موالون للحوثيين (رويترز)
آخر تحديث في: 14-04-2025 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
|
المنظور الدولي
في هذا التقرير، يستعرض مركز سوث24 ترجمات مختارة لملخصات تقارير وتحليلات نُشرت مؤخرًا في عدد من المنصات والصحف والمجلات الدولية، تناولت آخر التطورات المتعلقة باليمن والمنطقة والعالم. ركزت هذه التحليلات على إمكانات الخيار العسكري الأمريكي في إضعاف أو القضاء على الحوثيين، مشيرة إلى أن هذا الخيار وحده غير كافٍ ما لم يُرافقه دعم فعّال للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وإجراءات صارمة لوقف الدعم الخارجي للحوثيين، إضافة إلى فرض حصار شامل بري وبحري على الموانئ الخاضعة لسيطرتهم.
كما سلطت التحليلات الضوء على الدور الذي تلعبه المساعدات الإنسانية والدبلوماسية الدولية، في الدعم غير المباشر لجماعة الحوثي وتعزيز قدراتها العسكرية.
التفاصيل..
هل يمكن للولايات المتحدة "إبادة" الحوثيين فعلاً؟
قال تحليل نشره المعهد الأطلسي للخبيرة إيميلي ميليكين إن "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول 'الإبادة الكاملة للحوثيين' تتجاهل تعقيدات المشهد اليمني، وتُبالغ في تقدير قدرة الخيار العسكري وحده على تحقيق هذا الهدف."
وأشار التحليل إلى أن "ترامب كثّف الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين منذ بداية ولايته الثانية، ما أسفر عن مقتل العشرات [..]، واستهداف مخازن أسلحة وطائرات مسيّرة ومواقع صواريخ." لكنه شدد على أن "الاعتماد على القوة الصلبة وحدها يُقلل من شأن صمود الحوثيين وتكيّفهم الاستراتيجي داخل بيئة يمنية معقدة."
ولفت إلى أن "واشنطن بدأت خطوات لتوسيع أدواتها غير العسكرية، منها فرض عقوبات على شبكة مرتبطة بتهريب الحبوب الأوكرانية المسروقة إلى الحوثيين عبر القرم، لكنها لا تزال بحاجة إلى استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل جمع المعلومات الاستخبارية، وتكثيف الرقابة البحرية، وتفعيل الضغط الدبلوماسي على داعمي الجماعة، خاصة روسيا والصين."
وأوضح التحليل أن "القيادة الحوثية، وخاصة عبد الملك الحوثي، تمثل عقدة مركزية في هيكل الجماعة، يصعب تفكيكها بدون اختراق استخباري عميق. كما أن الدعاية الحوثية تستفيد من الضربات الأمريكية لشيطنة واشنطن وتكريس خطاب المقاومة، ما يفاقم التحدي الإعلامي والسياسي."
وأضاف أن "جهود وقف التهريب الإيراني للأسلحة عبر البحر الأحمر شهدت تراجعًا بسبب أولويات متغيرة في المنطقة وتخوف أمريكي من التصعيد مع طهران، فيما ابتكرت إيران تقنيات مراوغة، كاستخدام قوارب صيد وسفن شحن مدنية، لتفادي الرقابة البحرية."
وحذر التحليل من أن "الحوثيين باتوا يسعون لتوسيع دائرة داعميهم، فهناك تقارير عن تعاون عسكري مع روسيا، تشمل تزويدهم بأسلحة خفيفة وبيانات استهداف بحرية، فضلًا عن دعم تقني صيني مقابل تسهيلات لمرور السفن الصينية في البحر الأحمر."
وأكد أن "التعامل مع هذه البيئة يتطلب تعاونًا استخباراتيًا واسعًا مع الحلفاء الخليجيين، وتزويد خفر السواحل اليمني بتقنيات مراقبة حديثة، وتعزيز قدرات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وخاصة المجلس الرئاسي، أمنيًا واقتصاديًا، لتمكينه من تقديم بديل فعّال لحكم الحوثيين."
وخلُص التحليل إلى أن "القضاء على الحوثيين لا يمكن أن يتحقق بالقوة وحدها، بل عبر تمكين مؤسسات الحكم الشرعي في اليمن من استعادة الشرعية، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وبناء تحالفات محلية تُضعف النفوذ الحوثي من الداخل."
استعراض القوة لا يكفي والولايات المتحدة عليها دعم الحكومة اليمنية لهزيمة الحوثيين
قال تحليل نشرته منصة (شبكة باكو) إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبالغ في تصوير نجاح الضربات الجوية ضد الحوثيين، بينما تتجاهل حقيقة أن الجماعة تحوّلت من مجرد وكيل إيراني إلى لاعب إقليمي يتمتع بقدرات عسكرية واقتصادية مستقلة."
وأوضح التحليل أن "الحوثيين نجحوا في ترسيخ سيطرتهم على العاصمة صنعاء والموانئ الاستراتيجية، ويديرون فعليًا نصف اليمن باقتصاد منفصل، وعملة محلية، ومنظومة إنتاج عسكري تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة." وأشار إلى أن "الجماعة طورت مؤخرًا طائرات مسيّرة مزوّدة بخلايا وقود هيدروجينية، يصعب رصدها، ما يضاعف من فعالية هجماتهم ويقلل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على التصدي لها."
مضيفًا أن "الحوثيين أصبحوا أكثر من مجرد أداة بيد طهران، فهم يستفيدون من شبكة دعم أوسع تشمل روسيا وكوريا الشمالية، وتوجد مؤشرات على حصولهم على تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام من الصين، ما يساهم في ترسيخ تفوقهم التقني."
ولفت التحليل إلى أن "واشنطن قد تستند إلى سياسة الردع الجوي كوسيلة لتقويض الحوثيين، إلا أن اعتمادها الحصري على الضربات الجوية، يُعد رهانا غير مضمون، لا سيما مع قدرة الحوثيين على إخفاء منشآتهم العسكرية وتكرار استخدامهم لتكتيكات فاعلة بأقل التكاليف."
وأضاف أن "نقل القاذفات الشبحية الأمريكية إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي يعكس توجهًا لتصعيد المواجهة مع إيران، باستخدام الحوثيين كنقطة ضغط، لكن أي تصعيد دون استراتيجية شاملة قد يُدخل واشنطن في مواجهة مفتوحة غير محسوبة العواقب."
وأشار التحليل إلى أن "ترامب يسعى إلى استثمار التصعيد في اليمن سياسيًا، لتقديم نفسه كقائد حاسم يفوق سلفه جو بايدن في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، إلا أن هذا الطموح قد يصطدم بواقع ميداني معقّد، وجماعة أثبتت قدرتها على الصمود والمفاجأة."
وخلُص التحليل إلى أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية تتجاوز استعراض القوة، وتشمل دعم الحكومة اليمنية، وتضييق شبكات التهريب، وتفعيل أدوات الردع الاقتصادي والدبلوماسي على الداعمين الخارجيين للحوثيين، بما يحقق توازنًا بين الردع والسياسة، ويمنع تحول اليمن إلى ساحة استنزاف جديدة."
يجب وقف الدعم الخارجي للحوثيين وفرض حصار بري وبحري على الموانئ
قال تحليل نشرته مؤسسة "مجلس الأمن الأمريكي" للكاتب "لورانس سانفورد" إنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تنتصر على الحوثيين طالما استمرت إيران والصين وروسيا في تزويدهم بالأسلحة وأنظمة الصواريخ."
وأضاف التحليل أن "الولايات المتحدة خسرت حروب فيتنام والعراق وأفغانستان ليس في ميادين القتال، بل بسبب تمويل وتزويد أعدائها بالمواد والعتاد عبر الموانئ والطرق البرية من قبل جهات معادية."
وأشار التحليل إلى أن "الأمم المتحدة لن تصدر قرارات تدين قرصنة الحوثيين بسبب الفيتو الروسي والصيني، والدعم الإسلامي للمعركة ضد إسرائيل. لكن ومع ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تثير القضية في جميع المحافل الأممية."
لافتًا إلى أن "الحل يتمثل في فرض حصار كامل على الموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والاستعانة بالقوات العربية. ودعوة الناتو لدعم التحركات ضد قرصنة الحوثيين."
وأوضح التحليل أنه "رغم أن البحرية الأمريكية تواجه ضغطًا كبيرًا، إلا أنها يجب أن تكون قادرة على حشد ما يكفي من القوات لفرض حصار على البحر الأحمر، فحرية الملاحة ركيزة أساسية للنظام الدولي. وإذا لم تتمكن السفن الغربية من عبور البحر الأحمر، فلا ينبغي السماح لأي سفن أخرى بالمرور."
معتبراً أنه "يجب أن تقوم السياسة الأمريكية على أساس المعاملة بالمثل. وإذا لم تدعم دولة أو منظمة الولايات المتحدة، فعلى أمريكا أن ترد بالمثل من خلال وقف المساعدات أو الامتيازات التجارية."
ولخص التحليل التحرك المطلوب ضد الحوثيين في عدة نقاط:
- فرض حصار بحري وبري كامل على الموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وعلى طرق التهريب عبر عمان.
- الاستمرار في تنفيذ الضربات الجوية ضد مراكز الحوثيين الصاروخية والحكومية.
- مطالبة الأمم المتحدة وحلف الناتو بالتحرك ضد الحوثيين.
- ربط المساعدات العسكرية لمصر والسعودية بموقفهما من الحوثيين.
كيف ساهمت المساعدات الإنسانية والدبلوماسية الدولية في دعم الحوثيين
قال تحليل نشرته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" للكاتب "آشر أوركابي" إن "المساعدات الإنسانية والدبلوماسية الدولية الخاطئة والمضللة أسهما في ترسيخ نظام حوثي متطرف خلال العقد الماضي."
وأضاف التحليل أن "الحوثيين استفادوا من الاهتمام الدولي بالأزمة الإنسانية في اليمن، والتي وُصفت بأنها "أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان". وهذا الاهتمام منح قيادتهم [أفضلية] لم يحظوا بها من قبل."
مشيراً إلى أن "الجلوس على طاولة المفاوضات جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مكنّهم من تحقيق مكاسب تفوق أي انتصار عسكري. بل إنهم أعلنوا في يوليو 2016 عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة شمال اليمن."
وأوضح التحليل أن "تمويل حركة الحوثيين جاء جزئيًا من المساعدات الإنسانية الدولية، التي أصبحت تمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي استغله الحوثيون بذكاء لتحويل مسار الإغاثة إلى أداة تخدم مشروعهم السياسي والعسكري. حيث سيطروا على شبكات توزيع المساعدات في المناطق الخاضعة لهم، وفرضوا رسوم عبور وإتاوات على القوافل الإنسانية."
لافتًا إلى أن "الحوثيين استخدموا أيضًا نفوذهم في التحكم بالمساعدات لكسب الولاءات المحلية، وترسيخ نظام محلي تابع لهم، على حساب المجتمعات الفقيرة والمزارعين الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن منافسة المواد الغذائية القادمة من المنظمات الدولية. في ظل غياب رقابة فعالة على مسار المساعدات، وفشل أممي في ضمان عدم استغلالها من قبل أطراف مسلحة."
وأردف التحليل أن "الحوثيين تحولوا إلى كيان ممول بشكل غير مباشر من المساعدات الإنسانية، ومدعوم عسكريًا بوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، ويملك شرعية سياسية من خلال المبادرات الدبلوماسية التي منحته مقعدًا متساويًا على طاولة المفاوضات."
وخلُص التحليل إلى أن "المجتمع الدولي مسؤول عن تعزيز نمو هذا الخطر السرطاني. وهو الآن مسؤول عن الإشراف على إزاحته عن السلطة، وتحرير الشعب اليمني منه. وقد تشكل الضربات الجوية الجديدة، بالتوازي مع عمليات برية تنفذها القوات المناهضة للحوثيين، فرصة حقيقية لإسقاط هذا النظام. بشرط عدم تدخل الأمم المتحدة لفرض هدنة جديدة."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر
قبل 16 يوم