حصاد الأسبوع (24 – 30 مايو)

شهد هذا الأسبوع تطورات عسكرية متسارعة في المشهد اليمني والإقليمي، تزامنا مع تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لآخر طائرة يحتجزها الحوثيون في مطار صنعاء، مباشرة بعد أيام من تهديدات للجماعة بشنّ هجمات على مطارات جنوب اليمن وإصرارها على نقل الطائرة من عمّان إلى صنعاء. وإلى جوار انهيار الخدمات في الجنوب، شن الحوثيون هجوما مميتا أودى بحياة امرأة وإصابة سبعة آخرين في محافظة لحج.

الضالع: ذكرى التحرير من مشروع "إيران"

بمناسبة الذكرى العاشرة لتحرير محافظة الضالع في 25 مايو 2015، شهد جنوب اليمن استحضارًا واسعًا لما وُصف بأنه تحول استراتيجي مفصلي في خارطة النفوذ العسكري والسياسي للحوثيين المدعومين من إيران. 

وقد مثّل هذا الحدث أول كسر نوعي للمشروع الذي تدعمه إيران في جنوب الجزيرة العربية، ومهّد لانطلاق سلسلة من الانتصارات اللاحقة التي أعادت ترتيب المعادلة السياسية والعسكرية في اليمن.

وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إن "25 مايو كان فجر شمس التحرير الجنوبي من جبال الضالع"، مؤكدًا أن "نصر الضالع كان فاتحة الانتصارات على المشروع الإيراني في المنطقة". 

دوليًا، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الثلاثاء، خلال زيارة رسمية إلى روسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو. وتأتي الزيارة بهدف حشد الدعم الدولي المنسق بشأن الأزمة اليمنية. 

وقد أشاد الرئيس بوتين بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين الممتدة منذ عهد الاتحاد السوفيتي. 

وفي مقابلة تلفزيونية قال رشاد العليمي أنّه يحترم تطلعات الجنوبيين ولكن وفقا للمرجعيات ومشاورات الرياض التي جرت في أبريل 2022.

وأضاف رئيس المجلس الرئاس يفي مقابلة مع روسيا اليوم "لا وحدة بالقوة ولا انفصال بالقوة". مشيرا إلى أنّ أي "حوار بشأن النظام السياسي في الجنوب والشمال لن يتأتى إلا بعد استعادة الدولة". 

خبراء دوليون: مستقبل اليمن الموحد محل شك

أكد مشاركون في ندوة نظمها مركز "سوث24" والمركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن، يوم الخميس، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يُعد جهة محورية لا بد من التنسيق معها لضمان فعالية الجهود ضد الحوثيين. وشددوا على أن استمرار النموذج الموحد لليمن بات أمرًا صعبًا في ظل هيمنة الحوثيين.

ورأى المتحدثون أن المجلس الانتقالي يواجه تحديات معقدة في مسار الإدارة الذاتية، ما يتطلب منه توسيع حضوره السياسي، لا الجغرافي فحسب، من خلال استيعاب مكونات جنوبية أوسع. وأشاروا إلى أن أي مسعى لتحقيق الحكم الذاتي وكسب الدعم الدولي يستوجب توسيع نطاق الانفتاح السياسي وتفعيل الشراكات الداخلية.

الوضع الاقتصادي: تحذير من الانهيار الخدمي وتشكيل لجنة طوارئ

وسط تصاعد حدة الغضب الشعبي ضد انهيار الخدمات في عدن، عقد المجلس الانتقالي الجنوبي، الأحد، لقاءً موسعًا ضم ممثلين عن القوى والأحزاب السياسية الجنوبية وعددًا من الصحفيين، ناقش خلاله التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة. 

وفي خطوة لاحقة، أعلن المجلس الانتقالي، الإثنين، عزمه مخاطبة مجلس الأمن والدول الراعية للعملية السياسية – السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة – لتنبيههم إلى خطورة التدهور الاقتصادي وانهيار الخدمات في عدن ومحافظات جنوبية. 

وتحمل الخطوة تحذيرا ضمنيا من تبعات الصمت على المعاناة التي يتعرض لها السكان في عدن وبقية محافظات الجنوب. ووصف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح حالة الانهيار الخدمي بأنها تشكل "تحديا خطيرا" للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي معا، وفقا لتصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية.

إلى ذلك أعلن المجلس، تشكيل لجنة طوارئ، وإلغاء الفعاليات السياسية وتوجيه موازناتها لدعم الخدمات، وإطلاق تحذير بشأن الوضع البيئي والصحي، مع التأكيد على أن المجلس "لن يبقى مكتوف الأيدي أمام كارثة متصاعدة".

من ناحيتها رفضت الجمعية الوطنية الجنوبية، الأربعاء، قرارا محتملا للحكومة برفع سعر الدولار الجمركي للواردات إلى 1500 ريال، محذرة من تداعياته على المواطنين وسط انهيار العملة وارتفاع الأسعار.

وفي سياق متصل، كشفت وثائق رسمية عن تقدم الحكومة اليمنية بطلب لضخ 4,000 برميل يوميًا من النفط الخام من خزانات قطاع S2 في شبوة لتشغيل محطة كهرباء الرئيس بعدن. 

الوضع الإنساني: أزمة صحية ومناشدات عاجلة

على الصعيد الصحي، أطلقت وزارة التخطيط والتعاون الدولي، الإثنين، نداء استغاثة دولي بسبب تفشي الحميات والكوليرا في عدن، ما يعكس تدهورًا حادًا في المنظومة الصحية. وعُقد اجتماع صحي موسع في عدن بمشاركة ممثلين من عدة محافظات لوضع خطة استجابة عاجلة.

وفي ذات السياق، وجّه نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزُبيدي، الخميس، بدعم المرافق الصحية بمحاليل وريدية لمواجهة تفشي الحميات والأوبئة.

إنسانيًا، أقر اجتماع عسكري في الضالع فتح طريق صنعاء – الضالع – عدن بعد استكمال تأهيله. حيث تم افتتاح الطريق رسميًا يوم الخميس تنفيذًا لتوجيهات عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي وجه بفتح الطريق لأسباب إنسانية.

قضائيًا، أصدرت محكمة حوثية حكمًا بسجن الصحفي محمد المياحي عامًا ونصف، وتغريمه خمسة ملايين ريال، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية محلية ودولية. 

وعلى صعيد ملف الأسرى، أعلن رئيس لجنة الأسرى الحوثية فشل جولة التفاوض، متهمًا الحكومة بالتعنت.

التصعيد الحوثي-الإسرائيلي: تدمير أسطول اليمنية

أعلنت مليشيا الحوثي عبر متحدثها العسكري، يومي الأحد والثلاثاء، تنفيذ ضربات صاروخية استهدفت مطار بن غوريون وأهدافًا حيوية في تل أبيب، مؤكدة استمرار الهجمات "حتى وقف العدوان على غزة".

ورد على ذلك، شنّت إسرائيل يوم الأربعاء غارات جوية عنيفة على مطار صنعاء الدولي، مستهدفة آخر طائرة يحتجزها الحوثيون للخطوط الجوية اليمنية، قال الجيش الإسرائيلي إنها كانت تُستخدم في نقل عناصر مساندة لهجمات ضد تل أبيب.

وبذلك تكون إسرائيل قد دمرت أربع طائرات للخطوط اليمنية بعد تدمير ثلاث أخريات في وقت سابق في 6 مايو الجاري، إضافة إلى أربع طائرات أخرى كانت تتواجد في مطار صنعاء بحسب الحوثيين.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن تدمير كامل للبنية التحتية الجوية للحوثيين، متوعدًا بتكرار الغارات واستهداف الموانئ والحصار الجوي والبحري الكامل للجماعة الحوثية.

من جهتها، وصفت جماعة الحوثي القصف بأنه استهدف طائرة تقل حجاجًا "قبل لحظات من صعودهم"، وأعلنت إيقاف جميع الرحلات من مطار صنعاء. كما توعد القياديان الحوثيان محمد البخيتي وحزام الأسد بالتصعيد والرد المباشر على إسرائيل.

وكان رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي قد كشف عن تهديدات للحوثيين بقصف مطار عدن ما لم تعود الطائرة اليمنية التي دمرتها إسرائيل مؤخرا إلى صنعاء، على الرغم من الأضرار الكبيرة التي تعرض لها المطار.

وفي مقابلة مع قناة روسيا اليوم، قال العليمي أنّ الحكومة نقلت بعض الركاب إلى عدن بالحافلات على نفقتها، لكن الحوثيين رفضوا وأصروا على عودة الطائرة مهددين عبر وسطاء باستهداف مطار عدن وحضرموت وشبوة والمخا.

ويوم الخميس أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخا أطلقه الحوثيون من اليمن، تسبب في تعليق مؤقت لحركة الطائرات في مطار بن غوريون. ولاحقا أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.

واتهم عبدالملك الحوثي، الخميس، إسرائيل باستهداف مطار صنعاء بهدف تعطيل نقل الحجاج، مؤكداً أن الغارات لن تؤثر على موقف جماعته في مساندة غزة، ومهدداً بتكثيف العمليات العسكرية ضد إسرائيل ردًا على التصعيد في القطاع.

وفي ردود الفعل الدولية تجاه هذا التصعيد، أعرب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن قلقه العميق، معتبرًا أن المواجهة العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل تزيد من هشاشة الوضع في اليمن والمنطقة. كما أدان استهداف المطارات المدنية في كل من صنعاء وتل أبيب، داعيًا لضبط النفس، حماية المدنيين، واستئناف الحوار بين الأطراف.

كما أدانت الأمم المتحدة القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء، واعتبرت أنه يزيد من هشاشة الوضع الإنساني، محذّرة من أن المواجهة العسكرية مع إسرائيل تهدد استقرار اليمن والمنطقة.

على صعيد متصل، أكد مدير مطار صنعاء أن الغارة الإسرائيلية دمّرت الطائرة الأخيرة للخطوط الجوية اليمنية العاملة هناك، ما أدى إلى توقف رحلات الحج ومنع سفر أكثر من 800 حاج وآلاف المرضى، مشيرًا إلى أن عدد الطائرات المدنية التي استهدفتها الغارات ارتفع إلى ثمانٍ.

وكانت قد كشفت جماعة الحوثيين،  أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على موانئ الحديدة تسببت بخسائر تُقدّر بـ1.387 مليار دولار، وأدت إلى شلل شبه كامل في البنية التحتية للميناء الحيوي.

مقابل ذلك، حذّر وزير الدفاع اليمني محسن الداعري، خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، من مساعي إيران لتحويل اليمن إلى منصة لتجريب الصواريخ، مشيرًا إلى تنسيق الحوثيين مع جماعات إرهابية وضلوعهم في تهريب الأسلحة والمخدرات.

من ناحيته اختتم المبعوث الأممي سلسلة لقاءات في الرياض ومسقط مع مسؤولين يمنيين، سعوديين، إماراتيين، إيرانيين، وقيادات حوثية. وأكد أن التهدئة غير المعلنة بين واشنطن والحوثيين تمثل فرصة لإطلاق مفاوضات سياسية، مشددًا على أهمية الاستقرار الاقتصادي كشرط لأي حل.

الوضع الأمني والعسكري: هجوم حوثي يحصد أرواح مدنيين بلحج

استشهدت امرأة وأصيب 7 مدنيون آخرون، بينهم أربع نساء وطفل يبلغ من العمر 8 أشهر، بقصف مدفعي لمليشيا الحوثيين على منطقة القرين بمديرية المسيمير بمحافظة لحج. 

وقالت القوات الجنوبية أنّ الهجوم استهدف حيا سكنيا. ووصفت مصادر العسكرية الهجوم بأنه "إرهابي" وانتهاكا صارخا لـ "المواثيق الدولية". 

وفي أبين، شنت طائرات يُرجّح أنها أمريكية، يوم السبت، غارات جوية على مواقع لتنظيم القاعدة في مديرية أحور بمحافظة أبين، أسفرت عن مقتل خمسة عناصر، بينهم قيادي بارز يُرجّح أنه سالم قاسم، الذي سبق وأن نجا من غارة مماثلة في مودية الشهر الماضي. 

ووفقًا لمصدر عسكري، استهدفت الضربات وادي "سري"، في عملية نوعية تعكس استمرار التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب في الجنوب.

لقراءة مزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:

US airstrike targets AQAP leader in Abyan

STC to Address UN Security Council and Quartet Over Economic Collapse in South Yemen

Yemen's Presidential Council Chairman Begins Official Visit to Russia in Diplomatic Push

Israel Destroys Last Houthi-Held Civilian Aircraft, Vows Further Infrastructure Attacks

Houthi shelling in Lahj claims civilian lives: One woman killed, four women and an infant among seven injured

PLC Chairman Rashad Al-Alimi meets President Putin in first official visit to Moscow since Council's formation