التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: غارات أمريكية دامية على الحديدة وتطورات مُقلقة تعصف بحضرموت

صورة لشاحنة وقود تحترق عقب الضربة الأمريكية على ميناء رأس عيسى مساء الخميس 17 أبريل 2025 (سبأ الحوثية)

آخر تحديث في: 19-04-2025 الساعة 10 صباحاً بتوقيت عدن

حصاد الأسبوع (12 - 18 أبريل)


شهدت اليمن خلال هذا الأسبوع تصعيدا واسعا في أكثر من جبهة، أبرزها ضربة جوية أمريكية واسعة بسلسلة غارات استهدفت مساء الخميس 17 أبريل، ميناء رأس عيسى النفطي الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثي في محافظة الحديدة. وأوقعت الضربة وفق إعلام الجماعة 38 قتيلاً و102 جريحاً. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الضربة جاءت لوقف تهريب الوقود غير المشروع الذي يُستخدم في تمويل أنشطة الحوثيين "الإرهابية".


بالتوازي، شهدت مدن شبوة وحضرموت عمليات أمنية للقوات الجنوبية وضربات جوية يعتقد أنها أمريكية استهدفت عناصر خطرة من تنظيم القاعدة بينهم القيادي في التنظيم "أبو البراء الحضرمي". وفي الضالع استشهد ثلاثة جنود وأصيب آخرون في جبهات القتال الحدودية مع مليشيا الحوثيين.


محليا أيضا، تصاعد الاشتباك السياسي في محافظة حضرموت، في ظل تحركات قادها رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش وإصداره بيانات ضد قيادة السلطة المحلية والأمنية بالمحافظة. وشهد السبت 12أبريل لقاءً جماهيرياً كبيراً في هضبة حضرموت طالب بـ "الحكم الذاتي"، ودعا خلاله المئات من أنصار بن حبريش إلى تصعيد ميداني، ورفعوا صورا لوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.


في المقابل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن تنظيم فعالية كبرى في المكلا يوم 24 أبريل الجاري، بمناسبة ذكرى تحرير الساحل الحضرمي من تنظيم القاعدة، مؤكداً دعم قوات النخبة الحضرمية، ومطالباً بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي.


وتوالت مواقف القيادات السياسية الجنوبية بشأن حضرموت، حيث أكد اللواء فرج البحسني، السبت، على ضرورة تشكيل حامل سياسي موحد يمثل كافة الأطياف الحضرمية، وهو ما أيده اللواء أحمد سعيد بن بريك، فيما شدد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، على حيادية السلطة المحلية ورفض تحويل حضرموت إلى "ورقة تفاوضية".


كما أكد كل من المتحدث باسم المجلس الانتقالي، سالم العولقي ورئيس الجمعية الوطنية علي الكثيري، على أهمية حضرموت وعدن في مشروع الدولة الفيدرالية الجنوبية، ورفض أية محاولات لإقحام المحافظة في الفوضى.


ومساء الخميس، دعا فرج البحسني مجددا إلى وقف الحملات الإعلامية ذات الطابع السياسي "لإتاحة فرصة للتقارب والحلول الواقعية في حضرموت.. وحفاظا على وحدة الصف والنسيج المجتمعي في المحافظة."


وفي تطور وصفه مراقبون بـ "الخطير"، أُعلن يوم الإثنين 15 أبريل عن تشكيل فصيل جديد في وادي حضرموت الخاضع لسيطرة القوات الموالية للسعودية وحزب الإصلاح، تحت مسمى "التغيير والحرية"، بحضور عناصر مسلحة ملثمة، طالب بطرد القوات الأجنبية. وذكرت تقارير احتمال ارتباط الكيان بقيادات دينية من حزب الإصلاح مقيمة في تركيا. من جهته، حذّر أنيس الشرفي، نائب الخارجية بالمجلس الانتقالي، من أن الكيان قد يتحول إلى نواة تنظيم إرهابي. وتداول نشطاء صورا لشخصيات تصدرت الفصيل، قالوا أنها على ارتباط بتنظيم القاعدة، من بينهم (أبو عمر النهدي وأبو علي السعدي). 

ولم يتمكن مركز سوث24 من التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.


وبينما صعّد مؤتمر حضرموت الجامع الذي يرأسه بن حبريش نفسه، لهجته باتهام السلطة المحلية بجلب أكثر من 2500 مسلح من خارج المحافظة، نفت اللجنة الأمنية تلك المزاعم يوم الأربعاء ووصفتها بـ"التحريضية"، مؤكدة رفضها لأي تشكيلات مسلحة غير نظامية، ومطلقة حملة توعوية بعنوان: "الجندية وطن.. لا تُباع".


كما أصدر حلف قبائل حضرموت الأربعاء بيانًا حذر فيه من تفجّر الأوضاع، بسبب ما وصفه بـ"ملاحقة الصحفيين"، ملوّحًا برد بالمثل. وأكدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الخميس، رفضها استهداف قوات النخبة الحضرمية، داعية للمشاركة في الفعالية المقررة يوم 24 أبريل تحت شعار "حضرموت أولاً".


الحرب ضد الحوثيين


خلال الأسبوع الماضي ضربت موجة من الغارات الجوية الأمريكية  مواقع عدة للحوثيين في محافظات صنعاء، صعدة، أبين، الحديدة، مأرب، ذمار والجوف، باستخدام حاملتي الطائرات "فنسون" و"ترومان". ونقلت وسائل دولية تقارير عن انسحاب السفن الحربية الإيرانية من البحر الأحمر وخليج عدن، ما اعتُبر تراجعاً في الدعم الاستخباراتي للحوثيين.


وفي مقابل التصعيد الأمريكي، أعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، تنفيذ 33 عملية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" بـ122 صاروخاً وطائرة مسيّرة، فضلاً عن تنفيذ عمليات لاعتراض طائرات أمريكية شملت طائرات شبح، وإطلاق 30 صاروخاً باليستياً وفرط صوتي باتجاه إسرائيل.


وكانت الجماعة قد أعلنت يوم الأحد عن إسقاط طائرة أمريكية من نوع MQ-9 بمحافظة حجة. وأشارت تقارير إسرائيلية يوم الأحد الماضي، إلى سقوط شظايا صواريخ حوثية قرب مدينة الخليل، من أصل أكثر من 16 صاروخًا أطلقها الحوثيون على إسرائيل، تعطل نصفها تقنيًا. وصباح اليوم الجمعة أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون من اليمن.


وفي سياق متصل نفت الإمارات على لسان مساعدة وزير الخارجية ما أوردته تقارير بشأن استعدادات لحرب برية ضد في اليمن بدعم إماراتي وغطاء جوي أمريكي. ، كما نفت كل من الرياض وأبوظبي أي تحركات في هذا الاتجاه، وفق لوكالة "رويترز". الملف الأمني والعسكري

الملف الأمني والعسكري - 12 - 18 أبريل 2025

الرقم المحافظة التاريخ تفاصيل الحدث
1الضالع14 أبريلإصابة جندي جنوبي برصاص قناص حوثي في جبهات حجر شمال غرب المحافظة.
2الضالع16 أبريلاستشهاد جندي بانفجار لغم زرعته ميليشيا الحوثي في جبهة باب غلق.
3الضالع18 أبريلاستشهاد جنديين وإصابة ثلاثة في اشتباكات مع الحوثيين شمال غرب الضالع.
4لحج 16أبريلقصف حوثي بمدفعية الهاون استهدف قرية البدو في جبهة كرش شمال المحافظة.
5أبين15 أبريلعبوة ناسفة استهدفت دورية للقوات الجنوبية في مديرية مودية.
6أبين17 أبريلأعلنت قوات حزام الساحل وقوات خفر السواحل في أبين ضبط باخرتين اخترقتا حدود المياه الإقليمية لجنوب اليمن قبالة سواحل أحور. إحدى البواخر تدعى "سيدو" وترفع علم دولة لاتينية وتحمل طاقم سوري. تم استجواب طاقمي الباخرتين واتخاذ الإجراءات القانونية.
6تعز16 أبريلإحباط محاولة تسلل حوثية في جبهة الشَّقب جنوب شرق المدينة.
7شبوة13 أبريلغارة أمريكية قرب معسكر النصر قتلت قياديًا بارزًا في تنظيم القاعدة.
8شبوة14 أبريلإصابة جندي ومقتل عنصر في القاعدة واعتقال آخر خلال مداهمة أمنية مشتركة.
9شبوة-تنفيذ حملة لضبط 100 مهاجر أفريقي غير شرعي في سواحل رضوم.
10حضرموت14 أبريلمقتل القيادي في القاعدة أبو البراء الحضرمي بغارة أمريكية على طريق العبر.
11حضرموت17 أبريلالقبض على مروج مخدرات خطير متنكّر بعباءة نسائية في منطقة فوه بالمكلا.
12عدن16 أبريلتوقيف قائد مكافحة الإرهاب عبد الرحمن الشنيني لمخالفات في مهمة بشبوة.
13عدن16 أبريلضبط شحنة أدوية مخدرة بدون تصاريح في رأس عمران.
14عدن17 أبريلتوقيف حافلة وسائقها بعد استخدامها في عملية اختطاف.
15الحديدة14 أبريلضبط خلية حوثية من خمسة عناصر بتهم زرع عبوات ناسفة ونقل معلومات استخباراتية للجماعة.



المحور الإنساني


قالت المنظمة الدولية للهجرة، أن اليمن يدخل عامه الحادي عشر من الصراع وسط أزمة إنسانية هي من بين الأسوأ عالميًا. ما يقرب من 20 مليون يمني يعتمدون على المساعدات للبقاء، و4.8 ملايين نازح يعيشون في مآوٍ غير مؤهلة، فيما يعاني المهاجرون العالقون من ظروف قاسية دون أمل بالنجاة. 


كما حذرت المنظمة من أن نقص التمويل يعيق عمليات الإغاثة ويمنع الاستجابة الفعالة للاحتياجات المتزايدة، في ظل غياب اهتمام عالمي بالأزمة اليمنية. ودعت المديرة العامة للمنظمة إلى تضامن دولي عاجل للحيلولة دون حرمان الملايين من المساعدات.

تفاصيل أوسع...



ضربة جوية أمريكية على ميناء وقود حوثي تخلف 140 قتيلًا وجريحًا، وفق إعلام الجماعة


أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، مساء الخميس، أن القوات الأمريكية نفذت ضربة جوية دقيقة استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وهو منشأة خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. ووفقًا لوسائل الإعلام التابعة للحوثيين، أسفرت الضربة عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 102 آخرين.


وتهدف العملية، بحسب واشنطن، إلى وقف تدفق الوقود غير المشروع الذي تستخدمه الجماعة في تمويل عملياتها العسكرية وجهود زعزعة الاستقرار في المنطقة.


وأشارت القيادة المركزية إلى أنه رغم تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) منذ 5 أبريل، إلا أن شحنات الوقود لا تزال تصل عبر ميناء رأس عيسى. وأضاف البيان أن الحوثيين يستخدمون هذا الوقود لدعم حملتهم العسكرية، فضلًا عن استغلاله كأداة للسيطرة الاقتصادية وتحقيق مكاسب من خلال الإيرادات المختلسة على حساب اليمنيين العاديين.


وتداول ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر حرائق كبيرة اندلعت في الميناء عقب الضربة، حيث ارتفعت أعمدة الدخان الكثيف في السماء، وظهرت عدة مركبات وخزانات وقود وهي تحترق.


وأعلنت جماعة الحوثي، صباح الجمعة، أن الحصيلة الأولية للضحايا بلغت 38 قتيلًا، وأفادت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، نقلًا عن مكتب الصحة في الحديدة، أن 102 من عمال الميناء أُصيبوا في الهجوم، ونشرت صورًا ومقاطع لعدد من الضحايا.


وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام حوثية أن الولايات المتحدة نفذت خلال 24 ساعة نحو 68 غارة جوية على مناطق مختلفة خاضعة لسيطرة الجماعة.


من جانبه، قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن قواته "تواصل مواجهة العدو الأمريكي والتصدي لحاملته الجوية"، مدعيًا أن الجماعة نفذت 33 هجومًا ضد حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس. ترومان" باستخدام 122 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرات مسيرة، كما أشار إلى أن الحوثيين اعترضوا طائرات أمريكية، بما فيها طائرات شبح، في أكثر من 11 عملية.


وذكر بيان القيادة المركزية الأمريكية أن "الضربة استهدفت تقويض ركيزة اقتصادية أساسية للحوثيين"، مؤكدًا أن العملية لم تكن تهدف إلى إيذاء المدنيين، بل لحرمان الجماعة من الإيرادات غير المشروعة التي استخدمتها لـ"إرهاب المنطقة لأكثر من عقد من الزمن".



صورة لشاحنات تحترق عقب الضربة الأمريكية على ميناء رأس عيسى مساء الخميس 17 أبريل 2025 (سبأ الحوثية)

وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الخميس، فرض عقوبات جديدة استهدفت البنك الدولي اليمني وثلاثة من مسؤوليه الكبار، بتهمة تسهيل معاملات مالية لصالح الحوثيين، بما في ذلك شراء النفط عبر نظام "سويفت" العالمي.


ويُعد ميناء رأس عيسى أحد المنافذ الحيوية التي اعتمد عليها الحوثيون في استيراد الوقود، رغم العقوبات الدولية، ويشكل تدميره تصعيدًا كبيرًا في الجهود الرامية لقطع مصادر تمويل الجماعة.


في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية في جنوب اليمن أن القوات الجنوبية تصدت، مساء الأربعاء، لهجوم حوثي واسع على جبهة باب غلق شمال غرب الضالع. وقال بيان للقوات الجنوبية إن جنديين قُتلا وأصيب ثلاثة آخرون في المواجهات، بينما تكبد الحوثيون "خسائر فادحة".



اللجنة الأمنية بحضرموت تحذّر من التجنيد المسلح خارج مؤسسات الدولة


حذّرت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، يوم الأربعاء 16 أبريل، من أي عمليات تجنيد عسكري تجري خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية، وأدانت محاولات بعض الأطراف لـ"مصادرة" دور الدولة داخل المحافظة.


وجاء هذا التحذير خلال اجتماع ترأسه محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، ناقش خلاله الأوضاع الأمنية في ظل ما وصفته اللجنة بمحاولات إقامة نقاط تفتيش مسلحة غير نظامية، وتنفيذ أنشطة تجنيد خارج صلاحيات وزارتي الدفاع والداخلية.


وفي بيان لها، أكدت اللجنة الأمنية أن أي جهة تقوم بإنشاء كيانات موازية لمؤسسات الدولة ستُحمّل المسؤولية، وسيتم إحالة المتورطين إلى النيابة العسكرية. كما أعلنت عن إطلاق حملة توعوية بعنوان "الجندية وطن.. لا تُباع" لتحذير الشباب من الانخراط في جماعات مسلحة تعمل خارج إطار سلطة الدولة، بالتزامن مع تكثيف الدوريات الأمنية في عدد من المديريات.


واتهمت اللجنة جهات لم تُسمّها بمحاولة تقويض سلطة الدولة واستغلال الظروف الأمنية والاقتصادية لتحقيق مكاسب شخصية، وأشارت إلى أن بعض النقاط غير الرسمية مارست الابتزاز وفرض جبايات تحت غطاء العمليات الأمنية.


ودعت اللجنة القيادة السياسية والتحالف العربي بقيادة السعودية إلى اتخاذ موقف واضح تجاه هذه التحركات، التي قالت إنها تسهم في زيادة التوتر وتوسيع نفوذ الجماعات شبه العسكرية وأفراد صدرت بحقهم أوامر ضبط أمنية.


كما نفت اللجنة مزاعم مؤتمر حضرموت الجامع، الجناح السياسي لحلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، والذي اتهمها في بيان بالتواطؤ مع جماعات مسلحة واستقدام عناصر من خارج المحافظة.


وحضر الاجتماع عدد من قادة الألوية العسكرية المتمركزة في مداخل ساحل حضرموت، الذين نفوا بشكل قاطع تلك المزاعم. وطرحت اللجنة تساؤلات حول الصفة القانونية لمؤتمر حضرموت الجامع، مشيرة إلى رئاسته المكوّنة من 20 عضواً، وتساءلت عمّا إذا كان بيانه قد صدر بإجماع كامل.


وكان مؤتمر حضرموت الجامع قد ادعى يوم الثلاثاء أن "2500 مسلح" دخلوا إلى ساحل حضرموت قادمين من محافظات خاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي مثل عدن ولحج والضالع.



تأسس مؤتمر حضرموت الجامع عام 2017 كذراع سياسية لحلف قبائل حضرموت بقيادة بن حبريش، وقد صعّد مؤخرًا من مطالبه بالحكم الذاتي. وكان بن حبريش قد زار المملكة العربية السعودية أواخر مارس، حيث التقى بالأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع، وعدد من المسؤولين السعوديين.


وفي ديسمبر 2024، أعلن بن حبريش عن تشكيل قوة مسلحة تحمل اسم "قوات حماية حضرموت"، وهي قوة لم يتم التحقق من حجمها أو مدى وجودها الفعلي، لكن السلطات الرسمية تعتبرها تهديدًا.


وجاءت زيارة بن حبريش إلى الرياض عقب اجتماع لحلف قبائل حضرموت عقد في 24 مارس بمدينة العيون، شهد تصويت عدد من الأعضاء المؤسسين لصالح إقالته من رئاسة الحلف، متهمين إياه بالتفرّد في اتخاذ القرار.


وبعد عودته من السعودية، عقد حلف قبائل حضرموت اجتماعًا في 12 أبريل بمنطقة الهضبة الصحراوية، طالب خلاله باتخاذ خطوات سعودية عاجلة لدعم مشروع الحكم الذاتي في حضرموت.



ضربات جوية يُشتبه بأنها أمريكية تستهدف عناصر من "القاعدة" في وادي حضرموت


قُتل قيادي بارز في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، يُعرف بـ "أبو البراء الحضرمي"، مساء الأحد (13 أبريل)، في ضربة جوية يُشتبه بأنها نفذت بطائرة مسيّرة أمريكية استهدفت مركبته على طريق العبر بوادي حضرموت، وفقًا لما أفاد به مصدر مطّلع لمركز "سوث24".


وذكر المصدر أن الضربة وقعت في تمام الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، واستهدفت مباشرة مركبة القيادي أثناء قدومه من محافظة مأرب. ولم ترد معلومات إضافية عن مصير أو هوية مرافقيه المحتملين حتى لحظة النشر.


بالتزامن، استهدفت ضربة مسيّرة أخرى مركبتين تقلان مسلحين على الطريق ذاته. وأفاد شهود عيان بأن أحد الأشخاص احترق جسده بالكامل ولم يُتعرف عليه، فيما فرّ ثلاثة آخرون سيرًا على الأقدام باتجاه مفترق الطرق المؤدي إلى محافظة شبوة.


مصادر محلية أكدت لـ "سوث24" أن طائرات استطلاع أمريكية كثّفت من تحليقها خلال الأيام الماضية فوق وادي حضرموت، خاصة في المناطق الممتدة من العبر والخشعة غربًا إلى سيئون شرقًا، بما يشمل الهضبة الشمالية.


معلومات أمنية متقاطعة تشير إلى أن عناصر إرهابية – يُعتقد أن بعضهم على صلة بمسؤولين حوثيين من المستوى المتوسط – تسللت بشكل منظم إلى وادي حضرموت منذ بداية شهر رمضان (مارس). وتشير المصادر إلى أن هذه التحركات جاءت على الأرجح نتيجة تنسيق مسبق بين أطراف متعددة.


الجدير بالذكر أن هذه التطورات الأمنية تجري في ظل فراغ أمني مستمر في مناطق من وادي حضرموت، حيث تنتشر قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تتألف من آلاف الجنود المنتمين للمحافظات الشمالية، وهو ما يدفع السكان المحليين إلى المطالبة المستمرة بخروجها.


عمليات متصلة لمكافحة الإرهاب


تأتي هذه الضربات الجوية المشبوهة بعد ساعات من تنفيذ القوات الجنوبية عملية نوعية فجر الأحد في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، استهدفت وكرًا لتنظيم "القاعدة". وأكد مصدر عسكري أن العملية أسفرت عن مقتل عنصر يُدعى "أبو زيد اليَافعي" واعتقال آخر يُعرف بـ "أبو إبراهيم الحضرمي".


شاركت قوات مكافحة الإرهاب وقوات دفاع شبوة في العملية، التي نُفذت استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة، يُعتقد أنها على صلة مباشرة بضربة أمريكية نُفذت مساء السبت قرب معسكر النصر في عتق، وأسفرت عن مقتل شخص مجهول الهوية.


ورغم النفي المتكرر من الحوثيين لأي علاقة بتنظيم "القاعدة"، إلا أن تقارير دولية – بما في ذلك تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة لعام 2024 – وثّقت علاقات بين فروع التنظيم في اليمن والصومال وبين جماعة الحوثي، خاصة فيما يتعلق بالمصالح المشتركة والتعاملات، بما فيها صفقات الأسلحة.


تزيد هذه الضربات الجوية، التي لم تعلن الولايات المتحدة رسميًا مسؤوليتها عنها، من التوقعات بتصعيد العمليات لمكافحة الإرهاب في وادي حضرموت. وتأتي هذه المستجدات وسط دعوات متصاعدة لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية والعسكرية في المنطقة، لمنع تمدد الجماعات المتطرفة، واستعادة السيطرة الأمنية الكاملة.



عملية لمكافحة الإرهاب في شبوة تستهدف منسقاً إقليمياً بارزاً في تنظيم القاعدة


نفذت قوات جنوبية مشتركة فجر الأحد مداهمة مباغتة في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة يُعتقد بأنه يتولى التنسيق بين فروع التنظيم في اليمن وسوريا والصومال، وفقاً لما أفادت به مصادر عسكرية لمركز "سوث 24".


شاركت في العملية وحدات مكافحة الإرهاب القادمة من عدن وأبين إلى جانب قوات اللواء الثاني دفاع شبوة، حيث داهمت القوات منزلاً يُشتبه في كونه وكراً للتنظيم، وتمكنت من قتل عنصر واعتقال آخر، دون الكشف عن هويتيهما رسمياً حتى الآن. ووصف مصدر عسكري الهدف بأنه "شخصية رفيعة تتولى التنسيق الإقليمي للتنظيم". ولم تصدر حتى لحظة إعداد التقرير أي بيانات رسمية من الجهات الأمنية أو من تنظيم القاعدة.


لاحقاً، أفادت وسائل إعلام محلية بأن القتيل يُدعى "أبو زيد اليافعي"، في حين تم التعرف على المعتقل باسم "أبو إبراهيم الحضرمي".


تأتي هذه العملية بعد غارة جوية يُشتبه بأنها أمريكية نُفذت مساء السبت قرب معسكر النصر العسكري في أطراف مدينة عتق، وأدت إلى مقتل شخص لم تُعرف هويته. ورجّحت مصادر مطلعة أن تكون الغارة الجوية مرتبطة بعملية المداهمة الأرضية التي تلتها، إلا أن أياً من الأطراف لم يتبنَّ مسؤولية الهجوم الجوي، بما في ذلك السلطات المحلية.


وفي تطور مرتبط، أفاد مراقبون للحركات الجهادية في 10 أبريل، بمقتل القيادي السعودي في تنظيم القاعدة أحمد القحطاني داخل مسجد في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب على يد مسلح مجهول. ولم تؤكد السلطات اليمنية أو السعودية هذه الواقعة حتى الآن.


تزامن ذلك مع اتهام وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني يوم السبت لميليشيا الحوثي بإطلاق سراح عدد من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، بينهم القائدان أبو مصعب الرداعي وأبو محسن العولقي، مشيراً إلى أن الجماعة سبق وأفرجت عن 20 عنصراً في نوفمبر 2023، وستة آخرين في ديسمبر 2019.


ورغم نفي الحوثيين لأي علاقة بتنظيم القاعدة، إلا أن تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لعام 2024 وثّق وجود صلات بين فروع التنظيم في اليمن والصومال وحركة الحوثي.


تجدر الإشارة إلى أن القوات الجنوبية كانت قد أطلقت منذ سبتمبر 2022 حملات واسعة لمكافحة الإرهاب تحت مسمى "سهام الشرق" و"سهام الجنوب"، استهدفت من خلالها أوكار التنظيم في المناطق الوعرة بين شبوة وأبين، المتاخمة لمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.



لقاء قبلي في حضرموت يدعو السعودية إلى دعم الحكم الذاتي


طالب حلف قبائل حضرموت، بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، السعودية باتخاذ خطوات عاجلة لدعم مشروع الحكم الذاتي لحضرموت. وجاءت الدعوة خلال لقاء جماهيري عقد يوم السبت (12 أبريل) في هضبة حضرموت.


وشهد الحدث، الذي نظم في منطقة صحراوية مفتوحة، حضور المئات من أبناء حضرموت من مختلف المناطق. وقال الشيخ عمرو بن حبريش مخاطبا الحشد: "اختارت حضرموت الحكم الذاتي كحد أدنى من استحقاقها"، مضيفا: "لن نعود تحت هيمنة الأحزاب الأخرى بأي شكل من الأشكال".


وناشد بن حبريش ، الذي عاد من الرياض في 27 مارس بعد إجراء محادثات مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ومسؤولين آخرين ، المملكة العربية السعودية مباشرة ، قائلا: "لقد وقفت المملكة العربية السعودية دائما إلى جانب حضرموت. ندعوهم إلى الاستجابة لإرادة الشعب الحضرمي ودعم تطبيق الحكم الذاتي على الأرض".


وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يواجه فيه حلف قبائل حضرموت انقسامات حادة منذ اجتماع العيون في 24 آذار/مارس، حيث صوت العديد من الأعضاء المؤسسين لصالح إقالة بن حبريش من قيادة التحالف. واتهمه زعماء القبائل المعارضون باحتكار صنع القرار وتحويل الحلف إلى منصة شخصية، وتعهدوا بإعادة هيكلته بعد عيد الفطر.


وبينما يتحرك فصيل المعارضة داخل التحالف لإعادة التنظيم، سعى بن حبريش إلى إظهار جاذبيته الشعبية ودعمه القبلي من خلال اجتماع الهضبة يوم السبت، بعد أسابيع من الجدل وزيارته للرياض.


وأعلن بن حبريش في التجمع أن حضرموت ستحصل على 500 ميغاوات من الكهرباء في المرحلة الأولى، مع الاتفاق على إمدادات إضافية مع السعودية لمعالجة نقص الكهرباء، وهو إنجاز عزاه إلى تفاهمات مع "الأشقاء" في المملكة.


وردد الحاضرون شعارات مؤيدة للحكم الذاتي و"قرار حضرمي مستقل"، في مشهد وثقته الصور الجوية يظهر حشودا كبيرة من المركبات والمشاركين، إلى جانب راية بيضاء ضخمة نُصبت على تلة تطل على التجمع. ورفع الكثيرون لافتات تحمل صور بن حبريش والأمير خالد بن سلمان.


كما دعا بن حبريش إلى تجنيد مقاتلين في "قوات حماية حضرموت"، وهي كيان عسكري مقترح أثار تحذيرات من المنطقة العسكرية الثانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وإدارة أمن ساحل حضرموت.


ويمثل هذا التجمع أكبر مظاهرة شعبية ينظمها فصيل بن حبريش منذ بدء الأزمة الداخلية التي تهدد بتفكك الحلف.


في موازاة ذلك، حث اللواء فرج سالمين البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، على إعطاء الأولوية للمصلحة العامة لحضرموت على الانقسامات. وقال البحسني في بيان على حسابه الرسمي "X": "لا داعي للقلق بشأن حضرموت، فأهلها هم الأكثر حرصا وإخلاصا لها قولا وفعلا".


وشدد على ضرورة "رؤية موحدة ترفع مصالح حضرموت فوق كل شيء"، مشددا على الحوار وتشكيل إطار سياسي شامل يمثل جميع الأطراف. 


والبحسني، هو محافظ حضرموت السابق وشخصية رئيسية في المحافظة، قاد عملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة في عام 2016 بدعم إماراتي.


ويدعم المجلس الانتقالي الجنوبي شكلا من أشكال الحكم الذاتي لحضرموت ولكن في إطار دولة فيدرالية جنوبية، وهو هدفه القديم. وخلال نقاش استضافه "مركز سوث24" في 25 شباط/فبراير بمشاركة المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض وأكرم العامري، الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع (الجناح السياسي لبن حبريش)، دعا البيض الجانبين إلى الاتفاق على حكومة مستقلة لتقديم الخدمات والاستقرار خلال هذه المرحلة.



- حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها مركز سوث24 لتغطية أبرز التطورات في الملف اليمني.

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا