دولي

منظور دولي: حصار الأسد قد يضطره لتقديم تنازلات وقبول التسوية

مقاتل معارض للحكومة يمزق صورة رئيس سوريا بشار الأسد في مدينة حلب، في 30 نوفمبر 2024. تصوير: محمد الرفاعي- وكالة فرانس برس- غيتي

07-12-2024 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

منظور دولي


في هذا التقرير، يتناول مركز سوث24 ملخصات مترجمة لتقارير وتحليلات نشرت مؤخراً في منصات ومجلات وصحف دولية حول التطورات الأخيرة في سوريا، الشرق الأوسط، والعالم. شملت هذه التحليلات التغيرات على الساحة السياسية والعسكرية في سوريا بعد سيطرة المعارضة المسلحة بقيادة (هيئة تحرير الشام) على حلب، وتقدمهم بشكل كبير في حماة وحمص.


وتوقع أحد التحليلات أن استمرار الحصار على النظام السوري قد يدفع الأسد لتقديم تنازلات وقبول التسوية التي لطالما رفضها مرات عديدة. وكيف وضعه ذلك في مأزق بين قطع العلاقات مع طهران وبين العقوبات الدولية في حال استمر في تحالفه مع إيران. كما ناقشت التحليلات كيفية انهاء الحرب في غزة باستخدام الحلول الدبلوماسية التي من شأنها وقف الحرب ودعم الاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط.


إلى التفاصيل..


صحيفة إسرائيلية: ضعف النظام السوري ينذر بكارثة على إيران 


قال تحليل نشرته صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية إن "النظام السوري كان يعتقد حتى أيام قليلة مضت أن داعميه في موسكو وطهران يمكنهم حمايته. كان يراقب كيف تمكنت إسرائيل من القضاء على آلاف المقاتلين من حزب الله، لكنه افترض أن هذا لن يؤثر على دمشق". 


وأضاف التحليل أن "النظام السوري يتعرض لخسارة مدينة حلب لصالح مجموعات المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام، بسبب ضعفه الواضح وتراجع دعم إيران له نتيجة الضربات الإسرائيلية المستمرة لمحور إيران ووكلائها". 


وأشار إلى أن "النظام السوري اعتقد حتى وقت قريب أن الأمور تسير لصالحه. فقد طبع علاقاته مع مصر وبعض دول الخليج الكبرى، بينما حقق دبلوماسيو إيران تقدمًا في المنطقة. كما دفعت إيران ميليشياتها في العراق واليمن لمهاجمة إسرائيل، معتقدةً أن إسرائيل معزولة". 


وأضافت الصحيفة العبرية: "النظام السوري يبدو الآن في موقف عاجز، بعد أن فقد الدعم الحاسم من حزب الله، الذي تضرر بشدة من الضربات الإسرائيلية، وكذلك تراجع الدعم الروسي مع تركيز موسكو على أوكرانيا. هذا يترك النظام مكشوفًا في مواجهة ضربات محتملة قد تكون الأشد منذ سنوات، خصوصًا مع احتمال أن توجه هيئة تحرير الشام ضربة قاسية لنظام بشار الأسد". 


وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل لم تكتفِ بقصف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان لمنع حزب الله من إعادة التسلح، بل قتلت الآلاف من مقاتلي الحزب، ودمرت قيادته المركزية. ونتيجة لذلك، يجد النظام السوري نفسه معزولًا إلى حد كبير". 


وتابع التحليل أن "الأزمة في حلب قد تضطر النظام إلى سحب دفاعاته من مناطق أخرى في البلاد، ما قد يمنح تنظيم داعش فرصة للتحرك أو يدفع الميليشيات العراقية إلى التوسع داخل سوريا. وهذا قد يشكل تهديدًا مباشرًا لمرتفعات الجولان والقوات الأمريكية المتمركزة في سوريا، كما حدث في الماضي. يأتي هذا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتسلم رئيسها الجديد دونالد ترامب، الذي سعى سابقًا لسحب القوات الأمريكية من سوريا". 


وخلص التحليل إلى أن "ما بدأ في 7 أكتوبر بهجوم حماس وتحريك إيران لميليشياتها في حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، قد يتحول إلى كارثة استراتيجية ضد إيران نفسها".


انشغال حلفاء الأسد فتح الباب أمام المعارضة وداعميها للتقدم في سوريا 


قال تحليل نشرته شبكة CNN إن "بقاء النظام في دمشق رغم كل التحديات التي واجهها منذ بداية ما يُعرف بـ "ثورات الربيع العربي" عام 2011 بدا وكأنه إنجاز بحد ذاته. لكن هذا الانطباع بالنصر كان مجرد وهم، انهار فجأة بعد أن شنت المعارضة، بقيادة جبهة النصرة سابقًا – هيئة تحرير الشام حاليًا – هجومًا من محافظة إدلب. وفي غضون 72 ساعة فقط، تمكنت من اختراق مركز حلب". 


وأضاف التحليل أن "هناك لحظات عديدة بدا فيها أن بقاء نظام بشار الأسد محل شك. عندما اجتاحت ثورات الربيع العربي المنطقة وأطاحت بحكام مستبدين في تونس ومصر وليبيا، واندلعت احتجاجات شعبية واسعة في اليمن والبحرين وسوريا، توقع البعض نهاية حكم عائلة الأسد. لكن حلفاء النظام – إيران وحزب الله وروسيا – تدخلوا لإنقاذه". 


وتابع التحليل أنه "خلال السنوات الأخيرة، بدا الصراع في سوريا وكأنه مجمد في مكانه، حيث استمر القتال بين نظام يوصف بـ "الفاسد والوحشي" ومعارضة غالبًا ما توصف بـ "المنقسمة والمتطرفة". بينما بدأ بشار الأسد في استعادة احترامٍ مشكوك فيه من الأنظمة العربية، التي قدمت دعمًا شكليًا بعد أن كانت قد نبذته في السابق". 


وأشار التقرير إلى أن "الكثيرين توقعوا اقتراب الحرب الأهلية السورية من نهايتها بانتصار بشار الأسد. إلا أن الواقع على الأرض يُظهر أن أجزاء كبيرة من سوريا ما زالت تحت سيطرة ميليشيات كردية مدعومة من الولايات المتحدة وفصائل سنية مدعومة من تركيا. في حين حافظ حزب الله وإيران وروسيا على دعمهم للنظام، واستمرت الولايات المتحدة في السيطرة على مناطق في شرق سوريا، بينما نفذت إسرائيل غارات جوية متكررة حيثما رأت ذلك مناسبًا. حتى تنظيم داعش، رغم هزيمته، لا يزال قادرًا على تنفيذ هجمات مباغتة". 


وفسر التحليل "تراجع قوة النظام السوري بانشغال حلفائه الرئيسيين – روسيا وإيران وحزب الله – بظروف ضاغطة. حيث قام حزب الله بسحب معظم قواته إلى لبنان بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وركزت روسيا على حربها في أوكرانيا التي أصبحت أولويتها القصوى. بينما تعرضت مستشارو إيران وقواعدها في سوريا لهجمات مستمرة من قبل إسرائيل على مدار العام الماضي". 


واختتم التحليل بالقول إن "عائلة الأسد نجحت منذ عام 1971 في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية مرارًا وتكرارًا. لكن لا شيء يدوم للأبد – لا الأنظمة ولا القادة. فكل شيء مصيره الزوال في النهاية".


حصار الأسد قد يضطره لتقديم تنازلات وقبول التسوية 


أشار تحليل نشرته صحيفة فايننشال تايمز إلى أن استمرار الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، وانهيار الدولة وإفلاسها، بالإضافة إلى تشتت داعمي النظام - روسيا وإيران وحزب الله - بسبب صراعاتهم الخاصة، دفع الأسد لاتخاذ موقف حذر، وكأنه يراهن على عامل الوقت. 


وأضاف التحليل: "على مدى أكثر من عام، وبينما تنتشر الصراعات بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران في أنحاء الشرق الأوسط وصولًا إلى داخل سوريا، ظل الرئيس السوري بشار الأسد صامتًا بشكل لافت. إلا أن الهجوم المفاجئ الذي شنه (مسلحو المعارضة)، والذين تمكنوا من السيطرة على حلب خلال 48 ساعة فقط، كشف عن حالة عدم الاستقرار في سوريا، وهشاشة سيطرة الأسد على بلاده، وحجم المعارضة لحكمه." 


وذكر التحليل أن "الإحباط واليأس في سوريا بعد 13 عامًا من اندلاع الحرب الأهلية، قد امتدا إلى صفوف الجيش. فاقتصاد سوريا ظل على حافة الانهيار لسنوات، بسبب الديون غير المدفوعة لداعمي النظام الأجانب، والعقوبات الغربية، بالإضافة إلى انهيار النظام المصرفي في لبنان، الذي كان لفترة طويلة ملاذًا لرجال الأعمال السوريين." 


وتابع التحليل: "ساهم ازدراء عائلة الأسد لمعاناة السوريين وجشعها في انتشار السخط بين أوساط المجتمع السوري، بما في ذلك الموالين من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد. كما عمّق هذا الإحساس باليأس رفض النظام تقديم أي تنازلات مع خصومه، رغم محاولات روسيا دفعه نحو الانخراط في عملية سياسية." 


وأشار التحليل إلى أن "الأسد لطالما اعتبر التنازلات علامة ضعف، لكن الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام أكد اعتماده الكبير على روسيا وإيران والمجموعات المرتبطة بإيران، إلى جانب الدور البارز للقوى الأجنبية في سوريا". وأضاف أن "تركيا، رغم أنها قد لا تكون وافقت صراحة على الهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام، إلا أن هذا الهجوم يخدم مصالحها وربما يمنح أنقرة نفوذًا أكبر في أي مفاوضات مستقبلية." 


وأضاف التحليل أن "الدول العربية حاولت إعادة إدماج الأسد عبر إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية العام الماضي لأول مرة منذ 2011، على أمل انتزاع تنازلات منه تتعلق بتهريب المخدرات وتهيئة بيئة آمنة لعودة اللاجئين. إلا أن دمشق لم تحقق تقدمًا يُذكر في أي من هذين الملفين." 


وخلص التحليل إلى أنه "مع استمرار حصار الأسد، قد يكون الحل الدبلوماسي خياره الوحيد للخروج من الأزمة، رغم رفضه لذلك لسنوات. كما يبدو أنه لا يستطيع تجنب تقاسم السلطة مع المعارضة، وهو ما قد يمثل نهاية نظامه."


الأسد في مأزق بين إنهاء التحالف مع طهران وبين العقوبات الدولية


نشرت صحيفة Long War Journal التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، تحليلاً ذكرت فيه أن "الأسد يواجه الآن معضلة حاسمة: بين قطع العلاقات مع طهران بحثًا عن تخفيف العقوبات وإمكانية إعادة الاندماج في المجتمع الدولي، أو البقاء معتمدًا على إيران مع خطر مزيد من العزلة". 


وأوضح التحليل أن "طهران تعتبر تحالفها مع نظام الأسد ركيزة أساسية لطموحاتها الاستراتيجية، حيث يتجاوز دعمها حدود الخطابات. فقد أكدت دعمها غير المشروط للرئيس السوري بشار الأسد وأدانت الهجمات بوصفها 'عدوانًا من عناصر إرهابية'. كما زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دمشق في الأول من ديسمبر لنقل دعم المرشد الأعلى علي خامنئي المستمر للنظام السوري". 


وأشار التحليل إلى أنه "قبل عام واحد فقط، كانت الجمهورية الإسلامية في موقع الهجوم، حيث استخدمت وكلاءها لشن هجمات منسقة على إسرائيل من ست جبهات لإظهار نفوذها الإقليمي. لكن الديناميكيات تغيرت الآن، بعد أن أضعفت العمليات الإسرائيلية حماس وحزب الله، وشن المتمردون السوريون المدعومون من تركيا حربًا شرسة ضد الأسد، إلى جانب استهداف الولايات المتحدة لقواعد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا". 


وأضاف التحليل أن "عودة التطرف السني يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى سياسات إيران الطائفية. فبعد تهدئة الحرب الأهلية السورية في 2016، بدأت إيران جهودًا لإعادة تشكيل التركيبة السكانية، مما أدى إلى تهجير المجتمعات السنية لتعزيز الهيمنة الشيعية". 


كما لفت إلى أن "هذه التصعيدات تأتي في وقت حساس لطهران. فالحملة العسكرية الإسرائيلية عقب هجمات 7 أكتوبر قضت على حماس وأضعفت حزب الله بشكل كبير، أهم وكلاء إيران. ورغم تأكيد قادة الحزب أن النظام السوري قادر على صد 'مسلحي المعارضة' دون الحاجة إلى دعمهم، تشير تقارير إلى أن حزب الله قد يتجنب التدخل المباشر بسبب خسائره الأخيرة". 


وتابع التحليل أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون تقديم حوافز لإبعاد الأسد عن طهران. شملت المباحثات بين واشنطن والإمارات اقتراحات لرفع العقوبات إذا قلّص الأسد مسارات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله. كما أكدت إسرائيل أنها لا تهتم بالديناميكيات الداخلية لسوريا، لكنها ربطت أي دعم بخروج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، بعد مزاعم عن طلب الأسد مساعدة إسرائيل ضد قوات المعارضة". 


وخلص التحليل إلى أن "تحالف الأسد مع طهران واعتماده عليها أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويبدو بشدة أنه غير قابل لتحقيق نتائج إيجابية".


الدبلوماسية الدولية: هل ستُنهي الحرب في غزة!


قال تحليل نشره معهد واشنطن إن "التطبيق الذكي لفن إدارة الدولة أنتج وقف إطلاق النار في لبنان، وخلق الآن فرصة لإنهاء الحرب في غزة. كما أن العلاقات الشخصية ضرورية للدبلوماسية الناجحة، خاصة في الشرق الأوسط".


وأعتبر التحليل أن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي توسط فيه مبعوث الرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين، إنجازًا مهمًا. يعكس دروسًا في الدبلوماسية وفن إدارة الدولة. وهذه الدروس يمكن تطبيقها على غزة والشرق الأوسط الأوسع من قبل إدارة بايدن في أيامها المتبقية، وكذلك من قبل إدارة ترامب القادمة".


وأوضح التحليل أن "استخدام القوة العسكرية دون ارتباطها بنتيجة سياسية قابلة للتحقيق محكوم عليه بالفشل. فالقوة أداة وليست غاية بحد ذاتها. واستخدام إسرائيل للقوة مهّد الطريق للدبلوماسية من خلال إضعاف حزب الله بشكل كبير. بعد أن فرض حزب الله عليها حربًا محدودة لمدة عام تقريبًا".


وأضاف التحليل أن "إدارة بايدن أدركت أن الإنجازات العسكرية لإسرائيل خلقت فرصة للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله من خلال الحكومة اللبنانية. بعد ضعف حزب الله وتجنب إيران مزيدا من الخسائر وسعيها لإنهاء الحرب".


وأشار التحليل إلى أن "المفاوضات نجحت في لبنان لأن إسرائيل كانت تمتلك أهدافًا سياسية واضحة ومحدودة وقابلة للتحقيق. عندما فهم الإسرائيليون أنهم لا يمكنهم القضاء على حزب الله؛ وكان هدفهم ضمان ألا تكون هناك قوات لحزب الله جنوب نهر الليطاني، وألا يتمكن من إعادة التسلح هناك بسهولة".


ولفت التحليل إلى ان "إسرائيل ارتكبت في غزة نفس الخطأ الذي ارتكبته إدارة جورج بوش في العراق وأفغانستان، حيث فشلت منذ البداية في ربط عملها العسكري بأهداف سياسية قابلة للتحقيق. فقد تمكنت من تدمير وهزيمة حماس ولكن ليس القضاء عليها".


وأردف التحليل أنه "يتعين على إسرائيل أن تتجنب الفراغ في غزة الذي يمكن أن تعود حماس من خلاله، أو البقاء إلى أجل غير مسمى، مما يعني ظهور تمرد. ويجب عليها الآن التركيز على تحقيق نتيجة دبلوماسية. مضيفًا أن "الخيار الأكثر قابلية للتطبيق هو إدارة مشتركة مؤقتة تكون الإمارات جزءًا منها لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين".


وخلص التحليل إلى أن "ترامب سيحتاج إلى التحرك العاجل للاستفادة من رأسماله السياسي مع السعوديين والإسرائيليين إذا كان يأمل في التوصل إلى اتفاق. وإن استطاع ذلك، فإن هذا الانجاز السعودي الإسرائيلي من شأنه أن يحول الشرق الأوسط، ويخلق تحالفًا لمواجهة التهديدات الإيرانية ويعزز الاستقرار والتقدم في المنطقة."


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا