت كل محاولات إنقاذها. شقيقتها أفراح ناصر، التي رافقتها طوال أيام المرض، لا تزال تعيش صدمة الفقد. قالت لمركز سوث24 بصوت تخنقه العبرة: "حين شعرنا أن حالتها تستدعي النقل إلى المستشفى، سارعنا بذلك، وهناك أبلغنا الطبيب بأن صفائح الدم لديها قد انخفضت إلى ما دون المعدل الطبيعي".


لم تكن ميمونة تعلم أنها مصابة بحمى الضنك، واستمرت في تناول مسكن "سلبادين الفوّار" ظنًا منها أنها حمى عادية ناجمة عن إرهاق موسمي. بحسب شهادة شقيقتها، فإن التحسن المؤقت الذي كانت تشعر به بعد تناول الدواء أخفى حقيقة التدهور المستمر. تروي أفراح: "كنا نظن أنها مجرد حمى عابرة، لكنها لم تعد قادرة على النهوض من الفراش في الأيام الأخيرة".


قصة رشا سليمان، وهو اسم مستعار لشابة أُصيبت بأعراض مشابهة، تعكس بدورها مدى هشاشة النظام الصحي. فبعد مراجعة أحد المستشفيات الخاصة بعدن، وُصف لها خافض حرارة يحتوي على الكافيين، وهو ما فاقم حالتها. والدها يوضح أن "مستوى الصفائح الدموية انخفض من 130 إلى 70 خلال يوم ونصف فقط من تناولها للدواء".


 ويضيف أن أحد أقاربه، الذي يعمل في المجال الطبي، هو من اكتشف أن العقار غير مناسب لحالات حمى الضنك، محذرًا من أن التأخر في التدخل كان قد يؤدي إلى نتائج مأساوية. "لو لم نتدخل في الوقت المناسب، لا يمكننا أن نعلم ما الذي كان سيحدث لابنتي بسبب هذا الاستهتار بحياة الناس"، يضيف الأب.


أوبئة موسمية


تشير الإحصاءات الرسمية إلى نمط وبائي متكرر، بات سمة دائمة للعاصمة عدن في مثل هذا الوقت من العام. يؤكد د. مجدي الداعري، مدير إدارة الرصد الوبائي بمكتب الصحة في عدن، أن المدينة تسجّل سنويًا ارتفاعًا دوريًا في عدد الإصابات بالحميات، وأن ما تشهده حاليًا ليس حالة معزولة، بل امتداد لأعوام سابقة.


ويضيف في تصريح خاص لمركز سوث24 أن جميع الحالات التي استقبلتها المرافق الصحية خلال الأشهر الماضية تم توثيقها ورفعها إلى الجهات المختصة ضمن برنامج الترصد الوبائي، مشيرًا إلى أن البيانات المجمعة حتى 28 مايو الماضي تُظهر تسجيل نحو 1550 حالة إصابة مؤكدة بحمى الضنك، إلى جانب ما يقارب 30 حالة وفاة، توزعت غالبية هذه الحالات في مديرية البريقة، تليها مديريات المنصورة، الشيخ عثمان، وخور مكسر.


من جانبه، يوضح د. شيخ عبد الحافظ، أستاذ مساعد في الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الطب في جامعة عدن، أن حمى الضنك تتصدر قائمة الأمراض المنتشرة حاليًا، تليها الملاريا. ويفصّل في الأعراض السريرية المميزة لكل منهما، موضحًا أن الضنك عادة ما تترافق مع حمى شديدة، وألم خلف العينين، وآلام في المفاصل والعضلات، وطفح جلدي، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في عدد الصفائح الدموية. أما الملاريا، فتتسم بنوبات حمى دورية مصحوبة برجفان وتعرق، ما يجعل التشخيص السريري غير كافٍ، ويستلزم إجراء فحوصات مخبرية دقيقة لتأكيد الإصابة.


في موازاة تفشي الحميات الفيروسية، تتسع رقعة القلق الصحي في عدن بفعل مؤشرات مقلقة على عودة الكوليرا إلى الواجهة. مكتب الصحة العامة والسكان في العاصمة أطلق في 20 مايو تحذيرًا صريحًا، مؤكدًا أن سوء الأوضاع بلغ مستويات حرجة مع تزايد عدد الحالات، في ظل غياب الدعم واستمرار الانقطاع الكامل للتمويل.


وأوضح المكتب، في مذكرة رسمية موجهة إلى محافظ عدن، أن انسحاب المنظمات الدولية من دعم مركز عزل الكوليرا في مستشفى الصداقة أدى إلى توقف شبه كلي في الخدمات، وترك المنشأة الطبية الوحيدة المختصة في مواجهة وباء الكوليرا دون طواقم طبية كافية، حيث لا يتواجد حاليًا سوى طبيب واحد وثلاثة ممرضين فقط.


وأشار المكتب إلى أن العجز في الطواقم والمستلزمات الطبية، مع عدم القدرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى، يُنذر بانهيار كامل لمنظومة الاستجابة الوبائية. وأضاف البيان أن المركز بات عاجزًا عن استقبال الحالات، مما دفع الأطباء إلى طلب المساعدة من منازلهم، في ظل وضع يهدد بانتشار واسع للعدوى، ليس فقط في عدن بل في المحافظات المجاورة.


نطاق واسع وبيئة محفزة


أكد د. مجدي الداعري، أكد استمرار التصاعد في عدد الإصابات بالكوليرا منذ أواخر أبريل، موضحًا أن جميع مديريات العاصمة سُجّلت فيها حالات مشتبه بها، دون استثناء. وقد تركزت النسبة الأكبر من الإصابات في مديريات دار سعد، الشيخ عثمان، والمعلا. حيث تم توثيق نحو 850 حالة مشتبه بها، بينها خمس حالات وفاة حتى 24 مايو. وتشير البيانات إلى أنه تم تأكيد 190 حالة باستخدام الفحص السريع، إلى جانب نحو 30 حالة مؤكدة مختبريًا باستخدام تقنية الفحص الذرعي (PCR).


من ناحيته، وصف د. شيخ عبد الحافظ الوضع الوبائي للكوليرا في عدن بأنه مقلق، خاصة مع تسجيل مئات الحالات يوميًا في مناطق كثيفة سكانيًا، مثل دار سعد والشيخ عثمان والمعلا. ويرى أن التفشي يرتبط بشكل مباشر بتلوث مصادر المياه، وتدهور خدمات النظافة، وغياب الرقابة الصحية الفاعلة، في ظل انكماش الاستجابة الطبية نتيجة نقص الأدوية وضعف القدرات التشخيصية، وهي عوامل، وفق قوله، تتطلب استجابة عاجلة ومنسقة تتجاوز المعالجات الظرفية.


ورغم أن الظواهر المناخية تظل عنصرًا مشتركًا في معظم المدن الساحلية ذات الطقس المداري، إلا أن تفشي الحميات في عدن يحمل في طياته أبعادًا تتجاوز الطبيعة. فبحسب الدكتور شيخ عبد الحافظ، فإن بيئة المدينة تتيح لنواقل الأمراض التكاثر على نحو مستمر، بفعل جملة من العوامل الهيكلية، أبرزها ضعف تصريف المياه، انتشار الخزانات المكشوفة، وتراكم النفايات العضوية في الأحياء السكنية، إلى جانب غياب برامج رش منتظمة ومكافحة بيئية مستدامة.


ويشير عبد الحافظ إلى أن تراكم المخلفات بعد موسم الأمطار يشكّل حواضن مثالية لتكاثر البعوض، حيث توفّر المياه الراكدة بيئة مثالية لوضع البيوض، ما يؤدي إلى تضاعف أعداد الحشرات الناقلة خلال فترة قصيرة. أما انقطاع الكهرباء، فله تأثير مزدوج: فهو لا يعطّل فقط البنية التحتية للصرف الصحي، بل يزيد من تعرض السكان للدغات البعوض، لا سيما في المناطق المكتظة التي تفتقر إلى وسائل الحماية البديلة.


وتسهم هذه العوامل مجتمعة في تكرار موجات تفشي حمى الضنك، الملاريا، وحمى الشيكونغونيا في عدن، دون وجود معالجة جذرية تُغيّر من ديناميكية الأزمة. ويرى عبد الحافظ أن جزءًا من المشكلة يعود إلى غياب التخطيط المدني، وانتشار أحياء غير مخدومة بشبكات صرف صحي أو مياه مأمونة، ما يدفع الأهالي إلى تخزين المياه في أوعية مكشوفة، تشكّل بيئة مثالية لتكاثر البعوض.


أما بالنسبة للمتغيرات الفيروسية، فيؤكد عبد الحافظ أنه لا توجد أدلة محلية واضحة حتى الآن على تحورات كبيرة، غير أن بعض الدراسات الإقليمية تشير إلى تحولات طفيفة قد تزيد من شدة الأعراض أو تسهم في ظهور مقاومة للمبيدات في بعض سلالات البعوض.


ويعزو الداعري التفاوت في نسب انتشار الأوبئة بين مديريات عدن إلى اختلاف الأنماط البيئية والاجتماعية، موضحًا أن وجود مخيمات للنازحين في مديرية البريقة، إلى جانب الرعي وتكدّس المخلفات، يوفّر بيئة خصبة لتكاثر البعوض. في حين أن الكثافة السكانية في المنصورة ترفع من احتمالات انتشار العدوى، أما في خور مكسر، فتُسهم أعمال البناء والتوسع العمراني في خلق بؤر لتخزين المياه المكشوفة، ما يضاعف من خطر تفشي الأمراض.


ويلفت الداعري كذلك إلى دور التغيرات المناخية في تعقيد المشهد الصحي، مشيرًا إلى تزايد بعض الأمراض الجلدية وارتفاع وتيرة الإصابات الفيروسية، في ظل وجود أربعة أنماط مصلية لفيروس حمى الضنك، ورصد جميع أنواع طفيليات الملاريا المعروفة في اليمن، وهو ما يضاعف من احتمالات الإصابة المتكررة ويزيد من تعقيد سبل المواجهة الطبية.


استجابة ضعيفة


في مواجهة تفشي الحميات والأمراض الوبائية، تبرز الاستجابة الصحية في عدن كجهد متقطع تحكمه محدودية الموارد واختلال التنسيق بين المؤسسات. ومع أن مكتب الصحة نفّذ حملات ميدانية في المديريات الثماني، شملت عمليات رشّ لـ 90% من المناطق وتوعية عبر فرق استمرت لأيام، إلا أن هذه التحركات لم تكن كافية لتطويق انتشار الأوبئة، بحسب تقييم ميداني للجهات المعنية.


د. شيخ عبد الحافظ يرى أن أدوات الوقاية الأساسية، مثل المبيدات والناموسيات، لا تزال فعّالة نسبيًا، لكنها تفقد جدواها تدريجيًا بفعل الاستخدام العشوائي، وعدم تجديد برامج المكافحة البيئية. ويشدد على أهمية تغطية خزانات المياه، وتنظيم حملات منتظمة لإزالة البؤر المحتملة لتكاثر البعوض. كما يؤكد أن التنسيق بين السلطات الصحية والجهات المحلية يظل أساسيًا لتفعيل برامج الرش الوقائي، توزيع الناموسيات، وتنفيذ حملات نظافة ومراقبة بيئية دورية.


ومع ذلك، تبقى فجوة الموارد عقبة رئيسية أمام أي استجابة منظمة. فضعف الاستدامة، وفقًا لعبد الحافظ، يعوق التنفيذ طويل الأمد، ويجعل أي تدخل عرضة للتلاشي مع غياب الدعم الخارجي. وينصح الأهالي باستخدام الناموسيات على مدار اليوم، والتخلّص من أي تجمعات مياه، إلى جانب مراجعة المرافق الصحية في حال استمرت الحمى لأكثر من يومين، أو عند ظهور أعراض مقلقة مثل الطفح الجلدي، النزيف، أو آلام المفاصل، محذرًا من الاعتماد على خافضات الحرارة فقط دون تشخيص طبي دقيق.


من جهته، دعا الداعري إلى تعزيز منظومة الوقاية، مشيرًا إلى ضرورة توفير مياه شرب آمنة، إطلاق حملات تطعيم في المناطق عالية الخطورة، إصلاح شبكات الصرف الصحي، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية. كما نوه إلى قصور واضح في التوعية المجتمعية، واقترح توسيع حملات التثقيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد على المجتمعات المحلية كأداة وقاية جماعية أكثر استدامة.


دور دولي غائب


في ظل الارتفاع المستمر في الإصابات، بات تراجع حضور المنظمات الدولية في عدن ملمحًا إضافيًا يفاقم هشاشة المنظومة الصحية.


وتتفاقم المشكلة مع إعلان لجنة الإنقاذ الدولة (IRC) في 8 مايو الماضي استجابتها الطارئة في اليمن بعد فترة من التعامل مع تفشي الكوليرا. ورغم انسحابها، حذرت اللجنة من أن البلاد ما تزال مهددة بأوبئة مستقبلية في حال لم يُفعّل تدخل عالمي عاجل. وتشير أرقامها إلى تسجيل أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها بالكوليرا، و870 وفاة خلال عام 2024 فقط.


وفي محاولة لتفادي انفجار الوضع، أطلقت وزارة التخطيط والتعاون الدولي في 26 مايو الماضي نداء استغاثة ، دعت فيه الشركاء الدوليين إلى تقديم دعم طبي عاجل يشمل الأدوية، المستلزمات، حملات الرش، والتوعية. كما أعلنت الوزارة استعدادها لتقديم كافة التسهيلات والتنسيق مع السلطات المحلية، لضمان فعالية الاستجابة.


ورغم بعض التحركات الجزئية، مثل استجابة منظمة "يونيسف" بتوفير أدوية ومستلزمات طبية، يقر د. مجدي الداعري بأن تراجع الدعم الخارجي، ولا سيما من الجهات الأميركية، أدى إلى انسحاب منظمات وتقليص أعداد الكوادر الطبية، وخصوصًا في مستشفى الصداقة. وقد أُرسلت طلبات رسمية لتعزيز الطواقم، غير أن الردود ظلت محدودة. وضمن الجهود الداخلية، تم تنسيق حملات توعية منتظمة، إلا أن أثرها بقي محدودًا بفعل ضعف التغطية الإعلامية والتواصل المجتمعي.


بدوره، أشار د. شيخ عبد الحافظ إلى أهمية تطوير استراتيجية توعوية دائمة، بالشراكة مع الإعلام المحلي وقادة المجتمع، من أجل كسر الصمت المزمن الذي يلفّ الحُميات في المدينة. ورأى أن غياب التغطية الإعلامية الدقيقة يُسهِم في تطبيع الوضع الوبائي، ويُضعف من الضغط المطلوب على الجهات الصحية.


وفي سياق متصل، قدّم مركز سوث24 مذكرة رسمية إلى مدير مكتب الصحة في عدن، د. أحمد البيشي، لطلب إذن بتصوير تقرير ميداني داخل مركز العزل الوبائي في مستشفى الصداقة. غير أن الطلب، حتى تاريخ نشر التقرير، لم يلقَ أي رد. كما حاولت الصحفية التواصل مع مدير المركز، د. صالح الدوبحي، الذي أفاد بأنه ممنوع من التصريح الإعلامي، في مشهد يعكس إلى حد بعيد ما تواجهه وسائل الإعلام المحلية من عوائق في الوصول إلى الحقيقة داخل منشآت الصحة العامة.


ورغم الجهود المتناثرة التي تبذلها السلطات المحلية، وحملات الرش والمراقبة المحدودة، يبقى الإحساس العام بأن المدينة تُركت لتدير وحدها معركة طويلة ضد أوبئة باتت مستوطنة، يُعاد إنتاجها سنويًا بفعل بيئة متهالكة، وتخطيط حضري غائب، وانسحاب شركاء كانوا يوماً يشكّلون خط الدفاع الأول.


صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا