قوات خفر السواحل اليمنية في عدن (رسمي)
01-03-2025 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
المنظور الدولي
في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في اليمن، الشرق الأوسط والعالم. تناولت التحليلات كيف استغل الحوثيون السجناء وحوّلوهم إلى مصدر رئيسي لإيراداتهم. وأهمية تعزيز الشراكة البحرية مع الحكومة اليمنية والقوات في جنوب اليمن لكبح التهديد الحوثي. كما تطرقت التحليلات للتحالف الأمريكي-الروسي ضد أوروبا وتأثير هذا التقارب على الصين وما تخشاه من ذلك. وتأثير تمزيق ترامب لقواعد العلاقات بين أمريكا وروسيا على أوروبا.
التفاصيل..
كيف تحوّل السجناء إلى مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين؟
قال تحليل نشره "مشروع مكافحة التطرف" (CEP) للكاتب أري هيستين إن "السجناء أصبحوا مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الحوثيين. حيث كشفت التقارير أن المسؤولين على سجون الحوثي تحولوا إلى تجار في السوق السوداء، من خلال ابتزازهم لعائلات المختطفين وجني مبالغ ضخمة عبر الوعود الكاذبة بالإفراج عنهم."
وأضاف التحليل أن "التقديرات تشير إلى أن هذه العمليات تدر مئات الآلاف من الدولارات شهريًا. حيث وسّع الحوثيون نطاق حملات الاختطاف لابتزاز المزيد من عائلات الضحايا."
مشيراً إلى أن "رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى -الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات- وشقيقيه يتقاسمون الأدوار في تعذيب وابتزاز السجناء داخل سجن معسكر الأمن المركزي في صنعاء."
وأوضح التحليل أن "سجن معسكر الأمن المركزي وبسبب الأرباح الضخمة، أصبح يُعرف بين الحوثيين بـ "ميناء المرتضى"، وهو اسم ساخر يُشير إلى الأرباح الهائلة التي تجنيها عائلة المرتضى من السجن، حيث يُقارن ذلك بأرباح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون مثل ميناء الحديدة."
وذكر التحليل أن "المساعدات والأدوية التي تقدمها المنظمات الدولية تُباع للمختطفين بأسعار مضاعفة. حيث يصادر الأشقاء المرتضى هذه الإمدادات ويعيدون بيعها للمحتجزين، ما يعكس الطبيعة الاستغلالية للنظام الحوثي."
ولفت التحليل إلى أنه "في ظل احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة كرهائن، والتسبب في وفاة أحد العاملين الأمميين، فإن استمرار تورط الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة للحوثيين قد يؤدي إلى إطالة أمد الأزمة الإنسانية في اليمن بدلاً من تخفيفها."
معتبراً أن "استمرار عمليات المنظمات الأممية هناك، قد تمنح الحوثيين فرصًا إضافية لتحقيق مكاسب مالية وسياسية، مما يعزز نظامهم القمعي."
وخلُص التحليل إلى أن "برنامج الأغذية العالمي استأنف عملياته في 2024 بعد توقفه لأشهر دون ضمانات بعدم سرقة المساعدات. كما أن الأمم المتحدة تواصل تعاملها العلني مع شخصيات متورطة في بعض من أبشع جرائم النظام الحوثي، مثل عبد القادر المرتضى، مما يمنحهم شرعية غير مستحقة."
ينبغي تعزيز الشراكة البحرية مع الحكومة والقوات في جنوب اليمن
قال تحليل نشره "المجلس الأطلسي" للكاتبة "إليونورا أرديماني" إن "تعزيز الشراكة البحرية مع الحكومة اليمنية والقوات المتحالفة معها في جنوب اليمن يمكن أن تكون الخطوة الأولى لكبح القدرات الهجومية المتزايدة للجماعات المسلحة في منطقة البحر الأحمر."
وأضاف التحليل أنه "لأول مرة، تتقاطع مصالح الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون الخليجي، وإسرائيل في إدراك الخطر العالمي الناجم عن سيطرة الحوثيين على مناطق استراتيجية، حيث أصبح إضعاف قدراتهم الهجومية الخيار الوحيد المتاح."
مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تركز على تعطيل سلاسل إمداد الأسلحة للحوثيين، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام تدخل عسكري أكثر قوة ضد الجماعة المدعومة من إيران. كما يرى المجلس الرئاسي اليمني أن بسط السيطرة على كامل التراب اليمني يتطلب تعزيز قدرات القوات اليمنية، خاصة خفر السواحل، ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية."
واعتبر التحليل أنه "عندما يتم تزويد خفر السواحل اليمني بالمعدات والتدريب، إلى جانب دفع رواتب منتظمة، فإنه يصبح قادرًا على مواجهة عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين. وكلما زاد دعم الولايات المتحدة للقوات اليمنية لمكافحة أنشطة التهريب الحوثية، زادت قدرة الحكومة اليمنية والقوات المتحالفة في الجنوب والجنوب الغربي على استعادة وجودها المؤسسي في البلاد."
وأوضح التحليل أنه "يُنظر إلى الحوثيين، المدعومين إيرانيًا، على أنهم المحرك الرئيسي لتهريب الأسلحة في البحر الأحمر، مما يُفاقم عدم الاستقرار على ضفتي البحر الأحمر. حيث أقاموا تحالفات مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب الصومالية، ما يزيد من خطورة تهريب الأسلحة. كما تسعى روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع الحوثيين، وهو ما يُشكّل تهديدًا إضافيًا للمصالح الغربية."
وخلُص التحليل إلى أنه "مع بدء إدارة ترامب تنفيذ سياستها تجاه اليمن، يتضح أن وقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين يمثل محورًا رئيسيًا في استراتيجيتها، في ظل استعداد شركاء الولايات المتحدة في اليمن للعب دور نشط في هذا الجهد، وهو ما قد ينعكس إيجابيًا على استقرار المنطقة وأمن التجارة البحرية العالمية."
نهج ترامب تجاه روسيا يثير قلق الصين
قال تحليل نشرته شبكة (CNN) الأمريكية للكاتبة سيمون مكارثي إن "تحول ترامب المفاجئ نحو روسيا يثير تساؤلات في بكين حول كيفية تأثير جهود السلام الأمريكية على الشراكة التي نسجها الرئيس الصيني بعناية مع نظيره الروسي وعلى العلاقات الهشة بين الصين وإدارة ترامب."
وأضاف التحليل أن "الصين تخشى أن يسمح أي اتفاق بين واشنطن وموسكو لإدارة ترامب بالتركيز أكثر على مواجهتها، خصوصًا بعد تصريحات أمريكية تشير إلى ضرورة ردع الصين."
وأشار التحليل إلى أن "الصين كانت تأمل في لعب دور في جهود السلام بفضل نفوذها الاقتصادي على روسيا، ما يمنحها ورقة ضغط في مفاوضاتها التجارية مع أمريكا. لكنها الآن تجد نفسها خارج المفاوضات، مما يفاجئ مسؤوليها ويدفعهم لإعادة تقييم موقفهم."
واعتبر محللون أن "التقارب الأمريكي-الروسي قد يضعف تحالف موسكو مع بكين، مستحضرين تجربة "نيكسون المعكوس" حين استغلت واشنطن الخلاف السوفيتي-الصيني خلال الحرب الباردة. ومع ذلك، يعتقد آخرون أن العلاقات الصينية-الروسية متينة، ولن تتأثر بوجود ترامب في الحكم لفترة محدودة."
وأوضح التحليل أن "تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا يمنح روسيا تنازلات رئيسية، مما يترك كييف وأوروبا على الهامش."
لافتًا إلى أن "المسؤولين الصينيون كثّفوا جهودهم الدبلوماسية لمحاولة استعادة العلاقات مع أوروبا، داعين في تصريحاتهم العلنية جميع الأطراف المعنية للمشاركة في عملية السلام في إشارة إلى حق أوروبا في أن تكون جزءًا من المفاوضات .وفي الوقت نفسه، تحاول بكين تعزيز صورتها كقوة ذات دور محوري، مع الإيحاء بأن تحول ترامب نحو بوتين يثبت أن موقفها كان صائبًا منذ البداية."
وذكر التحليل أن "أوكرانيا تحاول استقطاب الصين، حيث دعا الرئيس زيلينسكي بكين إلى الضغط على بوتين لإنهاء الحرب."
وخلُص التحليل إلى أنه "في حال التوصل لاتفاق، قد تسعى الصين إلى إرسال قوات حفظ سلام والمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا، لكن مستقبل دورها في المفاوضات لا يزال غير واضح."
الولايات المتحدة وروسيا تتحالفان ضد أوروبا
قال تحليل نشرته مجلة "فورن بوليسي " للكاتبة "ناتالي توتشي" إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك يصطفان مع روسيا أكبر أعداء أوروبا. من خلال دعم الحركات اليمينية المتطرفة، ومهاجمة الحكومات الديمقراطية، وإغراق الفضاء المعلوماتي الأوروبي بمعلومات مضللة متطابقة مع الدعاية الروسية."
وأضاف التحليل أن "التحالف الجديد بين واشنطن ووادي السيليكون وموسكو يشكل تهديدًا غير مسبوق على أوروبا، حيث تمتلك الولايات المتحدة نفوذًا أكبر بكثير من روسيا، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا أو تكنولوجيًا."
مشيراً إلى أنه "بالرغم من أن أوروبا قامت بحظر قنوات الدعاية الروسية مثل RT وSputnik، إلا أن منصات التكنولوجيا الأميركية، مثل X، أصبحت وسيلة لنشر المحتوى اليميني المتطرف والمناصر لروسيا، خاصة بعد استحواذ ماسك على المنصة."
واعتبر التحليل أن "قدرة أوروبا على حماية نفسها من الولايات المتحدة أضعف بكثير. فقد اعتاد صناع القرار الأوروبيون على رؤية الولايات المتحدة كأعظم أصدقائهم وحلفائهم. لذا، فإن الاعتراف بأن واشنطن لديها نوايا عدائية نشطة تجاه أوروبا والتصرف وفقًا لذلك يمثل قفزة نفسية ضخمة بالنسبة للأوروبيين."
وأوضح التحليل أن "جزء من الاستجابة الأوروبية يجب أن يكون في تغيير النهج تجاه ترامب. وليس استرضائه عبر شراء المزيد من الأسلحة الأميركية والغاز الطبيعي. كما أن روسيا علمت الأوروبيين أن التبعية يمكن أن تتحول إلى سلاح ضدهم. ومن هذا المنطلق، ينبغي لأوروبا تعزيز دفاعاتها عبر تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة تدريجيًا."
لافتًا إلى أنه "ينبغي على الأوروبيين تعزيز دفاعاتهم وقدرتهم على الصمود أمام هذا التهديد المزدوج من موسكو وواشنطن."
وخلُص التحليل إلى أن "هذا ربما يكون مجرد مرحلة عابرة في العلاقات عبر الأطلسي، لكن من الحكمة أن تستعد أوروبا لأسوأ السيناريوهات وأن تتعامل مع الولايات المتحدة كخصم محتمل بدلاً من حليف موثوق."
ترامب يمزق القواعد القديمة للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا
قال تحليل نشرته "راديو أوروبا الحرة" للكاتب ناثان هودج إن "ملامح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا غير واضحة، لكن بوادر الخلاف بين أوروبا وواشنطن بدأت تظهر بعد التصريحات غير المسبوقة التي استهدفت الرئيس الأوكراني."
وأضاف التحليل أن "ترامب مزق كتاب قواعد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ فترة طويلة، من خلال مضاعفة هجومه على الرئيس الأوكراني ووصفه بالديكتاتور واتهامه بالبدء في الحرب."
وأشار التحليل إلى أن "الأمور تغيرت بسرعة منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير 2022. ففي عشية الغزو، حذّر الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن من أن روسيا ستدفع ثمنًا باهظًا. مؤكدًا على وحدة الغرب في مواجهة العدوان الروسي. لكن تلك الافتراضات حول وحدة الغرب لم تعد قائمة."
لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة وروسيا قد بدأتا جولة محادثات استبعدت أوكرانيا، مما أثار مخاوف من أن واشنطن وموسكو قد تحاولان التوصل إلى اتفاق يتجاوز الأوكرانيين وحلفاءهم الأوروبيين."
وأوضح التحليل أن "الولايات المتحدة صدمت العالم بالتصويت إلى جانب روسيا ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين العدوان الروسي على أوكرانيا، كما قدمت واشنطن مشروع قرار بديل يخفف من تحميل روسيا المسؤولية عن الحرب."
مضيفًا أنه "على الرغم من أن مواقف ترامب تشبه نهجه خلال قمة هلسنكي 2018، عندما بدا مؤيدًا لبوتين ضد استخباراته الخاصة، فإن تكراره لنقاط الحديث الروسية بشأن أوكرانيا يعكس قطيعة أعمق مع الحلفاء."
واعتبر التحليل أنه "من غير الواضح مدى ترجمة خطاب ترامب إلى سياسات فعلية. فقد أثارت تصريحاته الأخيرة ردود فعل غاضبة من كييف والعواصم الغربية. كما حظيت أوكرانيا بدعم عالمي كبير في الذكرى الثالثة للحرب."
وخلُص التحليل إلى أنه "رغم الغموض حول سياسات ترامب الفعلية، فإن التماسك بين الولايات المتحدة وأوروبا في مواجهة روسيا يبدو أضعف من أي وقت مضى."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل شهرين
قبل 3 أشهر