التقارير الخاصة

خديعة الجنوب.. ماذا تريد السعودية في جنوب اليمن؟

08-04-2020 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 (خاص)


هيجّت جملة خطوات قامت بها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في جنوب اليمن المزاج الشعبي هناك. وسط تحذيرات من تحويل مناطقه المحررة إلى ساحة اقتتال جديدة، بعد الإخفاقات الاستراتيجية التي تعرض لها ما يسمى "الجيش الوطني" المدعوم من السعودية في مناطق شمال شرق اليمن.


منذ وصول القوات السعودية إلى عدن في أكتوبر الماضي، لا يزال التوتر بينها وبين الأهالي يتصاعد، خصوصا عقب منع السعودية أربعة مسؤولين بارزين في المجلس الانتقالي الجنوبي من العودة في 13 مارس / آذار المنصرم.


سبب إيقاف شحنة أسلحة وآليات عسكرية أرسلتها قيادة القوات السعودية أمس الثلاثاء في لحج أزمة واسعة، بعد ظهور وثيقة للقوات السعودية تشير أن الشحنة كانت في طريقها إلى شخص يدعى "عبد الرحمن الحميقان"، يتهمه الأهالي بالولاء لحزب الإصلاح الإسلامي بمحافظة البيضاء شمال اليمن.

الشخص ذاته الذي سبق وحذرت منه قيادة المحور القتالي في البيضاء وقبائل آل حميقان، في رسالة بعثتها لقائد القوات السعودية بعدن العميد مجاهد العتيبي يوم 23 مارس/آذار المنصرم.



وثائق: قيادة التحالف بعدن توجه بالسماح لوصول تعزيزات لشخص يدعى "عبد الرحمن حميقان"،رغم مطالبات سابقة من محور البيضاء بمنع ذلك. 

وأشار ممثل الدائرة الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي أن العملية كانت مجرد "تصرفات فردية".


وأضاف في تغريدة له على تويتر أنّ هؤلاء الأفراد "ليس لهم صفة سياسية أو عسكرية أو قبلية".




مصدر إعلامي في التحالف العربي بعدن عبر عن رفض التحالف إيقاف شحنة السلاح، وهدد في بيان اطلع عليه "سوث24" من أن "هذه التصرفات ستكون انعكاساتها سلبية".


صباح اليوم الأربعاء قال نشطاء محليون أن ميليشيات أمنية تابعة لحزب الإصلاح الإسلامي، جناح الإخوان، في شبوة اختطفت رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ علي السليماني.


وذكر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي سالم العولقي أن اعتقال القيادي في المجلس جاء بأمر من " اللواء ناصر الذيابي رئيس العمليات الحربية والحاكم العسكري لمحافظة شبوة".




وفي محافظة أرخبيل سقطرى، جنوب شرق عدن، قال نشطاء محليون أن قوة تابعة لمحافظ الأرخبيل، رمزي محروس، قامت اليوم الأربعاء باختطاف أركان القوات الخاصة العقيد عبدالله سعيد والمقدم محمد مرشد، وهما قيادايان عسكريان مقربان من المجلس الانتقالي الجنوبي، واقتادتهم إلى سجن سري خاص.


ميليشيات جديدة
يقول نشطاء من جنوب اليمن أن القوات السعودية باتت تموّل قوات عسكرية وأمنية أنشأتها مؤخرا في كل من عدن وشقرة وشبوة يسيطر عليها حزب الإصلاح الإسلامي.


وعلى الرغم من أن اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية جاء لتوحيد الجهود العسكرية لمحاربة الميليشيات الحوثية، إلا أن استراتيجية الرياض تذهب باتجاه خلق ميليشيات عسكرية وأمنية جديدة تحتكم لأمرها مباشرة، لا تتفق مع المشروع الوطني للأهالي في جنوب اليمن.


حذر مراقبون محليون من تبعات هذه الخطوة على النجاحات الأمنية والعسكرية في جنوب اليمن خصوصا في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، فضلا عن انعكاسات ذلك على النسيج الاجتماعي والقبلي هناك.

من ناحيته قال الصحفي اليمني البارز نبيل الصوفي أن "أي خديعة للجنوب لن تصب إلا لصالح الحوثي".



شراكة؟
لم يصدر المجلس الانتقالي الجنوبي حتى هذه اللحظة أي توضيح بخصوص التطورات الأمنية الأخيرة. ولا تزال قيادته العليا متواجدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.


وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول حقيقة الشراكة التي تحدث عنها المجلس كثيرا مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وعن مدى التنسيق بين القوات السعودية والمجلس في ضوء كل ذلك.


وكان مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية قد توقع أن يتم تقسيم اليمن إلى أربع مناطق سيطرة، تنهي بذلك الدولة اليمنية، وتمنح الرياض سيطرة واسعة على المناطق النفطية والبحرية في المهرة وحضرموت، وتعيد تشكيل جنوب اليمن وفق خارطة نفوذ جديدة تسودها الفوضى، وتتحول معها الحكومة اليمنية إلى" دمية تضفي الشرعية على السيطرة السعودية".


تفائل قطاع واسع من الشعب في جنوب اليمن بتوقيع اتفاق الرياض، في أن يشكّل تواجد القوات السعودية على أرضهم خطوة لإنصاف قضيتهم التاريخية وتعزيز مساعيهم في استعادة حقهم الوطني، كما يقولون، بعد ثلاثين عام من الحرمان والإقصاء الواسع باسم "الوحدة اليمنية"، والاتجاه الصادق لخلق شراكة حقيقية مع الرياض، تدفع لتعزيز العلاقات البينية الأخوية والقضايا المصيرية المشتركة وإحلال السلام في البلد المنهك من الحروب. فهل أفرطوا في تفاؤلهم؟


- إياد الشعيبي : رئيس التحرير


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا