التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: جنوب اليمن بين احتفالات الاستقلال وتحديات الأمن والسياسة

رئيس مجلس القيادة يزور واحة شهداء دولة الإمارات العربية المتحدة، 4 ديسمبر 2024 (الموقع الرسمي للعليمي)

06-12-2024 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

حصاد الأسبوع (30 نوفمبر - 6 ديسمبر)


شهد الأسبوع المنصرم تطورات بارزة في جنوب اليمن، حيث جدد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامه بتحقيق استقلال الجنوب، مؤكداً أهمية استعادة الدولة الجنوبية بحدودها قبل 1990، وذلك في خطاب مكتوب بمناسبة الذكرى الـ57 لاستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا. وفي ذات السياق، نظّم المجلس احتفالات متعددة بهذه المناسبة وسط تصاعد المطالب الشعبية بتحسين الظروف المعيشية.


سياسيا، زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي دولة الإمارات العربية المتحدة، قال الإعلام الرسمي التابع له، أنها زيارة رسمية سيلتقي خلالها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد لإجراء مباحثات "حول مستجدات الوضع اليمني، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وآفاقها الواعدة على مختلف المستويات".


لكنّ مصادر مطلعة أكدت لمركز سوث24 أنّ العليمي عاد إلى الرياض دون أن يتمكن من لقاء نظيره الإماراتي.


وقال الموقع الرسمي للعليمي، مساء أمس الخميس، أن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومعه عضو المجلس عثمان مجلي، غادرا العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد زيارة رسمية استغرقت عدة أيام." ولم يشر الموقع للقاءات رسمية جرت مع مسؤولي الصف الأول من دولة الإمارات.


على الصعيد الأمني، اعتقلت قوات دفاع شبوة خلية حوثية خططت لزعزعة الاستقرار بالمحافظة، بينما شهدت أبين عمليات ضد تنظيم القاعدة أسفرت عن خسائر للطرفين. وفي تعز، أدى قصف بطائرة مسيرة حوثية إلى سقوط 14 مدنيًا بين قتيل وجريح. 


كما أعلنت قوات العمالقة الجنوبية تصديها لعدة هجمات للحوثيين على منطقة شمير مقبنة بمحافظة تعز، مؤكدة استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة والمدفعية في الهجوم الذي أُحبط بنجاح. وفي محافظة لحج، أعلنت القوات الجنوبية أنها اشتبكت مع الحوثيين بالمدفعية لمدة ساعتين، الجمعة، في جبهة القرين بمديرية المسيمير، وأفشلت الهجوم.


وفي المخا نظمت المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح حفلا خطابيا في ذكرى ما تصفها "انتفاضة الثاني من ديسمبر"، التي اغتيل فيها الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين.


وكان من الجدير ملاحظته، مشاركة حزب الإصلاح في الفعالية إلى جانب حزبي التجمع الوحدوي وحزب الرشاد اليمنيين، ورئيس البرلمان اليمني المنتهية ولايته، سلطان البركاني.


دوليًا، صنّفت دولة كندا الحوثيين كمنظمة إرهابية، مشيرة أن الجماعة ساهمت في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال العديد من الهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر. في الوقت ذاته أدانت لجنة العقوبات الأممية في مجلس الأمن الانتهاكات المستمرة للقانون الإنساني في اليمن.


وفي البحر الأحمر، أعلنت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي "أسبيدس" عن إنقاذ طاقم سفينة الشحن "إم في إي إس إيه ستار" التي ترفع علم بنما بعد تعطلها، على بعد 100 ميل بحري من ميناء الحديدة. وتضاربت التقارير حول الحادث، حيث أُشير إلى انفجار داخلي في غرفة المحرك دون تأكيد ارتباطه بالتصعيد الحوثي في المنطقة.


إلى ذلك أعلن زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، أن جماعته استهدفت منذ 23 نوفمبر العام الماضي، (211) سفينة. مضيفا إلى أنهم في هذا الأسبوع شنوا "عملية كبيرة وواسعة.. استهدفت سفنا أمريكية حربية عدة".


والاثنين، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، تصدي مدمرتين أمريكتين (يو إس إس ستوكديل) و (يو إس إس اوكين) لهجوم مسلح لمليشيا الحوثي، أثناء عبورهما خليج عدن في في الفترة من 30 نوفمبر – 1 ديسمبر.


وفي تطور محلي آخر، ضبطت جمارك عدن أجهزة متطورة لتتبع السفن، يُعتقد أنها كانت موجهة للحوثيين في ظل تصاعد التهديدات للملاحة الدولية بالبحر الأحمر.


التفاصيل...


القوات الجنوبية تنجح في صد هجمات لتنظيم القاعدة في أبين


شهدت محافظة أبين ، جنوب اليمن، اشتباكات مسلحة بين القوات الجنوبية وتنظيم القاعدة، الثلاثاء الماضي (3 ديسمبر) والأحد (1 ديسمبر)، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، فيما تعرضت القوات الجنوبية لبعض الخسائر، بحسب مصادر عسكرية.


وقال موقع القوات الجنوبية إن عناصر تنظيم القاعدة استهدفت مواقع عسكرية للقوات الجنوبية في منطقة الكسارة بوادي عومران، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم، كما استشهد جندي من اللواء الثالث دعم وإسناد أثناء تأديته واجبه العسكري.


وقال المتحدث باسم القوات الجنوبية العقيد محمد النقيب إن التنظيم المتطرف تكبد خسائر فادحة منذ انطلاق عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب في محافظتي أبين وشبوة. وأكد النقيب أن القوات الجنوبية نجحت في تدمير البنية التحتية لتنظيم القاعدة والسيطرة على معسكراته الرئيسية بما في ذلك معسكر وادي عومران.


وفي حادث منفصل، أحبطت القوات الجنوبية هجوما إرهابيا شنته عناصر تنظيم القاعدة في وادي عومران الأحد الماضي (1 ديسمبر). وأفادت مصادر ميدانية عسكرية بأن قوات اللواء الثاني دعم وإسناد تمكنت من صد الهجوم، وإجبار المسلحين على الانسحاب بعد أن تكبدوا فيها خسائر فادحة.


وفي حادث آخر، الأحد، أصيب خمسة جنود من القوات الجنوبية بانفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة عسكرية في مديرية مودية بمحافظة أبين، بحسب المصادر ذاتها.


وفي سياق منفصل، قالت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر "أسبيدس" في بيان نشرته على فيسبوك الخميس، إن طاقم سفينة الشحن "إم في إي إس إيه ستار" التي ترفع علم بنما، تم إنقاذهم في البحر الأحمر بعد إرسال إشارة استغاثة.


ونقلت وكالة رويترز عن أسبيدس قولها إن "طاقم السفينة اضطر إلى مغادرة السفينة" بعد أن أفادت بوجود مياه جارية في غرفة المحرك. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني بحري قوله إن "السفينة واجهت مشاكل في المحرك"، فيما أفاد مصدر آخر بوقوع "انفجار داخلي".


وقالت المصادر إن السفينة كانت على بعد نحو 100 ميل بحري من ميناء الحديدة في اليمن عندما طلبت المساعدة.


ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحادثة مرتبطة بعمليات الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يشنون هجمات على ممرات الشحن الدولية بالقرب من اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فيما يزعمون أنه دعم للفلسطينيين.



جمارك عدن تضبط أجهزة متطورة لتتبع السفن وتحليل البيانات الملاحية


أعلنت مصلحة الجمارك في المنطقة الحرة بعدن، الاثنين، ضبط 11 جهازاً، بينها أجهزة استقبال السفن وأجهزة مراقبة، ذات استخدامات استراتيجية في المجالات الأمنية والدفاعية.


وأوضح مصدر في مصلحة الجمارك، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن المضبوطات تمت خلال تفتيش روتيني، وشملت 10 أجهزة استقبال للسفن وجهاز لمراقبة الطيف اللاسلكي للكشف عن الإشارات.


وأضاف المصدر أن هذه الأجهزة تستخدم لتحليل إشارات الرادار، وتحديد مصادر التداخل والاختراق، واختبار أنظمة اتصالات الطائرات، وتحليل إشارات الملاحة، ما يجعلها حساسة واستراتيجية بطبيعتها.


ولم يوضح البيان الرسمي مصدر هذه الأجهزة ووجهتها النهائية. لكن مصدرا أمنيًا رفيعًا في عدن رجح ل"مركز سوث24" بأن الأجهزة كانت متوجهة لميليشيا الحوثي، التي تشن حملة لاستهداف السفن في مضيق باب المندب منذ عام.


وأظهرت إحدى الصور صندوقا من الورق المقوى لجهاز استقبال AIS Cypho-150)، تم تصنيعه بواسطة AMEC ، وهو جهاز يستخدم لاستقبال إشارات نظام التعرف التلقائي (AIS)، وفقًا لبحث أجراه "مركز سوث24".


AIS هي تقنية اتصالات بحرية تستخدم لتبادل المعلومات بين السفن ومحطات المراقبة الساحلية والموانئ، بهدف تحسين السلامة البحرية وتجنب الاصطدامات.


يرسل النظام ويستقبل بيانات مثل موقع السفينة والسرعة والاتجاه واسم السفينة وغيرها من المعلومات ذات الصلة.



14 ضحية بقصف حوثي على مدرسة في تعز


قالت مصادر إعلامية إن ستة مدنيين قتلوا، الأحد، وأصيب ثمانية آخرون في قصف نفذته طائرة مسيرة تابعة للحوثيين في مديرية مقبنة بمحافظة تعز شمال اليمن.


وذكر موقع "2 ديسمبر" أن القصف استهدف مدرسة وسط سوق محلي في قرية البومية التابعة إداريًا لمديرية مقبنة، والمحاذية لمديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.


وأظهرت صور تداولها نشطاء ومواقع إخبارية جثث الضحايا الستة الملطخة بالدماء. وحتى الآن، لم يعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم الطائرات بدون طيار أو ينكرونه.


ولاحقا أدانات سفاراتي كل من واشنطن وباريس لدى اليمن، الهجوم الحوثي. 


وشهدت مديرية مقبنة في تعز العديد من الحوادث المماثلة خلال السنوات الماضية التي قتل أو جرح فيها عشرات المدنيين.


وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، قتل ثمانية مدنيين وجرح تسعة آخرون جراء قصف الحوثيين بصاروخ باليستي استهدف مدرسة في منطقة ضمين بريف مديرية مقبنة.


لكن في أغسطس/آب 2023، أعلن الحوثيون مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة 14 آخرين، بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال، في هجوم صاروخي وقصف مدفعي على منطقة الأخدوع بمديرية مقبنة. واتهم الحوثيون القوات الموالية للحكومة اليمنية بتنفيذ الهجوم.



المجلس الانتقالي الجنوبي يجدد التأكيد على أهداف استقلال الجنوب 


جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، السبت، التزامه بمواصلة العمل بلا كلل لتحقيق استقلال جنوب اليمن وعودة دولته إلى الوضع الذي كان قائما قبل الوحدة اليمنية عام 1990.


جاء ذلك في خطاب مكتوب، بمناسبة الذكرى ال57 لاستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963.


وقال الزبيدي في الخطاب: "في مثل هذا اليوم قبل 57 عاما في عاصمتنا عدن أشرقت شمس الحرية وأول استقلال وطني جنوبي على أراضي وطننا الحبيب".


"بكل فخر نتذكر تلك التضحيات العظيمة التي قدمها الثوار [..]، ونجدد العهد بأننا سنواصل الجهود [..] حتى تتحقق تطلعات شعبنا في استعادة دولته الحرة المستقلة بحدودها التاريخية المعترف بها إقليميا ودوليا قبل 21 مايو 1990".


وفي العاصمة عدن، نظم المجلس الانتقالي الجنوبي احتفالا بالمناسبة. 


وقال رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية، علي الكثيري، خلال الحفل: "شعبنا لن يقبل بعودة القوى التي تحاول إحياء نفسها واستعادة نفوذها في الجنوب".


ومن المحتمل أن يكون تصريح الكثيري هذا إشارة إلى الأحزاب السياسية اليمنية، وأبرزها حزب الإصلاح، الذي شكّل مؤخرا "التكتل السياسي الوطني اليمني" في عدن تحت رعاية المعهد الوطني الديمقراطي ومقره الولايات المتحدة.


وفي محافظة لحج، نظم المجلس الانتقالي الجنوبي احتفالا آخر في مديرية حالمين.


ودعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فرج البحسني إلى استثمار الذكرى لتحقيق المزيد من التماسك والتقارب بين الجنوبيين، من أجل تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية.


كما ألقى مسؤولون آخرون في المجلس الانتقالي الجنوبي خطابات عامة بهذه المناسبة، موجهة إلى السكان المحليين الذين يعانون من حالة غير مسبوقة من تدهور أوضاعهم بسبب الانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات وارتفاع الأسعار.


وقدم مسؤولون شماليون بارزون التهاني بمناسبة عيد استقلال الجنوب.


ووصف رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر بأنه "يوم خالد". 


وقال عضو المجلس الرئاسي طارق صالح: "يوم جلاء المستعمر في 30 تشرين الثاني/نوفمبر هو نقطة تحول في التاريخ العربي..، انتصرت فيها قيم النضال في الجنوب بعد انتصارها في الشمال بسقوط الإمامة".


وفي تطور آخر، تم اعتقال خلية حوثية في محافظة شبوة، إلى الشرق من العاصمة عدن. 


وقالت قوات دفاع شبوة، السبت، إنها اعتقلت خلية حوثية على أطراف مدينة عتق في عملية نفذتها بعد تلقيها معلومات استخباراتية.


وقالت القوات في بيان إن الخلية كانت تخطط لتنفيذ أعمال تستهدف أمن واستقرار المحافظة. وشملت العملية محاصرة موقع الخلية والاشتباك مع أعضائها واعتقالهم. وقالت القوات إنه تم العثور بحوزتها على شعارات حوثية معارضة للتحالف العربي والقوات الشرعية.


كما تضمن البيان تحذيرا شديد اللهجة قائلا: "نحذر بشدة أي طرف يسعى إلى زعزعة استقرار المحافظة أو تقويض أمنها".


وفي الأشهر الأخيرة، أعلنت القوات الجنوبية اعتقال خلايا مماثلة مرتبطة بالحوثيين في محافظات جنوبية أخرى، بما في ذلك عدن ولحج والضالع.


ويرى محللون أن تصاعد نشاط الحوثيين في الجنوب قد يكون مرتبطا بتحالف غير معلن مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. كما أشارت التقارير الأخيرة، بما في ذلك تقرير لمجلس الأمن الدولي لعام 2024 الصادر عن فريق الخبراء المعني باليمن.


حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية من مركز سوث24 لتغطية التطورات في الملف اليمني. 

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا